بوابة الحركات الاسلامية : "من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية (طباعة)
"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
آخر تحديث: الأحد 03/04/2022 01:07 م إعداد: فاطمة عبدالغني
من يتصدى للمشروع
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم  3 أبريل 2022.

البيان: «هدنة اليمن».. ارتياح واسع في الشارع ومخاوف من تلاعب الحوثيين

استقبل الشارع في اليمن إعلان الأمم المتحدة عن هدنة مدتها شهران والتي دخلت حيز التنفيذ، السبت، تشمل تسيير رحلات تجارية من مطار صنعاء، وتدفّق الوقود وفتح الطرق إلى مدينة تعز، بفرحة وابتهاج كبيرين وآمال عراض في أن تكون الهدنة تمهيداً للتوصّل إلى اتفاق سلام يوقف الحرب، وينهي معاناة الملايين، إلا أن الكثيرين أعربوا عن مخاوفهم من تلاعب ميليشيا الحوثي، وإمكانية إفساد الفرحة، التي عمّت مختلف أرجاء اليمن وانقلابها على اتفاق الهدنة على غرار ما حدث في مرات سابقة. 

وقال عبد العزيز السقاف وهو موظف حكومي، إنه يأمل كثيراً بنجاح هذه الهدنة، لأنها ستسهم بشكل كبير في التخفيف من سوء الأوضاع المعيشية والصحية في اليمن، وأنها ستكون بداية لبدء حوار جدي بين أطراف الحرب التي أنهكت الناس الذين يتمنى جلهم تحقيق السلام. بدوره، أبدى مراد عبدالله وهو عامل يومي، مخاوف جدية من مغبة إقدام ميليشيا الحوثي على إفشال الهدنة، على غرار ما فعلت من قبل في اتفاق استوكهولم بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة. وأضاف عبدالله لـ«البيان»: «الهدنة خطوة جيدة، لكنني لا أثق بنجاحها، عند تطبيق الهدنة سيعمد الحوثيون إلى صنع العقبات والتفسيرات المختلفة، ما يتسبب في فشلها»، مشيراً إلى أن أكبر عقبة ستواجه الأمم المتحدة ونجاح الهدنة هو فتح الطرقات إلى تعز المحاصرة منذ سبعة أعوام، والطرق التجارية الرابطة بين محافظة إب ومحافظة عدن.

ويرى عمار عبد الله أن استقبال شهر رمضان المبارك بالهدنة وتوقف العمليات العسكرية لمدة شهرين، وفتح مطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، تعتبر كلها مؤشرات جيدة وعلامات إيجابية على القناعة، التي ترسّخت بوجوب إنهاء الحرب، داعياً كل القوى والناشطين إلى مساندة الهدنة، والعمل على إنجاحها، لأنّ المستفيد هو المواطن اليمني العادي، الذي يعاني من نقص الوقود وإغلاق الطرقات، ووقف الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء.

من جهته، أكد قائد المقاومة الوطنية، رئيس المكتب السياسي، العميد طارق محمد عبدالله صالح، وقوفه مع أي إجراء يهدف إلى التخفيف من معاناة اليمنيين ويخدم مصالحهم، مضيفاً: «كل إجراء يخفف معاناة الناس ويخدم مصالح المواطنين، فإننا نقف معه ونؤيده، معركتنا مع الحوثي هي بالأساس دفاعاً عن الناس ودولتهم ومؤسسات خدمتهم الوطنية».

كما رحب علي الكثيري الناطق باسم المجلس الانتقالي بالهدنة، مردفاً: «استجابة للوضع الإنساني الملح، ودعماً لجهود مجلس التعاون الخليجي والجهود الأممية من أجل السلام والاستقرار، نرحب بإعلان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة هدنة لمدة شهرين، مؤكدين وقف إطلاق النار في جميع خطوط التماس، داعين إلى انتهاز هذه الفرصة لسلام دائم».

الإمارات تدعم هدنة اليمن

رحبت الإمارات بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، بدء هدنة ووقف أشكال العمليات العسكرية كافة في اليمن وعلى الحدود السعودية اليمنية ابتداء من أمس وسط ترحيب عربي ودولي.

وأعربت الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن ترحيبها بإعلان الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية في اليمن قبول الهدنة، مؤكدة دعمها الجهود كافة التي يبذلها المبعوث الخاص لتعزيز آفاق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.

وأكدت الإمارات الدور المحوري الذي تقوم به المملكة العربية السعودية الشقيقة في تحقيق الاستقرار والأمن لليمن، مجددة التزامها الوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار، في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.

وكانت قيادة القوات المشتركة للتحالف قد رحبت في وقت سابق بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن وإعلان الحكومة اليمنية بدء هدنة مدة شهرين اعتبارا من أمس.

خفض التصعيد

وصرح الناطق الرسمي باسم قوات التحالف «تحالف دعم الشرعية في اليمن»، العميد الركن تركي المالكي، بأن قيادة القوات المشتركة للتحالف ترحب بإعلان بدء هدنة يتم من خلالها وقف أشكال العمليات العسكرية كافة في الداخل اليمني وعلى الحدود السعودية - اليمنية وبحسب الترتيبات التفصيلية والمعلنة من المبعوث الخاص وبرعاية الأمم المتحدة لتوفير البيئة والأرضية المناسبة لخفض التصعيد والوصول إلى تسوية سياسية للنزاع بين الأطراف اليمنية وتحقيق السلام الشامل.

وأوضح أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ترحب وتدعم إعلان الحكومة اليمنية قبولها للهدنة المعلنة برعاية الأمم المتحدة، كما تثمن جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في إعلان الهدنة، والتي تأتي في سياق المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل والمعلنة في مارس 2021، وإعلان التحالف وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني والذي جاء استجابة لدعوة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وفي السياق ذاته عبّرت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بإعلان غروندبرغ بدء هدنة يتم فيها وقف أشكال العمليات العسكرية كافة بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية - اليمنية.
وتؤكد المملكة ترحيبها ودعمها لإعلان الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية في اليمن قبول الهدنة، وتثمن جهود المبعوث الخاص في إعلانها، والتي تأتي بالتماشي مع المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل والمعلنة في شهر مارس 2021م.

من جهتها، أكدت الخارجية الكويتية ترحيبها بالتوصل إلى هدنة ووقف العمليات العسكرية مدة شهرين في الداخل اليمني وعلى الحدود اليمنية السعودية حسب الترتيبات التفصيلية المعلنة من المبعوث الخاص وبرعاية الأمم المتحدة. ولفتت إلى دعم الكويت الكامل للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية، مثمنة الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام لليمن في التوصل إلى هذه الهدنة. بدورها، ثمنت الخارجية البحرينية جهود التهدئة بما يحقق أمن وسيادة اليمن وطموحات شعبه الشقيق والاستقرار في المنطقة.

وأعربت عن ترحيب المملكة بإعلان التوصل إلى هدنة يتم فيها وقف العمليات العسكرية كافة.

كما أشادت بتجاوب قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن والأطراف اليمنية مع مساعي المبعوث الأممي، والتي تأتي في سياق المبادرة التي أعلنت عنها السعودية في مارس 2021 لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول لحل سياسي شامل. وأعربت عن أملها أن تشكل هذه الخطوة المهمة فرصة لوقف الحرب في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة بين الأطراف اليمنية، وعودة الأمن والاستقرار والسلام إلى اليمن بما يلبي تطلعات شعبه ويحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.

مباحثات إيجابية

أما الخارجية العُمانية فقد رحبت بالإعلان عن الهدنة، مشيدة بالمباحثات الإيجابية التي أجراها المبعوث الأممي في زياراته الأخيرة إلى مسقط.

وأكدت سلطنة عُمان استمرار مساعيها مع الأمم المتحدة والأطراف المعنية بهدف إنهاء الحرب والتوصل إلى التسوية السياسية الشاملة. بدورها، رحبت قطر بإعلان الأمم المتحدة توافق أطراف النزاع في اليمن والهدنة مدة شهرين، قابلة للتجديد بموافقة الأطراف.

وأعربت وزارة خارجيتها في بيان عن تطلع قطر إلى أن تمهد الخطوة لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، وانخراط جميع الفاعلين في المشهد اليمني - بدعم من المجتمع الدولي - في المسار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية، من أجل تحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن والاستقرار والازدهار. كما أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، أن صدور هذا الإعلان يأتي تأكيداً على الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأزمة اليمنية، مثمناً جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في إعلان الهدنة، والتي تأتي في سياق المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل، والمعلنة في مارس 2021م، وكذلك الاستجابة السريعة من قبل التحالف العربي لوقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني، والتي ستثمر تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن الشقيق.

وفي السياق ذاته، رحبت الجزائر، بالهدنة المعلنة وجاء في بيان لوزارة خارجيتها: «إثر صدور بيان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن والذي أعلن فيه التوصل إلى هدنة مدة شهرين في هذا البلد من بداية شهر رمضان، تعرب الجزائر عن ترحيبها بهذه المبادرة. كما تأمل أن تشكل هذه الخطوة محطة مهمة في سبيل التوصل إلى اتفاق دائم يضمن تسوية شاملة للأزمة في اليمن الشقيق». كما أضاف البيان: «وإذ تثمن الجزائر مجدداً هذه المبادرة فإنها تؤكد دعمها لكل الجهود والمبادرات الرامية إلى إيجاد حل سياسي وعلى رأسها المشاورات الحالية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية الشقيقة وكذا المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل قصد تحقيق مصالحة دائمة تحفظ وحدة اليمن واستقلاله كما تعود بالأمن والاستقرار والسلام على المنطقة كافة».

كما رحبت مصر بالإعلان، إذ عبر بيان لوزارة خارجيتها عن تطلع القاهرة إلى أن تُسهم الهدنة في دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة اليمنية، ورحّبت وزارة الخارجية الأردنية أيضاً بالهدنة، إذ أكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة، هيثم أبو الفول، أن الأردن يدعم جهود ومساعي الأمم المتحدة لحلّ الأزمة اليمنية، ويؤكد ضرورة التوصل إلى حلٍ سياسيٍ يستند إلى المرجعيات المعتمدة المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وبما يضمن وحدة اليمن الشقيق واستقراره وسلامة أراضيه وتطلعات شعبه. كما رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط؛ بالهدنة الإنسانية بالقول إن «الهدنة تستجيب لرغبة الغالبية العظمى من سكان اليمن الذين تفاقمت معاناتهم بسبب الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، مُعرباً عن تقديره لجهود الأمم المتحدة، والمبعوث الأممي لليمن، في مساعدة الأطراف على التوصل إلى الهدنة».

تخفيف المعاناة

إقليمياً، رحبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بموافقة أطراف النزاع في اليمن على بدء هدنة في اليمن، وثمنت الأمانة العامة مجدداً جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، معبرة عن الأمل أن تمكن الهدنة من التخفيف من المعاناة الإنسانية التي يتحملها الشعب اليمني وتوفير الظروف المناسبة للأطراف اليمنية من أجل خفض التصعيد والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للنزاع تحقق السلام والأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.

معالجة التدابير
 
أما دولياً، فثمن الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل في بيان ما أبدته الأطراف من استعداد لقبول الهدنة والإجراءات المصاحبة لها، بما في ذلك شحنات الوقود التي تدخل موانئ الحديدة والرحلات التجارية من وإلى صنعاء والمفاوضات لفتح طرق في تعز والمحافظات الأخرى، داعياً الأطراف المعنية إلى التواصل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة من أجل وقف دائم لإطلاق النار، ومعالجة التدابير الاقتصادية والإنسانية العاجلة واستئناف العملية السياسية. كما أكد المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، أن الهدنة التي تم الاتفاق عليها، نقطة مهمة وحاسمة لرسم مستقبل البلاد.

أفضل فرصة

من جهتها، رحبت المملكة المتحدة بإعلان الأمم المتحدة عن هدنة مدتها شهران في اليمن، موضحةً أن هذه تعد أفضل فرصة لتخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين، وتحسين استقرار المنطقة.

وقال ناطقٌ رسمي باسم وزارة الخارجية والتنمية البريطانية إن بلاده ترحب بإعلان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، التوصل إلى هدنة مدتها شهران في اليمن.

الشرق الأوسط: استبشار يمني بـ«هدنة الشهرين» رغم المخاوف من عدم التزام الحوثي

أثار الاتفاق على الهدنة الأممية المقترحة لمدة شهرين في اليمن، ارتياحاً واسعاً في الأوساط اليمنية، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، على الرغم من المخاوف من عدم التزام الميليشيات الحوثية بوقف الأعمال العدائية والهجمات؛ لا سيما باتجاه محافظة مأرب النفطية.
وفي الوقت الذي رحبت فيه الجماعة الحوثية على لسان متحدثها محمد عبد السلام فليتة بالهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي مساء الجمعة، يأمل أغلب السكان في مناطق سيطرة الميليشيات أن تنعكس الهدنة على حياتهم إيجاباً، خصوصاً مع السماح بتدفق الوقود عبر ميناء الحديدة، وعودة الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء.
وإذ أبدى السكان في صنعاء مخاوفهم من أن تقوم الميليشيات بتسخير الهدنة لمزيد من أعمال الجباية والقمع ومضاعفة القيود على الوقود، وتوسيع السوق السوداء، يأمل سكان مدينة تعز المحاصرة أن يتم الاتفاق على عمليات فتح المنافذ والطرق بشكل أسرع، لتخفيف معاناتهم المستمرة منذ 7 سنوات، بسبب الحصار المفروض على المدينة من قبل الحوثيين.
وتتضمن الهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، وقف إطلاق النار في جميع أنحاء اليمن وحدوده لمدة شهرين، ابتداء من أول رمضان الموافق الثاني من أبريل (نيسان) مع إمكانية أن يتم تجديدها بموافقة الطرفين، كما تشمل السماح بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، وتسيير رحلتين أسبوعياً من مطار صنعاء عبر وجهات محددة.
الهدنة تضمنت أيضاً السعي لفتح المنافذ والطرقات في تعز وغيرها، وهي أهم إنجاز أممي بعد «اتفاق استوكهولم» بشأن الحديدة وموانئها وإعادة الانتشار، وهو الاتفاق الذي تنصلت منه الميليشيات الحوثية لاحقاً، وفق ما تتهمها به الحكومة الشرعية والقوات الموالية لها.


مخاوف من تنصل الحوثيين
وفي حين يرى سياسيون أن الهدنة يمكن أن تهيئ لعودة المشاورات مع الجماعة الحوثية لإيجاد حل للصراع، يتوقع مراقبون يمنيون أن تكون هدنة كسابقاتها؛ حيث يرجحون أن يستغلها الحوثيون لبدء جولة جديدة من الصراع.
ويشير المتخوفون من الهدنة إلى أن الميليشيات الحوثية ستقوم باستغلال وقف النار وتوقف الضربات الجوية لنقل آلياتها وحشد عناصرها إلى مأرب، لتحسين موقفها الميداني للانقضاض على المدينة وحقول النفط والغاز في أي لحظة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول الكاتب والصحافي اليمني وضاح الجليل: «هذه الهدنة رفضها الحوثي مراراً وتكراراً؛ لأنه لم يكن بحاجة لها. كان لديه يقين راسخ بأنه قادر على حسم معاركه، وخصوصاً معركته في مأرب».
ويضيف الجليل لـ«الشرق الأوسط»: «كان آخر مشروع هدنة عُرض على الحوثي العام الماضي؛ لكن تصريحات مموليه الإيرانيين زعمت أنهم سيفطرون في مأرب، ويذوقون من تمرها، إلا أنه الآن بات بحاجة للهدنة من أجل استعادة توازنه بعد الخسائر التي تكبدها طوال الشهور الماضية، والتي لم ينتج عنها سوى فشله في اقتحام مأرب، وخسارته البشرية والمادية الهائلة، وطرده من مديريات بيحان وعين وعسيلان في شبوة، ثم ملاحقة فلوله في محيط مدينة مأرب».
وترافق هذا الانكسار الحوثي -وفق الجليل- مع «تراجع كبير في حجم إيراداته المالية التي تمول حربه وحشوده العسكرية، وهو ما دفعه لخلق أزمات اقتصادية في مناطق سيطرته، وحرمان المواطنين من الوقود والغاز والمواد الغذائية، وتحويل كل السلع الأساسية إلى السوق السوداء التي يديرها قادته ومشرفوه».
ويعتقد أن «الحاجة إلى هذه الهدنة هي حاجة حوثية في الأساس، أما المواطنون في مناطق سيطرته ونفوذه أو المدن والأرياف التي يحاصرها، فلن يحصلوا سوى على أقل القليل من المكاسب من هذه الهدنة، وهي مكاسب مؤقتة على قلتها، إن سمح بها الحوثي؛ لكن المعاناة ستستمر، والمأساة الإنسانية لن تتوقف، والحوثي سيستغل الهدنة لزيادة موارده وتجميع ميليشياته ومقاتليه، كما لن يدخر جهداً في تعطيلها إن لم تَسِر وفق مزاجه» بحسب تعبيره.
ويتساءل الجليل بالقول: «هناك سؤال مهم لا بد أن يتم طرحه عند كل هدنة مزمعة، وهو: من سيراقب تنفيذها؟ وما الضمانات لاستمرارها وعدم الإخلال بشروطها؟ وما العقوبات التي ستقع بحق من يخرقها؟». ويضيف: «كل هذه الأسئلة لا بد من أن يتم بحثها ومناقشتها، إضافة إلى ضمانات استمرارها والبناء عليها؛ وكيفية الحصول على تنازلات حقيقية من الطرف الذي انقلب على الدولة ونقض السلام المجتمعي وتسبب في كل هذا الخراب؛ لأن هدف هذه الهدنة يفترض أن يكون في سبيل الحصول على السلام، وليس الاستعداد للحرب، والإعداد لجزء آخر من المعركة، ما دام الحديث عن كونها هدنة إنسانية».


إشادات وترحيب
وبالنظر إلى تعقيد الأزمة اليمنية المزمنة، جاءت ردود الفعل الدولية والعربية وحتى اليمنية مرحبة بالهدنة؛ حيث أشاد الاتحاد الأوروبي بما أبداه الطرفان من استعداد لقبول الهدنة وما يصاحبها من إجراءات، بما في ذلك دخول شحنات وقود إلى ميناء الحديدة، وتسيير رحلات تجارية من صنعاء وإليها.
ودعا الاتحاد الأطراف المعنية إلى احترام الهدنة، والاستمرار في العمل مع المبعوث الأممي من أجل وقف دائم لإطلاق النار، واتخاذ التدابير الاقتصادية والإنسانية العاجلة، واستئناف العملية السياسية.
كما شهدت الموافقة على الهدنة إشادة وترحيباً من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وغالبية الدول العربية وفي مقدمها السعودية، فضلاً عن الثناء والترحيب الأمميين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد حض في مؤتمر صحافي جميع الأطراف اليمنية على اتخاذ الترتيبات اللازمة لدعم التنفيذ الناجح للهدنة، وتفعيل آليات التعاون دون تأخير، معرباً عن شكره لمبعوثه الخاص، هانس غروندبرغ، وأعضاء فريقه، على جهودهم الدؤوبة في سعيهم للتوصل إلى هذا الاتفاق.
وبحسب ما جاء على لسان الأمين العام، فقد وافقت الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية الهجومية داخل اليمن وعبر حدوده. واتفقت على دخول سفن الوقود إلى مواني الحديدة، وأن تباشر الرحلات الجوية التجارية عملها داخل وخارج مطار صنعاء إلى وجهات محددة سلفاً في المنطقة. كما اتفقت على الاجتماع تحت رعاية المبعوث الأممي الخاص، لفتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى في اليمن.
وأشار غوتيريش إلى إمكانية تجديد هذه الهدنة بعد فترة الشهرين بموافقة الأطراف، وقال إنها تفتح الباب أمام تلبية الاحتياجات الإنسانية والاقتصادية الملحة لليمن، وتخلق فرصة حقيقية لإعادة بدء العملية السياسية في اليمن.
ودعا غوتيريش الأطراف إلى الاستفادة من هذه الفرصة، من خلال «التعاون بحسن نية ودون شروط مسبقة» مع مبعوثه الخاص، هانس غروندبرغ، في جهوده لاستئناف عملية سياسية يمنية جامعة وشاملة، قائلاً: «يجب أن يكون الهدف النهائي تسوية سياسية تفاوضية تعالج الشواغل والتطلعات المشروعة لجميع اليمنيين».
في السياق نفسه، قال المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية، العميد الركن تركي المالكي، إن «قيادة القوات المشتركة للتحالف ترحب وتدعم إعلان الحكومة اليمنية قبولها للهدنة المعلنة برعاية الأمم المتحدة، كما تثمن جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بإعلان الهدنة، والتي تأتي في سياق المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل، والمعلنة في مارس (آذار) 2021، وإعلان التحالف وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني، والذي جاء استجابة لدعوة معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية».
وأكد المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تدعم جهود وترتيبات الأمم المتحدة لتثبيت الهدنة، وتهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية، والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية لأبناء الشعب اليمني.
من جهته، دعا البرلمان العربي الميليشيات إلى «الامتثال للهدنة واحترامها، والتعاطي مع المباحثات القائمة بشأن المقترحات حول الخطوات القادمة». كما رحب نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإعلان عن الهدنة، وقال إن ذلك «يأتي تأكيداً على الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأزمة اليمنية».

نهب الأموال العامة يفجر مواجهة بين قادة الميليشيات في صنعاء

شن قيادي بارز في الميليشيات الحوثية هجوماً قاسياً على وزير المالية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها اتهمه فيها بسرقة ملايين الريالات شهرياً من عائدات منفذ جمركي، وبتوظيف أقاربه في مواقع مختلفة في المؤسسات الحكومية، رداً على قيام الوزير بوقف موازنة المؤسسة الصحافية التي يديرها القيادي الحوثي بعد شكاوى بقيامهم بنهب مستحقات الصحافيين والتلاعب بعائدات الإعلانات والمبيعات.
وقال القيادي الحوثي عبد الرحمن الأهنومي الذي يتولى منصب رئيس لجنة العلاقات الإعلامية إن وزير مالية الانقلاب رشيد أبو لحوم «ينهب شهرياً 30 مليون ريال كعمولات من منفذ عفار الجمركي» وهو المنفذ الذي استحدثته الميليشيات في محافظة البيضاء وتفرض من خلاله على التجار دفع رسوم جمركية جديدة إلى جانب الرسوم التي تم دفعها في الموانئ عند وصول بضائعهم. (الدولار نحو 600 ريال في مناطق سيطرة الميليشيات).
وذكر الأهنومي «أن ما ينهبه الوزير من التجار مقابل إعفاءات يزيد على ذلك المبلغ أضعافاً مضاعفة» قائلاً: «يفعل ذلك كله ثم يدعي أنه يعمل على إصلاح المالية العامة للدولة».
ولم يكتفي القيادي الحوثي المتنفذ بتلك الاتهامات بل قال إن «أبو لحوم» استغل موقعه لتعيين أقاربه وأصهاره في مناصب هامة وسيادية، ووصفه بأنه «عار» على الجماعة وبأنه لص لأنه يخصص مبلغ 100 ألف إلى 150 ألف ريال يومياً لشراء نبتة «القات» ثم يأتي ليتحدث عن الإصلاحات المالية، وتنظيم الحسابات المالية وضبط المصروفات. في إشارة واضحة إلى الإجراءات التي اتخذها أبو لحوم في حق مؤسسة الثورة للصحافة التي عين الأهنومي رئيساً لمجلس إدارتها ويتهم بأنه يستولي على العائدات التجارية والموازنة المرصودة للمؤسسة وإنفاقها على نفسه بما فيها رواتب الصحافيين الذين تم استبعادهم بالكامل وإحلال عناصر الميليشيات بدلاً منهم.
وقال عاملون في المؤسسة لـ«الشرق الأوسط» إن وزير مالية الانقلابيين أوقف مخصصاتها بعد أن تبين حجم التلاعب والنهب لأموالها من قبل الأهنومي الذي ينفق العائدات لشخصه ومساعديه، حيث اشترى لنفسه سيارة على حساب المؤسسة، كما أنه يصرف لنفسه عهدة مالية شهرية بين أربعة إلى خمسة ملايين ريال إلى جانب العهد اليومية ونفقات تحركاته، كما قام بتوظيف عدد كبير من أقاربه والمنحدرين من منطقته، وأنه عندما بدأ أبو لحوم الرقابة على إيرادات المؤسسة خرج القيادي المتنفذ ليكيل له تهماً كبيرة ويصفه بألفاظ نابية ما يعكس استقواءه بموقعه كقيادي في المجلس السياسي للميليشيات.
ومنذ ما بعد الانقلاب على الشرعية عمدت ميليشيات الحوثي على تعيين قياداتها المتنفذة على رأس المؤسسات الإيرادية وهي المؤسسات التي لا تزال تصرف رواتب شهرية منتظمة إلى جانب المكافآت والعلاوات فيما أوقفت رواتب جميع الموظفين في الوزارات والمصالح الأخرى، وأدى رفض غالبية عظمى من الصحافيين العمل معها في المؤسسات الإعلامية إلى فصل ومصادرة مستحقات المئات منهم وقامت بإحلال عناصرها بدلاً منهم.
وفي أحيان أخرى استخدمت الموازنة والاعتمادات المالية للمؤسسات الإعلامية العامة في افتتاح محطات إذاعية وصحف يديرها عناصرها الذين تم تدريبهم في مركز إعلامي يتبع حزب الله اللبناني في بيروت خلال الفترة الممتدة بين عام 2010 وحتى بداية عام 2015.

المشاورات اليمنية تستأنف اليوم في العاصمة السعودية

تستأنف المشاورات اليمنية - اليمنية جلساتها، اليوم الأحد، في العاصمة السعودية الرياض.

ومن المقرر أن تبحث المشاورات اليوم المرحلة الثانية المعنية بتحديد التحديات التي تواجه مختلف المحاور ومنها السياسية والأمنية والاقتصادية.

وتستمر ، اليوم الأحد، الهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، ومن المقرر وفق هذه الهدنة وقف كافة أشكال العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية - اليمنية.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ ابتداء من يوم أمس السبت الساعة السابعة بتوقيت اليمن (16 غرينتش).

وكان غروندبرغ قال في بيان إن "أطراف النزاع تجاوبوا بإيجابية مع مقترح للأمم المتحدة لإعلان هدنة مدتها شهران"، مشيرا إلى أنها قابلة للتجديد بعد مدة الشهرين بموافقة الأطراف".

من جهته، أكد المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، أن الهدنة التي تم الاتفاق عليها، الجمعة، نقطة مهمة وحاسمة لرسم مستقبل البلاد.

وقال ليندركينغ في تصريحات خاصة لـ"العربية" و"الحدث"، السبت، إن الهدنة تعد فرصة إيجابية لحل النزاع، لافتا إلى أن الدور الإيراني في اليمن سلبي.

كما أضاف أن الهجوم الحوثي على المنشآت السعودية هي قضية دولية، لافتاً إلى تضامن الولايات المتحدة مع المملكة ضد أي هجمات.

يذكر أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، كان أعلن مساء الجمعة، أن أطراف الأزمة اليمنية أبدوا رداً إيجابياً على هدنة لمدة شهرين تبدأ السبت، ووقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود، مشيراً إلى إمكانية تجديدها بموافقة الأطراف.

ميليشيا الحوثي تقتحم مسجداً أثناء التراويح.. وتقتل 2 من المصلين

قتل وأصيب نحو تسعة يمنيين في أحد مساجد العاصمة صنعاء، مساء السبت، بنيران ميليشيا الحوثي الإرهابية، بعد محاولة منعهم من أداء صلاة التراويح.

وبحسب مصادر محلية فإن الميليشيا الحوثية اقتحمت مسجداً في حي الوايتات بمنطقة المطار شمال العاصمة صنعاء، أثناء أداء المصلين صلاة التراويح وحاولت إيقاف الصلاة بذريعة استخدامهم مكبرات الصوت.

كما نقلت "وكالة 2 ديسمبر" اليمنية عن المصادر أن المواطنين وقفوا في وجه عناصر الميليشيا الحوثية في أول يوم من رمضان، لتقوم الأخيرة بإطلاق النار عليهم، ما أسفر عن مقتل 2 من المصلين وإصابة سبعة آخرين تم نقلهم إلى أحد مستشفيات العاصمة.

وأشارت المصادر إلى فرار عناصر ميليشيا الحوثي من المسجد عقب ارتكابهم الجريمة فيما أكمل بقية المصلين الصلاة مستخدمين مكبرات الصوت.

وأثارت الجريمة سخطاً واسعاً في أوساط المواطنين من قرار ميليشيا الحوثي منع مكبرات الصوت أثناء الصلاة فيما خطابات زعيم الميليشيا تستعمل مكبرات الصوت لأكثر من أربع ساعات يوميا في المساجد.