بوابة الحركات الاسلامية : بلافتات تدعو للرحيل.. تركيا تشن حملة ضد اللاجئين السوريين (طباعة)
بلافتات تدعو للرحيل.. تركيا تشن حملة ضد اللاجئين السوريين
آخر تحديث: الجمعة 20/05/2022 01:03 م أميرة الشريف
بلافتات تدعو للرحيل..
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا والمزمع إجراؤها في صيف 2023 تشهد تركيا حملة ضد تواجد اللاجئين السوريين داخل أراضيها حيث بدأت ظهور تظاهرات رافعة لافتات مناهضة لتواجد اللاجئين في بلدةٍ يترأس بلديتها عضو ينتمي لحزب يعارض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وعلي الرغم من أن أردوغان حاول مؤخراً طمأنة اللاجئين السوريين، متحدثا عن أنه لن يرسلهم أبداً إلى بلادهم بالقوة، إلا أنه يبدو أن الحرب بدأت ضد اللاجئين.
وكان تبنى أردوغان خطابا منفتحا تجاه اللاجئين في بداية الحرب السورية، خصوصاً أن تركيا كانت من الأطراف الفاعلة فيها، وهي على علاقة متوترة للغاية مع النظام السوري، كما دخلت في مواجهات مع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، فضلاً عن دعمها لتنظيمات مسلحة إسلامية.
ويوجد في تركيا ما يزيد عن 3.6 مليون لاجئ سوري، ما يجعلها أكثر بلدان العالم استقبالا لهم، حيث تحتضن أكثر من نصف اللاجئين السوريين الذين فرّوا خارج بلدهم، والمقدر عددهم بـ5.6 مليون.
 ويستضيف لبنان حوالي 1.5 مليون لاجئ بمن فيهم من كانوا يعيشون فيه (لبنان) قبل الحرب في بلدهم، ويأتي الأردن في المركز الثالث بعدد مسجلين لدى المفوضية بـ 670 ألفا.
ومنذ 2016، وبدء العمليات العسكرية التركية في سوريا، عاد حوالي 500 ألف سوري إلى "المناطق الآمنة" التي أنشأتها أنقرة على طول حدودها، وفق أردوغان.
ويقود رئيس حزب "النصر" أوميت أوزداغ الذي طُرِد من حزب "الجيد" القومي، حملة المطالبة بترحيل اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلدهم، وقد تعهّد بفعل ذلك لأنصاره قبل أقل من شهرين خلال تجمعاتٍ حزبية وأخرى شعبية من ضمن جولاته في عددٍ من المدن التركية بينها اسطنبول.
ووصف السياسي ذات مرة تركيا بأنها "بلد احتله اللاجئون"، ولا يقتصر في الترويج لخطاباته على كتاباته في موقع تويتر أو خطاباته أو لقاءاته مع وسائل الإعلام، بل يخرج إلى المدن التركية ليصوّر اللاجئين السوريين ويدعوهم بشكل واضح إلى العودة إلى بلدهم.
وفي بلدة بولو الواقعة شمال غربي تركيا والتي يرأس بلديتها تانجو أوزجان الذي ينتمي لحزب المعارضة الرئيسي في البلاد وهو "الشعب الجمهوري" الذي سبق له إحالة أوزجان العام الماضي إلى اللجنة التأديبية على خلفية اتخاذه قراراتٍ عنصرية ضد اللاجئين في البلدة التي يرأّس بلديتها، كُتبت لافتات ضد اللاجئين بحجمٍ كبير باللغة العربية كي يتمكن اللاجئون السوريون من قراءتها بسهولة، مقابل كلمات صغيرة الحجم باللغة التركية على اللافتات نفسها.
وكُتِب على واحدة من بين عدّة لافتاتٍ طرقية عبارة "لا نرغب بكم، عودوا إلى بلدكم"، في حديقة تقع
وحملت اللافتات جميعاً اسم رئيس بلدية بولو، وظهرت فيها أخطاء إملائية باللغة العربية، لكن محتواها كان مفهوماً، فقد كُتب في واحدةٍ منها أيضاً "أنادي اللاجئين، قلتم قبل 11 عاماً أنكم أتيتم إلى بلدنا ضيوفاً، والشعب التركي يحاميكم بضيق استطاعته منذ سنوات. والآن طالت هذه الضيافة جداً، وتشاهدون الأزمة الاقتصادية في بلدنا".
وكُتِب في اللافتة نفسها: "شبابنا بلا عمل، وتعيش العائلات تحت حدّ الجوع. بهذه الشروط لم يبق لدينا خبز ولا ماء نتشارك فيه معكم. حان وقت سفركم إلى بلدكم كما أتيتم إلى تركيا. أنتم غير مرغوبٍ بكم، فارجعوا إلى بلدكم".
وذكرت تقارير إعلامية بأن السلطات التركية احتجزت خلال الأسبوع الحالي مئات اللاجئين السوريين والأفغان دون أن يتمكن زملاؤنا المحامون من مقابلة موكّليهم أو الاتصال بهم.
وتعددت أماكن تعليق اللافتات في بلدة بولو بين شوارعها العامة وساحاتها، وهي بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها نحو 85 ألف شخص، وقد فاز أوزجان برئاسة بلديتها خلال آخر انتخاباتٍ محلّية شهدتها تركيا إثر تعهده بطرد اللاجئين من البلدة.
ويعيش في تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ فرّ معظمهم من الحرب التي تشهدها سوريا منذ نحو 11 عاماً، لكنهم جميعاً لا يحظون بحق اللجوء، حيث تكتفي أنقرة بمنحهم بطاقات الإقامة المؤقتة التي تعرف باللغة التركية بـ "كيملك".
وفي منتصف أبريل، منعت السلطات التركية اللاجئين السوريين من عبور الحدود للقيام بزيارات مؤقتة لأقاربهم بمناسبة عيد الفطر.
واعتبر الحزب القومي، المتحالف مع حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان، أنه لا ينبغي السماح للسوريين الذين ذهبوا للاحتفال بالعيد في بلادهم بالعودة إلى تركيا.