بوابة الحركات الاسلامية : المراكز الصيفية.. حيلة حوثية لحشد مزيد من المقاتلين (طباعة)
المراكز الصيفية.. حيلة حوثية لحشد مزيد من المقاتلين
آخر تحديث: الأحد 22/05/2022 09:21 ص فاطمة عبدالغني
المراكز الصيفية..
بالتزامن مع تصعيد ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا خروقاتها للهدنة الأممية في جميع الجبهات، دعا عبدالملك الحوثي زعيم الميليشيات، قيادات ومشرفي جماعته لحشد مزيد من المقاتلين والدفع بهم إلى الجبهات، مشيرا في خطاب متلفز، انهم معنيين بمواصلة الحرب.
وتلبية لتلك الدعوة دشنت ميليشيا الحوثي مراكز صيفية في عدد من المحافظات بهدف تجند الأطفال للزج بهم في المعارك والجبهات القتالية، بالإضافة إلى تفخيخ عقولهم بأفكار متطرفة وإرهابية.
ووفق وسائل إعلام حوثية شهدت صنعاء تدشين وافتتاح أكثر من 593 دورة ومدرسة صيفية في عشر مديريات، وتجاوزت أعداد الطلاب 18 ألفاً و500 طالب وطالبة خلال الأسبوع الأول من افتتاحها، يتم تدريبهم على استخدام السلاح وجميع أنواع فنون القتال تمهيدا للزج بهم في جبهات الصراع.
ويستخدم الحوثيون المدارس والمساجد كمقرات للمراكز الصيفية، سواء في المدن الرئيسة أو المناطق الريفية، ويسعون لاستقطاب جميع الفئات العمرية، ويتم تقديم دروس دينية في المراكز بالإضافة إلى أنشطة أخرى. 
كما يقود الحوثيون دعاية مكثفة للدورات على جميع المستويات، ويستهدفون مضاعفة المشاركين فيها.
وكانت الميليشيا أعلنت في 12 مايو 2022، حشد مليون طفل هذا العام للمراكز الصيفية التي تقيمها كل عام في المدارس والمساجد والساحات العامة.
وبحسب أولياء أمور وتربويين، فإن هذه المراكز أقرب إلى المعسكرات، فالأطفال لا يغادرونها لفترات طويلة، ويتضمن برنامجها تدريبا عسكريا، وتعبئة مذهبية وطائفية.
وكشف تقرير الأمم المتحدة حول تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة الصادر في مايو 2021، أن المراكز الصيفية والدورات التعبوية التي تستهدفهم هم والبالغين تشكل جزءا من استراتيجية الحوثيين، الرامية إلى كسب الدعم لأيديولوجياتها، ونشر أفكارهم لدى صغار السن، وتشجيعهم على القتال، وتوفير التدريب العسكري الأساسي لهم. 
وفق مراقبين للشأن اليمني تعد المراكز الصيفية أولى حلقات سلسلة إنتاج المقاتلين الأطفال، حيث يتعرضون فيها لتعبئة دينية طائفية ممتلئة بالكراهية والتحريض، ومفاهيم تتناقض مع الثقافة الوطنية والمبادئ الإنسانية.
ورغم مطالبات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بوقف تجنيد الأطفال، فإن المليشيات الحوثية تتطلع إلى أن تصبح مثل هذه المراكز رافدا أساسيا لجبهاتها القتالية بآلاف المقاتلين الجدد لتعويض النزيف في صفوفها بعدما فقدت الكثير من مسلحيها في المعارك المستمرة منذ أكثر من 7سنوات.
وبحسب ناشطين في حقوق الإنسان، تسعى المليشيات جاهدة وعبر مراكزها الصيفية لتعليم فئتي الأطفال صغار السن والشباب المراهقين العقائد المذهبية والطائفية المتطرفة كافة وتدريبهم على استخدام السلاح وجميع أنواع فنون القتال تمهيدا للزج بهم في جبهات الصراع.
وحذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني من استمرار ميليشيا الحوثي الارهابية في عمليات تجنيد الاطفال دون سن (18) عبر استدراج عشرات الآلاف منهم في المناطق الخاضعة لسيطرتها لمعسكرات تدريب تحت غطاء ما يسمى "الدورات الصيفية" وغسل عقولهم بالافكار الطائفية الدخيلة في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية.
‏وأكد معمر الارياني  ان إطلاق ميليشيا الحوثي حملة تجنيد واسعة للأطفال بمناطق سيطرتها تمهيدا للزج بهم في جبهات القتال، يكشف عن نواياها المبيتة لجر البلد لدورة جديدة من الدم، دون اكتراث بحياة أولئك الاطفال، والاوضاع الإنسانية الكارثية للمواطنين الذين يعانون ويلات الحرب منذ 7 اعوام.
واهاب الارياني بالآباء والأمهات ومشايخ وابناء القبائل في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي مقاطعة معسكرات تجنيد الاطفال، والحفاظ على ابنائهم وعدم الزج بهم وقودا لمعاركها العبثية، وتحويلهم الى قرابين لتنفيذ الاجندة الايرانية، وقنابل موقوتة لنشر الفوضى والارهاب وتهديد الامن والسلم الإقليمي والدولي.
وطالب الارياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حماية الطفولة باصدار إدانة واضحة لتصعيد ميليشيا الحوثي عمليات تجنيد الاطفال، وممارسة ضغط حقيقي لوقفها، وملاحقة المسئولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيا في المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب، وإعادة تصنيفها في قوائم الارهاب الدولية.