بوابة الحركات الاسلامية : الأمم المتحدة: ليبيا أمام منعطف خطير/الحوار التونسي يستعرض البرنامج الإصلاحي للحكومة/اتحاد الشغل التونسي:لا مؤشر على مفاوضات مع الحكومة قبل إضراب الخميس (طباعة)
الأمم المتحدة: ليبيا أمام منعطف خطير/الحوار التونسي يستعرض البرنامج الإصلاحي للحكومة/اتحاد الشغل التونسي:لا مؤشر على مفاوضات مع الحكومة قبل إضراب الخميس
آخر تحديث: الإثنين 13/06/2022 07:20 ص إعداد: فاطمة عبدالغني
الأمم المتحدة: ليبيا
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 13 يونيو 2022.

الاتحاد: الأمم المتحدة: ليبيا أمام منعطف خطير

انطلقت محادثات لجنة المسار الدستوري الليبي في القاهرة، وسط دعوات لتجاوز الخلافات وإيجاد حلول تفضي لعقد انتخابات، فيما قالت الأمم المتحدة، إن ليبيا تشهد منعطفا خطيراً، مؤكدةً أن هناك فرصة للوصول للانتخابات.
وأكدت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني وليامز، دعم المجتمع الدولي لجهود لجنة الإطار الدستوري الليبية في القاهرة، مشددة على وجوب أن تكون هذه الجولة للجنة المسار الدستوري الأخيرة لإنتاج إطار دستوري.
وقالت وليامز، في كلمة لها خلال المباحثات: «أثمن العمل لإعداد إطار دستوري متين في ليبيا». 
وأضافت أن «ليبيا تشهد منعطفاً حرجاً وهناك فرصة لإحياء الأمل والوصول للانتخابات».
وناقش أعضاء لجنة المسار الدستوري الليبي التي تضم أعضاء من مجلس النواب والأعلى للدولة في الاجتماع الثالث لهم، أمس، في القاهرة، بعض المواد الخلافية في مشروع مسودة الدستور خاصة ما يتعلق بالسلطة القضائية والمؤسسات السيادية، بالإضافة للوقوف على أبرز المواد الخلافية للدفع نحو الاستفتاء على مشروع مسودة الدستور الليبي، وذلك بحسب ما أكده برلماني ليبي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد».
وأوضح البرلماني الليبي - رفض الإفصاح عن هويته - أن لجنة المسار الدستوري تواجه تحديات عدة وتسعى للتوصل لتوافق حول المواد الخلافية، وأبرزها شروط الترشح للانتخابات الرئاسية، خاصة ما يتعلق بترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية، مشيراً إلى أن هناك انقسام حول نظام الحكم ما بين مؤيد ومعارض للنظام الرئاسي أو البرلماني، بالإضافة إلى المواد التي تتعلق بالحكم المحلي والتوزيع العادل لعائدات بيع الثروة النفطية.
وتمكنت الإطار الدستوري الليبية، خلال الجولتين الماضيتين من محادثات القاهرة من الاتفاق المبدئي على نحو 70 في المئة من مواد مشروع الدستور الجديد، إضافة إلى البندين المتعلقين بالسلطتين التشريعية والقضائية.
أما النقاط الخلافية موضوع البحث، فتتمثل بشروط الترشح للانتخابات الرئاسية، تحديداً لناحية السماح بترشح العسكريين، ومزدوجي الجنسية.
كذلك هناك خلافات تتعلق بصلاحيات الرئيس المقبل لليبيا، وطريقة انتخابه، وتنقسم الآراء في هذا المحور بين الاقتراع المباشر من الشعب أو عن طريق البرلمان.
ومن النقاط الخلافية الأخرى، مقر السلطة التشريعية إما غربي ليبيا أو شرقها، كما تبحث اللجنة المشتركة أيضاً قضايا متعلقة بالحكم المحلي وتوزيع الثروة.

تونس.. تسريع صياغة الدستور وتوسيع الحوار

واصلت جلسات الحوار الوطني في تونس مناقشاتها خلال اليومين الماضيين، وسط انضمام أطراف سياسية واجتماعية جديدة، منها نقابة الأطباء ورئيس كونفدرالية المؤسسات الوطنية التونسية.
وتعقد اللجنة الاستشارية في تونس، التي شكلها الرئيس قيس سعيد جلسات الحوار الوطني؛ بهدف وضع دستور جديد لتأسيس الجمهورية الجديدة. 
وتمضي اللجنة نحو تسريع التوصل إلى صياغة الدستور، وتسليم مسودته الأولية إلى الرئيس في العشرين من الشهر الجاري، حتى يُنشر بالجريدة الرسمية في 30 يونيو الجاري، حسبما نص المرسوم المتعلق بتشكيل «هيئة وطنية من أجل جمهورية جديدة». 
وأكد خبراء ومحللون سياسيون الأهمية البالغة لجلسات الحوار الوطني في الظروف الراهنة التي تمر بها تونس، مشددين على أن انضمام أطراف وقوى جديدة للحوار الوطني خطوة جيدة لإنجاحه، ومواجهة محاولات إفشاله من «الإخوان». 
ورأى المحلل السياسي التونسي، منذر ثابت، أن هناك أهمية بالغة لجلسات الحوار الوطني، موضحاً أن السبب وراء ذلك ليس جدول أعمال الجلسات لكن اعتبار ما يحدث على مستوى الساحة التونسية، خصوصاً الإعلان عن إضراب عام مزمع في يوم 16 يونيو الجاري، والاحتقان غير المسبوق على الساحتين السياسية والاجتماعية. 
 وأوضح ثابت لـ«الاتحاد»، أن الحوار سيؤدي إلى الإعلان عن مشروع دستور جديد يُحقق رغبة الشارع التونسي، لاسيما فيما يتعلق بالتوازن بين السلطات وتوضيح مفهوم السيادة والحقوق المدنية والحريات السياسية. 
وأشار المحلل السياسي التونسي، الهادي حمدون، إلى أن الحوار انطلق وسط غياب منظمات وطنية عريقة، مثل «اتحاد الشغل»، وهو ما استوجب الانفتاح على بقية المنظمات والشخصيات الوطنية، ومنها التحاق نقابة الأطباء وعمادة المهندسين، وهو ما سيجعل الحوار أكثر ثراء، ودعا الشباب إلى المشاركة في الحوار. 
وأشار إلى أنه من الجيد أن الحوار لا يزال مفتوحاً أمام انضمام جميع الأطراف الوطنية، مؤكداً أن على اللجنة مراعاة اهتمامات الشباب، وأوضح أن الأمل لا يزال قائماً في صياغة دستور جديد يستجيب لتطلعات الشعب التونسي. 
بينما أوضح المحلل السياسي والباحث في الشؤون العربية، محمد حميدة، أن مشاركة النقابات والاتحادات والأحزاب في الاجتماعات خطوة إيجابية، كون الدستور هي مواد عامة تتعلق بالدولة ونظامها والأسس القانونية. 
وأضاف حميدة لـ«الاتحاد»، أن المشاركة الواسعة تُساهم في التأكيد على مشروع الرئيس قيس سعيد في الوقت والدفع نحو عملية الاستفتاء، التي تحتاج لزخم سياسي من الأحزاب والنقابات، مضيفاً إن الاجتماعات تشهد تقديم مقترحات عدة من الأحزاب والنقابات، والجانب الاقتصادي يحتل أولوية كبيرة في الوقت الراهن، خصوصاً فيما يتعلق بعمليات الاستثمار ودور القطاع الخاص في الحياة الاقتصادية، الأمر الذي تحتاج إليه تونس أكثر من أي وقت مضى. ورأى حميدة أن تمثيل الأحزاب والنقابات في المشاورات له أبعاد سياسة في الوقت الراهن.

الخليج: وليامز تطالب الأطراف الليبية بإطار دستوري متين وتهدد المعرقلين

قالت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني وليامز، أمس الأحد، في افتتاح الجولة الثالثة من مشاورات القاهرة التي تعقد بين مجلسي النواب والأعلى للدولة بشأن المسار الدستوري، إن هذه هي الجولة الأخيرة من مشاورات المسار الدستوري وأنه لا مجال لأي إخفاقات، ويجب أن تنتج دستوراً متيناً، فيما جددت إيطاليا دعمها لاجتماعات القاهرة من أجل التوصل لصيغة توافقية لإجراء الاستحقاقات الانتخابية، في حين شددت المكونات الاجتماعية في برقة على ضرورة استكمال الاستحقاقات الانتخابية في مدة أقصاها نهاية هذا العام. 

وطالبت وليامز، في كلمة لها، وفدي المجلسين بضرورة الخروج اليوم أو غداً بإطار دستوري متين ينظم العملية الانتخابية، ووجهت رسالة إلى المعرقلين والمسلحين قائلة كفى ترويعاً وتعطيلاً وإن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي من هذه الممارسات كونه داعماً للتسوية السياسية وللانتخابات ومنها هذه المشاورات المنعقدة هنا.

وقالت وليامز: إن هذه الجولة الأخيرة تأتي فيما ليبيا تشهد منعطفاً حرجاً، بعد 12 عاماً من الانقسام والاستقطاب، ما أرهق الليبيين.

وأشارت إلى أن مجلسي النواب والأعلى للدولة أمام فرصة حقيقية ومسؤولية كبيرة، لإرساء سبيل يفضي إلى الانتخابات عبر أسس دستورية سليمة، مشيدة بجهود المجلسين في الجولتين الأخيرتين والتي توصلا فيها للتوافق على 137 مادة.

وأكدت وليامز، أن هناك مواد جوهرية لم يشملها التوافق بعد، مشيرة إلى أنه لا تزال أمامكم في هذه الجولة أمور مهمة بحاجة إلى حلول.

 آخر خط مستقيم

وعبرت عن أمانيها في أن ينجح البرلمان في هذه المهمة، قائلة إن الانسداد السياسي الراهن لا بد أن ينتهي، فاجتماع القاهرة يمكن أن يشكل آخر خط مستقيم على طريق التوافق.

من جهة أخرى، جددت إيطاليا دعمها لاجتماعات اللجنة الليبية المشتركة في القاهرة من أجل التوصل لصيغة توافقية لإجراء الاستحقاقات الانتخابية.

وبحث عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، مع المبعوث الإيطالي إلى ليبيا، نيكولا أورلاندو، والسفير جوزيبي بوتشينو، مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، واجتماعات اللجنة المشتركة لمجلسي النواب والدولة بالقاهرة.

وأكد أورلاندو، أهمية الاستمرار في المسار السياسي، لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة، وفق إطار دستوري تتفق عليه كل الأطراف المشاركة في العملية السياسية.

وأثنى أورلاندو خلال اللقاء بمبادرات المجلس الرئاسي في مشروع المصالحة الوطنية الشاملة، مؤكداً دور المجلس في التهدئة والحفاظ على الاستقرار في ليبيا.

إلى ذلك، شددت المكونات الاجتماعية في برقة على ضرورة استكمال الاستحقاقات الانتخابية في مدة أقصاها نهاية هذا العام، ملمحة للجوء إلى التصعيد باستدعاء الشارع للعصيان المدني في حال تأجيلها. 

وطالبت مكونات برقة في اجتماع عقد في سلوق بالتخلص السريع من جميع الأجسام منتهية الولاية أو تلك التي أعادت شرعيتها مجموعات اتفاقات لم تعبر في أي منها عن رغبة وطموحات الشعب الليبي. وأشادت بجهود اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» على أداء رسالتها. ودعت مكونات برقة إلى دمج التشكيلات المسلحة في المؤسسة العسكرية والأمنية، مؤكدة وحدة ليبيا وحرمة الدم الليبي.

الجزائر تحذر

على صعيد آخر، أكدت وزارة الخارجية الجزائرية، أنها تتابع بقلق كبير تطورات الأوضاع في ليبيا إثر الاشتباكات التي شهدتها طرابلس ليلة الجمعة وصباح السبت، بين مجموعات مسلحة، محذرة جميع الأطراف الليبية من مغبة إعادة البلاد إلى مستنقع الفوضى، أو الوصول بها إلى نقطة اللاعودة.

ودانت الخارجية في بيان، اللجوء إلى العنف بجميع أشكاله، ودعت جميع الأطراف الليبية إلى التعقل والاحتكام إلى لغة الحوار والمصالحة والعمل للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار صوناً لدماء الليبيين وحفاظاً على أمنهم وسلامتهم.

الحوار التونسي يستعرض البرنامج الإصلاحي للحكومة

انطلقت، أمس الأحد، في تونس جلسة الحوار الوطني الثالثة بقصر دار الضيافة بقرطاج، والمخصّصة لاستعراض البرنامج الإصلاحي الذي قدمته الحكومة التونسية لصندوق النقد الدولي، فيما فتحت النيابة العسكرية، أمس الأول السبت، تحقيقاً مع صحفي «إخواني» بشبهة المس بصفو النظام العام وحياد المؤسسة العسكرية، بعد أن قال إن الرئيس قيس سعيد طلب من الجيش غلق مقر اتحاد الشغل.

وحضر الجلسة عدد من المديرين والمديرين العامين لبعض الوزارات، والمؤسسات المالية على غرار البنك المركزي، الذين أعدوا برنامج الإصلاحات المحال من قبل الحكومة التونسية إلى صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة أربع مليار دولار.

وأكد عميد الهيئة الوطنية للمحامين إبراهيم بودربالة، إدراك كافة الأطراف المشاركة في الحوار لثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ومعبراً عن أمله في النجاح في إيصال تونس على بر الأمان بفضل تضافر جهود رجال نذروا أنفسهم لخدمة الوطن. 

من جانبها، قالت مقررة اللجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، راضية الجربي، إنه تم التأكيد خلال جلسة يوم أمس الأول السبت، على ضرورة إيلاء العلم أهمية قصوى في الدستور، باعتباره ركناً من أركان التنمية، كما عُرض على الجلسة عمل قدمه فريق شبابي حول الذكاء الاصطناعي. 

كما ستتولى اللجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية بلورة الأفكار المقدمة من قبل 50 عضواً مشاركاً في الحوار، وهي أفكار تميزت بالاختلاف والتنوع بين اليمينية واليسارية والوسطية.

إلى ذلك، فتحت النيابة العسكرية بتونس، أمس الأول السبت، تحقيقاً مع صحفي «إخواني» بشبهة المس بصفو النظام العام وحياد المؤسسة العسكرية، بعد أن قال إن الرئيس قيس سعيد، طلب من الجيش غلق مقر اتحاد الشغل صاحب التأثير القوي، في حين قال شاهد إنه تم إلقاء القبض على الصحفي صالح عطية، على خلفية أقاويل أدلى بها لقناة «الجزيرة» القطرية.

ووصفت وكالة الدولة العامة لإدارة القضاء العسكري هذه التصريحات بأنها خطِرة وتمس وتعكر صفو النظام العام وحياد المؤسسة العسكرية.

وأوضحت أن البحث الذي سيطال صالح عطية يتعلق بجرائم الاعتداء المقصود منه حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضاً بالسلاح وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي ونسب أمور غير قانونية لموظف عمومي دون الإدلاء بما يثبت صحة ذلك.

مصادر لـ«البيان» تستبعد التوصل لاتفاق نهائي بشأن المسار الدستوري في ليبيا

دخل وفدا مجلسي النواب والدولة الليبيين، الأحد، الجولة الأخيرة من مشاوراتهما بخصوص المسار الدستوري في القاهرة، في ظل اختلاف في وجهات النظر حول عدد من الملفات العالقة، وتباين في المواقف بين المراهنين على النجاح والخائفين من فشل الوفدين في الوصول إلى تحديد القاعدة الدستورية التي سيتبلور من ورائها المشهد السياسي للمرحلة المقبلة.

وقالت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز، في الجلسة الافتتاحية، إن «هذه هي الجولة الأخيرة من مشاورات المسار الدستوري، ولا مجال لأي إخفاقات»، وطالبت وفدي المجلسين «بضرورة الخروج اليوم أو غداً بإطار دستوري ينظم العملية الانتخابية».

ويرى المراقبون أن هذه الجولة تمثل أهم تحدٍ للبعثة الأممية، كما تشكّل رهاناً شخصياً لوليامز، ولا سيما أن أشغالها ستنتهي قبل يوم واحد من نهاية آجال خريطة الطريق المعلنة من قبل ملتقى الحوار السياسي المنعقد بتونس في نوفمبر 2020، والتي فشلت في تحقيق أهدافها، وخاصة تلك المتعلقة بتنظيم الانتخابات وإجلاء «القوات الأجنبية والمرتزقة»، وتوحيد مؤسسات الدولة والاتجاه نحو المصالحة الوطنية.

وفي تصريحات تلفزيونية على هامش اجتماعات القاهرة، بيّنت وليامز أن «مباحثات القاعدة الدستورية في القاهرة ستتواصل جولتها الثالثة لمدة 7 أيام، ونعمل بجد من أجل تلبية رغبة 3 ملايين ليبي سجلوا للانتخابات لحل للأزمة التي طالت لمدة 11 عاماً، فهناك خيارات عديدة في حال فشل التوصل إلى توافق، ولكن لا نستبق الأحداث، وننتظر من اللجنة إنجاز حل لأزمة بلادهم».

والأربعاء، وخلال لقاء مع وليامز، أكد رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح «دعمه الكامل للمسار الدستوري»، الذي ترعاه البعثة بين مجلسي النواب والدولة.

ومن جانبه، قال رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري إنه متفائل بإمكانية الوصول إلى اتفاق مرضٍ ومعقول مع مجلس النواب في ما يتعلق بالمسار الدستوري الذي تجرى مفاوضات بشأنه في القاهرة، وفق تقديره، لكن أوساطاً ليبية مطلعة في طرابلس وطبرق أوضحت لـ«البيان» أن التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص المسار الدستوري يبقى مستبعداً، وأن ما يقال من مسؤولي مجلسي النواب والدولة يبقى في أغلبه للاستهلاك الإعلامي، بينما ستشهد اجتماعات القاهرة خلافات حادة حول عدد من المواد الدستورية المطروحة للنقاش، بما في ذلك تلك المتعلقة بالنظام السياسي والانتخابات وصلاحيات السلطات التنفيذية والعلاقة في ما بينها، والبناء الهيكلي للدولة ورموزها السيادية، مشيرة إلى أن حالة الانقسام السياسي والحكومي ستلقي بظلالها على المشاورات التي تدور بالقاهرة، وستحول دون التوصل إلى الاتفاق النهائي على الدستور الجديد.

وبحسب الأوساط ذاتها، فإن شروط الترشح لرئاسة الدولة وللمناصب السيادية الكبرى ستكون من أهم نقاط الخلاف بين وفدي مجلسي النواب والدولة، حيث لا يزال التيار الذي يمثله مجلس الدولة متمسكاً بضرورة التنصيص على منع العسكريين ومزدوجي الجنسية ومن عملوا في صفوف النظام السابق من الترشح، مشيرة إلى أن من المشاكل التي تواجه المشاورات استمرار الخلاف السياسي بما يحول دون التوافق على نص دستوري جامع في ظل الإمعان في تبني خطاب التقسيم ونزعة الإقصاء، ولا سيما من قوى الإسلام السياسي والدائرين في فلكها.

العربية نت: اتحاد الشغل التونسي:لا مؤشر على مفاوضات مع الحكومة قبل إضراب الخميس

قال الاتحاد العام التونسي للشغل، الأحد، إنّه لا توجد أيّ مؤشرات على مفاوضات مع الحكومة قبل تنفيذ الإضراب الوطني في القطاع العام يوم الخميس المقبل.

وكان اتحاد الشغل قد دعا نحو 700 ألف موظف في القطاع العام والوظيفة العمومية إلى تنفيذ إضراب عام، احتجاجا على قرارات مقترحة من الحكومة بينها تجميد الأجور، وبسبب سياسات وإجراءات تقشفية تتبعها الحكومة للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية في البلاد، دون تنسيق وشراكة مع الاتحاد.

وقال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري، في تصريح إعلامي، إنّ اتحاد الشغل مكّن الحكومة من إعداد ملفاتها والعودة إلى طاولة المفاوضات قبل إعلان موعد الإضراب العام المزمع تنفيذه يوم الخميس القادم، 16 يونيو الجاري.

وأضاف أنّه لا توجد مؤشّرات على التفاوض، ولكن أيدي الاتحاد ممدودة، وفي المقابل التعبئة والتحضير للإضراب العام يتواصل، وعلى الحكومة أن تجنّب البلاد في هذا الظرف أيّ توتّر اجتماعي وتفتح المفاوضات.

ولم تعلن الحكومة حتى الآن عن موقفها من الإضراب العام الذي أعلنه اتحاد الشغل، الذي يواصل التعبئة والتجييش لتأمين وضمان مشاركة واسعة في هذا الإضراب، وذلك عبر زيارات ميدانية لجهات البلاد.

وهذا الإضراب سيزيد الضغوط المفروضة على الحكومة التي تواجه أعباء اقتصادية ومالية كبيرة، وتقود جهودا كبيرة ومفاوضات شاقة مع صندوق النقد الدولي للحصول على تمويل جديد بقيمة 4 مليارات دولار.

وتأتي تلك الدعوة للإضراب في وقت تعيش فيه تونس أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية حادّة، إضافة إلى ضغوط تمارسها الجهات الدائنة لخفض الإنفاق الحكومي وتجميد الأجور بهدف تقليص عجز الميزانية، ضمن حزمة إصلاحات يشترطها صندوق النقد الدولي.
وتفجّرت العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة، منذ أن وجهت رئيستها نجلاء بودن، منشورا إلى كافة الوزراء وكتّاب الدولة والمديرين العامين والرؤساء المديرين العامين للمؤسسات والمنشآت العمومية، حدّدت فيه شروط وضوابط التفاوض مع النقابات، ودعت إلى ضرورة التنسيق بصفة مسبقة مع رئاسة الحكومة وعدم الشروع في التفاوض مع النقابات، سواء فيما يخص مجال الوظيفة العمومية أو المؤسسات والمنشآت العمومية إلا بعد الترخيص في ذلك من قبلها.

وتعمّقت الأزمة بين الطرفين، بعد كشف الحكومة عن برنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي عرضته على صندوق النقد الدولي، وتضمّن البرنامج مقترحات بمراجعة أجور موظفي القطاع العام، إلى جانب رفع الدعم عن أسعار بعض المواد الأساسية، رفضها اتحاد الشغل وقال إنه لن يوقع عليها.