بوابة الحركات الاسلامية : غضب اخواني.. حماس في دمشق (طباعة)
غضب اخواني.. حماس في دمشق
آخر تحديث: الجمعة 07/10/2022 07:47 م علي رجب
غضب اخواني.. حماس
كشفت مصادر اعلامية عن زيارة وفدا من حركة حماس برئاسة خليل الحية  العاصمة السورية دمشق لإعادة العلاقات بين الطرفين، بعد قطيعة دامت لأكثر من 10سنوات.
المفارقة أن عودة العلاقات تأتي بعد وفاة المرشد الروحي لجماعة الإخوان يوسف القرضاوي، والي خطب وحرض ضد الدولة السورية، ودعا للعمل المسلح ضدها، حيث صارت حماس على طرق الفرضاوي كجزء من التنظيم الدولي للإخوان، وأيدت قيادات الحركة علنا الانتفاضة السورية التي اندلعت عام 2011، وأخلت الحركة مقرها في دمشق في 2012، وهي خطوة أغضبت حكومة بشار الاسد، وإيران حزب الله، حلفاء حماس لعقود.
زيارة وفدا من حركة حماس ستتم بعد انتهاء مباحثات المصالحة الفلسطينية التي تستضيفها الجزائر، الاثنين المقبل.
وقررت حماس استئناف علاقاتها مع النظام السوري بعد إجماع داخلي لجميع أطر الحركة. ويقول الحية إن "نقاشاً داخلياً وخارجياً جرى على مستوى قيادات وكوادر ومؤثرين والمعتقلين داخل السجون خلص إلى إقرار السعي من أجل استعادة العلاقة مع دمشق".
الانطلاقة الجديدة لحماس بدأتها من عوة علاقتها مع إيران وحزب الله اللبناني، ما يعكس رغبة لدى الحركة في تأسيس نهج جديد "براغماتي"، للحركة، رغم رفض  فرع الإخوان في سوريا عودة علاقات نظيره الفلسطيني مع النظام السوري.
ولعب حزب الله اللبناني، دور كبيرا من أجل عودة حماس لسوريا، وهو ما توج ببيان بدا اعتذارياً لسوريا، أعربت فيه الحركة عن "تقديرها للجمهورية العربية السورية قيادةً وشعباً؛ لدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
ومن أجل تحقيق ذلك التقى رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية مع الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله في يونيو الماضي، وسبق وأن زار العاصمة الإيرانية طهران في 2021 للغرض ذاته.
وفي بيان رسمي يعد الأول منذ قطع "حماس" علاقتها مع دمشق اعتذرت الحركة عن الموقف الذي اتخذته من نظام الأسد في عام 2012 ووافقت خلاله على الشروط الثلاثة التي وضعها النظام من أجل استئناف العلاقات إذ اعترفت ببشار الأسد رئيساً، وتطلعت لأن تستعيد سوريا مكانتها بين الدول العربية، وأكدت أن كل الأراضي السورية يجب أن تكون موحدة تحت حكمه ورفضت المساس بذلك، كما دعمت الجهود التي وصفتها بـ"المخلصة" من أجل استقرار وسلامة سوريا وازدهارها وتقدمها.
ويقول رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة "حماس" خليل الحية إنهم "في مرحلة بناء الثقة بشكل أكبر وأوسع مع دمشق" ويعملون على "بناء وتطوير علاقات راسخة وقوية مع سوريا التي احتضنت القضية الفلسطينية لسنوات طويلة، وهذا كان أحد الأسباب التي دفعت الحركة للوقوف معها وإعادة العلاقة معها".
التوجه الجديد لحماس، ازعج فرع الإخوان في سوريا، واصدر بيانا يهاجم فيه الحركة، ويحذرها من عواقب هذه الخطوة ونتائجها الكارثية على رصيد الحركة الفلسطينية عند السوريين والشعوب العربية والإسلامية.
وقال بيان إخوان سوريا: "هذا خطأ تاريخي كبير، فأنتم تهدمون مجدًا بنيتموه بالدماء والدموع والتضحيات، والسُّنن الربانية تسري على الجميع ولن تحابيكم لمجرد نبل قضيتكم"، وأضاف: "أعيدوا حساب الأولويات جيدًا فنحن لكم من الناصحين، ولا تُلقوا بأيديكم إلى هاوية يصعب انتشالكم منها، وخندق يصعب فيه الدفاع عنكم، واحذروا السُّنن الكونية فإنها غلّابة، واحذروا غضب التاريخ فإنه لا يرحم، واحذروا فقدان الذاكرة فالشعوب لا تنسى".
وعلى ما يبدو فإن قرار العودة إلى الحضن السوري لم يكن بالأمر السهل على قيادة الحركة، حيث اندلعت خلافات بسبب هذا القرار، فقد شجع هذا القرار عدد من قيادات الحركة وعلى رأسهم خالد مشعل وموسى أبو مرزوق ومحمود الزهار إضافة للقيادات التي لها علاقة سابقة بسوريا وحزب الله كمحمد نزال وأسامة حمدان.
وراى المحلل السياسي أحمد عدوان  أن قرار حماس جاء بضغط إيراني كبير، نظرا لأن الأخيرة هددت قيادة الحركة بتجميد الدعم المالي والعسكري في حال لم يتم الاعتذار لسوريا عن أخطا حماس بحقها، بل تم تهديد الحركة بتجميد أصولها في طهران.
ويشير إلى أن خطاب نصر الله الأخير يوضح أن حماس ظلت طوال الأعوام الماضية تحاول كسر الجمود وإصلاح العلاقة مع سوريا، وهذا الأمر انتهى بالفعل لقبول بشار الأسد عودة العلاقات، موضحا أن العلاقات لن تعود كما كانت قبل الأزمة السورية، خاصة وأن دمشق لن تنسى كيف قامت حماس بخداعها بعد سنوات من العلاقات الجيدة واستضافة سوريا لقيادة حماس وحمايتهم في دمشق.
كما يرى المحلل السياسي فاضل المناصفة، أن بعد ان اتجهت تركيا نحو فتح عهد جديد من العلاقات مع إسرائيل أدركت حماس أنها امام ضرورة التحرك خارجيا، لتظهر لإسرائيل بأنها جاهزة للتأقلم مع الظروف الإقليمية الجديدة الذي أفرزها التطبيع والتقارب مع تركيا، وها هي اليوم تتحدث عن عودة علاقاتها مع دمشق.
فيما الباحث في الشؤون السياسية حسام الدجني إلى أن حسم "حماس" خياراتها باتجاه التموضع مع هذا المحور جاء في ظل عدم وجود بدائل كافية لمد الحركة بالمال والسلاح، لافتاً إلى أنه "من دون هذا المحور فمن المحتمل أن يكون وضعها ضعيفاً وبالتحالف مع سوريا سيكون لها موقف أقوى من بقائها وحيدة".
ويضيف أن قوة ووحدة التراب السوري تمنح محور الممانعة قوة وتأثيرا لاسيما مع تقاطع مصالح موسكو وربما الصين في قوة ومكانة هذا المحور المشروع الاسرائيلي.