بوابة الحركات الاسلامية : تحليل الخطاب الشعبوى للجماعة الإرهابية في كتاب "تسريبات الإخوان" (طباعة)
تحليل الخطاب الشعبوى للجماعة الإرهابية في كتاب "تسريبات الإخوان"
آخر تحديث: الأربعاء 18/01/2023 11:51 ص روبير الفارس
تحليل الخطاب الشعبوى


يصدر ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب  الدورة رقم 54؛ كتاب "تسريبات الإخوان... الخطاب الشعبوى للجماعة الإرهابية" للكاتب والباحث فى مجال الإعلام حسام الضمراني؛ وذلك عن دار كنوز للنشر.
يتضمن الكتاب خمسة فصول (هل سقطت ورقة التوت عن أكذوبة "البنيان المرصوص" ؟، الإخوان والسلفيين.. الطريق الى الحاكمية مفترش بالخيانات، لماذا يكره الإخوان الجيش ؟، الإخوان والمعارضة.. "الكرسى"أولا وأخيراً، الجماعة والقضاة والأقباط والإعلام..الخروج إلى النهار"؛ حيث حلل الباحث حسام الضمرانى ما جاء فى مسلسل "الإختيار 3" الذى عرض فى شهر رمضان الماضى من تسريبات منطلقاً منها كوثيقة مرئية كشفت عن التناقضات بين ما ورد فى خطاب الجماعة الإرهابية وسوقته تاريخيا للشعب المصرى على نحو خاص، والشعوب العربية على نحو عام وممارساتهم التى هى بعيدة كل البعد عن مقولاتهم.
وفي مقدمة الكتاب يقول حسام : "بالنظر الى التحولات التاريخية التى شهدتها جماعة الإخوان الإرهابية، نجد أن ثمة قضايا مركزية عبر خطابها الممتد لا تتغير؛ أبرزها قضية الشرعية التى سوقتها الجماعة عبر إطار من المظلومية والإضطهاد من أجل دغدغة مشاعر الشعب المصرى والشعوب العربية لكسبهم على المستوى الشعبوى مستغلين فى ذلك تدنى الاوضاع الاقتصادية من أجل النفاذ إلى عقول بل بطون الشعوب التى عانت من تلك الظروف تحديداً منذ منتصف السبعينات فى القرن الماضى وإنتهاج الحكومة المصرية سياسات الانفتاح الاقتصادى، وحتى لفظهم تماماً من الحياة السياسية والاجتماعية بل على المستوى الشعبي بعد خروج ملايين المصريين في 30 يونيو2013 على ممن تعاطفوا معهم من قبل بعد أن تكشفت أكاذيبهم التاريخية الممنهجة التى تصل الى حد الجريمة فى حق الشعب المصرى والعربى، ويكفى أن تكشف قضية تجنيس ابنائهم بجنسية الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى لعقود - العدو الكافر بالنسبة لهم كما سوقوا ذلك فى خطابهم المراوغ لنا - أكاذيهم وتدليسهم وخداعهم  .
الجماعة الإرهابية وأخوتها من فصائل تيار الإسلام السياسى أو التيار المتأسلم حاولوا لعقود تصدير صورة نمطية معينة هى أنهم كالبنيان المرصوص؛ إلا أنه بالنظر الى خطاباتهم ومقارناتها بممارساتهم لم تجد سوى جماعات منقسمة على نفسها يشغلها الصراع على تحقيق المكاسب الذاتية حتى لو على حساب المجتمع؛ وهو ما يكشفه هذا الكتاب الذى بين ايديكم والذى قارن ما جاء فى مسلسل "الاختيار" من ممارسات كشفتها لنا الدراما المصرية البارعة بخطابهم التاريخي المراوغ؛ واخيراً لا ننسى أن نوجه الشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لدورها الكبير فى إعادة الدور الوطنى للدراما المصرية التى أسقطت ورقة التوت عن أكاذيب الجماعة الإرهابية"
ويؤكد  حسام الضمراني  انه  منذ تأسيس تنظيم جماعة الإخوان عام 1928؛ وهو يتخذ الدين والسياسة مرجعية له عبر تاريخه الممتد وحتى محمد مرسى العياط الذى تولى منصب رئيس الجمهورية فى مصر عام 2012 ومن ثم عزله بعد خروج  ملايين المصريين عليه وجماعته فى الثلاثين من يونيو 2013.
بالنظر الى التحولات التاريخية التى شهدتها الجماعة، نجد أن ثمة قضايا مركزية عبر خطابها الممتد لا تتغير؛ أبرزها قضية الشرعية التى سوقتها الجماعة عبر إطار من المظلومية والإضطهاد من أجل دغدغة مشاعر الشعب المصرى بل والشعوب العربية لكسبهم على المستوى الشعبوى بعد أن لفظتهم النخب العربية مستغلين فى ذلك تدنى الاوضاع الاقتصادية من أجل النفاذ إلى عقول بل وبطون الشعوب التى عانت من تلك الظروف منذ منتصف السبعينات فى القرن الماضى منذ أن أنتهجت الدولة المصرية سياسات الانفتاح الاقتصادى إلا أن كذبتهم الكبرى تكشفت فى 2013 و لفظهم على المستوى الشعبي بعد خروج ملايين المصريين في 30 يونيو.. وهو خروج لشعب على من تعاطفوا معهم من قبل.
جماعة الإخوان وأخوتها من فصائل تيار الإسلام السياسى حاولت لعقود تصدير صورة نمطية معينة إلا هي انها بقيت تشترك جميعها فى إطار مفاهيم مشتركة وأن بنيانها كالصف المرصوص إعمالاً للحديث البنوى الشريف؛ وهو ما فنده أحد الأعمال الدرامية الوطنية على مدار ثلاثين يوماً بالتمام والكمال هو مسلسل "الإختيار3" فى شهر رمضان 2022 عبر 30 تسجيلا بالصوت والصوت؛ بل منذ أول عرض للجزء الاول منه فى رمضان 2020، ثم الجزء الثاني فى رمضان 2021، وهو ما درج على تعريفه إعلاميا بـ"تسريبات الإختيار3" التى كانت بمثابة وثيقة تاريخية أستطاعت أن تسقط ما روجت له الجماعة بالتقادم من ورقة التوت عن طرائق تفكير قيادتها من أجل التمكين؛ وهى الطرائق المستقاة من حسن البنا وأبو الأعلى المودودى و سيد قطب منذ تأسيسها.
ولأن الفن مرآة تعكس واقع المجتمع بكل ما يعتريه من أحداث وتطورات على كافة الأصعدة، وفي هذا المجال دائما كانت الدراما التليفزيونية قوة ناعمة تُسهم في تشكيل الوعي عبر بث رسائل سياسية لا تخطئها ذائقة المشاهد؛ وهو ما تجلى فى مسلسل "الإختيار" منذ جزئيه الأول والثاني، وأن كان فى جزئه الثالث"الإختيار 3..القرار" ومؤلفه الكاتب هانى سرحان عن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أنفردا بتقديم بتقديم التسجيلات الصوتية والمرئية للجمهور التى جاءت ضمن العمل كوثيقة تاريخية فندت مزاعم جماعة الإخوان الإرهابية؛ حيث قدمت قراءة مغايرة تماماً للرؤية التاريخية التى استحوذت الجماعة على صياغتها وتقديمها جاهزة  للشعوب العربية كأنها الحقيقة.
فى هذا الكتاب وبتحليل تسجيلات مسلسل "الإختيار3" التى قدمت بالصوت والصورة فى نهاية حلقاته الثلاثين؛ نجد أنها تنقسم كالتالي:" تسجيلات كشفت عن تشرذم الجامعة وحالة الصراع بين قياداتها، وتسجيلات كشفت عن حالة العداء التاريخي بين الجماعة والتيار السلفي، وتسجيلات كشفت عن حالة الكراهية التاريخية التى تضمرها الجماعة للقوات المسلحة المصرية، وتسجيلات كشفت عن اتجاهات الجماعة للمعارضة المصرية وهو ما برز على مستوى الممارسة بإستثارها بالسلطة دون سواها، وتسجيلات كشفت عن حالة العداء التى تنتهجها الجماعة ضد الإعلام والمعارضة والقضاة فى مصر، وتسجيلات كشفت عن موقف الجماعة الحقيقى من واحدة من القضايا المركزية والتاريخية لدى الدولة المصرية؛ وهى القضية التى أستغلتها الجماعة وتاجرت بها كثيراً من أجل تحقيق مأرب سياسية داخلية وإقليمية إلا هي القضية الفلسطينية؛ وهو ما كشفته التسجيلات المتعلقة بعلاقة جماعة الإخوان بحركة حماس عبر دغدغة مشاعر الشعب المصرى بل والشعوب العربية من خلال تبنيها بعض الشعارات الواهية؛ مثل "على القدس رايحيين شهداء بالملايين" مستغلة حالة التعاطف الوطنى التى يكنها الشعب المصري مع القضية الفلسطينية ، وهو ما كشفته أحاديث القيادي خيرت الشاطر مع خالد مشعل القيادى بحماس عن القضية الفلسطينية فى التسريبات التى كانت خير وثيقة قدمها المسلسل فى جزئه الثالث لتفند واحدة من الأكاذيب الكبرى التى روجت لها الجماعة تاريخيا عبر الآلة الجهنمية المتشعبة التى تتبعها من دور النشر وكتب وصحف و وسائل إعلام ومنصات تواصل اجتماعى تحركها لجان إلكترونية ممولة وبالآلاف من أجل غسيل العقول بشعارات لا وجود لها على أرض الواقع مغلفة بخطاب المظلومية التاريخي الذى اتخذته الجماعة نهجاً لها فى المجتمع المصرى والمجتمعات العربية حتى تدار سواءتها وأهدافها ومخططاتها التى ترسخ للإنقسام والتفكك على مستوى القاعدة الشعبية قبل النخبة حتى تصبح لهم لقمة مستساغة تراهن بها فى أوقات الضغوط من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية للجماعة وأهل العشيرة.
واكد الضمراني  ان الأحداث التى يغطيها الجزء الثالث من المسلسل منذ أعقاب إندلاع أحداث 25 من يناير 2011 بميدان التحرير الى الانتخابات الرئاسية عام 2012 ودخول الإخوان قصر الاتحادية وحتي ثورة الثلاثين من يونيو؛ كشفت عن بطولات رجال القوات المسلحة المصرية والشركة المصرية والأجهزة المعنية التى تعد إمتدادً تاريخيا لدورهم الوطني بعدم الإنحياز لفصيل سياسى او تيار بعينه على حساب آخر بل إنحياز للشعب المصرى فقط دون سواه، ويكشف تآمر قيادات جماعة إرهابية على الجميع وعلى كل مكونات الدولة المصرية، وهو عمل درامى وطنى نشط ذاكرة الرأى العام بوضع الصورة كاملة أمامه.