شقيق أحد شهداء داعش يتحدث: "أجواء خطف وقتل الأقباط في ليبيا ما زالت غامضة"

الخميس 25/فبراير/2016 - 12:43 م
طباعة شقيق أحد شهداء داعش
 
نسيم فايز (شهرته شنودة) يبلغ من العمر 25 عامًا يعمل بعقد مؤقت لمدة سنة بوزارة الشباب والرياضة- كوعد الحكومة بتوظيف شاب من كل أسرة استشهد أبناؤها على يد داعش، فنسيم هو شقيق الشهيد مينا نسيم الذي ذبحه داعش من ضمن الـ20 قبطيا على شاطي البحر المتوسط في ليبيا منذ عام مضى. وفي هذا الحوار يروي نسيم ذكرياته مع شقيقه:
نص الحوار:
* في البداية حدثنا عن مينا وخلفيات سفره إلى ليبيا؟
- نحن نقيم في قرية العور بسمالوط المنيا وعددنا 6 إخوة، ومينا كان ترتيبه الثالث ونحن من أسرة فقيرة . حاصل على (دبلوم زراعة) وبعد أن أنهى الخدمة العسكرية سافر (8 شهور إلى ليبيا)، ثم عاد حيث كان يعمل في مجال نجارة الموبيليا، وسبق له أن عمل في هذا المجال في ورش نجارة في السويس والإسكندرية، وبعدها سفر للمرة الثانية والأخيرة، لكن في ليبيا عمل في مجال فورمات الجبس مع مقاولين سوريين. والسوريون هناك أعجبوا به وأحبوه كثيرًا لكن كان فيه مجموعه من الفلسطينيين بتقول لهم: إحنا هنعمل فيكم ونخطفكم.. الكلام ده كان قبل خطف داعش لهم بـ10 أشهر.

* السوال البديهي في هذه الأجواء الخطيرة: لماذا يسافر شخص ويعرض حياته للخطر؟
- كل واحد عايز يكَوِّن نفسه وأنا حاولت أسافر لم أفلح في السفر. عمي هو أول واحد سافر واتعلمنا أن السفر هو المنقذ الوحيد ليُكَوّن الإنسان مستقبله والزواج بالذات. والمشكلة أن المسيحيين يحبوا يتجوزوا جوازات ضخمة رغم أن الكنيسة قالت للناس كفاية 50 جرام ذهب للشبكة، لكن الناس بتعند مع بعض والعائلات بتطلب جوازات وذهب كتير .

* في رأيك من هم داعش اللي قتلوا أخاك؟
- هاقولك حاجات عرفناها من المصريين اللي كانوا في الحجرة المجاورة لحجرة شقيقي مينا لكنهم لم يفتحوا الباب لمن خبط عليهم؛ قالوا الناس اللي مسكوا إخواتنا مصريين وكان معاهم ورقة بالأسماء هم خبطوا عليهم، وقالوا لهم: في جثة لمصري عايزنكم تتعرفوا عليه. أخدوهم بالأمان وعايز أقول إن سوريين ونقاشين فلسطينيين كانوا بيحقدوا على المصريين؛ لأنهم كانوا يعملوا بامتياز. عندي يقين أنهم اتباعوا للدواعش. قبل الحادث في سرت بأسبوع وقع حادث مهم فيه صديق لمينا اسمه إيهاب رءوف. حكي له أنهم كانوا راجعين من الشغل وخرجت عليهم مجموعة مسلحة. وسألوا مينا أنت مسيحي مصري. إيهاب هرب. مينا قال أيوه. أخدوه وركب معهم عربية نص نقل بكل بساطة وبعد مسافة رموه من العربية، وكان الأمر مدبرًا من المقاولين السوريين لأن تاني يوم المقاولون قالوا لهم إيه رأيكم في المقلب.؟

* كيف كانت علاقتك بـ"مينا"؟
- مينا أصغر مني سنا لكن في الحسم أكبر مني وكان كفؤا في الجيش قدوة حسن كان زملاؤه يحبونه، يحضر أفراحهم نلبس مع بعض وكان كتير بسيط لا يحب يزعل ولا يزعق في حد. نجا من الموت مرتين؛ مرة في دير الأنبا صموئيل بمغاغة وقع واتخبط في حجر كبير في رأسه فتحت نافوخه وأخذت الفتحة نحو 7 غرز .
المرة الثانية ماسورة المياة ضربت.. كان في الطين والمية وماسك سلك لمبة بير للسباك فوقع السلك في الماء والكهرباء كهربت الماء واتكهرب والحادثة ده أثرت على القلب وظل أسبوع تعبان. كان طيب وغلبان.

* لكن هل كان شجاعًا لدرجة الثبات أمام الموت اللي ظهرت في الفيديو؟
- أنا معرفش هو ثبت كده إزاي كان بيخاف من الذئاب، كان بيروح في الزراعة من قرية القطوشة بجوار العور حوالي 2 كيلو ونص مرورًا بعزبة منقريوس بالليل مع زميله إيهاب رءوف وملاك ناجي. لكن الثبات ده عجيب.

* في رأيك ليه المنيا تحتل درجة متقدمة في الفتن الطائفية؟
- من ساعة أيام مرسي والإخوان بوظت عقول الناس، البلد كانت بتتمول بفلوس كتير من بره اتملأت حقدًا على المسيحيين. الناس اللي خسرت الفلوس ده بعد 30 يونيو بينفسوا غضبهم على المسيحيين.

* كيف مرت عليكم الفترة من إعلان الخطف لفيديو القتل؟
- الفترة إلى كانوا مخطوفين فيها البلد كانت تعبانة خالص من 3 / 1 / 2015 لحد إعلان الاستشهاد في 15 فبراير عشنا في مرار وتعب وبكاء وصلاة واجتماعات صلاة، عذاب حقيقي، وبعد الاستشهاد خدنا كرامة بسببهم فيها العجب ناس مهمين زاروا البلد والخير عم القرية وكل هذا بفضل الشهداء .

* وكيف ترى الكنيسة التي بنيت للشهداء؟
- طبعا بنشكر الرئيس السيسي على قرار بناء الكنيسة لأنها قدمت تعزية حقيقية لأسر الشهداء كلهم كمان الكنيسة أخدت ملابس للشهداء؛ لأنها ستضعها في متحف صغير للشهداء.

شارك