خريطة الجماعات السلفية الجهادية في مصر (مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو)

السبت 06/يوليو/2019 - 02:10 م
طباعة خريطة الجماعات  السلفية مصطفى أمين
 
مدخل:
شكلت الحالة الجهادية في مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013م ما يمكن اعتباره التمدد العضوي للحالة الجهادية العالمية إلى تزامنت مع تراجع نفوذ الجهادية الكلاسيكية الممثلة في تنظيم القاعدة وظهور وليدتها الأكثر عنفا "تنظيم داعش" وولاءاته والتي زادت من قوتها حالة الفوضى الداخلية بعد ثورات الربيع العربي، وهو الأمر الذي كان له انعكاسه على الحالة الجهادية.
 الحالة المصرية التي كانت دائما ما تتقدم مدارس السلفية الجهادية،فكرا وتنظيما،في العالم العربي والإسلامي،بداية من البنا وقطب، ونهاية بإمام الشريف وأيمن الظواهري، سرعان ما شهدت تراجعًا ملحوظًا وضمورًا عضويًّا مع تعافي وقوة الضربات الأمنية، إلا أنها سرعان ما عادت للانتعاش مرة أخرى عقب ثورة 25 يناير 2011م لتنمو في مناطق خصبة جديدة، وتحديدًا في سيناء والصحارى المصرية بعيدًا عن معاقلها التقليدية في صعيد مصر.
نسعى في هذه الورقة البحثية للتعرف على هذه الجماعات وأبرز التطورات التي مرت بها الخريطة الجهادية المصرية خلال الفترة إلى أعقبت ثورة 30 يونيو 2013م، وسيناريوهات مستقبل هذه الجماعات. 

 
 أولًا: النشأة والتطور والتقسيم لجماعات السلفية الجهادية بعد 30 يونيو:
شهدت مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013م موجة جديدة من العنف الذي باتت آثاره مستمرة عبر ثلاثة أجيال من العنف، وتركزت هذه الموجة في الفترة التالية لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وإسقاط نظامه، وشعور الإخوان المسلمين وحلفاؤهم بالمظلومية، وتزايد رغبتهم في الانتقام، بعد أن تسرب حلم الدولة الإسلامية من بين أيديهم، وهو ما أفرز خريطة جديدة من تنظيمات جهادية تبنت العنف كمنهج أساسي في مواجهة النظام الحاكم للدولة المصرية عقب 30 يونيو وتمثلت فيما يلي: 
أ‌. جماعة أنصار بيت المقدس (ولاية سيناء):
من الممكن اعتبار الجذور التاريخية لجماعة "أنصار بيت المقدس" امتداد لأفكار السلفية الجهادية التي نمت في في شبه جزيرة سيناء، التي توجهت إلى حمل السلاح منذ تسعينيات القرن الماضي، وصولًا للشكل الذي أصبحت عليه الآن على يد مؤسس التنظيم الجهادي هشام السعيدني، الذي كان أحد قادة جماعة "التوحيد والجهاد"، المسئولة عن تفجيرات "شرم الشيخ" و"دهب" و"نويبع" قبل 10 سنوات في عام 2004، والذي كان أيضا على علاقة عضوية بما يُسمى ''مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس''، ومنذ أعلنت الجماعة عن نفسها في أول بيان لها بعد 25 يناير 2011، نشطت بشكل ملحوظ على الشريط الحدودي بين مصر وغزة، لتتخصص في البداية في تفجير خط تصدير الغاز المصري لإسرائيل والأردن، والتي وصل عدد عملياتها إلى 20 عملية تفجير لخط الغاز، وثم تطورت إلى الهجوم على الكمائن الشرطية والعسكرية، وبلغت 50 هجومًا انتحاريًا على الكمائن الثابتة، والتي سرعان ما توقفت مع وصول الإخوان لسدة الحكم، وتولي الرئيس المعزول محمد مرسي الرئاسة.  
وجاء الظهور الحقيقي لجماعة "أنصار بيت المقدس" على الساحة عقب 30 يونيو في عام 2013 حين بدأت عملية الجهاد الانتقامي ضد الدولة وأعلنت الجماعة أن الجيش والشرطة في مصر مرتدون يجب قتالهم،واستفادت الجماعة من إرسال عشرات الرجال إلى سوريا في أوائل عام 2013 للتجهيز لانقلاب عسكري محتمل، في نهاية المطاف، فإنهم سافروا للجهاد في سوريا، وانتهى بهم الأمر إلى مصاف تنظيم "أنصار بيت المقدس" الأكثر رسوخًا، وسمحت الخلايا السرية التي تشكلت في عام 2011 للجماعة المتشددة في سيناء بالظهور كلاعب على المستوى الوطني يمتلك مشروعًا واعدًا للقوة، بيانات الجماعة في أعقاب فض اعتصام رابعة بدأت في التحدث حول التحديات والحقائق، والأوضاع التي تؤثر على أغلبية السكان المنتمين للكتلة الإسلامية خارج سيناء، بدا بوضوح أن المجموعة ترغب في تجاوز المحلية وتستعد لاحتكار الساحة الجهادية المصرية.  
 ويمكن إرجاع تمركز تلك الجماعة في شبه جزيرة سيناء إلى عدد من العوامل، في مقدمتها:
1- هشاشة الوضع الأمني في سيناء؛ حيث وضعت اتفاقية السلام مع إسرائيل الموقعة عام 1979 قيوداً صارمة على الوجود العسكري المصري المسلح في شبه الجزيرة؛ ما أدى إلى فراغ أمني كبير، ساعد في نشاط الجماعات الإجرامية والإرهابية، ويؤخذ في الاعتبار العوامل المتعلقة بمثالب الفكر الأمني والسياسي في التعامل مع مشكلات سيناء.
2- ساعدت جغرافيا سيناء الوعرة والمدن والقرى المهملة- المصريين العائدين من أفغانستان وباكستان على دراسة الحالة الأمنية؛ ليجدوا سيناء مجالاً خصباً للعمل، خاصة أنها تتقارب في الطبيعة مع أفغانستان؛ لتكون مساحة خصبة لتنفيذ أهداف القاعدة بها، لكن الطابع القبلي لأهالي سيناء حال بينهم وبين الاندماج مع المجتمع المصري السيناوي؛ ما أوجد فجوة لم يتم سدها حتى وقت قريب، كل تلك الأمور أسهمت بشكل كبير في جعل سيناء بؤرة إرهابية حاضنة للجماعات المتشددة.
3- حالة الانفلات الأمني التي شهدتها مصر عقب ثورة يناير وما بعدها؛ ما أدى لتنشيط جماعات العنف داخلها، في ظل هروب ناشطيها عند فتح السجون، واستخدامها للسلاح المهرب من ليبيا عبر صحاري سيناء 
القدرات التي أظهرتها جماعة "أنصار بيت المقدس" بعملياتها عملت على لفت انتباه تنظيم "الدولة داعش "، لها وتمت البيعة في نوفمبر عام 2014 وهو ما تسبب في تعقيد قدرتها على احتكار الحالة الجهادية المصرية وبدلاً من أن تدعم بيعة "داعش" طموحات "أنصار بين المقدس" في التحول إلى جماعة جهادية وطنية فقد تسبب شبح المنافسة مع تنظيم القاعدة في نفور عدد كبير من الجهاديين، وشكل الولاء لداعش صدمة كبيرة للتحالف الهش بين مجموعة سيناء وبين الجماعات الجهادية في الوادي والدلتا وبعد تغيير جماعة "أنصار بيت المقدس" هويتها إلى "ولاية سيناء"، والضربات المتلاحقة التي تعرضت لها من قِبل قوات الأمن، ترسخت هذه الحالة.
أهم العمليات التي قامت بها: 
نشطت العمليات التي نفذتها جماعة أنصار بيت المقدس بعد ثورة 25 يناير 2011، ولكنها اتخذت منعطفا أكثر خطورة بعد عزل مرسي والإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين، ومن أهم عملياتها: 
1- محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم في سبتمبر 2013عقب استهداف موكبه في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) فور خروجه من منزله، وأسفر ذلك عن إصابات عديدة بينها عدد من أفراد الشرطة.
2- مقتل 25 من جنود الأمن المركزي في 19 أغسطس 2013م في عملية عرفت إعلاميا باسم «مذبحة رفح الثانية»، 
3- الهجوم بسيارة مفخخة على مديرية أمن جنوب سيناء في أكتوبر 2013
4- استهداف مبنى المخابرات العسكرية في الإسماعيلية في أكتوبر 2013 م 
5- قتل المقدم محمد مبروك مسئول ملف الإخوان المسلمين في جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سابقا) في نوفمبر 2013.
6- تفجير مديرية أمن الدقهلية في ديسمبر 2013م الذي أسفر عن مقتل 16 كان من بينهم 14 من ضباط الأمن.
7- الهجوم على كمين أمني في محافظة بني سويف أودى بحياة ستة من ضباط الشرطة.
8- تفجير مديرية أمن القاهرة. 
9- اسقاط مروحية عسكرية بسيناء خلال يناير 2014.
10- اغتيال مدير المكتب الفني لوزير الداخلية في يناير 2014.
11- الهجوم على كمين كرم القواديس في أكتوبر عام 2014. 
****
ب. أجناد مصر:
 لا يعد التنظيم جماعة بالمعنى المتعارف عليه، وإنما هو عبارة عن خلايا صغيرة وكان أول ظهور لها بشكل حقيقي في بدايات عام 2014، بالرغم من أنه سبق لها القيام ببعض العمليات في نهاية عام 2013، ولكن الجزء الأكبر من عملياتها كان في مطلع 2014، وكان يغلب على عملياتها العسكرية، قلة الخبرة من خلال التفجير عن بُعد، واستخدام عبوات ناسفة محلية الصنع صغيرة الحجم، وتركزت أغلب عمليات الجماعة في محيط القاهرة الكبرى، وتحديدًا بمحافظة الجيزة.  
 ففي يوم الجمعة 24 يناير 2014، أعلنت جماعة "أجناد مصر" عن نفسها وتم تدشين صفحة على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي تحمل الاسم نفسه، وتنشر البيان نفسه، وتعرف نفسها بأنها صفحة رسمية. وكان هذا المسلك وقتها مختلفا عما تتبعه باقي تنظيمات العنف ذات اللافتة الإسلامية التي تحذر دائما من التعامل مع شبكات.
 وأعلن البيان الأول لـ "أجناد مصر" عن تدشين حملة انتقامية بعنوان "القصاص حياة"، وتتوعد فيها الجماعة بتوجيه ضربات لأجهزة الأمن، وتحرض كل مواطن على أن يستهدف أفراد الأمن في مقراتهم ومساكنهم، كما وجهت عناصرها في نهاية البيان إلى اتخاذ أعلي درجات الحيطة والحذر أثناء القيام بعملياتهم، لكيلا يقع أي ضرر على الأبرياء، حتى ولو كانوا ممن يعارضونهم
 وانتهى هذا اليوم بسلسلة من التفجيرات، أمام مديرية أمن القاهرة، وأمام محطة مترو البحوث بالدقي، وفي محيط قسم شرطة الطالبية بالهرم، بالإضافة إلى استهداف دورية أمنية في شارع الهرم. وفي نهاية هذا اليوم، أصدرت "أنصار بيت المقدس" بيانا تبنت فيه جميع التفجيرات التي هزت القاهرة يومها من خلال نقاط قصيرة وموجزة. وهنا، لم تصمت "أجناد مصر"، وبدا أن خلافا وقع بينها وبين "أنصار بيت المقدس"، حيث أصدرت بيانها الثاني، وتبنت فيه عمليتي مترو البحوث، وقسم شرطة الطالبية. وجاء في بيانها أن عملية مترو البحوث هدفت للانتقام من القوات التي تواجه "الأبرياء" -بحسب وصف البيان- كل جمعة، في إشارة لمظاهرات الإخوان، وأن عملية قسم شرطة الطالبية هدفها هو تحدي التصريح "المتعجرف" لوزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم بخصوص الاقتراب من أقسام الشرطة. 
 في اليوم التالي مباشرة، وعلى نحو مفاجئ، أصدرت "أنصار بيت المقدس"، الجماعة الأشهر والأبرز، بيانا اعتذرت فيه لأجناد مصر عن إعلانها تبني عمليتي مترو البحوث وقسم الطالبية، وقالت إنها أخطأت، وبررت الأمر بأن مجموعة أخرى تابعة لها -أي للأنصار- تعمل في المنطقة نفسها، وأن المسئول أبلغ بالخطأ أن العملية تخصهم، وأشارت إلى أن "أجناد مصر" هي التي نفذت هذه العمليات، وهو الأمر الذي دفع البعض لتأكيد أن ثمة علاقة تجمع بين التنظيمين، وأن هذا البيان "الاعتذاري" الصادر عن أنصار بيت المقدس كان الهدف منه الإعلان عن وجود تنظيم آخر يدعي "أجناد مصر"، وليس الاعتذار، نظرا لأن بيانات "أنصار بيت المقدس" تحظي بتغطية موسعة على عكس "أجناد مصر" الذي كان تنظيما وليدا آنذاك.  
أهم العمليات:
1- استهداف كمين شرطة في عبود بعبوة ناسفة.
2- استهداف كمين شرطة السواح بعبوة ناسفة.
3- استهداف نقطة شرطة بمحور 26 يوليو. 
4- استهداف قسم شرطة الطالبية في 24 يناير 2014
5- استهداف قوات الأمن المركزي أمام مترو البحوث.
6- استهداف مقر قوات الأمن المركزي في 31 يناير 2014.
7- استهداف قوات الأمن المركزي في ميدان الجيزة. 
8- استهداف قيادات قوات الأمن المركزي في ميدان النهضة، واستشهاد العميد طارق المرجاوي الذي لقي مصرعه في هذه العملية.
9- التفجير الذي وقع بجوار مسجد الحصري بــ6 أكتوبر، إصابة نقيب شرطة. 
10- تفجير كمين للشرطة في ميدان لبنان، استشهاد رائد شرطة وإصابة 6 آخرين. 
11- تفجير كمين للشرطة في ميدان لبنان، استشهاد رائد شرطة وإصابة 6 آخرين. 
12- استهداف دورية أمنية في شارع الهرم بالقرب من سينما رادوبيس.
13- تفجيرات بالقرب من قصر الاتحادية.  
وطرحت العمليات التي أعلن تنظيم "أجناد مصر" عن تبنيها تساؤلات حول النطاق الجغرافي لممارسة نشاطه، حيث يتركز أغلبها في محافظة الجيزة والمناطق المحيطة بها مما يؤكد على أنه يرتبط بمجموعة من النشطاء المؤيدين لحازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح "المستبعد" من الانتخابات الرئاسية 2012، والذين أطلق عليهم مصطلح حازمون"، وكان لهم نشاط مكثف في نطاق هذه المحافظة، بالإضافة إلى أنه أكثر التنظيمات استخداما للغة "الاستعطاف الشعبي" في بياناته، حيث يؤكد في كل بياناته تقريبا أنه حريص على عدم استهداف المدنيين بأي شكل، ووصل الأمر إلى أنه وجه بيانا تحذيريا لعموم المواطنين، كشف فيه عن وجود قنبلة في محيط قصر الاتحادية، وهو الأمر الذي ثبتت صحته بالفعل 
*** 
ج. كتائب أنصار الشريعة بأرض الكنانة:
نشأ هذا التنظيم مطلع 2014، وإن كان متأثرًا بتنظيم الطليعة السلفية المجاهدة الذي أنشأه أحمد عشوش في نوفمبر 2012 أثناء حكم الرئيس محمد مرسي، والذي كان يرى في كل الآليات الديمقراطية كفرًا بواحًا، وأعلن كفره بكل هذه الوسائل من منطلقات شرعية واتخذت العمل الدعوي والخيري حاضنه للأفكار التي ظلت كامنة بعد ثورة 2011 وحتى صعود مرسي للسلطة، واضطر أصحابها إلى أن يعبروا عن الوجه الآخر فور سقوطه.
 تمثل هذه الكتائب المجموعات الجهادية التي دخلت السجون نتيجة استخدامها لأعمال عنف، ولم تشترك في أي مبادرات فكرية أو فقهية، بل ظلت صامدة على مبادئها وأفكارها حتى قيام ثورة يناير وترى أن الدين الحقيقي في حرب أعدائه، وجهادهم بالنفس والمال حتى إقامة الشريعة، وقد استطاعت أن تؤثر في قطاعات شبابية أخرى، سواء داخل السجون، أو بعد أن خرجوا منها على خلفية الثورة وأحد أبرز الأسماء الموجودة في هذا التنظيم وتجمعه علاقة مع قياداته، محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة، وأحد زعماء قاعدة الجهاد في مصر؛ وهذا إن دل فإنما يدل على العلاقة بين هذا التنظيم والقاعدة في الإطار الفكري والتنظيمي معًا.  
أهم العمليات التي أعلنت "الكتائب" تنفيذها: 
 قامت بالعديد من العمليات التي جاءت انتقاما، لما أدعوه من اعتداء الشرطة على ما أسموهم “الحرائر العفيفات”، وأن بعض من هذه العمليات لم يتم الإعلان عنها، منها:: 
1- استهدف مساعد بالجيش بقرية غيته بلبيس بالشرقية بـ”طلق بالرقبة”
2- اغتيال هاني محمد النعماني أمين شرطة قوة مركز ههيا بـ”طلق بالرأس
3- اغتيال حسن السيد أحد أفراد القوات المسلحة بمركز منيا القمح شرقية بـ“طلق بالرقبة”
4- اغتيال أمين شرطة إسماعيل محمد عبد الحميد التلاوي قوة الشروق القاهرة بـ“طلق بالرأس”
5- اغتيال أمين شرطة شعبان حسين قوة مركز أبو كبير بـ”طلق بالرأس”
6- اغتيال أمين شرطة شريف حسن بيومي ورقيب طبلاوي فتحي موسى بقرية النخاس بـ“طلق بالرأس”
7- اغتيال أمين شرطة محمود عبد المقصود قوة مركز كفر صقر
8- استهداف ملازم شرف سباعي محمد الباز ومجند رضا محمد عبد الله وآخر
9- استهداف دورية شرطة بجوار معسكر الأمن المركزي بالزقازيق طريق قرية بنى شبل أسفر عن مقتل، سعيد مرسي إبراهيم ومقتل عبد الله سليم وحمادة عبد ربه محمد وإصابة عيد إبراهيم عبد المقصود
10- اغتيال أمين شرطة عبد الرحمن محمد أبو العلا قوة قسم ثاني شرطة العاشر بـ ”طلق بالرأس”
11- اغتيال رقيب شرطة عبد الدايم عبد الفتاح عبد المطلب إدارة المرور وحسن محمد سليمان بالأمن الوطني.
12- اغتيال أمين شرطة هاني عطية ورقيب حسن سيد حسين قوة قسم شرطة بنى سويف
13- اغتيال أمين شرطة جمال محمد بدوى قوة مركز الفشن
14- اغتيال أمين شرطة بطلق بالرأس بمركز إهناسيا 
15- اغتيال أمين شرطة بطلق في الرأس وعثر عليه في الزراعات بمركز ببا 
16- اغتيال أمين شرطة بطلق في الرأس داخل مركز بنى سويف ولم تعلن عنه الداخلية.
17- استهداف دورية شرطة تأمين طريق مصر أسيوط الزراعي بالحوامدية بمحافظة الجيزة، أسفرت عن مقتل أشرف غانم ووليد الدسوقي وياسر غانم وإصابة آخر
18- استهداف الشرطي جمعة عيد بمركز الصف بالجيزة “بطلق بالرأس.   
**** 
د. السلفية الجهادية في سيناء:
 تشكل السلفية الجهادية في سيناء جزء لا يتجزأ من المشهد التكفيري العنيف في مرحلة ما بعد 30 يونيو 2013م وتتابين من حيث حجم الانتشار، وتنضوي تحتها تنظيمات تزعم رفع راية الجهاد في وجه إسرائيل، ومعظم أعضاء هذه الجماعات مرتبط فكريًّا أو تنظيميًّا بجماعات جهادية فلسطينية، ويقتصر حمل السلاح في عقيدتهم على العدو الصهيوني القابع خلف الحدود، وليس استهداف قوات الأمن المصرية أو أي أحد لذلك تبرأت الجماعات الجهادية السلفية من الحادث الإرهابي الذي وقع على الحدود المصرية – الفلسطينية وأودى بحياة الجنود المصريين. ولا تأخذ الجماعات الجهادية في سيناء شكلاً تنظيميًّا واحدًا، بل عدة أشكال ومسميات مختلفة أشهرها ا “,”الجهاد والتوحيد“,” و”أنصار الجهاد“,”، و”السلفية الجهادية“ ”ولكنها في الوقت ذاته تعد حاضنة متسعة لخلايا العنف النائمة التي تنتهج خليطًا من الأفكار السلفية والجهادية والتكفيرية، ولا يعمل معظمها بشكل تنظيمي ولا يوجد بينها رابط فكري أو تنظيمي، غير أن من السهل تنشيطها ودفعها للعمل المنظم بمجرد وجود من ينظم أفكارها أو يوفر لها الدعم، وتعتبر من أخطر أنواع التنظيمات إذ يمكن استغلال أعضائها بسهولة في تنفيذ عمليات ضد أي أهداف داخل سيناء أو خارجها وتنتشر هذه الجماعات أفقيًّا بامتداد منطقة الشريط الحدودي، خاصة مدينتي رفح والشيخ زويد الأقرب للحدود مع إسرائيل، بالإضافة إلى منطقة وسط سيناء، مع عدم وجود رابط مباشر يربط بينها، حيث تتواجد معظمها في صورة خلايا محدودة العدد، لا تميل إلى الاندماج في كيانات أكبر وأكثر تنظيمًا.  
**** 
 ثانيا: الاختلافات والقواسم المشتركة بين جماعات السلفية الجهادية بعد ثورة30 يونيو:
 تحمل تنظيمات الجماعات السلفية الجهادية في مصر في مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو 2013م مجموعة من الاختلافات الأساسية، وأيضا القواسم المشتركة يمكن حصرها في النقاط الآتية:
1- هذه التنظيمات تحمل دوافع انتقامية، فهي تري أن التيار الإسلامي تم إقصاؤه عن السلطة بناء على مؤامرة اشتركت فيها أجهزة الدولة، وتيارات المعارضة العلمانية -حسبما تصفها- وتري أيضا أن طرفي المؤامرة اتفقا على كراهية الإسلام أو نظام الحكم الإسلامي، أو على الأقل المشروع الإسلامي
2- تزعم أن أنصار التيار الإسلامي تعرضوا لمذبحة أثناء فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول، وبالتالي لا بد من الانتقام من مؤسسات الدولة، لا سيما الأجهزة الأمنية (الشرطة والجيش).
3- هذه التنظيمات تستند في نشاطها بشكل مباشر إلى خطاب "المظلومية الكبري" الذي روجته التيارات الإسلامية عقب عزل محمد مرسي، وفض اعتصامي رابعة والنهضة، بينما كانت التنظيمات السابقة تنشط كاستجابة لدعاوي إعادة إحياء الدولة الإسلامية.
4- ظل موقف تنظيمات العنف من الديمقراطية والعملية الانتخابية مشوشا ومضطربا، وأغلبها كان يذهب إلى تحريم المشاركة في الانتخابات، بحسبانها تعطي للبشر حق التشريع من دون الله -وفق أدبياتهم- أما من كان يجيز المشاركة، فإنه كان يتخوف من عدم نزاهة العملية الانتخابية وللغرابة الشديدة، يبرر جانب من التنظيمات الحالية ممارسته للعنف بأنه يدافع عن أصوات الناخبين التي تم إهدارها بعد عملية ديمقراطية نزيهة.
5- يحرص جانب من التنظيمات الحالية على ربط حركته بحركة الجهاد العالمي، وهو حال بعض تنظيمات العنف من الأجيال السابقة، حيث أبدي عدد من التنظيمات الحالية موقفه من الخلاف بين داعش والقاعدة. كما أن عددا من عناصر التنظيمات الحالية سافروا إلى سوريا، وعادوا إلى مصر بعد عزل مرسي لتنفيذ عمليات عنف أيضا. 
6- تحظي التنظيمات الحالية بحاضنة شعبية تتمثل في قطاع من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وهناك قطاع من أنصاره يدين عمليات العنف، إلا أنهم يبررونها في سياق أنها نتيجة طبيعية للإطاحة بالرئيس المدني المنتخب وتبدو تنظيمات العنف الحالية نفسها حريصة على الحفاظ على هذه الحاضنة، بل وتنميتها من خلال تجنب استهداف المدنيين، وإصدار بيانات من وقت إلى آخر تخاطب فيها عاطفة المواطنين لمواجهة الحملة الإعلامية التي تتعرض لها.
7- هذه هي المرة الأولي التي ينتقل فيها مركز ثقل هذه التنظيمات العنف في مصر بشكل واضح من القاهرة والدلتا، حيث تتركز الكتلة الكبري من السكان إلى الأطراف الحدودية ذات الكتل السكانية غير الكثيفة، وتحديدا شبه جزيرة سيناء.  
8- ويبقى التأكيد على أن الصراعات الجهادية – الجهادية، لا تزال ممتدة ومؤثرة في المشهد الجهادي في سيناء ومن المتوقع أن تستمر بالتوازي مع التنافس المحموم بين “أجناد مصر” وفرع “ولاية سيناء” في وادي النيل لإثبات الكفاءة في عمليات القاهرة والدلتا.  
****** 
ثالثا: سيناريوهات تماسك وتفكك جماعات السلفية الجهادية بعد 30 يونيو:
 هناك أكثر من تصور قد يكون سبب مباشر في تماسك وتفكك جماعات السلفية الجهادية بعد 30 يونيو ومن خلال هذه السيناريوهات يمكن طرح أبرزهما لما يمكن ان يحدث مستقبلاً: 
**السيناريو الأول: القضاء على تلك الموجة الإرهابية تماماً من خلال تصعيد العمليات في شبه جزيرة سيناء ضد تلك الجماعات والعمل على تطويقها من جميع الجهات مع غلق كل المنافذ التي تؤدى إلى وصول الأسلحة إليها سواء من قطاع غزة أو من ناحية ليبيا كما يقتضي الأمر كذلك تكثيف التواجد الأمني في شبه الجزيرة من خلال العمل على مراجعة بنود اتفاقية السلام، والتي لا تسمح بتعديلها سوى بموافقة طرفيها، مما يوجب التفاوض مع تل أبيب في هذا الشأن، والعمل على احتواء ودمج أهالي سيناء بطريقة تقوم على أساس المواطنة، وبالتركيز على التنمية التي تشمل عوائدها الجميع، والنظر في قضايا المعتقلين، والقضاء على الانفلات الأمني، وحسم الخلافات حول تملك الأراضي، والإسراع بوضع الخطط الكفيلة بذلك خلال الفترة القادمة، حيث تبدو الخطورة واضحة من اشتراك بعض أبناء القبائل السيناوية في هذه العمليات الإرهابية.  
**السيناريو الثاني: ويتمثل في انتشار هذه الجماعات الجهادية في سيناء مما يؤكد مقولة إن هذه المنطقة خارج نطاق السيطرة الأمنية، وبالتالي فهي أصبحت تمثل تهديدًا للأمن المصري، وأمن دول الجوار وهو ما قد يفتح الباب لعودة التيارات الجهادية من جديد في مصر.
**السيناريوالثالث: اتساع نفوذ هذه الجماعات ووصولها إلى مرحلة التنسيق بينها وبين مثيلاتها الأخرى في المنطقة مثل "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" من أجل الإطاحة بالأنظمة في المنطقة، وهو السيناريو الأكثر خطورة  
نتائج واستخلاصات:
1- يمكن اعتبار الجماعات السلفية الجهادية في مصر، في مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو، ما هي إلا تمدد عضوي للحالة الجهادية العالمية التي تزامنت مع تراجع نفوذ الجهادية الكلاسيكية الممثلة في تنظيم القاعدة وظهور وليدتها الأكثر عنفا "تنظيم داعش" وولاءاته والتي زادت من قوتها حالة الفوضى الداخلية بعد ثورات الربيع العربي، وهو الأمر الذي كان له انعكاسه على الحالة الجهادية.
2- الحالة المصرية الجهادية الحالية تشهد تناقضا ملحوظا ما بين التراجع والضمور العضوي، كلما زاد التعافي والقوة الأمنية، وما بين الانتعاش والتوسع كلما ارتخت القبضة الأمنية، وهو ما جعلها تخرج من معاقلها التقليدية إلى مناطق خصبة جديدة في سيناء والصحارى المصرية.
3- حالة الانفلات الأمني التي شهدتها مصر عقب ثورة يناير وما بعدها؛ وهو ما أدى لتنشيط جماعات العنف بعد 30 يونيو 2013م، ومما زاد من قوتها اعتمادها على العناصر الهاربة من السجون، وتوفرا السلاح المهرب من ليبيا عبر صحاري مصر. 
4- تعد هذه التنظيمات الأكثر استخداما للغة "الاستعطاف الشعبي" وهو الأمر الذي يثبت رغبة التنظيم في تكوين حواضن شعبية تساعده في تعويض خسائره وفي الوقت نفسه مظلة لحماية وتأمين عملياته. 
5- وجود أكثر من سيناريو لمستقبل الجماعة يعضض من فرص بقاءها، ولكنه في الوقت نفسه يطرح التساؤل حول عناصر تماسك وتفكك هذه الجماعات السلفية الجهادية بعد 30 يونيو بين العنف والتوبة.
***** 
المراجع والمصادر: 
1- محمد إسماعيل، خريطة الجيل الثالث من تنظيمات العنف في مصر، السياسية الدولية، العدد 98، الخميس 23 يونيو 2016 م. الرابط 
http://www.siyassa.org.eg/NewsQ/4920.aspx
2- أنصار بيت المقدس.. صراع الاحتواء بين "القاعدة" و"داعش"، تنظيمات، بوابة الحركات الإسلامية، الأربعاء 23/أبريل/2014م. الرابط http://www.islamist-movements.com/2484
3-  القصة الكاملة: الصراع الجهادي في مصر يمتد من سيناء إلى وادي النيل، موقع ن بوست "  23 أغسطس 2015 م.الرابط http://www.noonpost.net
4-  أنصار بيت المقدس.. صراع الاحتواء بين "القاعدة" و"داعش"، المرجع السابق. 
5-  القصة الكاملة: الصراع الجهادي في مصر يمتد من سيناء إلى وادي النيل، المرجع السابق. 
6-  أهم العمليات الإرهابية التي نفذتها أنصار بيت المقدس، موقع السكينة، 14 أبريل, 2014م.الرابط http://www.assakina.com/center/parties/42250.html
7-  منير أديب، خريطة التنظيمات الجهادية بعد 30 يونيو، المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، القاهرة، يوليو 2014م. الرابط http://www.rcssmideast.org/Article/2329
8-  محمد إسماعيل، خريطة الجيل الثالث من تنظيمات العنف في مصر، المرجع السابق 
9-  "أجناد مصر”..واستنساخ "أنصار بيت المقدس" (بين "الإخوان"..و"حازمون" )، تنظيمات، بوابة الحركات الإسلامية، 21/يوليه/2014م. الرابط http://www.islamist-movements.com/3064
10-  محمد إسماعيل، المرجع السابق. 
11- منير اديب، المرجع السابق. 
12-  محمد فتحي، أنصار الشريعة بأرض الكنانة".. أجدد كتائب تنظيم الإخوان الإرهابي لاغتيال ضباط الجيش والشرطة، مجلة الشباب، 18 مارس 2014م. الرابط http://shabab.ahram.org.eg/News/18850.aspx
13-  معتز سلامة وبسام صلاح، كيف يمكن مواجهة السلفية الجهادية في سيناء؟، المركز العربي للبحوث والدراسات، 29/ديسمبر/2013م الرابط http://www.acrseg.org/2319/bcrawl
14- محمد إسماعيل، المرجع السابق 
15- إسماعيل الإسكندراني، مستقبل الجماعات الجهادية في سيناء في 2015م،الأهرام ابدو،31 -12- 2014م. الرابط http://hebdo.ahram.org.eg/NewsContent/1058/4/132/9182/L%E2%80%99avenir%E2%80%93des-djihadistes-du-Sina%C3%AF.aspx
16- إبراهيم منشاوي، تنظيم أنصار بيت المقدس.. تداعيات مخيفة، المركز العربي للبحوث والدراسات، 10- فبراير- 2014م. الرابط http://www.acrseg.org/2512
17- على بكر، الحدود الملتهبة: خريطة التنظيمات الجهادية المسلحة في سيناء، المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، 06/08/2012م القاهرة. http://www.rcssmideast.org/Article/104

شارك