داعش في أحدث اصداراتها.. المشاركون والمرشحون للانتخاب هم أدعياء للربوبية والألوهية

الأحد 28/أكتوبر/2018 - 12:00 م
طباعة داعش في أحدث اصداراتها.. حسام الحداد
 
رغم الانهيار الكبير الذي لحق بتنظيم الدولة "داعش" في العراق وسوريا خلال الأشهر القليلة الماضية، يحاول التنظيم التواجد بشكل كبير على المستوى الإعلامي، لتعويض خسائره على الأرض، ومن بين المنصات الإعلامية التي يعتمد عليها التنظيم في هذا الوقت "صحيفة النبأ" التي يحافظ التنظيم على انتظام اصدارها يوم الخميس من كل أسبوع.
وفي عددها الأخير تناولت صحيفة "النبأ" العديد من الموضوعات من بينها بيان صادر عن تنظيم الدولة عنوانه "إبطال العملية الشركية"، يتحدث البيان عن العملية الانتخابية نفسها وموقف الشرع منها، اذ يؤكد البيان عدم اعتراف تنظيم الدولة بالعمليات الانتخابية وتكفير كل من يشارك فيها من المواطنين وأن تنظيم الدولة "داعش" يحارب هذه العملية الانتخابية وكل من يشارك فيها على اعتبار أنهم يقيمون الحق وان المجتمعات الإسلامية التي توافق على الانتخابات ما هي إلا مجتمعات جاهلية حسب تعبير مرجعيتهم وملهمهم الأول "سيد قطب"، فقد جاء في البيان "واليوم وبعد كل ما بذلته الدولة الإسلامية من مهج وأنفس وتضحيات في سبيل منع الناس من التهافت على الشرك، يخرج علينا أئمة الكفر في أفغانستان برعاية دول الصليب بانتخاباتهم الشركية، فلم يكتفوا برمي القنابل زنة الأطنان على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، بل يريدون جرهم إلى جهنم عبر صناديق الاقتراع والعياذ بالله. ومن باب زيادة الإعذار فقد دأبت دولة الإسلام على تحذير الناس من مغبة المشاركة بالانتخابات الشركية سواء في العراق أو أفغانستان أو غيرها، وأكدت أنها ستسعى إلى محاربة بوابات الشرك وصناديقه وستضربها بكل ما تستطيع، وكذلك فعلت قبل أيام عدة في خراسان عندما حذرت بأنها ستستهدف تلك المراكز، ولكن يأبى الكفار والمرتدون وأهل الضلال إلا محاربة الله عز وجل فعزم المجاهدون أمرهم ونفذوا ما هددوا به وأحالوا صناديق اقتراعهم إلى صناديق موت علّها تكون عبرة لمن يعتبر ورادعاً لمن خلفهم وضربة علها تنبه الغافلين".
داعش في أحدث اصداراتها..
هذا التهديد ليس فقط للعملية الانتخابية في العراق وأفغانستان على حد قول بيان تنظيم الدولة "داعش" بل هو تهديد ومحاربة لكل المجتمعات المسلمة في المنطقة التي تمارس العملية الانتخابية، ورغم ان الشريعة الإسلامية ليس بها تكفير للعموم على حد قول معظم الفقهاء المعترف بهم سواء في المذاهب السنية أو الشيعية، إلا أن تنظيم الدولة له دين خاص بعيدا عن هذه المذاهب فهم يدينون بدين القتل والنحر ولا يعذرون بالجهل كما يدعون ويرون في أنفسهم أنهم وكلاء لله الذين خصهم الله بحماية دينه، كما يرون أن تخريجاتهم الفقهية هي مقاصد الله عز وجل فلا يعترفون بأن تلك الفتاوى انما هي رأي بشري منها الخطأ ومنها الصواب.
ويستمر البيان في الاستشهاد بفقيه لهم كما جاء نص البيان: ".. كما صرح المتحدث الرسمي باسم دولة الإسلام الشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر (حفظه الله( فقال: فكلُّ من يسعى في قيامها بالمعونة والمساعدة فهو مُتَولٍ لها ولأهلها، وحكمه كحكم الداعين إليها والمظاهرين لها، والمرشحون للانتخاب هم أدعياء للربوبية والألوهية، والمنتخِبون لهم قد اتخذوهم أربابا وشركاء من دون الله، وحكمهم في دين الله الكفر والخروج عن الإسلام، فإنا نحذركم يا أهل السنة في العراق من تولي هؤلاء القوم الذين ما تركوا باب ردة إلا وولجوه، وإن مراكز الانتخاب ومن فيها هدف لأسيافنا فابتعدوا عنها واجتنبوا السير بقربها، ومن ضنَّ منكم بنفسه وأخلد إلى الأرض عن نصرة دولة المسلمين وموئل أهل السنة فليسعه بيته ولينشغل بخاصة نفسه، ولا يكونن نصيرا وظهيرا للرافضة المشركين وأذنابهم المرتدين المحسوبين على أهل السنة(.
قال ربعي ابن عامر رضي الله عنه لرستم لما جاءه رسولاً: "الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله" فلن يرضى أحفاد الصحابة بأن يعاد المسلمون إلى الكفر بعد الإسلام وأن ينصب البشر أربابا ومشرعون من دون الله، وعما قريب بإذن الله لن يبقى لهذا الشرك في ديار المسلمين بقية بعز عزيز أو بذل ذليل بعون الله تعالى وقوته".
هذا ما يقوم عليه تنظيم الدولة "داعش" من ذهنية تكفيرية تمتد من "سيد قطب" إلى أبو بكر البغدادي مرورا بعبد الله عزام والظواهري ومحمد عبد السلام فرج وشكري مصطفي وغيرهم من أئمة التكفير والقتل، فحينما نقرا "النبأ" اليوم لا نجد اختلافا كبيرا عن ما كتبه السابقون من أصحاب هذا الفكر التكفيري.

شارك