وفاة الناجي الاخير من رهبان الجزائر تذكر العالم بجرائم العشرية السوداء

الأربعاء 24/نوفمبر/2021 - 01:46 م
طباعة وفاة الناجي الاخير روبير الفارس
 
اعادة وفاة الراهب  جان بيار شوماخر آخر الناجين من بين رهبان تيبحيرين (الجزائر) الذين اختُطف منهم 7 وقُتلوا سنة 1996، في اطار جرائم  الجماعة الإسلامية والتى عرفت بالعشرية السوداء في الجزائر. 
 وتوفّي الراهب جان في المغرب عند سفوح الأطلس المغربي، عن عمر 97 سنة، كما اعلنت وكالة  زينيت الكاثوليكية  نقلاً عن موقع “فاتيكان نيوز”.

وكان البابا فرنسيس خلال زيارته إلى المغرب في 2019، التقى بالراهب  شوماخر في كاتدرائية القديس بطرس في الرباط، وانحنى أمام الراهب وقبّل يده. ثمّ شارك الراهب البابا الاحتفال بصلاة القداس 

وُلد الراهب جان بيار شوماخر في 15 فبراير  1924 وأُلحِق بالقوّة في القوى المسلّحة النازيّة، إلّا أنّه أفلت مِن الذهاب إلى الحدود بفضل وثيقة طبّية تُشير إلى أنّه يُعاني من السلّ. وبعد الحرب، انخرط في الحياة الدينيّة وسيمَ كاهناً سنة 1953. وبعد سنوات، انضمّ إلى دير في بريطانيا.

سنة 1964، أُرسِل مع راهبَين آخرَين إلى دير الرهبان الصامتين في تيبحيرين في الجزائر نزولاً عند طلب الكاردينال دوفال رئيس أساقفة الجزائر العاصمة. فبقيَ الراهب  شوماخر في دير سيّدة الأطلس (80 كلم جنوب الجزائر العاصمة) لأكثر من 30 سنة. 

في ليل 26-27 مارس 1996، تمّ اختطاف وقتل 7 رهبان. لكن شوماخر مع راهب آخر يدعى “أميديه” (توفّي سنة 2008) أفلتا من عملية الخطف. فشوماخر كان في تلك الليلة يخدم كبوّاب في مبنى ملاصق للدير. وبعد 4 سنوات على مقتل الرهبان ، استقرّ جان بيار في المغرب في دير  سيّدة الأطلس. مِراراً، أقرّ بـ”ثقل” سؤال كان يُرافقه دائماً: “لمَ سمح لي االله  بأن أبقى على قيد الحياة؟” وعلى مرّ السنوات، فهم أنّ قدره كناجٍ من المجزرة كان يُصادف رسالة “الشهادة على أحداث تيبحيرين والإخبار عن اختبار الشراكة مع الإخوة المسلمين والتي ما زالت تتتابع في الدير في المغرب”.

في دَيرهما الجديد، سُمّي الأخ جان بيار والأخ أميديه “الباقي الصغير من تيبحيرين”. وكان شوماخر يقول: “كان وجودنا في الدير إشارة على الإخلاص للإنجيل والكنيسة وشعب الجزائر”.

لم يشأ رهبان تيبحيرين أن يُصبحوا شهداء، لكن في الإخلاص لرسالتهم، أرادوا أن يتشاركوا مع الجزائريّين خطر كونهم هدف العنف الأعمى الذي كان يُدمي البلد في تلك السنوات ويُكثّر من مجازر الأبرياء. بصفتهم فرنسيّين، كان بإمكانهم الرحيل، لكنّهم لم يفعلوا ذلك. وفي 2018 اعلن الفاتيكان  تطويب الرهبان السبعة المقتولين في أوران في الجزائر مع 12 راهباً من شهداء الحرب الأهليّة الجزائريّة. والأخ جان بيار الذي كان عندها في الرابعة والتسعين من عمره تمكّن من المشاركة في الاحتفال.
والرهبان السبعة فرنسيون قتلتهم الجماعات الارهابية المسلحة في 27 مارس 1996 في دير تيبحيرين في بلدية ذراع السمار ولاية المدية جنوب الجزائر العاصمة.بعد اتهامهم بالعمالة والجاسوسية والتبشير بالمسيحية ولقد تبنت الجماعة الإسلامية المسلحة المعروفة اختصارا الجيا بتبن العملية في مايو من نفس السنة. ووقتها وقع خبر القتل كالصاعقة على الفرنسيين والأوروبيين. ودعت فرنسا السلطات الجزائرية إلى التعامل معها لكشف ملابسات القضية. وفي يوليو 2008 نشرت جريدة لا ستامبا  الفرنسية برقية منسوبة إلى الجنرال فرانسوا بوشوالتر   الذي كان ملحقا عسكريا بالسفارة الفرنسية بالجزائر يؤكد فيها أن الرهبان قتلوا في اشتباك وقع بين الجيش الجزائري والمسلحين الإسلاميين في نفس الناحية ما ادى لمقتل الرهبان وهو ما نفته الجزائر بشدة وأدى لتوتر العلاقات بين البلدين وحينها فتحت العدالة الفرنسية تحقيقا في القضية.
و الجماعة الإسلامية المسلحة هي منظمة إسلامية مقرها الجزائر وتهدف إقامة دولة إسلامية اعتمدت العنف المسلح منذ عام 1992، وذلك كرد فعل على إلغاء نتائج الدورة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر 1991، والتي أظهرت فوز جبهة الإنقاذ الإسلامية، أكبر أحزاب المعارضة الإسلامية. مابين 1991 و1998، تبنت الجماعة عدة عمليات إرهابية ضد أهداف مدنية في الجزائر وفرنسا وفي أحيان، ارتكبت مجازر إبادة بحق القرويين ( عرفت بالعشرية السوداء في الجزائر ومجزرة بن طلحة ومجزرة رايس).وقامت  الجماعة بالاغتيالات و تفخيخ السيارات، وعمليات الاختطاف


شارك