عودة الى الموقع عودة رئيسية الملف
مدخل:
فى ذكري أحداث 11 سبتمبر الارهابية، لا تزال الادارة الأمريكية مرتبكة فى مواجهة الارهاب، وإذا كانت الولايات المتحدة نجحت فى ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة بعد مشاركة دولية من عدد من البلدان الصديقة والحليفة، وتصفية اسامة بن لادن، إلا انها تواجه اليوم خطر  تنظيم "داعش"، وسعت إلى تشكل تنظيم تحالف دولى لملاحقة عناصر التنظيم، الذى يصفه الخبراء والمتابعين بأنه أصبح أكثر خطورة ودموية من تنظيم القاعدة.
بن لادن والظواهري
بن لادن والظواهري
وإذا كان البعض يري أن القاعدة كانت في ظل قيادة اسامة بن لادن تتميز بوجود قيادة مركزية، قيادة تاريخية، وزعيم يتمتع "بكاريزمة" ومصداقية، وسجل شخصي حافل ، عكس خليفته "الظواهري".. فهو قائد غير ملهم، تاريخه "الجهادي" و"الفكري" يحوى الكثير من الثقوب، فلم يعرف عنه تمييزاً أو دراية أو مهارة عسكرية عملياتيه، وسجله كقائد ميداني يشير إلى فشل واخفاق، يظهر خطر "داعش" اليوم، بزعامة أبو بكر البغدادي ، والذى وجه وأدار مجموعة كبيرة من الهجمات والعمليات كهجوم 28 أغسطس 2011 على جامع أم القرى الذي أدى لمقتل 6 أشخاص من بينهم خالد الفهداوي، وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هدد أبوبكر بالانتقام العنيف بسبب وفاته، ليبزغ نجمه بشكل كبير، بعد تنامى نفوذ التنظيم فى سوريا والعراق، وسيطرته على أكثر من 40% من الاراضي السورية والعراقية، وذبح التنظيم لصحفيان أمريكان، فى تحدى كبير للمجتمع الدولى والولايات المتحدة.
11 سبتمبر.. من الجاني؟
صورة لم تنساها الذاكرة
صورة لم تنساها الذاكرة
يرى كثير من المحللين أن الادارة الأمريكية كانت على علم بأحداث 11 سبتمبر سلفا، وأنها لم تتخذ أي خطوات لمنع وقوعها، بهدف اتخاذها ذريعة لملاحقة التنظيمات الإرهابية، والشخصيات التي سبق  وعملت مع المخابرات الأمريكية، وهى آراء يعتبرها البعض تهويلًا من الأمر، وهناك من يراها حقيقة، ولكن لا توجد هناك وثائق رسمية أو اوراق تثبت صحة هذه المزاعم أو تنفيها.
النيران تتصاعد
النيران تتصاعد
وزاد من تضارب المعلومات بشأن هذه الأزمة، ما يتم الكشف عنه من معلومات وتصريحات، وخاصة في الصحف الأوروبية، وهو ما يزيد من علامات الاستفهام بشأن حقيقة ودوافع الجناة في أحداث 11 سبتمبر، التي تعتبر من أكثر الجرائم الإرهابية شهرة على مدى التاريخ. 
من جانبه أكد فيتشيسلاف كوروليف الخبير روسي في الشؤون الجيوسياسية، أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية كانت من تنظيم وتخطيط إدارة الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن، ويقول "هذه هي وجهة نظري وهذا ما طرحته في كتابي "أسرار الحادي عشر من سبتمبر"، حيث قدمت وثائق وأدلة قاطعة، استنادًا إلى المصادر الأمريكية نفسها والمصادر الأوروبية أيضا، تثبت تمامًا ذلك".
وشدد كوروليف على أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر حققت أهداف الإدارة الأمريكية التي خططت لها، ومنها تحقيق السيادة المطلقة على العالم وهي سياسة العالم أحادي القطب حيث تصبح الولايات المتحدة هي الدولة رقم 1 في العالم والتي تعتبر المهيمن الرئيسي على جميع دول العالم، لذلك لن يسمح لأي دولة في العالم حتى الدول الكبيرة والمتطورة بأن تصل إلى دور الريادة مع الولايات المتحدة، كما أنها تذرعت بأحداث 11 سبتمبر من أجل السيطرة على الأوضاع في كل دول العالم وذلك عبر شبه الإرهابيين" الذين تمولهم هي بنفسها".
أكد المحلل الروسي أنه بالرغم من مرور أكثر من عقد كامل على أحداث 11 سبتمبر، إلا أن العالم لم يصبح أكثر أمنا، بل كل ما ظهر للعامة أنه تم استخدام هذه الأحداث كذريعة للقيام بما يسمى بـالحرب على الإرهاب.
البرجين قبل استهدافهم
البرجين قبل استهدافهم
وهذه الرؤية تتفق مع رؤى لعدد من المحللين السياسيين، ومنهم وزيرة الإسكان والمدن الفرنسية "كريستين بوتان"، التي تولت الوزارة في فترة تولى نيكولاي ساركوزى رئاسة فرنسا، حيث شككت في ما تداول من معلومات بشأن ضلوع تنظيم القاعدة في تدبير أحداث 11 سبتمبر، حيث سئلت في مقابلة أُجريت معها قبل أن تصبح وزيرة عما إذا كانت تعتقد أن بوش ربما يكون وراء الهجمات فكان ردها "أعتقد أنه أمر محتمل، أعتقد أنه أمر محتمل".
لم يقتصر الأمر على تحليلات الأوربيين لما حدث في 11 سبتمبر، وضلوع الإدارة الأمريكية فيه، وإنما أظهر استطلاع أجرته خدمة "سكريبس هاوارد" الإخبارية بالاشتراك مع جامعة "أوهايو"  بالولايات المتحدة، أن ثلث الأمريكيين يرون أن هناك احتمالات بشأن مساعدة مسئولين أمريكيين في هجمات 11 سبتمبر، أو عدم إقدامهم على أية خطوة لمنع وقوعها، حتى يتسنى للولايات المتحدة أن تعلن حربًا ضد ما تسميه "الإرهاب" لاحقًا.
وفى هذا السياق أيضا سربت عدد من وسائل الإعلام الأوربية مذكرة فائقة السرية تتعلق بوعد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لتقديم الدعم لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في غزو العراق عسكريًا، ومحاولة تغيير النظام العراقي السابق قبل نحو ستة أشهر من هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة، وهى الوثيقة التي كشفت عن فحواها صحيفة التايمز البريطانية، ونشرتها تحت عنوان "المذكرة التي تحمل اسم "العراق .. إطار سياسي جديد"، وفيها تم الحديث عن استخدام كل من بلير وبوش مزاعم وجود أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق كمبرر لاتخاذ إجراء قاس ضده، وتتكون الوثيقة من صفحتين وتعود إلى شهر مارس من عام 2001، وهو ما اعتبره المراقبون تناقضا لشهادة بلير أمام لجنة تشيلكوت، والتي زعم فيها أن أي تفكير جدي لمحاولة تغيير النظام في العراق لم تتم إلا بعد هجمات سبتمبر، كما أنها تثبت أن بوش وبلير حاولا خلق قضية محكمة بشأن وجود أسلحة دمار لدى العراق لتحقيق هذه الغاية". 
تواصل ارتباك الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة الإرهاب
احياء ذكري 11 سبتمبر
احياء ذكري 11 سبتمبر
بالرغم من مرور 13 عاما على أحداث 11 سبتمبر 2001، إلا أن استراتيجية مكافحة الإرهاب لم تقدم دلالات واضحة ونتائج ملموسة، ولا تزال الجماعات الإرهابية تقوم بأعمالها الوحشية، بل إن هناك عددًا من التنظيمات الإرهابية عملت على تطوير أسلحتها والوسائل المستخدمة في القيام بجرائمها لترويع المواطنين على مستوى العالم، وهو ما يلقي بظلال قاتمة على مستقبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية في العالم.
وتشاء الصدفة أن يعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ذكري أحداث 11 سبتمبر عن استراتيجية مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، في ظل الانتقادات التي طالته بسبب فشله في مواجهة عناصر التنظيم الذى تنامت نفوذه خلال الفترة الماضية، وهو ما ترتب عليه ذبح صحفيين أمريكيين، وبث لقطات فيديو يتحدى به التنظيم أوباما والمجتمع الدولي.
المفكر السوري سلامة كيلة، أكد أن الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة الإرهاب مرتبكة وغير واضحة، وأن مواجهة تنظيم القاعدة لم تختلف عن مواجهة داعش، حيث أشار إلى أنه من يسمع الخطاب الأمريكي حول تنظيم داعش الإرهابي يتذكر الخطاب الأمريكي الذي أُنتج بعد 11 سبتمبر 2001، بعد أن جرى الحديث عن تنظيم عالي التقنية ومنتشر ويمتلك المال، ويمتد في الكثير من البلدان، وكان مقدمة للحشد الدولي لمواجهته، الأمر الذى شكل مدخلا لحشد القوى ضد أفغانستان واحتلالها، ثم الزحف على العراق لاحتلاله، وكان من الملاحظ أن التضخيم من قوة تنظيم القاعدة، ومن تطوره ودقته، هو المدخل لمواجهته تفرض كل هذا الحشد العسكرى.
بن لادن
بن لادن
وحسب ما يري المتابعون أنه قبل 11 سبتمبر 2001 كانت العلاقة بين بن لادن وايمن الظواهري والولايات المتحدة بمثابة حرب باردة محسوبة بدقة وبعناية في الخطاب والاداء لكن بعد ذلك اتبعت الولايات المتحدة الامريكية سياسة الحرب الشاملة عسكريا لنقل الحرب الى الشرق الاوسط في كماشة مصيدة لتجميع العناصر الارهابية لغرض ابعاد الارهاب عن امريكا وأوروبا.
وهو ما ذهب إليه المحلل السياسى عبد الصمد السويلم، حينما أشار إلى أنه في ظل هذه المحاولات الأمريكية والأوربية لنقل الحرب إلى الشرق الأوسط، من خلال تشكيل تحالف دولي للحرب ضد الإرهاب وتحقق نصر عسكري في احتلال أفغانستان والعراق، إلا أن كل جهود العالم للقضاء على الإرهاب ذهبت أدراج الرياح، حيث تم استنزاف الاقتصاد العالمي في دفع ضريبة ضخمة من المال والأرواح في وقت أزمة اقتصادية عالمية وتذمر شعبي غربي من التضحيات في الحرب التي لم تحقق الا بعض التقدم الذي سرعان ما زال فيما بعد، ما دفع الولايات الأمريكية إلى تغيير استراتيجيتها من الفوضى الخلّاقة إلى استراتيجية الحرب بالوكالة، عن طريق مواجهة الإسلام السياسي السلفي الإرهابي المتطرف، بالإسلام السياسي المعتدل - الإخوان المسلمون- فكانت الصحوات مواجهة للإرهاب من نفس جنسه، بعد أن تبنى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحرب غير المباشرة الناعمة القليلة التكاليف بالوكالة لمواجهة الإرهاب عالميًا، عن طريق سرقة الثورات في الربيع العربي والقيام بثورات مضادة.
على الجانب الآخر يرى بروس هوفمان، الأستاذ في برنامج دراسات الأمن بجامعة جورج تاون وزميل بمركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية، انه منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر  والولايات المتحدة تقود حربًا عنيفة ضد الإرهاب على مستوى العالم، ورغم طول طول زمن الحرب فإنها لم تفلح تمامًا في القضاء على التنظيمات الإرهابية الرئيسة التي لا تزال تهدد الأمن والمصالح الأمريكية.
وذهب هوفمان ليشير إلى أن الأمريكيين لم يدر بخلدهم يومًا ما أو يتوقعوا أن الهجوم على السفارة الأمريكية في اليمن أو السعودية يمكن أن يكون بمثابة الخطوة الأولى على الطريق لشن هجمات داخل الأراضي الأمريكية، ولم تكن هناك أي معلومات استخباراتية تشير إلى شن مثل هذه الهجمات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فبالرغم من كل هذا الضجيج حول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية فقد كان يُنظر إليه دائمًا باعتباره منظمة إرهابية قاتلة داخل شبة الجزيرة العربية فقط، فالمتابع لسياسات الإدارة الأمريكية، سيجد أنه كان واضحا من تركيز إدارة بوش على العراق وتركيز إدارة أوباما على باكستان وأفغانستان، أن الاهتمام في كل مرحلة دائما ما ينصب على مكان واحد متناسين بذلك أن القاعدة كانت دائمًا حركة عبر وطنية ذات قيادة مركزية وعدد من الفروع المتنوعة والمنتشرة في أنحاء العالم تربطها شبكة من الاتصالات، وهذا ما يؤكد أنها ليست وحدة متجانسة تقتصر على منطقة جغرافية واحدة، وأن القضاء على رموز وقادة تنظيم القاعدة باستخدام الطائرات بدون طيار قد أضحى مادة للتفاخر بين الإدارات المتعاقبة أكثر من كونه النهاية الحقيقية لتنظيم القاعدة.
ويري محللون أنه بالرغم من فعالية برنامج استهداف قادة المنظمات الإرهابية من خلال الطائرات بدون طيار الذي أجبر قيادات تنظيم القاعدة على الاهتمام أكثر من أي وقت مضى بتأمين وجودهم على قيد الحياة، فإن ذلك مجرد تكتيك وليس استراتيجية، فيمكن عن طريق برنامج إطلاق الطائرات بدون طيار عرقلة عمليات تنظيم القاعدة، ولكن لا يمكنه القضاء على الشبكة بالكامل أو إنهاء التهديد الذي يمثله وجودها، خاصة أن الولايات المتحدة تركز جهودها على محاربة الإرهاب بالخارج معتقدة بأن القاعدة تركز على مهاجمتها من الخارج، وأن هذا التطرف لن يصل لداخل الولايات الأمريكية ولكن عام 2009 شهد ما لا يقل عن عشر مؤامرات لعمليات إرهابية داخل الولايات المتحدة .
الالاف يحيون ذكري
الالاف يحيون ذكري 11 سبتمبر
وذهب هوفمان في تحليله بمجلة المصلحة الوطنية بعنوان "الجهاد الأمـريكي" إلى أن الإدارة الأمريكية مازالت تنتهج نهجًا روتينيًا في التفكير يعتمد على فهم كيفية تأثير السياسة الخارجية الأمريكية على المواقف والآراء الخارجية، وكيف أنها قد تزيد أو تقلل من قوة التهديدات الأجنبية، خاصة أنه منذ فترة ليست بالقصيرة والولايات المتحدة تتبع نهجًا واحدًا في مواجهة الإرهاب يقوم على قتل أو اعتقال قادة وأعضاء التنظيمات الإرهابية، لذا فهي توجه الجيش والمخابرات والمجتمع الأمريكي في اتجاه واحد ألا وهو مطاردة قادة المقاومة، وهذا ما ضخم الفشل الأمريكي لأن قطع الرأس لا يحد من الإرهاب دون مكافحة للتطرف وعمليات التجنيد، في الوقت ذاته وبالرغم من ذلك فإن هناك تزايدًا في قدرات تنظيم القاعدة وحركة طالبان على مواصلة تهديدهم استنادًا إلى قدرتهم في جذب مجندين جدد وتجديد مواردهم البشرية بصورة مستمرة. 
وخلص هوفمان إلى أن مواجهة هذه الفجوة في الاستراتيجية الأمريكية الحالية لن يتحقق إلا باللجوء إلى استراتيجية فعالة تجمع بين النواحي التكتيكية لتدمير وإضعاف قدرات القاعدة بالاستمرار في ملاحقة المتمردين واعتقالهم، أو قتلهم مع تبني استراتيجية حاسمة وبالقدر ذاته بل أوسع نطاقًا للخروج من دوامة الإرهاب وتجنيد المتمردين حتى يمكن القضاء على الرسالة المستمرة لتنظيم القاعدة بشأن وجود كوادر جديدة من نشطاء القاعدة وأجنحتها في انتظار خلافة أسلافهم من المسجونين أو المتوفين، وإلى حين الانتهاء من ذلك ستبقى الولايات المتحدة متخذة سياسة رد الفعل غير الفعالة في مواجهة معركة الحرب على الإرهاب التي طال أمدها أكثر من الحرب العالمية الأولى والثانية معًا.
الغريب انه رغم كل ما انفقته الولايات المتحدة على الارهاب من مليارات الدولارات، لا يزال شبح الارهاب يخيم على الولايات المتحدة ومختلف دول العالم، حيث حذرت أجهزة استخبارات غربية من استخدام الطائرات الليبية المختفية منذ شهر في هجمات إرهابية شبيهة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهو ما كشفت عنه صحيفة "واشنطن تايمز" من أن الادارة الأمريكية نشرت تحذيرات من استخدام الطائرات الليبية المختطفة في هجمات إرهابية على أهداف بشمال أفريقيا والولايات المتحدة، مع اقتراب ذكرى الهجوم على مركز التجارة العالمي بنيويورك، بعد أن أكدت الصحيفة عن مسئولين أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لم تتمكن من تأكيد اختطاف الطائرات الليبية التي اختفت بعد سقوط مطار طرابلس في يد المسلحين قبل شهر.
انزواء "القاعدة".. وصعود "داعش"
ابو بكر البغدادى
ابو بكر البغدادى
في مقارنة دعت إليها التحديات الراهنة، يري المتابعون أن تنظيم القاعدة،المخطط والمنفذ لهجمات 11سبتمبر الارهابية، عانى خلال السنوات الأخيرة من الاختراق في  بعض الدول، الامر الذي ادى الى تحجيم امكانياته، على مستوى القاعدة "الام"، او الفروع المنتسبة له في بعض المناطق، إلا أنه تميز بامتلاك أعضائه لمهارات الاختفاء والتنكر، وإخفاء أهدافهم القادمة، كما تجد أجهزة الأمن صعوبة في تحديد هوية منتسبي تنظيم القاعدة وقياداته، بينما يتميز تنظيم داعش بأعداد أكبر في المقاتلين من تنظيم القاعدة، واتسم بتنظيم صفوفه على شكل كتائب مسلحة أشبه بالجيش النظامي، ويقاتل في العلن وبشراسة أكثر من تنظيم القاعدة، ويسهل رصد قياداته.
وفى تقرير تحليلي نشرته وكالة رويترز مؤخرًا، أكدت أن نفوذ تنظيم القاعدة بدأ يتراجع على المستوى العالمي، أمام التقدم المثير الذي يحققه "داعش" في الآونة الأخيرة، مما ساعده على اجتذاب الكثير من المسلحين الشبان المقتنعين بأفكار هذا التنظيم الإرهابي، وأن هناك احتمالًا لتراجع النفوذ العالمي لزعماء تنظيم القاعدة أمام شباب "داعش"، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن هؤلاء يعتقدون بأنهم الخلفاء الشرعيون لأسامة بن لادن، والتأكيد على أن تنظيم القاعدة أصبح في مواجهة منظمة منافسة تتمتع بالموارد والنفوذ لتهدد مكانة القاعدة باعتبارها الحركة الرائدة في التطرف والعنف، حيث أن الشباب الذين عاصروا هجمات تنظيم القاعدة في ١١ سبتمبر ٢٠٠١ أصبحوا من أنصار داعش الآن ويشعرون بنشوة كبيرة بالانتصارات التي حققتها داعش في العراق وأصبحوا مبهورين بدولة الخلافة التي أعلنتها، بدلا من التفافهم حول أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.
شدد التقرير على أن زعماء داعش يلوحون بإمكانية اللجوء لتكتيكات إرهابية ضد الحكومات الغربية والعربية على غرار تنظيم القاعدة لبناء قاعدة شعبية عريضة على الساحة الدولية ولكسب تأييد المسلمين، وأن التنافس أربك المشهد "التكفيري" في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وحفز على ظهور مناقشات جديدة حول كيفية محاربة هذه الجماعات، وتحديد الشكل الذي يفترض أن تكون عليه الدولة الإسلامية بالضبط، إلى جانب أن انتصار تنظيم داعش الأخير في العراق وسوريا ناجم بشكل كبير عن فشل الحركات الإسلامية الأخرى وقدرة الجماعة على استغلال الظروف المحلية ومن بينها غضب الطائفة السنية في العراق من سيطرة الشيعة على الحكومة.
من ناحية أخرى تشير نشأة تنظيم داعش الإرهابي إلى تطور جذري في مفهوم الإرهاب،على المستوي الفكري الفقهي، وعلى المستوى الحركى الميدانى، فعلى المستوى الفكري العقيدى عرف العالم  "الارهاب" المتستر بالدين على مدار العقدين الماضيين (كتنظيم القاعدة الأم وفروعه في المنطقة العربية) إلا أن المخاوف من ارهاب داعش، أحدثت ردود فعل أقوى من مثيلتها الماضية، لا يعود ذلك – والحديث هنا عن ردود الفعل الرسمية للحكومات والانظمة في المنطقة – لتطرف داعش ودمويتها فقط، فخطورة المشروع "الداعشي" على دول المنطقة يكمن جوهره في تغيير استراتيجية ونهج الارهاب المتأسلم، فاغلب التنظيمات الجهادية والتي شهدتها منطقتنا – كانت استراتيجيتها وعقيدتها الفقهية والقتالية تعطي الاولوية لقتال "العدو البعيد"، كما في حال تنظيم القاعدة "حلف اليهود والنصارى"، أي استهداف دول الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية.. "داعش" عكس الاولويات مخالفا نهج القاعدة الام، ووضع استراتيجيته على أن الاولوية الاولى تتمثل في قتال العدو القريب "الانظمة العربية" ومن لا يقبل بالفكر الجهادي التكفيري، اي الشعوب العربية، حتى ولو كانت مسلمة الديانة، ناهيك بالطبع على أن غير المسلمين في خانة "العدو القريب" الأولَّى بالمقاتلة والاستهداف..
داعش يهدد العالم
داعش يهدد العالم
الأمر ببساطة أن الانظمة العربية باتت الهدف والمستهدف الأول لارهاب داعش.. ومع اعتماد إستراتيجية "داعش" على المذهبية والطائفية والعشائرية .. تضاعف الخطر .. بما يعني ان خطة داعش وطموحها ترمي لتفكيك دول المنطقة وإعادة ترسيم حدودها، وإدخالها في حروب مذهبية طائفية طاحنة.
وعلى المستوى الحركى، والتكتيك العسكري  اختلف نموذج داعش عن النموذج  الذي جسده تنظيم  القاعدة وهجمات 11 سبتمبر 2011، فالمعالم الجديدة للإرهاب الذي رسمه "داعش"، تقوم على إحكام السيطرة على الأراضي وضمها وإعلان السيادة عليها.
ويرى المحلل السياسي ماريو أبو زيد بمركز كارنيجي لدراسات السلام بالشرق الأوسط، موضحا أن التنظيم الذى كان يدور في فلك القاعدة وزعيمها أيمن الظواهري الذي خلف أسامة بن لادن، سرعان ما انعطفت لتطوِر أجندة خاصة بها تنادي بإقامة دولة إسلامية، فبعد مقتل زعيمها السابق، أبي مصعب الزرقاوي، في غارة أمريكية- عراقية مشتركة في يونيه 2006، ومع بروز مجموعات الصحوة المناوئة للقاعدة بقيادة زعماء القبائل السنة المعتدلين، كاد التنظيم يتعرض للاستئصال، إلا أن أبا بكر البغدادي نجح، عندما تولى زمام القيادة، في بث الحياة في هذا التنظيم مجدداً، وأعاد بلورة هويته باعتباره منظّمة سنية تعكف على مواجهة الغلبة الشيعية في المشرق.
ويعود ظهور تنظيم داعش للمرة الأولى في أبريل 2013، وقُدم على أنه نتيجة اندماج بين تنظيمي "دولة العراق الإسلامية" التابع لـ "القاعدة" و"جبهة النصرة" السورية، إلا أن هذه الأخيرة رفضت الاندماج على الفور، ما تسبب في اندلاع معارك بين الطرفين في يناير 2014 لا تزال مستمرة بتقطع حتى اليوم، وما ترتب عليه من اعتراض "داعش" علناً على سلطة زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري ورفض الاستجابة لدعوته إلى التركيز على العراق وترك سورية لجبهة "النصرة".
ويري المراقبون أن "داعش" كان يعمل في بداياته في العراق تحت اسم "جماعة التوحيد والجهاد" ثم تحول إلى تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" بعد تولي أبي مصعب الزرقاوي قيادته في 2004، ومبايعته زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن، واشتهر التنظيم الجديد ببث مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت تظهر إعدامات وقطع رؤوس، وبعد مقتل الزرقاوي انتخب التنظيم "أبو حمزة المهاجر" زعيما له، وبعد أشهُر أعلن تشكيل "دولة العراق الإسلامية" بزعامة "ابي عمر البغدادي"، لكن القوات الأمريكية تمكنت في ابريل 2010 من قتل البغدادي ومساعده ابي حمزة، فاختار التنظيم "ابا بكر البغدادي" خليفة له، وخلال الفترة الممتدة بين العامين 2006 و2010 تمكنت القوات الأمريكية والعراقية من إضعاف التنظيم بشكل كبير، بعدما شكلت قوات "الصحوة" العراقية من مقاتلي العشائر في المناطق السنية، وقتلت واعتقلت 34 من كبار قياديه، إلا أنه بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق في نهاية 2011، شن "دولة العراق الاسلامية" حملة تفجيرات عنيفة في المدن العراقية وخاصةً في العاصمة بغداد، حصدت آلاف الضحايا، وعرض الأمريكيون مبلغ 10 ملايين دولار مكافأة للقبض على البغدادي أو قتله، ورد التنظيم بحملة أآطلق عليها "كسر الجدران" شملت عشرات الهجمات على السجون العراقية وأدت إلى الإفراج عن المئات من معتقليه، وخصوصاً من سجني التاجي وأبو غريب الشهير، حتى أعلن أبو بكر البغدادي في أبريل 2013 من خلال تسجيل صوتي أن جبهة "النصرة" هي امتداد لتنظيمه، وأعلن دمج التنظيمين تحت مسمى واحد هو "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، لكن "النصرة" سارعت في اليوم التالي إلى رفض عرض الاندماج، إلا أنه بعد إعلانه عن الاندماج الذي لم يكتمل، قرر البغدادي نقل نشاط تنظيمه الى سوريا، حيث سيطر على اقليمي الرقة ودير الزور واستعاد اسلوب الزرقاوي بتنفيذ اعدامات بحق عناصر من جماعات اخرى منافسة وقطع رؤوسهم في الساحات العامة.
اوباما
اوباما
وتشير تحليلات السياسيين والباحثين إلى أنه سرعان ما بدأ التنظيم في خوض معارك على أثر من جبهة في الداخل السوري، واحدة ضد "النصرة" وثانية ضد "الجيش السوري الحر" التابع لائتلاف المعارضة السورية، وثالثة ضد الاكراد السوريين الذين قرروا اقامة نوع من "الحكم الذاتي" في مناطقهم في شمال سوريا، وفي فبراير الماضي، تمكن مقاتلو "داعش" من اغتيال ممثل الظواهري في سوريا المدعو "ابو خالد السوري" بتفجير مقره في مدينة حلب، حتى جاء الوقت الذى شن فيه تنظيم داعش هجوما ادى الى سيطرة سريعة على مدينة الموصل، ثاني اكبر المدن العراقية، بعد انسحاب القوات الحكومية العراقية منها، ووسع التنظيم سيطرته الى محافظة صلاح الدين التي تربط وسط العراق بشماله وتضم مدينة بيجي، حيث اكبر مصافي النفط العراقية، وحاول الاقتراب من محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها، إلا أن قوات البشمركة الكردية سارعت الى احتلال المحافظة بعد انسحاب الجيش العراقي، وبعد سيطرته على مناطق واسعة من العراق تشمل معظم محافظة الانبار السنية في غرب العراق، اعلن في 29 يونيه الماضي قيام "دولة الخلافة الإسلامية" بقيادته، ومبايعة زعيمه ابي بكر "خليفة" للمسلمين، وتغيير اسم التنظيم الى "الدولة الاسلامية" فقط.
من جانبه يرى يزيد صايغ الكاتب والمحلل السياسي في مركز كارنيجي للسلام أن اعلان تنظيم داعش إقامة خلافة إسلامية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، ودعوته المسلمين في كل مكان إلى مبايعة الخليفة أبو بكر البغدادي، أظهر تنظيم داعش أن لديه طموحات عالمية، وسواء كانت هذه الطموحات حقيقية أم لا، فإن العديد من المراقبين الخارجيين يفترضون أن جاذبية التنظيم تتجاوز حدود العراق، لكن الحقيقة هي أن التنظيم يتبع مساراً قديماً وبالياً للاستيلاء على السلطة وتوطيدها في المساحة الجغرافية المحدودة لدولة قطرية واحدة، حيث توجد حاضنته الاجتماعية الحقيقية.
وفى هذا السياق  اعتبر الكاتب الباكستاني أحمد رشيد، مؤلف كتاب "الجهاد وطالبان أن الخطر الأساسي الذي يمثله تنظيم "داعش" يظهر عبر دمجه لأساليب عمل تنظيم القاعدة وحركة طالبان، وهو ما يجعل من التنظيم أخطر من سابقيه، عبر اعتماد أسلوب نشر الرعب والتقدم الكاسح باستخدام الآليات، معربا عن اعتقاده بأن عناصر من طالبان تقاتل في صفوف التنظيم وتعلمه أساليب عملها، موضحا أن تنظيم "داعش أخذ من القاعدة مبدأ استخدام الإرهاب وتوجيه الضربات التي تبث الرعب في قلوب الخصوم وقطع الرؤوس وتنفيذ أعمال الإبادة على نطاق واسع بحق المقاتلين الذين يواجهونه، أما من طالبان فقد تعلم تكتيكات القتال التي يقول الأمريكيون إنهم لم يشاهدوا لها مثيلا، والتي سمحت للحركة بالسيطرة على معظم مناطق أفغانستان الشاسعة خلال عامين فقط عبر ضربات سريعة تعتمد على نقل المقاتلين عبر سيارات النقل الخفيفة، إلى جانب أن السرعة التي يمتلكها داعش وقدرته الكبيرة على المناورة والتي أظهرها خلال الأشهر الستة الماضية، تشبه تماما ما طبقته حركة طالبان في العقد التاسع من القرن الماضي.
أفول نجم القيادة "التورابورية".. الظواهري يدفع ثمن طموحاته
ابو مصعب السوري
ابو مصعب السوري

كانت القاعدة في ظل قيادة أسامة بن لادن تتميز بوجود قيادة مركزية، قيادة تاريخية، - من المؤسسين الأوائل- وزعيم يتمتع "بكاريزما" ومصداقية، وسجل شخصي حافل، عكس خليفته "الظواهري".. فهو قائد غير ملهم، تاريخه "الجهادي" و"الفكري" يحوى الكثير من الثقوب، فلم يعرف عنه تمييزاً أو دراية أو مهارة عسكرية، وسجله كقائد ميداني يشير إلى فشل وإخفاق، يمكن التذكير بسلسلة العمليات الإرهابية الفاشلة التي نفذها تنظيم الجهاد المصري في أواخر التسعينيات من القرن الماضي بتعليمات من الظواهري في مصر، والتي كان مصيرها الفشل الذريع والقبض على المئات من العناصر الجهادية، وسبق ذلك – في السجل الشخصي للظواهري – وقت أن كان قيادياً في تنظيم الجهاد المصري – اعترافاته التفصيلية لأجهزة الأمن المصرية والتي قادت للقبض على قيادات التنظيم الهاربين وقتها، بالإضافة إلى ما تردد في أوساط الجهاديين المصريين من أن أغلب الكتابات والمؤلفات الممهورة باسم الظواهري، ليست من تأليفه، أو في أحسن الأحوال هناك من شاركه في صياغتها.. وتبقى أبرز الثقوب في ثوب الظواهري، ما كان منه – وقت تواجد قيادات القاعدة في السودان في منتصف تسعينيات القرن العشرين، حيث أمر بقتل صبي صغير – ابن أحد كوادر القاعدة – بحجة أن الصبي عميل للأجهزة الأمنية المصرية.. 
ولمزيد من التفاصيل حول تلك الوقائع يمكن العودة لما ذكره المحامي الجهادي منتصر الزيات في كتابه "أنا والظواهري" وكتابات نبيل نعيم أحد القيادات التاريخية لتنظيم الجهاد المصري، كذلك الدكتور سيد إمام الشريف المعروف بـ د. فضل منظر، ومفتي جماعة الجهاد المصرية وتنظيم القاعدة سابقاً.
- كما كان ابن لادن على صعيد الرؤيا والنهج يميل في أولوياته «الجهادية» إلى مقاتلة العدو البعيد (أمريكا والغرب).
- وكذا لم يكن متحمساً لتوسيع نشاطات القاعدة «تنظيمياً» - أي قبول فروع جديدة للتنظيم – وكان يدقق في التكوين العقائدي والطبيعة الفكرية لماهية الجماعات والتنظيمات التي ترغب في الانضمام تحت لواء القاعدة الأم.
- بغياب الزعيم التاريخي للقاعدة أسامة بن لادن في مايو 2011 (بمقتله على يد قوات المارينز الأمريكية في باكستان) غاب عن التنظيم .. القائد الملهم والمطاع وغاب الطابع القيادي «النخبوي».. وغابت القيادة المركزية، أي تفككت.
- وبتولي الظواهري قيادة التنظيم وفي محاولة منه لاستعادة النفوذ والهيبة الغائبين داخل التنظيم وخارجه.. والتي بدأت تتصدع منذ الخروج من أفغانستان في 2001.. سعى الظواهري لتوسيع دائرة الجماعات المنطوية تحت لواء القاعدة، فقبل تنظيم حركة شباب المجاهدين الصومالية وكان اسامة رافضا لقبولها.. وفي سعيه لتوسيع دائرة «الجهاد» تراجع عن استراتيجية محاربة العدو البعيد (أمريكا والغرب)، وحاول المزاوجة بين قتال العدو البعيد والعدو القريب (الأنظمة الحاكمة العربية والمسلمة).. طموح الظواهري في أن تكون القاعدة موجودة على أرض الواقع ومؤثرة في الأحداث .. ومن هنا جاء فشل الظواهري في الإبقاء على هيبة قيادة القاعدة الأم.. فالجماعات والتنظيمات التي انتسبت للقاعدة والتي شرعت في الجهاد ضد الأنظمة في المنطقة، سعت لقدر من الاستقلالية – كقادة فرعيين في الميدان - ومن هنا جاء النزوع للاستقلال والانفصال.. وتبلورت هذه النزعة «الاستقلالية» وتجلت بشكل واضح لدى الفرع «العراقي».
- ويمكن رصد «جينات» هذا النزوع الاستقلالي في الحالة القاعدية العراقية منذ بداية تشكيل الفرع في عهد مؤسسه الأول أبو مصعب الزرقاوي.
بوش يتلقي خبر الهجمات
بوش يتلقي خبر الهجمات الارهابية
أفول نجم القيادة "التورابورية"
  يعود ضعف وأفول تنظيم القاعدة الأم لأسباب موضوعية، كانت بدايتها عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، إذ سرعان ما جاء الرد القاسي بالهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وحلفاؤها في أكتوبر 2001 على "إمارة طالبان"، والتي كانت مأوى قيادات القاعدة ومقر قياداتها المركزية.. وسرعان ما سقطت "كابل" عاصمة افغانستان في 13 نوفمبر 2001، وبنهاية الشهر سقطت باقي مدن افغانستان تباعاً في يد قوات التحالف وتراجعت طالبان .. ليبدأ عهد «الشتات» بخروج قيادات وعناصر القاعدة من الاراضي الافغانية لتبدأ نهاية عصر "القاعدة الأم" .. وهو ما حذر منه بوضوح أبو مصعب السوري "مصطفى الست مريم".. صاحب الموسوعة الضخمة "موسوعة المقاومة الإسلامية العالمية" والذي سجل معارضته لهجمات 11 سبتمبر 2001، وتوقع بعدها أن "القاعدة" أصبحت في ذمة التاريخ وخارجه، وسخر مما أسماه "القيادية التورابورية" للقاعدة، قاصدًا أسامة بن لادن والظواهري وهيئة أركانهما، المتواجدون وقتها في منطقة «تورابورا».. وأضاف متهكما .. الآن اصبح لكل مجاهد تورابوري صاروخ أمريكي باسمه.. شهادة أخرى، هذه المرة من داخل التنظيم، قيادي القاعدة ورفيق ابن لادن «بن عثمان» قال أنه ي أحد الاجتماعات، قبل تنفيذ 11 سبتمبر، أكد على أن مستقبل التنظيم قاتم وان الحركة الجهادية التي تديرها القاعدة فشلت، «ونحن ننتقل من كارثة إلى أخرى»، بعد أن تم تدمير معظم مصادر الدعم المحلي الذي كان «الجهاديون يتمتعون به، وانه طالب اسامة بن لادن التوقف عن استهداف الغرب، «ان قرار استهداف الغرب سيخرب فرص مجموعات تسعى للإطاحة بمستبدين علمانيين في العالم العربي»، وقد طلبت منه وقف حملته ضد الولايات المتحدة لانها لن تقود إلى شيء – لقد ضحكوا «يقصد قيادة القاعدة» عندما قلنا لهم ان امريكا ستهاجم منطقتنا (أفغانستان) إذا استهدفناهم».