عودة الى الموقع عودة رئيسية الملف
منظمات أقباط المهجر .. من الاستقواء بالخارج إلى النضال الحقوقي
المنظمات في سطور
عدلي ابادير
عدلي ابادير
ساهمت منظمات أقباط المهجر في إثارة الجدل والصخب حول الدور الذى  قامت به خلال العقود الماضية، بعد أن بدأت عملها في سبعينيات القرن الماضي من خلال منظمة الهيئة القبطية الأمريكية، ثم توالى تأسيس عدد من المنظمات في عدد من البلدان وخاصة الولايات المتحدة، وكندا وأوروبا.
الهيئة القبطية الكندية هي أول تجمع سياسي لأقباط المهجر، أسسها الدكتور سليم نجيب في 2 فبراير 1969. 
كميل حليم
كميل حليم
 الهيئة القبطية الأمريكية أسسها الدكتور شوقي كراس في 1972، وتعد أعرق المنظمات القبطية في الخارج، وكان لها دور كبير في نشاط أقباط المهجر، وبرز ذلك في الهجوم على الرئيس الراحل أنور السادات بسبب خلافه مع البابا شنودة الثالث، وشنت حربا شرسة بعد عزله في دير الانبا بيشوى، حتى خروجه في عهد حسني مبارك، ويرأسها حاليا الدكتور منير داود
  المؤسسة القبطية لحقوق الانسان اسسها عدلي ابادير في 2004، وعملت على تنظيم عدد من المؤتمرات في سويسرا والولايات المتحدة للهجوم على الرئيس الأسبق حسني مبارك وانتقاد سياسات الحزب الوطني.
     التجمع القبطي الأمريكي أسسه المهندس كميل حليم في 2007
الهيئة القبطية الهولندية ومؤسسها اقباط هولندا ورئيسها بهاء رمزي
منظمة أقباط الولايات المتحدة أسسها مايكل منير
      الهيئة القبطية السويدية ورئيسها شتيوي عبدالله
      منظمة اصدقاء النمسا ورئيسها كمال عبد النور
    منظمة أقباط النمسا ورئيسها فريد بخيت
      المؤسسة القبطية الامريكية لحقوق الانسان رئيسها حنا زكى
اتحاد المنظمات القبطية الاوربية  تأسست في 2008 عبر انضمام عدد من المنظمات ببعض البلدان الأوربية مثل هولندا، السويد، النمسا.
تقصير الدولة
بوابة الحركات الاسلامية
من ناحية آخري قال سعيد عبد الحافظ الناشط الحقوقي أن أقباط المهجر  ليسوا كتلة واحدة، وهناك من يتبنى مطالب الجماعة الوطنية في مصر، وهناك من يتخذ من المعارضة للجميع سلاحا له في مواجهة النظام وأجهزة الدولة، والحقيقة أن الدولة مقصرة في الحوار مع هؤلاء، وكان يمكن الاستفادة منهم بشكل ايجابي، إلا ان استمرار نظام مبارك في الحوار معهم نتيجة الهجوم عليه كثيرا حرم الدولة من الاستفادة منهم. .
أكد أن هناك شخصيات محسوبة على أقباط المهجر تعمل على اثارة الرأي العام ضدهم، والحديث عن مناشدة اسرائيل ورئيس الوزراء الراحل ارييل شارون للتدخل لحماية الأقباط، وهى الأمور التى ينبذها المجتمع ولم يقبل خروج مثل هذه التصريحات مهما كان العداء مع نظام مبارك.
شدد على انه وبالرغم من شرعية غالبية مطالبهم، وتقاربها مع المطالب الحقوقية، إلا أنها لم تأخذ نصيبا واضحا من الاهتمام، وبالرغم من عودة عدد من أقباط المهجر لمصر وتأسيس منظمات حقوقية والدفاع عن حقوق الأقباط من داخل مصر، إلا أن أقباط المهجر ظاهرة فرضت نفسها بقوة على المجتمع.
النضال الحقوقي
بوابة الحركات الاسلامية
بينما أكد صفوت جرجس مدير المركز المصري لحقوق الانسان أن أقباط المهجر كان لهم الصوت المسموع في الهجوم على نظام مبارك في فترة ما قبل تأسيس حركة كفاية، وسط سيطرة تيارات معينة على المجتمع تعمل على منح مبارك شرعية الوجود، والتأكيد على انه أب لكل المصريين، وأن المجتمع لم يعد ينتقد مبارك سوى في مرحلة ما بعد 2003، وما تلاها من الحديث عن مبادرة الشراكة الشرق أوسطية ثم تأسيس حركة كفاية، وظهور أيمن نور وحزب الغد، وغيرها من الأحداث.
شدد جرجس على ان وسائل الاعلام لعبت دورا سلبيا في التركيز على عدد من الشخصيات المتطرفة والمحسوبة على أقباط المهجر واعتبر الكل بنفس الفكر والأسلوب، في حين أن هناك عدد من أقباط المهجر الناجحين في أعمالهم وكان يمكن الاستفادة منهم ومن خبراتهم، إلا أن النظام لم يكن يسمح بمنح الفرصة لهؤلاء حتى لا تزداد حلقات النقد والهجوم.
أشار جرجس إلى أن الدولة استفادت كثيرا من أقباط المهجر بعد عزل محمد مرسي وفض اعتصامات النهضة ورابعة العدوية، حيث قامت المنظمات القبطية بالخارج بالدفاع عن شرعية ثورة 30 يونيو، وفضح ممارسات الاخوان وحرقهم للكنائس عبر اعلانات مدفوعة الأجر في الصحف الأمريكية والأوروبية، بل ونشر اعلانات لفضح الادارة الأمريكية التي تتعاون مع جماعة الاخوان، واظهار انها تدعم الجماعات الارهابية من أموال الضرائب التي يدفعها المواطنين الأمريكان، وغيرها من الخطوات التي تستحق التأمل والتقدير.      

ارتباط أقباط الداخل بالخارج
يسري العزباوي
يسري العزباوي
وفى هذا الاطار قال الدكتور يسرى العزباوى الباحث في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أن ارتباط أقباط الخارج بأقباط الداخل وأسباب خروجهم من البلاد تدفعهم إلى المبالغات بشأن بعض الأحداث الطائفية، وتصويرها على أن عملية اضطهاد منظم للمسيحيين، وأن هذا ما أثبته وفد مجلس كنائس نيويورك في زيارته للقاهرة عام 1998 لبحث القضايا القبطية والاضطهاد الديني في مصر، مشيرا إلى أن ما يضخم من الأمور استغلال بعض القوى الأجنبية التي لها رؤاها السياسية أو العقائدية المعادية لمصر والإسلام، أو مصالحها المرتبطة بدوائر يهودية أو صهيونية متعصبة، لمشاعر الأقباط مع كل حادث طائفي مهما كان بسيطاً.
أوضح العزباوى في رسالة الدكتوراه التي حملت عنوان" أقباط المهجر والسياسة العامة في مصر‏1981-2008" أن الظروف الت دفعت أقباط المهجر للهجرة سواء كانت اقتصادية أو سياسية - ظروف واحدة ،غير أنه من الصحيح أن قطاعا من الأقباط دفعته للهجرة مشاعر بأنهم حرموا من حقوق يفترض أنها للمواطنين المصريين جميعا , بصرف النظر عن دينهم .
شدد على انه كثيرا ما يقع مثل هؤلاء أسري مبالغات شديدة تضخم بشدة المتاعب التي يفترض أن تحدث للأقباط في مصر ،علي نحو يصل إلي الحديث عن اضطهاد منظم للأقباط في مصر , وهو أمر غير صحيح علي الإطلاق ، وهذا ما أثبتته الزيارة التي قام بها وفد من مجلس كنائس نيويورك في زيارته للقاهرة عام 1998 لبحث القضايا القبطية والاضطهاد الديني في مصر ، كما أنه ليس من المستبعد أن تستغل قوي أجنبية معينة ، لها رؤاها السياسية أو العقائدية الخاصة ، المعادية لمصر ، أو لها نظراتها المتعصبة إزاء الإسلام والمسلمين ، أو مصالحها المرتبطة بدوائر يهودية أو صهيونية متعصبة .. الخ ، مشاعر أقباط المهجر وتغذيها علي نحو يتماشي مع أهدافها هي ، حتي لو توافرت النية الحسنة لدي الأقباط القلقين علي الأوضاع في بلدهم الأم ، إلا انه من الخطر أيضا محاولة حل أزمات الداخل من خلال الضغوط الخارجية أو ما يسميه البعض استدعاء التأثيرات الأجنبية أو ما يطلق عليه الوساطات الصديقة .
ومن النتائج التي توصلت لها الدراسة تفرقة بعض أقباط المهجر بين مصر و الحكومة التي يعترضون علي سياساتها في موضوع محدد هو ملف المسيحيين , بينما قد يؤيد أو يعارض البعض منهم سياساتها في موضوعات الإصلاح الاقتصادي أو السياسة الخارجية أو غير ذلك ، كما أن الأغلبية الساحقة من مسيحيي المهجر مازالت لهم صلات قوية بمصر ، إلى جانب  عدم مطالبة أحد من مسيحيي المهجر حكومات أوطانهم الجديدة بما قد يشكل ضررا علي مصر ، مثل وقف المعونات أو ما شابه ذلك ، وأقصي ما طالب به البعض في الولايات المتحدة الأمريكية هو ربط بعض أجزاء المعونة بالتقدم الذي يتم إحرازه في ملفات حقوق الإنسان .
شددت الدراسة على أن هناك إمكانية تحويل مسيحيي المهجر من مصدر صداع للحكومة المصرية إلي لوبي لصالحها لكن هذا لا يمكن أن يتم مادام استمر موقف الحكومة من الملف القبطي علي ما هو عليه ، مع الوضع في الاعتبار أن أقباط المهجر ليسوا خليطا متجانسا ، فهناك خطأ بالاعتقاد بأنهم كتلة سياسية متجانسة ، فهم خليط من اتجاهات سياسية تحوي في بعض جوانبها خطابا معتدلا وفي جوانب أخري خطابا أكثرت شددا لرؤيتهم للوطن الأم ومواقفهم من هم ومشكلات أقباط الداخل ، أو علاقتهم بالنظام الحاكم ورؤيتهم لإيجاد حلول قاطعة وجذرية لكل مشاكل الوطن والمواطن المصري .
كما تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام المختلفة تمارس في الداخل والخارج  دورا كبيرا في تضخيم حجم وتأثير ظاهرة أقباط المهجر ، وأن هناك علاقة قوية بين أقباط المهجر والكنيسة في الداخل ، كما أن طبيعة العلاقة بين الدولة والكنيسة في مصر تؤثر علي موقف أقباط المهجر من السياسة المصرية ، كذلك علي الرغم من الصعوبات التي توجه تحويل منظمات أقباط المهجر إلي لوبي مصري  إلا أن هناك فرصة كبيرة لذلك خاصة بعد ثورة 25 يناير .

النفوذ القبطي
بوابة الحركات الاسلامية
وفى أول دراسة استطلاعية عن أقباط المهجر قامت بها  جامعة جورج واشنطن بالتعاون مع منظمة كوبتك اورفنز وبتمويل من البنك الدولي، تم اجرائها على عينة من 1559 قبطيا في الخارج، منهم 71% من أمريكا، 14% من كندا، 11% من استراليا، 4% من بريطانيا، وهذه الدول كما تقول الدراسة تمثل 533 الف قبطي وفقا للإحصائيات الرسمية ، وإن كانت الاعداد تزيد عن ذلك وفقا لإحصائيات أخرى.
 فيما يتعلق بموقع مصر عند أقباط المهجر ، قال 95% أن مستقبل مصر هام لي، و79% أنه يعمل لنجاح مصر،و80% أرغب في المساهمة في التنمية الاجتماعية في مصر،و69% أرغب في المشاركة في التنمية الاقتصادية في مصر، و 67% أتمنى المشاركة في العملية السياسية في مصر.. وهذا يوضح بشكل كبير أن لمصر مكانة هامة عند الأقباط المهاجرين في الغرب، وانه وفيما يتعلق بالجهة التي تذهب اليها تبرعاتهم داخل مصر قال 65% إلى الأقباط، فى حين قال 34% إلى المصريين عموما.
نوهت الدراسة على أن الكنائس القبطية في الخارج تستحوذ على النصيب الأكبر من تبرعات أقباط المهجر، وأنه لا توجد تبرعات موجهة إلى المنظمات القبطية الحقوقية في الخارج وهذا يوضح عدم الإيمان الكافي للأقباط في الخارج بالعمل السياسي والحقوقي ،وأن اهتمامهم بالعالم الآخر أكثر من اهتمامهم بالحصول على حقوقهم في الدنيا، وهذا أيضا يفسر تمادى الدولة المصرية في اضطهادهم لأنهم لا يستثمرون في العمل الحقوقي أو السياسي.
وكشفت الدراسة عن أن الكنيسة القبطية تلعب دورا هاما في ربط المهاجرين بوطنهم الأم، وأن الغالبية العظمى من تبرعات أقباط المهجر تذهب للكنائس القبطية والمنظمات القبطية الخيرية، وأن الأقباط مستعدون للاستثمار في مصر في ظل مناخ إصلاحي وسياسي مستقر، وأن الأقباط تشجعوا على الانخراط في العملية السياسية في مصر بعد الثورة ولكن ببطء شديد، وهى نتائج منطقية وتتماشى مع ملاحظاتنا العملية والشخصية للوضع في المهجر القبطي.