عودة الى الموقع عودة رئيسية الملف
حسن البنا .. الفكرة والبدايات
حسن البنا
حسن البنا
حرص حسن البنا – المرشد الأول والمؤسس للجماعة على تأكيد «عالمية الفكرة والدعوة»، منذ أول رسائله «إلى أي شيء ندعو الناس؟» [ رسائل الإمام الشهيد].
حرص أول قانون للنظام السياسي للإخوان «اللائحة الداخلية»، على تأكيد عالمية دعوة الجماعة .. وحسب ما جاء في الموسوعة التي كتبها مؤرخ الجماعة المعتمد جمعة أمين – الجزء الثالث - «فالإخوان استهدفوا بدعوتهم المصريين، ثم توسعوا بالدعوة فشملت الأقطار العربية الشقيقة، ثم تعدت دعوتهم حدود العرب إلى كل مكان في العالم، ينتمي إلى الإسلام أو يستشرف إليه ويبحث عنه».. فالإخوان .. باعتبارها أكبر الفرق الإسلامية السنية كانت عالمية في نشر الدعوة وسعى الإمام البنا لهذه الغاية مبكراً».
تعود أول محاولة لإيجاد فرع خارجي لجمعية الإخوان إلى عام 1933، حين نجم البنا في تشكيل شعبة للإخوان في جيبوتي، وقد اتخذ المؤتمر الثالث للجماعة (1935) قراراً بتعميم الدعوة في الخارج بمختلف الوسائل.
مرحلة التوسع والانتشار:
توسع الاخوان في النصف الثاني من اربعينيات القرن الماضي، عقب المؤتمر العام (1945) في إنشاء الفروع وتأسيسها خارج مصر:
o الفرع السوري .. تأسس 44/1945
o الفرع الفلسطيني (القدس) .. تأسس 1946
o الفرع السوداني .. تأسس 1946
o فرع شرق أفريقيا (أسمرة/إريتريا) .. تأسس 1946
o فرع المغرب الاقصى (تطوان) .. تأسس 1946 
o فرع الكويت (أول فرع في منطقة الخليج) .. تأسس 1947 
o فرع العراق .. «جمعية الاخوة الاسلامية» .. تأسس 1947 
o فرع لبنان .. تأسس 1949 
كما تأسست شعب أخوانية في نهاية الاربعينيات من القرن الماضي في:- 
أندونسيا - باكستان - سيلان - إيران - افغانستان- تركيا 
مرحلة البناء التنظيمي:
- شكل الاخوان – تنظيما – قسم الاتصال بالعالم الخارجي، وتم تقسيمه إلى ثلاث لجان:- 
(1) لجنة الشرق الأدنى .. تضم البلاد العربية والشعوب الإسلامية في أفريقيا.
(2) لجنة الشرق الأقصى .. وتشمل دول شرق آسيا ووسطها.
(3) لجنة الاسلام في أوروبا.
عبدالحكيم عابدين
عبدالحكيم عابدين
أما عن التسمية بهذا الاسم، فيقول عبدالحكيم عابدين: وكانت هذه التسمية نفسها عجيبة من عجائب حسن البنا؛ إذ إنه رفض اقتراحنا تسميته (قسم شئون العالم الإسلامي)، ورفض كذلك تسميته (قسم الشئون السياسية الإسلامية العالمية)، وقال: سنسميه بأقل الأسماء تعبيراً عن المضمون، (قسم الاتصال بالعالم الإسلامي). رغم أن الواقع العملي لهذا القسم يختلف اختلافاً كبيراً مع اسمه فلم يكن الاتصال فقط هو محور اهتمام هذا القسم، بل إنه كان يساعد على التخطيط والتنفيذ لكل حركات التحرر في العالم الإسلامي. وقد أنشئ قسم الاتصال بالعالم الإسلامي في أوائل عام 1944م؛ وقد تولى رئاسة القسم عند تأسيسه الأخ عبدالحفيظ سالم الصيفي، وفي بداية عمله تقرر إرسال بعثة لبعض الأقطار الشقيقة.
ولما كان القسم في بدايته فقد انتدب مكتب الإرشاد كلا من الأخوين عبدالحكيم عابدين وعبدالرحمن الساعاتي لزيارة الأقطار العربية الشقيقة بالشام؛ وذلك لسابق خبرتهما في ذلك، لا سيما عبدالرحمن الساعاتي الذي زار الشام وفلسطين قبل ذلك.
أهدافه: من أهم الاهداف التي أنشئ من أجلها قسم الاتصال بالعالم الإسلامي كما ورد باللائحة الخاصة بالقسم:
1- العمل على ربط الأقطار الإسلامية بعضها ببعض، وتوحيد السياسة العامة لها، ويتم ذلك بعدة طرق منها: توحيد مناهج الثقافة الإسلامية، وتوحيد القوانين والتشريعات الاقتصادية والصناعية والقضائية، ورفع الحواجز الجمركية، وتسهيل إجراءات الدخول والإقامة بين هذه الأقطار، وتبادل البعثات الفنية والعسكرية وبعثات المدرسين وغيرها، وتقوية روابط التعرف والإخاء بين الشعوب، وإزالة عوامل الفرقة والانقسام بينها.
2- أما الغرض الثاني فسوف يكون على مرحلتين:
المرحلة الأولى: العمل على تحرير الأقطار الإسلامية من كل سلطان أجنبي، وهذا لا يعني عند الإخوان المقاومة المسلحة فقط، بل يعني معها إيثار العادات والمظاهر الإسلامية في كل شيء، البعد عن كل مظهر غير إسلامي، والتحدث باللغة العربية الفصحي ما أمكن ذلك، والاعتصام بالوحدة العربية والإسلامية، وإظهار محاسن الإسلام والاعتزاز بتعاليمه وحملها إلى الناس جميعاً، وإذكاء الروح الوطنية، والعناية بالثقافة القومية والمقومات الاجتماعية لكل قطر من هذه الأقطار.
أما المرحلة الثانية فهي: إقامة دولة إسلامية، وذلك عن طريق إقامة حكومة إسلامية في كل هذه البلاد، وربط هذه الحكومات بوضع سياسي يحقق وحدتها، ويتفق عليه رؤساؤها وممثلوها الحقيقيون.
3- إنشاء شعب للإخوان المسلمين تحقق هذه الوسائل في مختلف بلاد العالم العربي الإسلامي... إلى غير ذلك من الأهداف التي أوضحتها لائحة القسم.

التنظيم الدولي .. مرحلة الحقبة الناصرية
جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر
وهي الفترة التي شهدت الصدام بين الجماعة والحكم الناصري، عقب محاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية بالاسكندرية عام 1954، وما أستتبع ذلك من تضييق وسجون، وهجرة خارج مصر، أسند إدارة حركة الاخوان إلى المكتب التنفيذي للتنظيم، في ظل غياب مكتب الإرشاد.. وذلك وفقاً للائحة النظام العام للجماعة.
في ظل الخلل التنظيمي الذي عانت منه جماعة الاخوان في تلك المرحلة والتي يمكن تحديدها في الفترة من منتصف الخمسينات وحتى نهاية السبعينيات، والتي شهدت تفرق القيادة الأعلى «مكتب الإرشاد».. مجلس الشورى العام .. بدأت تظهر بوادر الاختلاف والتباين داخل التنظيم العالمي "الدولي" للإخوان.. ويمكن رصد مظاهر التبرم والضيق والرفض ثم في مراحل أخرى التغيب عن اجتماعات التنظيم الدولي ثم اعلان الانسحاب من التنظيم .. وابرز ما يمكن تسجيله من تحفظات / ورفض للائحة الداخلية التي كان معمولاً بها وقتها: 
o استحواذ اخوان مصر على مقاعد مكتب الارشاد.
o اصرار اخوان مصر على ضرورة ان يكون المرشد العام مصرياً.
o استحواذ اخوان مصر على أغلبية كبيرة من عضوية مجلس شورى الجماعة.
o الاصرار على أن تكون «مصر» هي المقر الرئيسي للجماعة.
وفي مرحلة تالية، في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، بدأت تتبلور قضايا خلافية حادة وأصبحت «علنية».. يمكن صياغتها في الاشكاليات الثلاث الأتية:
الاشكالية الأولى: «التنظيم العالمي».. هل هو إطار قيادي ملزم في قراراته لكل التنظيمات القطرية.
الاشكالية الثانية: أليس من الأجدى أن يكون «التنظيم العالمي» بمثابة إطار تنسيقي بين التنظيمات القطرية.
الاشكالية الثالثة: ترى حق التنظيمات القطرية أن تكون مستقلة وان يصبح «التنظيم الدولي».. مكتب اتصال بين تلك التنظيمات.
* * *
وقد ترتب على تلك الاختلافات والتحفظات حول ماهية التنظيم العالمي.. وحدود سلطاته على الفروع، وهيمنة «إخوان مصر» على مقدراته.. خروج بعض التنظيمات القطرية الكثيرة والمؤثرة .. (على الصعيد التاريخي .. أو على مستوى القيادات القطرية البارزة).. لعل من أبرزها .. خروج الفرع السوداني بقيادة الدكتور حسن الترابي، وخروج الفرع التونسي بقيادة راشد الغنوشي وغيرهما.

الميلاد الحقيقي
سعيد رمضان
سعيد رمضان
عقب أحداث المنشية 1954 وما تلاها.. أو ما يسمى في أدبيات الإخوان «المحنة الثانية».. شهد المسار التاريخي للتنظيم العالمي خلال ما يقرب من عشرين عاما (اعوام المحنة الثانية من 1954 إلى بدايات السبعينيات محطتين أساسيتين:- 
الأولى .. المركز الاسلامي في ميونيخ .. مرحلة سعيد رمضان:
سعيد رمضان .. زوج ابنة حسن البنا .. هاجر من مصر إلى السعودية، بعد 1954، ثم تنقل في بلدان الخليج ثم استقر المقام به في ميونيخ بالمانيا..
وهناك أسس بتمويل ضخم للغاية المركز الاسلامي بميونيخ والذي يمكن اعتباره بداية الميلاد الحقيقي للتنظيم العالمي (فمن هذا المركز الضخم تخرج الكثير من كوادر الإخوان ينتمون إلى دول عربية وافريقية وآسيوية .. فالزعيم التركي ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان .. انضم للإخوان وتتلمذ في المركز وهو يدرس الهندسة في المانيا..)
وطوال فترة الخمسينيات وحتى بداية السبعينيات يمكن اعتبار أن سعيد رمضان هو المهندس الأول والمنظم الاساسي للتنظيم العالمي للإخوان.

مرحلة.. ما بعد هزيمة 1967

مرحلة.. ما بعد هزيمة
المكتب التنفيذي للإخوان، كان مسئولاً عن إدارة التنظيم الدولي، في غياب مكتب إرشاد الجماعة.. وفي ظل شبه غياب لسيطرة القيادة الإخوانية المصرية على مقدرات التنظيم.. (وكانت أغلبية عضوية المكتب التنفيذي للإخوان وقتها تتشكل من القيادات القطرية في الدول العربية)، ولذا دفعت تلك التنظيمات القطرية العربية الإخوانية مكتبها التنفيذي لإصدار مذكرة طُرحت للنقاش داخل التنظيمات القطرية لمناقشتها.. تتصدى لبعض القضايا الخلافية، وتطرح قضايا أخرى على خلفية الوضع العربي بعد هزيمة 1967 وانكسار المشروع الناصري، والأفكار القومية العروبية، واحتلال إسرائيل للقدس.. ومن أهم القضايا التي طرحتها مذكرة المكتب التنفيذي للجماعة:
- مناقضة الاختيار بين الدعوة السلمية والجهادية
- قضية السرية والعلنية لتنظيم الإخوان
- مفهوم الشورى ونظام الحكم الإسلامي
- العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين على المستوى المحلي والعالمي.
إلا أن المذكرة بدلاً من أن تسهم في رأب الصدع داخل التنظيم العالمي، وتخفف من حدة التوتر بين التنظيمات القطرية، أظهرت مزيدًا من الاختلافات، وهي بالأساس لم تجد الاهتمام الكاف في النقاش،.. الأمر الذي أدى إلى انهيار المكتب التنفيذي للإخوان في 1969..
وشهدت بعض التنظيمات الإخوانية القطرية تجذر الخلافات فحدثت انشقاقات داخل بعضها.. كان من أبرزها ما جرى في تنظيم الإخوان في سوريا- الأردن- والسودان.

مرحلة سيطرة قيادات الجهاز الخاص على التنظيم

وتبدأ تلك المرحلة، عقب الإفراج عن قيادات الإخوان بمصر (1971) والانفراجة التي حدثت بين الإخوان والسادات..
حيث أهتم "صقور الإخوان".. الهضيبي الابن ومصطفى مشهور بالسفر للخارج ليقوموا بإعادة هيكلة التنظيم العالمي المتردي عقب انهيار المكتب التنسيقي في 1969، ويمكن رصد تطورين أساسيين في مسيرة التنظيم الدولي في تلك الحقبة:
الأول: ارتباط التنظيم الدولي بشكلة الاستثمارات المالية الخارجية لجماعة الإخوان.
وأمام هذه السياسة التي اعتمدتها القيادة الإخوانية المصرية في التعامل مع هذين الملفين المهمين.. والإصرار على الهيمنة على التنظيم العالمي والإصرار على أن مرشد الجماعة في مصر هو ذاته مرشد التنظيم العالمي.. حدثت بعض الانقسامات داخل هيكل التنظيم – كما أشرنا-.
* في ذلك الوقت.. ارتفعت الأصوات من داخل التنظيمات القطرية تتحدث بوضوح وحسم عن ضرورة حرية التنظيمات القطرية، خاصة في اتخاذ المواقف السياسية داخل بلدانها.. الأمر الذي دفع القيادة المصرية المهيمنة على مقدرات التنظيم إلى المراوغة والإيحاء أنها مع المرونة التنظيمية والسياسية للفروع وإن ظلت حريصة على استمرار قبضتها القوية على التنظيم العالمي عبر صيغة تنظيمية وممارسة عملية في مرتكزين أساسيين هما "البيعة".. أي إخضاع المنظمات القطرية لسلطة المرشدة العام (مرشد الجماعة المصرية).. والسيطرة على حركة الأموال.. والتي تبادل السيطرة على مقدراتها سعيد رمضان.. ثم يوسف ندا عبر "بنك التقوى" الذي ترأس مجلس إدارته وفي ذات الوقت كان مسئول العلاقات الخارجية في الجماعة..، ويكفي للتدليل على انفراد إخوان مصر بالتعامل مع استثمارات ضخمة بالملايين للجماعة في الخارج، عدا بنك التقوى، إن سعيد رمضان توفي وفي ذمته تلك الاستثمارات التي تقدر بالملايين، وقد باءت محاولات الإخوان، خاصة تلك التي قادها أحمد سيف الإسلام نجل البنا وخال أولاد سعيد رمضان في استعادتها للجماعة (ولعل هذ يفسر حقوق وانزواء نجم أحمد سيف الإسلام داخل المستويات القيادية الأعلى في الجماعة، وكان قد وصل إلى عضوية مكتب الإرشاد.

مصطفى مشهور.. الأب الروحي للتنظيم.. ولائحة جديدة

مصطفى مشهور
مصطفى مشهور
في يوليو 1982.. وتفاعلاً مع الأصوات المعارضة داخل التنظيم العالمي.. وسعيًا لتهدئة الأمور، وعملاً بالتقاليد الإخوانية الراسخة في المراوغة وازدواجية الخطاب.. وبجهود الهضيبي ومشهور صدرت اللائحة الداخلية الجديدة للتنظيم العالمي.. والتي حرصت على استمرار هيمنة إخوان مصر.. وفي ذات الوقت منحت بعضًا من الاستقلالية والمرونة للتنظيمات القطرية..
ولعب مصطفى مشهور بشكل خاص دورًا متميزًا في تنظيم وإعادة هيكلة وتقوية التنظيم العالمي.. لذا يراه البعض بمثابة الأب الروحي للتنظيم.. وهذا الدور الذي لعبه مشهور، حتى قبل أن يصبح مرشدًا عامًا للجماعة، كان يتجاوز في سلطته على مقاليد التنظيم سلطات المرشد العام (عمر التلمساني.. وبعد حاد أبو النصر).. وبات غير خفي ان كل خيوط التنظيم تبدأ وتنتهي عند الرجل الحديدي مشهور.

نظرة عابرة في لائحة 1982
عمر التلمساني
عمر التلمساني
- الباب الأول (المادة 1).. تتحدث عن أن القاهرة المقر الرئيسي للجماعة.. ويجوز نقل القيادة في الظروف الاستثنائية بقرار من مجلس الشورى إذا تعذر ذلك من مكتب الإرشاد.
- مادة (19) مكتب الإرشاد:
يتألف مكتب الإرشاد من ثلاثة عشر عضوًا عدا المرشد العام يتم اختيارهم وفق الأسس التالية:
1- ثمانية أعضاء ينتخبهم مجلس الشورى من بين أعضائه من الإقليم الذي يقيم فيه المرشد
2- خمسة أعضاء ينتخبهم مجلس الشورى من بين أعضائه ويراعي في اختيارهم التمثيل الإقليمي.
3- يختار المرشد من أعضاء مكتب الإرشاد أمينًا للسر وأمينا للمالية.
(ويتلاحظ ان اللائحة تضمن وجود أغلبية واضحة في عضوية مكتب الإرشاد لإخوان مصر.. بالإضافة أنها تضمن السيطرة على المناصب المهمة داخل المكتب خاصة التنظيمية والمالية).
- مادة (31): يتألف مجلس الشورى العام (هو السلطة التشريعية للجماعة وقراراته ملزمة) من ثلاثين عضوًا على الأقل يمثلون التنظيمات الإخوانية المعتمدة في مختلف الأقطار ويتم اختيارهم من قبل مجالس الشورى في الأقطار، أو من يقوم مقامهم، ويحدد عدد ممثلي كل قطر بقرار من مجلس الشورى.
(والملاحظة المتوفرة من المتابعة لتشكيل أكثر من مجلس شورى للجماعة عقب إقرار هذه اللائحة.. أن مكتب الإرشاد يرتفع بالعدد ليصل لأكثر من ثمانين عضوًا.. وتكون الأغلبية المطلقة من إخوان مصر).
-  مادة (43) الباب الخامس
تنظيم العلاقة بين القيادة العامة وقيادات الأقطار
(وهذا الباب جاء في بعض مواجه معبرًا عن بعض الرؤى والمطالب للفروع الإخوانية التي رفضت الهيمنة المصرية.. وطالبت بالاستقلال في المواقف السياسية)
ومواد الباب "مراوغة".. فيها تمنح في بند، وتسلب في آخر.
ففي المادة (43) تتحدد العلاقة بين قيادة الأقطار ضمن ثلاثة دوائر:
الأول: يجب على قيادات الأقطار الالتزام بقرارات القيادة (المرشد- مكتب الإرشاد- مجلس الشورى).
الثانية: يجب على قيادات الأقطار التشاور والاتفاق مع المرشد أو مكتب الإرشاد قبل اتخاذ القرار وتشمل جميع المسائل المحلية المهمة.
الثالثة: تتصرف فيها قيادات الأقطار بحرية كاملة في حركتها التنظيمية داخل بلدانها في مواقفها السياسية المحلية، شريطة الالتزام بالمواقف العامة للجماعة.
المادة (46) يلزم كل قطر بتسديد اشتراك سنوي تحدد قيمته مع مكتب الإرشاد.
المادة (47). على الإخوان الذين يغتربون عن أوطانهم أن يخضعوا لقيادة الجماعة في القطر الذي يقيمون فيه.

مرحلة التسعينيات.. متغيرات متلاحقة.. وآثار سلبية

مرحلة التسعينيات..
شهدت مرحلة نهاية الثمانينيات وعقد التسعينيات جملة من التطورات والمتغيرات على مستوى العالم.. أحدثت تغيرًا في خرائطه السياسية والجغرافية والفكرية.. كانهيار المعسكر الشرقي.. وما صاحبه من تصدع للأفكار الأممية والتشكك في جدواها، وقد انعكس ذلك، رغم ما يبدو للأول وهلة من عكسه، على جدوى أفكار التنظيم الدولي باعتباره معبرًا عن "أممية إخوانية"
- كانت تلك المرحلة مرحلة نمو وازدهار للأفكار ذات المرجعية الإسلامية على تنوعها الدعوي والإصلاحي والثوري والراديكالي الهادي العنيف. الأمر الذي جعل التمسك بالفكرة الأممية، في كثير من البلدان، يمثل عائقًا أمام الانغماس المباشر في الأوضاع السياسية والاجتماعية داخل كل بلد حسب خصوصياته وأولوياته وتركيبته السياسية والاجتماعية.. الأمر الذي استدعى بالضرورة نوعًا من التفكير "الواقعي/ المحلي" لقيادة كل قطر استجابة لهذه الخصوصيات، وفقدت الشعارات الكبرى والعامة الكثير من بريقها لصالح الأفكار والسياسات ولتوجهات المحلية..
- وانعكس هذا الواقع على جسم وهيكل وفلسفة التنظيم العالمي، الأمر الذي أدى في المحصلة الأخيرة إلى إضعافه..
وكان من أبرز هذه المتغيرات غزو العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية..
وشهد التنظيم العالمي للإخوان خلافًا فقهًا وسياسيًا بين أعضاءه حول الموقف من تلك القضية.
وتعزز هذا الضعف بغياب الأب الروحي للتنظيم مصطفى مشهور وجاء تولي مأمون الهضيبي (المرشد السادس) ليضيف مزيدًا من التآكل للتنظيم، فقد عرف عن الهضيبي أنه كان أقل حماسًا في التعامل مع هذا الملف بسبب علاقاته غير الإيجابية مع كوادر وقيادات التنظيم العالمي من خارج مصر، ويكفي الإشارة إلى الخطوة التي اتخذها- وقت أن كان نائبًا للمرشد- عندما ألغى منصب المتحدث الرسمي للإخوان في الخارج وجعل من نفسه متحدثًا وحيدًا باسم الجماعة في الداخل والخارج.

11 سبتمبر.. ضربة في مقتل
بوابة الحركات الاسلامية
تركت هجمات 11 سبتمبر 2001 بصمات مؤثرة للغاية على مجمل الحركات الإسلامية.. ووضعت التنظيم الدولي للإخوان، في وضع صعب.. وأسهمت في المزيد من مشاكله وتصدعاته، وخلَّفت الحملة الأمريكية الأوربية تحت عنوان الحرب على الإرهاب وما صاحبها من التشكيك والتضيق على كل التجمعات الإسلامية في أمريكا والغرب، مناخًا غير طيب بالمرة لمجالات عمل ونشاط التنظيم العالمي للإخوان.
.. وفي مصر بشكل خاص أصبح الكثير من قيادات وكوادر الإخوان ينظرون إلى التنظيم العالمي على اعتبار أن صار عبئًا على الجماعة من الناحية السياسية والأمنية.. وأنه بات سببًا لكثير من الضربات الأمنية التي تعرضت لها بعض التنظيمات القطرية.  

وثيقة 1991 ... محاولة إعادة الاحياء والترميم
بوابة الحركات الاسلامية
باقتراح من مصطفى مشهور نائب المرشد (الاخ ابو هاني)، وإستمراراً لدوره البارز في «رعاية» التنظيم الدولي .. اجتمع في إسطانبول بتركيا في الفترة من 2-4 سبتمبر 1991 ممثلو ثلاثة عشر تنظيما قطريا.. لمناقشة تقييم أداء التنظيم العالمي خلال الفترة الماضية، ووضع خطة أسس جديدة لعمله تتلافى السلبيات والمعوقات، على خلفية (أزمة الكويت) وما أظهرته من ضرورة المراجعة السريعة لاداء الجماعة والتنظيم الدولي.
وشملت جلسات الاجتماع مناقشة:
- فكرة التنظيم العالمي - أهدافه 
- وسائله           - سلبيات العمل 
- الاقتراحات والتوصيات.

- تم التأكيد على الهدف من التنظيم العالمي  
1- تحرير الوطن الإسلامي من الإستعمار.
2- إقامة دولة الإسلام على كل بقعة من أرض الإسلام.
3- إعادة دولة الخلافة الإسلامية.
4- العودة إلى القيام بدور الاستاذية في العالم.
- إعادة صياغة أهداف التنظيم .. ومن أبرزها 
تحقيق حكم الإسلام في دولة من الدول العربية أو الإسلامية وتكثيف الجهود مجتعة للعمل على تحقيق ذلك.
مساعدة حركات الجهاد الإسلامي في أي بلد مسلم، والوقوف مع المجاهدين ومدهم بما يحتاجونه من المال والخبرة والرجال.
التأكيد على فتح المجال للجهاد (العمل العسكري) 
يؤكد مشهور على أهمية شعار الجهاد في سبيل الله، الذي رفعته الجماعة منذ نشأتها والذي مثل في رأيه عاملاً قويا في إحياء هذه الفريضة وجذب العديد من طوائف الشعوب إلى صفوفها..
ويطالب باستخدام «الجهاد» باعتباره من أهم وسائل التغير داخل مجتمعنا وعدم الارتكاز إلى النضال الدستوري فقط.. حسب رؤية الامام حسن البنا .. التي لم تغلق باب الخيارات الأخرى (العمل المسلح) والتي قد تحتاجها الحركة للتغيير النهائي.
ومن أهم الخيارات .. وفقاً لرؤية مصطفى مشهور .. التنظيم الخاص، والتنظيم العسكري الاخواني داخل الجيش.
وينتقل الاب الروحي للتنظيم العالمي خطوة أكثر وضوحاً وحسماً حيث يحدد وسائل التغير : النضال الدستوري  - الأنقلاب العسكري – الثورة 
ويطالب بناء أجهزة الحركة المناسبة للتغيير: التنظيم الخاص، التنظيم العسكري، في مقدمة أولويات وسائل التغيير، ثم الشُعب، الجهاز التربوي، الجهاز الإعلامي، المؤسسات الاقتصادية.
ويؤكد: ضرورة بلورة وسيلة واضحة للتغيير داخل مجتمعاتنا تواه تصعيد أعداء الإسلام .. ويشكك في جدوى المعارضة السياسية للأنظمة الحاكمة.
ومن أبرز السلبيات التي تم الاشارة إليها في اجتماع اسطانبول «استئثار القطر المصري (اخوان مصر) بمنصب الارشاد العام واكبر نسبة من الاعضاء في مكتب الإرشاد (ثمانية من ثلاثة عشر)، أضافة إلى تداخل مسئوليات العمل العالمي للأخوة أعضاء المكتب من مصر مع مسئولياتهم عن العمل القطري (داخل مصر).. مما يتسبب في استحواذ اهتماماتهم القطرية على إهتماماتهم ومتابعتهم للعمل في التنظيم العالمي.
وعلى ضوء ما سُجل من ملاحظات وتقييم لأداء التنظيم العالمي (في لافترة من 82 إلى 1992) يعود التقرير الخاص بالاجتماع (ندوة التقييم) لمراجعة المادة (43) في لائحة التنظيم العالمي (صدرت 1982) والتي منحت بعض الاستقلالية للتنظيمات القطرية للسعي لتحقيق أهداف الجماعة على ضوء أوضاعه وظروفه .. [فالأحداث أثبتت أن الأحداث المحلية وطريقة التعامل معها تؤثر على الجماعة ككل] وتقترح الوثيقة «أن يترك مكتب الإرشاد ومجلس الشورى تقدير الامور، والامر يحتاج إلى خطوط واضحة في التعامل السياسي (شرعية/ حركية) تتضمنها اللائحة، أو يكون هناك إلتزام بها وبأسلوب يحقق المصلحة في الأقطار وعلى المستوى العالمي.
وتشير الوثيقة إلى سلبية ظهرت في السنوات العشر الأخيرة من تاريخ التنظيم الدولي (82 – 1992).
[ عدم حسم الجدل في عدد من القضايا المهمة والرئيسية والمصيرية، وأعتماد الحكم الشرعي الراجح فيها، مما فتح الباب على مصراعيه أمام الاجتهادات القطرية وما يمكن أن تحدثه من متناقضات في الفكر والممارسة على مستوى القاعدة وعلى مستوى القيادة، 
ومثال على ذلك (حكم المشاركة في الحكم، اعتماد العنف، مشروعية العمليات الانتحارية، - مشروعية التحالف مع الأنظمة غير الإسلامية، جواز الاستعانة بغير المسلمين ..)
مصادر تمويل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين
بوابة الحركات الاسلامية
وفقا لتقرير موقع رصد التنظيم الدولي لجماعة المسلمين "Global Muslim Brotherhood Daily Watch" ، والذي أنشأه ستيفن ميرلي، عميل متخصص في جهاز الاستخبارات الأمريكي يرصد فيه الآتي:
تم إنشاء مقر "الهيئة الخيرية الإسلامية الدولية" في دولة الكويت، حيث (لا يوجد ملاحقات أمنية لأنشطة الإخوان)، والمركز بيصف نفسه بأنه ( منظمة مستقلة غير هادفة للربح)، والتي تقدم خدمات إنسانية على نطاق واسع، والتي يرمز إليها بالـ "IICO" .
أنشأت الهيئة العديد من الفروع لها في الشرق الأوسط، أفريقيا وآسيا، وفي أواخر عام 2008، ورصدت حكومة الولايات المتحدة أن الهيئة الخيرية أنشأت لها فرع بمدينة هيرندون بولاية فيرجينيا باسم " المعهد الدولي للفكر الإسلامي" وهو أحد المركز الهامة جدا لفرع الإخوان المسلمين بالولايات المتحدة. 
في عام 2008، عقدت الهيئة الأم الـ"IICO"، اجتماع عام لكل مدراء ومستشارين فروع المنظمة التابعة للإخوان، ودعت في الاجتماع بعض منظمات الأمم المتحدة كـ"شركاء دوليين"، بالإضافة لبعض المنظمات الشريكة والتابعة للإخوان منها:
منظمة الاصلاح الاجتماعي " وهو فرع الإخوان المسلمين في البحرين.
المجلس الاسلامي العالمي للدعوة ( وهو عبارة عن مظلة كبيرة لمجموعة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، لتمويل حماس أولدعم تنظيم القاعدة).
الاتحاد الدولي للمسلمين (وهي منظمة سعودية لنشر الفكر الوهابي).
المنظمة الإسلامية الدولية للإغاثة ( وهي جمعية خيرية سعودية).
المنظمة الخيرية القطرية أو اتحاد الخير ( وهي قائمة لتمويل حماس)
جمعية إحياء التراث الإسلامي ( والتي صنفتها الولايات المتحدة ككيان إرهابي لدعمه تنظيم القاعدة).
بيت الزكاة ( ويتبع اتحاد الخير القطري، ويقوم أيضا بتمويل حماس).
الهيئة الدولية للدعوة الإسلامية ( والمسئول التنفيذي بها هو مليك أوباما الأخ غير شقيق لرئيس الولايات المتحدة باراك أوباما ).
بوابة الحركات الاسلامية
يعد يوسف القرضاوي واحدا من أقدم أعضاء مجلس إدارة المنظمة والتي تضم عدد من أهم قادة جماعة الإخوان المسلمين منهم:
1. عبدالله عمر ناصيف ( مرشد السعودية)
2. عبد الرحمن سوار الدهب ( نائب رئيس جمعية اتحاد الخير القطرية)
3. عصام البشير (عضو التنظيم الدولي للجماعة بالسودان).
4. أحمد توتنجي ( أحد قيادات الجماعة بالولايات المتحدة ).
5. زغلول النجار ( واحدا من الشخصيات الهامة في تاريخ جماعة الإخوان بمصر).

أرسلت لجان الزكاة لـ  "فلسطين الخير" التابعة للهيئة الإسلامية  "IICO"، تمويلات للمناطق الفلسطينية والتي ارتبطت بحركة حماس، كما تلقت حماس تمويل من الجمعية الإسلامية لإغاثة الإنسان بجنيف وهو فرع المنظمة الخيرية في سويسرا والتابعة بدورها لكل من "IICO"، واتحاد الخير القطري.
"اتحاد الخير" هو ائتلاف أو تحالف لمجموعة من الجمعيات الخيرية والتي يرأسها يوسف القرضاوي، والتي تم إدراجها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ككيان إرهابي. 
أنشأ ثلاثة أعضاء يتبعون فرع منظمة "IICO" السويسري، ما يعرف الآن بـ"بنك التقوى"، والذي يديره كل من يوسف ندا وعلي غالب همت، أحد قيادات تنظيم الجماعة الدولي، وفي مايو 2010 احتفلت الهيئة الخيرية "IICO" بمرور 25عاما على إنشائها.

خماسي التنظيم الدولي .... وأموال الإخوان في الخارج
يوسف ندا
يوسف ندا
ندا ورمضان وهمت وإدريس وهوبر
بنك التقوى غابة مالية معقدة
تعتبر مؤسسة "بنك التقوى"، صورة مميزة عن قدرة الحركة على تسخير التمويل والسيولة الضرورية للإشراف على الإمبراطورية الضخمة تسيرها، ولكنها ليست المؤسسة أو الطريقة الوحيدة التي تسمح لها بالعمل في على نطاق واسع.
تأسّس البنك على يد أحد القيادات الإخوانية المعروفة في مصر بعد ارتقاء السادات سدة الرئاسة بفترة قصيرة، في إطار سعيه للتحالف مع الإخوان، وتوظيفهم وفق برنامجه القاضي بضرب اليسار والناصريين في المجتمع المصري. ولم يهاجر البنك من مصر إلا في 1988 بعد تصاعد المواجهات مع النظام، وإصرار الأخير على تجفيف منابع تمويل الإخوان، فتحول البنك إلى بهاماس وتقاسم نفس المكاتب مع مؤسسة مالية معروفة هي الأخرى بارتباطها الوثيق بتمويل الشبكات الإسلامية خاصة في أفغانستان.
من الملاذ المالي في القارة الأمريكية، إلى قلب أوروبا سويسرا، إذ بادر البنك بإقامة أول فرع له في الجانب الإيطالي من سويسرا في في مدينة لوغانو بمنطقة تيسان، وهي المنطقة المشهورة بقوانينها المالية المتساهلة ورقابتها الضعيفة مقارنة بالجهات الناطقة بالفرنسية أو الألمانية مثل جنيف أو زوريخ.
وفي هذا الخصوص لا بد من الإشارة إلى أن مؤسس البنك وصاحب امتيازه على الأقل من خلال الوثائق، يوسف ندا يعدّ من القيادات التاريخية للحركة منذ الأربعينات، وأحد أقرب المقربين من سعيد رمضان صهر حسن البنا، والذي استقر في سويسرا في إطار خطة متكاملة لتثبيت الإخوان في القارة الأوروبية مروراً بألمانيا أين توجد جالية تركية كبيرة، وفرنسا لاستهداف الوافدين من المغرب العربي، وسيأتي تفصيل ذلك في مناسبات قادمة.
في 21 يوليو عام 1988، اجتمع كل من "البرت فريدريش ارماند هوبر" والذي أصبح فيما بعد معروفا باسم  أحمد هوبر، ومحمد منصور وزوجته زينب منصور فتوح في مكتب كاتب العدل يسمى  "جيانلوكا بوسكارو" في سويسرا، مع يوسف ندا وعلي غالب همت، الذين يعيشون على حد سواء في منتجع  كامبيوني ديتاليا. وكان همت قد قدم من دمشق عام 1985ليعيش في ألمانيا ولكن بعد ذلك استقر في النمسا، أما ندا المصري السكندري جاء بعد همت بعامين وعاش في النمسا ولكنه انتقل فيما بعد إلى ألمانيا، وزوج ابنته الكبرى لنجل عصام العطار مدير المركز الإسلامي في آخن، والذي يعتبره قبل المكتب الألماني لحماية الدستور، واحدا من أخطر الإسلاميين في ألمانيا. ندى استقر فيما بعد في منطقة ميتلاند (تيتشينو). 
كان الهدف من الاجتماع مع كاتب العدل تأسيس "مؤسسة التقوى للإدارة" شركة مساهمة، والتي قال وقتها بأنها ستكون معنية باستيراد وتصدير البضائع المختلفة في جميع أنحاء العالم، شارك فيها منصور وزوجته بنصيب 333 سهم وكانت قيمة السهم 100 فرنك سويسري، في حين اكتتب هوبر بـ 332 سهم .وذهبت بقية الأسهم 335 سهما لكل من يوسف ندا وهمت، وعلى الرغم من أنه تم تعيين منصور رئيس مجلس الإدارة إلا أنه كان نادرا الرجوع إليه في أي قرارات، فالقرارات تأتي أولا وأخيرا من كل من همت وندا، وفي الوقت نفسه أصبح ندى مرتبطا بمجموعات مرموقة – كنوع من البرستيج – مثل  بيو مانزو الفكرية، والتي تقع على الساحل الأدرياتيكي، ويشارك فيها كل من جياني انييلي وهنري كيسنجر.
عندما قامت النيابة العامة السويسرية باستجواب يوسف ندا في أكتوبر2001، استنكر فيها ندا إي علاقة له بتمويل أي أنشطة إرهابية وقال أنه من الصعب تذكر ماريف الزكاة التي خرجت من المؤسسة، وعلق المحققون ساعتها أنه للكشف عن مصاريف زكاة ندا سيمتلئ مكتب  المدعى العام برزمات من الوثائق التي تستغرق أعواما لفحصها والتأكد من صحتها، وكان يوسف ندا و أصدقائه قد أسسا أيضا بنك التقوى في ناسو بجزر البهاما. والذي حمل اسم " مؤسسة الإغاثة" وادعوا أن الهدف منها رعاية الاستثمارات الخاصة للمساهمين والعمل في عالم الخدمات المصرفية الإسلامية من خلال تطبيق الشريعة كان من ضمن المساهمين في البنك بالإضافة إلى همت وندا كل من كريم إليخاندرو، وثلاثة أعضاء من عائلة بن لادن.
وقامت مجموعة التقوى بتأسيس العديد من الأفرع لها في ليختنشتاين وبريطانيا العظمى وتم الدعاية لمجموعة البنك على أنها تتبع تعاليم القرآن، وتم إقرار ما يقرب من  2.6٪ من أرباحها تذهب لزكاة المال، والتي بلغت 300.000 ألف دولار عام 1992، وبلغت بعد عامين 1.6 مليون دولار اي في عام 1994، والتي ذهبت الاموال إلى حسابات كل من بنك العقيدة في ناسو، في فيينا، مؤسسة آل Rajht المصرفية للاستثمار بالسعودية وبيت الصافات للتمويل في الكويت، كما ذهب جزء كبير لمنظمة الإغاثة الإسلامية الدولية (هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية). ووفقا لتقارير المحققين بالشرطة الإيطالية فإن أموال كثيرة ذهبت إلى الجماعات الأصولية التونسية والمرتبطة بتنظيم القاعدة لابن لادن، وأيضا للجماعات الإسلامية المتطرفة في مصر وتونس والجزائر واليمن والسودان وأفغانستان. بما فيهم مجموعة أبو نضال المسلحة.
ولى المحققون اهتماما خاصا بعلاقات يوسف ندا وبنك العقيدة خاصة وأن كل من بنكي العقيدة والتقوى يقعان في نفس الشارع DEVAUX، في مدينة ناسو. صاحب بنك العقيدة هو أحمد إدريس نصر الدين عضو جماعة الإخوان المسلمين الكويتي، والذي يمتلك اسهما في بنك التقوى. وكانت تربطه صلات قوية بندا وهمت لدرجة أنه سمح لموظفي العقيدة بالعمل في نفس الوقت في الشؤون التجارية للتقوى، كما كان يتمتع بعلاقات مع دوائر السياسية العليا في إيطاليا. 

سعيد رمضان
سعيد رمضان
في 12 سبتمبر 1977 قام نصر الدين بتأسيس شركة المجموعة القابضة (شركة نصر الدين الدولية القابضة ليمتد ) والمعروفة باسم (ناسكو). في مكتب ليختنشتاين، برأس مال بلغ مائة ألف فرنك سويسري تم وضعها في  حساب أحد فروع "بانكو دي روما" في كياسو.
حتى منتصف التسعينيات لم ينتبه لتطورات المركز الإسلامي في ميلانو، والذي لعب دورا كبيرا في تجنيد 50 من المجاهدين وإرسالهم خلال الحرب البوسنية، وكان إمام المركز هو من قام بذلك، حتى قامت المخابرات الكرواتية عام 1995، برصد وتتبع خلية المجاهدين في البوسنة وعرفت أن مكان تجمعهم في المركز الإسلامي بميلانو، والذي كان بمثابة نقطة التقاء لمقاتلي القاعدة من جميع أنحاء العالم، وتزامن في ذلك الوقت دعوات القاعدة للجهاد في أفغانستان والتي كانت قد بدأت في منتصف الثمانينيات، واستطاعت الشرطة الإيطالية رصد أن إدريس نصر الدين هو من يقوم بدفع إيجار المركز.
لم يفهم المحققون الإيطاليون أوجه أعمال نصر الدين الاستثمارية في الناحية الاقتصادية، التي استخدمها كغطاء لإخفاء نشاطاته الحقيقية، كما لم يفهم المحققون سر السفينة التي من المفترض أنها تحمل شحنات بلح على مدار خمسة أشهر ذهابا وإيابا بين ساحل البحر الأدرياتيكي والإيطالي، إلى جانب شحنات البرتقال التي نقلت جوا الى ايطاليا، حتى اكتشفوا أنها الشحنات ما هي إلا بضائع كاملة من لحوم الخنزير.
قرر المحققون بالبحث بشكل أعمق في قرارات وأنشطة الشركة، فمثلا في20 أكتوبر 1994، قررت ليختنشتاين المسجلة (ناسكو) في تحويل اسمها إلى الشرق الأوسط و تركيا للاستثمار القابضة المحدودة، ولكن بعد ثمانية أيام عادت إلى اسمها الأصلي، كما قام نصر الدين بتعيين الدكتور انريكو كوصي لجميع المساهمين هو المحامي الدكتور ميتلاند إركولي دونييلي، والذي شارك على نطاق واسع في الفضائح المالية في التسعينيات ، والمعروف عنهما بغسيل الأموال وتهريبها. 
ولكن لم يكن إركولي دونيللي الشريك القذر الوحيد المعني مع ناسكو فقط ، ففي 21 أكتوبر عام 1993، تم استبدال دونيللي في المجلس الإداري بزوجته ستيفانيا، كما تم تغيير إنريكو ، بـ"إنغلبرت شرايبر الأب"، وبعدها لحق إنغلبرت شرايبر الابن ولاية والده.
في 3 مارس 1997، تلقى مكتب الصحافة والإعلام ليختنشتاين رسالة مجهولة بها معلومات حول إنغلبرت شرايبر الأب و تورطه في غسيل الأموال، وذكرت الرسالة تورط شرايبر مع الجماعات الإجرامية مثل المافيا الايطالية و كارتل أحد أكبر صانع مخدرات بكولومبيا، بالإضافة إلى رشوة قائد شرطة ليختنشتاين منذ عام 1985، كما ذكرت الرسالة علاقة شرايبر بكل من أسر المافيا في فنزويلا ، كاروانا.
السؤال هنا ما الذي يدفع واحدا يقول أنه إخوان إسلامي مثل إدريس نصر الدين بالتعامل مع أمثال شرايبر ودونيللي؟؟
أثناء التحقيق مع نصر الدين ويوسف ندا في 3 سبتمبر عام 2000، أفادت معلومات عن ظهور التونسي حبيب بن علي بن سعيد الوذاني، أحد الملاحقين والمطلوبين بناء على قرار مجلس الأمن والذي صدر في 17 مايو 2011، ظهوره مع أحمد هوبر ودوره المحوري مع أصدقائه الإسلامية. وكان الوذاني في 1996 قام مع رودولفو ، محام صقلي الجنسية، بمقابلة أحد رجال أعمال من بحر البلطيق واشترى منه فائض أسلحة الجيش الأحمر الروسي السابق، وكان هناك حتى حديث عن إمكانية توسيع اتفاق على المواد النووية من الاتحاد السوفياتي السابق، الأمر الذي دعا الوذاني باستشارة صديقه الحميم هوبر، ليبدأ بعدها الدعم اللوجيستي والمالي ليس فقط في صفقة الأسلحة الروسية ولكن في بقية أنشطة الوذاني.
على الرغم من الأدلة، التي جمعها والتسجيلات التي حصل عليها المحققون الإيطاليون والسويسريون إلا أنهم تركوا يوسف ندا وأصدقائه، لأن الولايات المتحدة رفضت أن تتبادل المعلومات معهم.
وعلى الرغم من قرار الأمم المتحدة بالصادر في مارس 2010، برفع اسم يوسف ندا من قوائم المطالبين دوليا إلا أن الولايات المتحدة مازالت تضع اسمه على قوائم المطلوبين لدعمه أنشطة تنظيم القاعدة وتمويل الجماعات الإرهابية والأصولية المتشددة.
ولكن مازال كل من ندا وهمت مطلوبان للعدالة المصرية، بعدما قضت المحكمة العسكرية أبريل 2008، بالسجن غيابياً ضد كل منهما 10 سنوات في القضية التي اشتهرت بـ"ميليشيات الإخوان".