بوابة الحركات الاسلامية : فتوى بعدم تحريم الخمر في الاسلام!! (طباعة)
فتوى بعدم تحريم الخمر في الاسلام!!
آخر تحديث: الأحد 07/12/2014 07:56 م
الشيخ مصطفي راشد
الشيخ مصطفي راشد
لم يعد إصدار الفتاوي مقصورا علي الجهات المعنية والمتخصصين, وإنما أصبح مشاعا, ولم نعد نعرف الفارق بين الرأي والفتوي, خاصة بعد محاولات الاستخدام السياسي للفتاوي.
الدكتور محمد الشحات
الدكتور محمد الشحات الجندي
ولعل الأزهر الشريف أعرب عن قلقه مرارا من انتشار فتاوي في وسائل الإعلام, حول حكم الشهادة في سبيل الله, وإعطاء لقب شهيد لمن يريدون, ومنعه عمن يريدون, وهو أمر بالغ الخطورة ولا يصب في مصلحة الوطن. كما طالب علماء أزهريون في 2012  السلطات المصرية بقانون يجرم فوضى فتاوى المشايخ في المحافل والندوات الاجتماعية، وعلى منابر المساجد، وخلال إجابتهم عن أسئلة المسلمين، واختيار خريجي كليات الدعوة وأصول الدين فقط للقيام بالدعوة إلى الله. وأكدوا أن "الأزهر حسم أمر جهة الفتوى ومنح دار الإفتاء الحق الوحيد في إصدار الفتوى في البلاد". وحذروا من دخول علماء ومشايخ غير متخصصين إلى مجال الإفتاء، قائلين: "إن ترك الباب مفتوحا على مصراعيه لكل من قرأ كتابا أو ارتدى جلبابا أن يصبح مفتيا، أمر غير مقبول".
وتحولت الآراء والأحاديث الشخصية لكثير من المشايخ والدعاة إلى فتاوى دينية من شأنها إحداث قلق وتوتر بين جميع التيارات في المجتمع كما هو الحال في الفتوى التي نعرضها اليوم.
موضوع قديم قد أثارة الشيخ مصطفي راشد على موقع الحوار المتمدن 2011 ولم ينتبه له أحد من مشايخ السلف ولا علماء الأزهر الا بعد ظهور الشيخ على قناة التحرير حيث أفتى
الشيخ مصطفي راشد، إمام مسجد "سيدني" في "أستراليا"، بأن تناول الخمر ليس حرامًا، مشيرًا إلى أن الإسلام والآيات القرآنية حرّما "السُكر" وليس الخمر نفسه.
وأضاف راشد خلال حواره ببرنامج "صح النوم" مع الإعلامي محمد الغيطي على قناة التحرير إلى أن "الأحاديث الواردة في تحريم الخمر ضعيفة، ولا يلزم الأخذ بها"، مضيفًا أن يجوز للمرأة أن تكشف رأسها دون غطاء، إضافة إلى أنه يطالب الأزهر بعدم الاعتراف بصحيح البخاري. 

رد على الفتوى

الشيخ مظهر شاهين
الشيخ مظهر شاهين
ونتيجة هذا الحوار قد تدافع مشايخ الازهر والتيار السلفي للرد على الشيخ مصطفي وكانت هذه الردود:
- قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الخمر حرمت في القرآن الكريم ، في أكثر من موضع، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه"، موضحًا أن الاجتناب ذكر في أكثر من آية في القرآن. وأضاف الجندي، أن من يهاجمون البخاري ويجهلون كتابه، يريدون هدم الإسلام وهدم السنة النبوية. وفي السياق نفسه.
- قال الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن ما ادعاه الدكتور مصطفي راشد، خطيب مسجد سيدنى في أستراليا، إن القرآن حرَّم السُكر وليس الخمر، وانكاره لصحيح البخاري، بمثابة صوت جديد يضاف لأصوات تريد تشويه الإسلام باسم الإسلام. وأضاف شاهين أن هناك بعض من يستغلون القضايا الخلافية لإثارة مزيد من اللغط من خلال آراء شاذة عرفتها الأمة منذ عشرات السنين، لافتًا إلى أن هناك هجمة يثيرها بعض الباحثين عن الشهرة والأموال أو من يريدون أن يجدوا لهم مساحة في وسائل الإعلام. وطالب شاهين، أن تتجاهل وسائل الإعلام مثل هذه الآراء الشاذة، ويتم الرد عليهم من قبل لجنة علمية متخصصة بمؤسسة الأزهر الشريف، مؤكدًا أن الإسلام لن ينحني لهؤلاء أو ينكسر أمامهم. 
- قال الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن الخمر محرم في القرآن الكريم بقول الله تعالى الكريم "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه"، وكذلك في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. وأضاف برهامي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الذين يهاجمون كتاب البخاري يريدون هدم الإسلام ، لأن كتاب البخاري هو أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل، ومن يهاجمه "ضال"
يتبين من تلك الردود ان الازهر والتيار السلفي انما يدافعون عن البخاري وكتابه، ولا يناقشون فتوى الشيخ مصطفي بشكل علمي فهم لا يستندون الا الى الآية السابق ذكرها بينما يقوم الشيخ مصطفي بتحليل الآيات الوارد فيها ذكر الخمر وتحريمه وأيضا الاحاديث التي تناولتها في مقالته على الحوار المتمدن والمنشورة في 24/9/2011 واذ نحن نعرض هذه الفتوى هنا لم يعني هذا تأييدنا أو مخالفتنا لها بل فقط للتدليل على تلك الفوضى التي نحياها بالفتاوى المتناقضة ممن يحتسبهم العامة رجال دين ولهم حق الفتوى وعلينا العمل بفتواهم.

الخمر غير محرم في الاسلام

الشيخ ياسر برهامي
الشيخ ياسر برهامي
نص فتوى مصطفى راشد على موقع الحوار المتمدن نعرضها كاملة للجهات المعنية بالفتوى للرد عليها.
ما زال التحليل والتأويل والتفسير والقياس الفقهي لنصوص القرآن والأحاديث ، رهين عقليات المفسرين من البشر منذ مئات السنين دون أن ننظر إلى المفسرين والفقهاء هل هم فعلا أسوياء يملكون المنطق والعقل الراجح ، أم أن الكثير منهم كان مصاباً بالعطب العقلي والعته الفكري ، وجعلنا منهم أئمة ومرشدين وقادة ،ولأن الدين مهنة من لا مهنة له ، وجدنا الكثير من فقهائنا ومفسرينا يقررون وينظّرونَ حسبما نشأوا --- ، فوجدنا فقهاء منطقة الخليج متأثرين بطبيعة بلادهم الرملية الجافة القاسية ، فاختلفت تفسيراتهم للنصوص مع فقهاء الشام الذين نشأوا في الحضر، وكذا الاختلاف مع فقهاء مصر أصحاب الارث الحضاري والثقافي ، حتى نصل للأكثر مدنية وتحضراً ، وهم فقهاء الأندلس ، امثال ابن رشد وابن عربي – واختلاف فقهاء هذه المناطق ، يوضح لنا أزمة الاسلام ، وحاجته لمؤسسة دولية وسطية مثل الأزهر ، تعكف على تنقية هذا الإرث المتضارب في الكثير من جوانبه ، والمخالف لمقاصد الشرع الصحيحة – ولأننا قررنا منذ فترة السير في هذا العمل تطوعا لتنقية التراث مما هو مخالف لصحيح ومفهوم النصوص ، نجيب على سؤال المستشار- سالم محمد النشيف الوارد على موقعنا بخصوص( موقف الإسلام من الخمر) ذلك بإسناد الرأي والفتوى فيها إلى النصوص دون َتزيد ، لذا سوف نبدأ بتعريف الخمر الذى أختُلف في تعريفه فمنهم من قال أن الخمر لغة : - هي كل ما خامر العقل وغلبه –
وفي الاصطلاح الفقهي : - هي اسم لكل مسكر 
واٌخر يعُرف الخمر لغة وشرعاً : - كل مسكر سواء كان من العنب أو غيره .
ولتحديد وضع الخمر في الاسلام ، إن كان محرماً أم لا ، سوف نناقش الآيات والأحاديث المتعلقة بموضوع الخمر بالشرح والتفسير، حتى نستطيع الوصول للرأي الفقهي لوضع الفتوى بوضوح واطمئنان وثبات الحجة : - 
اولا : - قوله تعالى في الآية 219 من سورة البقرة ( يسأ لونك عن الخمر والميسر قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما ) ( ص )
والآية هنا توضح أن الخمر والميسر فيهما أثم ومنافع لكن اثمهما أكبر من نفعهما ، وهذا ليس بنص تحريم بل يضع الخمر في درجة المكروه ، لأن نصوص القرآن عودتنا على الالفاظ القاطعة الواضحة اذا كانت المسألة تتعلق بالتحريم مثل قوله تعالى في سورة البقرة 173 ( حُرِّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) وكذا الآية 3 من سورة المائدة وايضا قوله تعالى في الآية 96 من سورة المائدة ( وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما ) وكذا سورة النحل الآية 115 ، مما يعنى أن الخمر مكروه وليس محرما وإلا لماذا لم تقل الآية حرم عليكم الخمر .
ثانيا : - قوله تعالى في الآية 43 من سورة النساء ( يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) ( ص)
وقد نزلت هذه الآية بعد أن كان بعض الصحابة يصلُّون وهم في حالة سكرٍ مزرٍ فيخطئون في قراءة الآيات -- ويفهم ضمنيا من الآية هو أن السكر حتى الغياب عن الوعى ممنوع اثناء الصلاة ونص الآية لا يمنع في غير اوقات الصلاة.
ثالثا : - قوله تعالى في الآية 90 من سورة المائدة ( يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) ( ص )
وهنا الآية واضحة في طلب اجتناب الخمر والاشياء الاخرى وهذا لا يدل على التحريم بل يضع الخمر في درجة المكروه. وفرقُ كبيرُ بين حكم المحرم والمكروه رابعا : - قوله تعالى في الآية 91 من سورة المائدة (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكُم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدّكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) ( ص ) 
ايضا لم تقطع هذه الآية بحرمة الخمر والميسر بل تطالبهم بالتوقف عنهما حتى لا تصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة ، ثم يأتي القرآن ليؤكد أن الخمر ليس محرم في ذاته بل في علة الوقوع في السكر الذى يصد عن ذكر الله وعن الصلاة بقوله تعالى في الآية 15 من سورة محمد ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من خمرٍ لذةٍ للشاربين ) ( ص) 
خامسا : - بالنسبة للحديث الذى رواه مسلم رقم 3733 بأن كل مسكر حرام.
ابتداءً نتحفَّظ على سند الحديث لأن التحريم وهو أعلى درجات الأحكام في الشريعة الاسلامية لا يكفيه حديث يصدر عن أحد أو بعض الرواة— لكن على أي حال فنص الحديث لا يحرم الخمر في حد ذاته بل يحرم السكر أي الوقوع فيه .
ونحن إذ نفتى بعدم حرمة الخمر في الاسلام قد وضعنا أمام أعيننا قوله تعالى في الآية 116 من سورة النحل ( ولا تقولوا لما تصفُ ألسنتكمُ الكَذبَ هذا حلالُ وهذا حرامُ لتفتروا على الله الكذبَ ) ( ص ) والله من وراء القصد والابتغاء .
الشيخ د -مصطفي راشد
حاصل على العالمية من جامعة الأزهر كلية الشريعة 
فرع دمنهور عام 87