بوابة الحركات الاسلامية : تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم! (طباعة)
تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم!
آخر تحديث: الثلاثاء 22/04/2014 08:17 م
تحريم تهنئة النصارى
الوطن واحد وكلنا فيه شركاء لا فرق بين مسلم ومسيحي، والعلاقات بين المسلمون والأقباط موجودة من قديم الأزل لذلك يحرص المسلمون على مشاركة الإخوة الأقباط بالتهنئة في أعيادهم، فهي دعوة للاستقرار حتى لا تحدث فتنة في وقت نحن أحوج فيه إلى توحيد الصف ورأب الصدع، ولكن ظهرت في الفترة الأخيرة فتوى تحرم تهنئة أهل الملل الأخرى بأعيادهم، ولعل اشهر تلك الفتاوى ما صدر من أكثر من عقدين من الزمان من الشيخ عبدالعزيز بن باز - رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية حينها - جوابا على سؤال: ما حكم مشاركة النصارى في أعيادهم؟ 
"لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم، والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم. فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك، ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء، لأنها أعياد مخالفة للشرع، فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء، لأن الله سبحانه يقول: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان".
إلا أن الأستاذ الدكتور محمد السيد دسوقي -أستاذ الشريعة بجامعة قطر أجاز التهنئة من باب حق الجوار، وأجازها من قبيل المجاملة وحسن العشرة فضيلة الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله فقال: "إنّ تهنئةَ الشّخص المُسلِم لمعارِفه النّصارَى بعيدِ ميلاد المَسيح عليه السلام، هي في نظري من قَبيل المُجاملة لهم والمحاسَنة في معاشرتهم". وأجاز الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله زيارة غير المسلم وتهنئته بالعيد واستشهد بأن النبي –صلى الله عليه وسلم- عاد غلاما يهوديا، ودعاه للإسلام فأسلم، وأجاز الشيخ أحمد الشرباصي رحمه الله مشاركة النصارى في أعياد الميلاد بشرط ألا يكون على حساب دينه، وكذلك فضيلة الشيخ عبد الله بن بية نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أجاز ذلك، وطالب المسلمين بأن تتسع صدورهم في المسائل الخلافية. 
ومما سبق نستخلص أن التهنئة لا تعني الرضا بما هم عليه، إذ يجب توضيح مفهوم أن التهنئة ليس معناها اعتناق عقيدتهم أو الرضا بما يفعلون، أو الدخول في دينهم، وإنما هي نوع من البر ولم ينهنا الله تعالى عنه. وهناك فرق كبير بين الود والبر، وبين اتخاذهم أولياء ومجرد التعايش السلمي وفق أسس منضبطة ومعاهدات لم تظلم طرفا، وغرضها التعايش السلمي كما فعل النبي-صلى الله عليه وسلم مع اليهود.