فحول عدم جواز تكفير الآخر الديني الذي نادى به أحد أئمة مساجد العاصمة البريطانية لندن يقول العثيمين "إن هذا القول الصادر عن هذا الرجل ضلال، وقد يكون كفرا، وذلك لأن اليهود والنصارى كفرهم الله عز وجل في كتابه، قال الله تعالى: (وقالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله، ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، قاتلهم الله أنى يؤفكون) (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، والمسيح ابن مريم، وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) فدل ذلك على أنهم مشركون، وبين الله تعالى في آيات أخرى ما هو صريح بكفرهم:
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم)
(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالثُ ثلاثة)
(لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم)، (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم) والآيات في هذا كثيرة، والأحاديث، فمن أنكر كفر اليهود والنصارى الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وكذبوه، فقد كذب الله عز وجل، وتكذيب الله كفر، ومن شك في كفرهم فلاشك في كفره هو"
تلك الفتوى التي يتم اتخاذها ذريعة لتنفيذ عمليات ارهابية متعددة سواء كانت في دول الغرب أم في الدول العربية، ويستطرد العثيمين في فتواه " وإني أقول: إن كل من زعم أن في الأرض دينا يقبله الله سوى دين الإسلام فإنه كافر لاشك في كفره لأن الله عز وجل يقول في كتابه (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) ويقول عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)" فقد وضع العثيمين نفسه مكان الله عز وجل في قبول دين ورفض آخر بإخراج الآيات القرآنية من سياقها التاريخي وإعطائه حكما مطلقا على الله عز وجل.
ليس هذا فقط بل يستمر العثيمين في التكفير والتحريم فيحرم تهنئة الأقباط بأعيادهم حيث يقول " تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيم - رحمه الله- في كتابه: "أحكام أهل الذمة"، حيث قال: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه" تلك الفتاوى التي يستند اليها التيار السلفي بشكل عام، دون الاهتمام باللُحمة الوطنية وبالأمن والسلم الاجتماعيين خصوصا في بعض الدول العربية التي تتنوع عقائد مواطنيها، ليس هذا فقط بل انه بمثل هذه الفتاوى يقوم بتعطيل الكثير من آيات القرآن والتي تدعو الى التسامح وحرية الاعتقاد مثل " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" 18 الكهف، وغيرها الكثير
ليس هذا فقط بل يحرم العثيمين بناء الكنائس في الدول الاسلامية فيقول "وَيُمْنَعُونَ مِن إِحْدَاثِ كنَائِسَ، وَبِيَعٍ، وَبِنَاءِ مَا انْهَدَمَ مِنْهَا وَلَوْ ظُلْماً،
قوله: «ويمنعون من إحداث كنائس، وبِيَعٍ، وبناء ما انهدم منها ولو ظلماً»، «يمنعون» الضمير يعود على أهل الذمة الذين في بلادنا، فيمنعون من الأمور الآتية:
أولاً: إحداث كنائس، والكنائس جمع كنيسة وهي متعبدَهم سواء كانوا نصارى أو يهوداً، فيمنعون من بناء الكنيسة؛ لأن هذا إحداث شعائر كفرية في بلاد الإسلام
ثانياً: إحداث بيع يمنعون من إحداثها وهي متعبد اليهود، كما يمنعون من إحداث الكنائس
فإن قال قائل: إذا كانوا لا يمنعوننا من إحداث المساجد في بلادهم، فهل لنا أن نمنعهم من إحداث الكنائس في بلادنا؟
الجواب: نعم، وليس هذا من باب المكافأة أو المماثلة؛ لأن الكنائس دور الكفر والشرك، والمساجد دور الإيمان والإخلاص، فنحن إذا بنينا المسجد في أرض الله فقد بنيناه بحق، فالأرض لله، والمساجد لله، والعبادة التي تقام فيها كلها إخلاص لله، واتباع لرسوله صلّى الله عليه وسلّم، بخلاف الكنائس والبيع
ومن سفه بعض الناس أنه يقول: لماذا لا نمكنهم من بناء الكنائس في بلادنا كما يمكنوننا من بناء المساجد في بلادهم؟
الجواب: نقول: هذا من السفه، ليست المسألة من باب المكافأة، إذ ليست مسائل دنيوية، فهي مسائل دينية، فالكنائس بيوت الكفر والشرك، والمساجد بيوت الإيمان والإخلاص فبينهما فرق، والأرض لله، فنحن إذا بنينا مسجداً في أي مكان من الأرض فقد بنينا بيوت الله في أرض الله بخلافهم"، فهل هذه دولة مواطنة؟ ان هذه الفتاوى هي التي تدرس حتى اليوم في السعودية وغيرها وتتبناها التنظيمات الارهابية نفسها التي تقوم الان الدولة السعودية راعية ومنتجة هذا الخطاب بمحاربتها، ليس هذا فقط بل هذا ما تتبناه الدعوة السلفية في مصر وزراعها السياسية "حزب النور" ووزارة الأوقاف والأزهر يتبنون هذه الدعوة السلفية ويفتحون لها المساجد لاعتلاء المنابر بحجة الحرب على الارهاب، أي ارهاب هذا اكثر من تلك الفتاوى التي تهدد المجتمع وتنشر التعصب الاعمى والتطرف والفتنة الطائفية