كانت حصيلة وصول تيار الإسلام السياسي بقيادة الإخوان، يليهم حزب النور السلفي إلى السلطة بعد ثورة كانت دعمتها الأساسية هي المرأة هو انخفاض تمثيل المرأة في مجلس الشعب من 12 % إلى 2 %، وإلغاء الحصة التي كانت مخصصة للمرأة في ظل نظام مبارك وهي 64 مقعدا.
أما داخل البرلمان فقد تعامل مع قضايا المرأة، الأقليات والفئات المهمشة بمبدأ غياب مبدأ المواطنة.
فلم ينتج البرلمان تشريعات كثيرة، ولكن المناقشات الدائرة داخله، وتصريحات أعضائه تعد مادة غنية للدراسة ولتحديد رؤية النواب الذين انتخبهم الشعب تجاه قضايا المرأة، الأقليات والفئات المهمشة.
بشكل عام، تميزت النقاشات الخاصة بهذه الفئات بلغة تمييزية وبالسعي للانتقاص من حقوقهم بما يتناقض مع مبدأ المواطنة.
فعلى مستوى قضايا المرأة، تم إصدار قانون وحيد هو قانون التأمين الصحي للمرأة المعيلة خلال شهر مايو 2012.
وعلى جانب آخر، تم التقدم بالعديد من مقترحات تعديل القوانين، التي تتعلق بإلغاء حقوق نص عليها القانون للمرأة بدعوى أن هذه القوانين تم إصدارها بالمخالفة إلى مبادئ الشريعة الإسلامية وأنها كانت من صنع سوزان مبارك، زوجة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، مطلقين عليها "قوانين سوزان"، إلى حد أن طالب البعض بإلغاء المجلس القومي للمرأة.
وقد بدأت هذه الاقتراحات في مارس 2012، حيث تقدم النائب الإخواني محمد العمدة، وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب، بمشروع قانون لإلغاء المادة 20 من القانون الصادر عام 2000 بشأن تنظيم بعض أوضاع وإجراءات التقاضي في مسائل الأحوال الشخصية، والمعروفة بـ"قانون الخلع". وتعطي المادة للمرأة حق رفع دعوى "خلع" أمام القضاء لتطليق نفسها والتي تختلف إجراءاتها عن دعوى الطلاق بطريقة تسهل الطلاق، كما تتميز بسرعة الفصل فيها مقارنة بدعوى الطلاق التي تمتد لسنوات. وقد تم تحويل المقترح إلى الأزهر لبيان مدى تطابقه مع الشريعة، والذي أقر بتطابق قانون الخلع مع الشريعة الإسلامية، وعليه تم رفض مقترح تعديل القانون.
وقد توالت مشاريع القانون المطالبة بتعديل قوانين تخص المرأة حيث تقدم النائب حمادة محمد سليمان (نائب عن حزب النور السلفي) في أبريل 2012 بمشروع قانون لتعديل سن الحضانة، حيث إنه في عام 2005 تم تعديل القانون المصري للأحوال الشخصية في بعض المواد الخاصة بالولاية على النفس، وتم زيادة سن الحضانة للأم حتى 15 سنة، وطالب النائب بتخفيض سن الحضانة لـ 7 سنوات للولد و9 سنوات للبنت.
وفي سابقة، تتقدم امرأة هي النائبة عزة الجرف (نائبة عن حزب الحرية والعدالة)- بمشروع قانون لتعديل المادة 242 مكرر من قانون العقوبات، والتي تخص تجريم ختان الإناث، مطالبة أن ينص طبقا للقانون فقط على منع الختان خارج المستشفيات، وأن يلزم استشارة طبيبة مختصة تفيد بحاجة الأنثى لعملية الختان، وقد صرحت أيضا النائبة عزة الجرف بأنها تقدمت بمقترح لإلغاء قانون التحرش الجنسي، معللة ذلك بأن النساء هن السبب في التحرش بسبب العري، وبالتالي فالمتحرش غير مخطئ!
ولعل اختيار نائبة "امرأة" للإدلاء بهذه التصريحات والمطالبة بهذه التعديلات كان هدفه تصدير فكرة أن التعديلات لا تنتقص من حقوق المرأة، بل تريد فقط احترام الشريعة الإسلامية، والدليل على ذلك أن من يتقدم بها "امرأة"، فكيف تتقدم سيدة بمشاريع قوانين تضر بحقوقها؟!
وقد تقدم نائب عن حزب النور بعد ذلك بمشروع قانون لإلغاء تجريم ختان الاناث، وقد علل ذلك بأن المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع سوزان مبارك هم من قاموا بصياغة القانون في مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية التي تقضي بجواز الفعل، وقد قام حزب النور بسحب المقترح من لجنة الاقتراحات والشكاوى بدعوى أن العضو لم يرجع إلى رئيس الهيئة البرلمانية للحزب قبل تقديمه لمجلس الشعب.
بالإضافة إلى ذلك، كان حزب النور قد تقدم بمشروع قانون لتخفيض سن الزواج من 18 إلى 16 عاما، معللا ذلك برغبة المواطنين في الأماكن النائية بتزويج بناتهن في سن صغيرة ويجب على المشرع احترام ذلك.
وعند قراءة مشاريع القوانين المقدمة من أعضاء البرلمان خصوصا وأنهم لم يتقدموا بمشاريع قوانين لحل مشكلة بناء دور العبادة للأقباط، وأو لحل مشاكل أهل النوبة وسيناء وغيرهم من الفئات المهمشة، نرى أن البرلمان ذو الأغلبية الإسلامية اهتم كثيرا بالموضوعات الخاصة بالمرأة والسير في الاتجاه المعاكس لها، وهو بذلك أدى إلى ارتفاع نسبة مخاوف البعض من وصول تيار الإسلام السياسي إلى الحكم؛ لأنه سيقضي على حقوق النساء ويرجع حقوق المرأة المصرية سنوات للوراء.