طبقة اجتماعية بدأ ظهورها في أوربا خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وتتشكل من أصحاب رءوس الأموال والحرفيين والمهنيين، وهي الطبقة صاحبة القيادة والسيطرة في المجتمع الرأسمالي؛ لأنها تملك وسائل الإنتاج، وتدير دولاب العمل، وتتحكم في صياغة مجمل القوانين والقيم والمبادئ الثقافية التي تعبر عن إيقاع المجتمع.
تشير الأصول اللغوية للكلمة إلى الرجل الحر الذي يتمتع بحقوق المواطنة ويسكن المدن، أما المعنى الاصطلاحي الشائع فيعبر عن الطبقة الوسطى التي تقف في المنطقة الفاصلة بين الأرستقراطيين النبلاء والبروليتاريا الكادحة.
لعبت الطبقة البرجوازية دورًا رئيسًا فاعلاً في الثورتين الأمريكية والفرنسية، فهي القوة الاجتماعية الأكثر رغبة في القضاء على بقايا النظام الإقطاعي وتحقيق المزيد من الحرية في حركة التجارة، ومن أدواتها في هذا التوجه الانتصار للحريات الشخصية والدينية والفكرية والاقتصادية، لكن أعداء البرجوازية، من المفكرين اليساريين والطبقة الأرستقراطية على حد سواء، يأخذون عليها أنانيتها المفرطة وضيق أفقها وتطلعاتها المادية وليدة المصلحة المباشرة دون مراعاة للآخرين.
النقد الأكثر عنفًا للبرجوازية قدمته الماركسية، فهي تراها طبقة تعيش على استغلال إنتاج الطبقة العاملة، وفي وجودها ما يدعم الفقر ويزيده انتشارًا، ومن هنا يبدو الصراع حتميًّا مع البروليتاريا.
الطبقة البرجوازية ليست كتلة واحدة متجانسة، فهي تنقسم إلى شرائح عليا ومتوسطة ودنيا، والتناقض يين هذه الفئات لا يقل عنفًا وضراوة عن صراع مجمل الطبقة ضد البروليتاريا.
