بوابة الحركات الاسلامية : في ذكراها الخامسة.. ماسبيرو مظاهرة الموت.. الدماء والاتهامات (طباعة)
في ذكراها الخامسة.. ماسبيرو مظاهرة الموت.. الدماء والاتهامات
آخر تحديث: الخميس 08/10/2015 03:57 م
في ذكراها الخامسة..
يسود الارتباك كثيرًا عند التعرض لأحداث "ماسبيرو" التي وقعت في 9 أكتوبر 2011 ويحلو للأقباط تسميتها بمذبحة ماسبيرو، وتُعرف أيضًا باسم أحداث الأحد الدامي، أو الأحد الأسود، وقد بدأت بمظاهرة ضمت أقباطًا ومسلمين انطلقت من حي شبرا بالقاهرة باتجاه مبنى الإذاعة والتليفزيون المعروف باسم «ماسبيرو» ضمن فعاليات يوم الغضب القبطي، ردًّا على قيام سكان من قرية المريناب بمحافظة أسوان بهدم كنيسة، قالوا إنها غير مرخصة، وتصريحات لمحافظ أسوان اللواء مصطفى السيد اعتُبِرت مسيئة بحق الأقباط. حيث اتهمهم ببناء كنيسة بدون ترخيص، رغم أن الكنيسة مر على بنائها أكثر من 30 سنة، وتحولت إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي، وأفضت إلى مقتل ما بين 24 إلى 35 شخصًا أغلبهم من الأقباط. 
فبعد ثورة 25 يناير2011 نظمّ شبان أقباط وتعاون معهم في كثير من الأحوال شبان مسلمون، عددًا من الوقفات الاحتجاجية والمسيرات التي تؤكد وحدة الشعب المصري، وكذلك عند هذه مظاهرة ماسبيرو التي انطلقت من شبرا أحد أحياء القاهرة ذي الكثافة المسيحية، وتوجهت نحو مقر الإذاعة والتليفزيون المصري الواقع في منطقة ماسبيرو بالقرب من ميدان التحرير الذي احتضن ثورة 25 يناير؛ أما السبب المباشر لمظاهرة شبرا فهو المطالبة بإقالة محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد، والرد على هدم بناء يعتقد أنه كنيسة في المدينة. علمًا أن البناء متواجد من منتصف الثمانينيات، ولم تقم السلطات المصريّة بهدمه، بل من هدمه عدد من سكان القرية، لم يتعامل معه المحافظ؛ ما أدى إلى تفاقم «كراهية» المحافظ.
وقد أعلن آلاف الأقباط اعتصامهم مساء الرابع من أكتوبر أمام مبنى ماسبيرو احتجاجاً على أحداث الماريناب والمطالبة بتقديم الجناة للمحاسبة، ودعا القس فلوباتير جميل عزيز(وهو قس كان له نشاط سياسي وعضو في حزب الغد المعارض لمبارك قبل الثورة)، والقس متياس نصر منقريوس (وقد أسس جريدة تدعي الكتيبة الطيبة كانت تندد باستمرار باضطهاد الأقباط) المتظاهرين للاعتصام، فيما انسحبت حركات اتحاد شباب ماسبيرو وحركة أقباط بلا قيود، وقال المتحدث الرسمي لـ"أقباط بلا قيود": إنهم يرفضون وجود الجلابية السوداء. في إشارة إلى الكهنة، وفي مساء 4 أكتوبر 2011، قامت قوات الشرطة العسكرية بفض اعتصام الأقباط بالقوة، عقب قيام قوات من الأمن المركزي بضرب المتظاهرين وتعقبهم حتى ميدان التحرير، ثم انسحبت لتحل محلها قوات الشرطة العسكرية التي طالبت الأقباط بإنهاء اعتصامهم، وعندما رفض المعتصمون ما طلب منهم، فضت اعتصامهم بالقوة وقامت بإطلاق أعيرة نارية أصابت 6 معتصمين. كما أظهرت لقطات مصورة على موقع اليوتيوب قيام جنود من الشرطة العسكرية بالضرب المبرح لأحد المتظاهرين، وهو الشاب رائف فهيم الذي أعلن اتحاد شباب ماسبيرو عن تنظيم احتفالية لتكريمه في مطرانية شبرا الخيمة، والتي دعا فيها القس فلوباتير جميل عضو الاتحاد وكاهن كنيسة العذراء بفيصل، قبل أن يهاجر إلى كندا فيما بعد، جموع الأقباط لتكريم الشاب بالمشاركة في أكبر مسيرة للأقباط تشهدها مصر «على حد قوله» يوم الأحد +9 أكتوبر، والذي عرف إعلامياً بيوم الغضب القبطي؛ حيث تظاهر آلاف الأقباط في مسيرات بست محافظات مصرية، أهمها تلك التي ذهبت إلى مبنى ماسبيرو. 
وتوجد روايتان متناقضتان تمامًا للأحداث؛ الرواية الأولى تقول: إن الأقباط تعدوا على قوات من الجيش ورجال الشرطة العسكرية «بالسيوف والخناجر والأسلحة النارية»؛ ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الجيش بطلقات نارية، وفق ما ذكرته جريدة اليوم السابع المستقلة نقلاً عن مصادر طبية. وأذاع التليفزيون المصري مشاهد لمصابين من قوات الجيش، والرواية الثانية هي رواية المشاركين في المظاهرة، وتقول: إن المحتجين كانوا يسيرون سلميًا، وحين بدأت الوقفة أمام ماسبيرو قام الجيش بإطلاق النار في الهواء بقصد تفريق التظاهرة، وإن مدرعات الجيش دهست المحتجين، وهو ما أكدته الصور التي بثتها القنوات الفضائية، ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية أن غالبية الإصابات وقعت بسبب عمليات الدهس. 
في ذكراها الخامسة..
وهناك موقف ثالث متناقض أيضًا للكنيسة القبطية، ففي الوقت الذي أكد فيه بيان المجمع المقدس للكنيسة القبطية قال بوجود «مندسين» في أوساط المتظاهرين الأقباط أيضًا، ولم يتهم البيانُ الجيشَ بقتل المتظاهرين، إلا أن الكنيسة وفي اللافتة التي وضعتها الكنيسة على مقبرة القتلى في أكتوبر أن الشهداء قُتلوا بمدرعات الجيش المصري. وسوف تبقى ذكرى ماسبيرو غامضة والاتهامات متبادلة بلا نهاية.