بوابة الحركات الاسلامية : السلفية المدخلية وعلاقاتها بالإخوان والسلفيات الأخرى (طباعة)
السلفية المدخلية وعلاقاتها بالإخوان والسلفيات الأخرى
آخر تحديث: الثلاثاء 02/10/2018 04:28 م حسام الحداد
السلفية المدخلية
مدخل:
كلما ارتفع صوت المطالبون بتجديد الخطاب الديني، أو صوت المطالبين بحقوقهم المادية أو المعنوية من فئات المجتمع المختلفة، ارتفعت في المقابل أصوات الجماعات السلفية، لاتهام المطالبين بتجديد الخطاب الديني بالردة أو ازدراء الأديان، ونصحت الباقين بحرمانية الخروج على الحاكم، ومن بين هذه الجماعات السلفية المتعددة والمتنوعة المشارب والمرجعيات، تلك الجماعة التي يطلق عليها أحيانا "سلفية جامية" وأحيان أخرى "سلفية مدخلية" وفي محاولة جادة لتدقيق المفاهيم قامت بوابة الحركات الإسلامية في أكثر من تقرير بتناول هذا الفصيل السلفي.
 ويتناول الباحث في هذه الورقة "السلفية المدخلية وعلاقاتها بالسلفيات الأخرى" ترجع لأهمية الموضوع والتي تتمثل في الخلط الذي يحدث بين الكثير من القراء والمواطنين وعدم القدرة على التفرقة بين ما يتبناه هذا الفصيل السلفي وما يتبناه الفصيل الآخر.
تنقسم هذه الورقة البحثية إلى مجموعة عناوين فرعية، تغطي معظم ما يهم القارئ العادي والباحث حول "السلفية المدخلية وعلاقاتها بالسلفيات الأخرى"، بداية من النشأة والتسمية والتمايز بينها وبين السلفيات الأخرى، ومن ثم موقف خصومها منها وكذلك موقفها من جماعة الإخوان، والسلفية المدخلية ومواقفها من السياسة، ثم المدخلية والدعوة السلفية، ثم موقف السلفية المدخلية من التكفير، ويقدم الباحث في نهاية هذه الورقة أهم الاستخلاصات .
****
ما هي السلفية المدخلية؟
تُعد "السلفية المدخلية" أو التيار الجامي أحد أبرز التيارات السلفية التي توالي الحكام، موالاة كبيرة، وفق مبدأ السمع والطاعة لولي الأمر، ولعل البيئة الأولى التي ظهر فيها هذا التيار، "المملكة العربية السعودية" هي ما أضفى على المذهب السلفي قوة انتشار وجذورًا يستند إليها في نشر أفكاره وأهدافه.
وكانت أفكار السلفية الحركية والتيار الجامي من أبرز التيارات الدينية الموجودة في السعودية ولا تزال، وربما يرجع ميل السلطة في المملكة السعودية إلى التيار الجامي، هو ما دفع ولي العهد (الراحل) الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى إعلان أن الدولة السعودية سلفية في إشارة إلى السلفية "الجامية"، وذلك خلال مؤتمر علمي أقيم في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حول السلفية.
ومن أبرز ملامح التيار الجامي رفضه الحزبية وكل ما يتعلق بأشكال الديمقراطية، وكذا السمع والطاعة لولي الأمر، وتحريم كل أشكال الخروج على الحاكم، وهناك عدد من التقارير أشارت، إلى أن الظهور العلني لهذا التيار في المملكة العربية السعودية إبان حرب الخليج الثانية 1991 والتي كانت نتيجة لغزو العراق تحت حكم صدام حسين للكويت، وبدأ هذا التيار في الظهور كتيار مضاد للتيارات المعارضة لدخول القوات الأجنبية كالإخوان والسرورية، كما أنها ذهبت أبعد مما ذهبت اليه مؤسسات الدولة الرسمية مثل هيئة كبار العلماء والتي أفتت بجواز دخول القوات الأجنبية على أساس أن فيها مصلحة إلا أنهم لم يجرموا من حرم دخولها أو أنكر ذلك فجاء الجامية واعتزلوا كلا الطرفين وأنشئوا فكرًا خليطًا يقوم على القوم بمشروعية دخول القوات الأجنبية، وفي المقابل يقف موقفًا معاديًا لمن يحرم دخولها أو ينكر على الدولة ذلك، وذلك على أساس مرجعية سلفية تتمترس في أدلة من القرآن والسنة .
ولعب التيار الجامي في مصر دوراً بارزاً في انتقاد جماعة الإخوان إبان فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي يحاكم حالياً أمام القضاء بتهم عديدة بينها التخابر مع دول أجنبية، وقتل والتحريض على قتل المتظاهرين السلميين، وأيد ما حدث في 30 يونيو من الناحية الشرعية؛ حيث أكد الداعية السلفي محمد سعيد رسلان، أحد أبرز رموز التيار المدخلي في مصر أن من بين تولي الحكم هو من غلب بسيفه، وهو ينطبق على ما قام به الجيش من عزل مرسي وتنصيب رئيس آخر غيره.
كما أفتى رسلان بعدم صحة دفع الديات الشرعية في قتلى فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة" كون المشاركين من البغاة الخارجين على الحاكم، كما لعب رسلان دورًا مهمًا في توصيف ما دعت له "الجبهة السلفية" في التظاهر ضد النظام في 28 نوفمبر الماضي، تحت مسمى "انتفاضة الشباب المسلم"، حيث قال: إنها من أشكال الخروج على الحاكم، ومن أفعال الخوارج. (1)
وتعد البدايات الأولى للتيار الجامي، كما أوضحنا كانت رسمياً في المدينة المنورة، مع بداية حرب الخليج، حيث غزو العراق لدولة الكويت، عام 1990، وكان مؤسس التيار هو محمد بن أمان الجامي، حبشي المولد، ولد في (1930 – 1995)؛ حيث تعلَّم فيها وحفظ القرآن في نشأته وبعض علوم العربية والفقه ثم خرج من الحبشة إلى الصومال ثم إلى اليمن ومن هناك إلى مكة، وكان مذهبه هو الشافعية، وعمل الجامي مدرساً في الجامعة الإسلامية، في قسم العقيدة.
شارك في وضع فكر الجامية ربيع بن هادي المدخلي، وهو مدرس في الجامعة في كلية الحديث وأصله من منطقة جازان، وتقول تقارير صحافية: إن الظهور العلني للتيار الجامي كان في 1990 أعقاب حرب الخليج، وتمثلت البدايات الأولى للتيار كفكر مضاد للمشايخ الذين استنكروا دخول القوات الأجنبية إلى الكويت لتحريرها.
ونشط التيار تحديداً في الفترة التي أعقبت الحرب إثر بروز دعاة الصحوة في السعودية مثل سفر الحوالي وسلمان العودة، الذين عارضوا دخول قوات أجنبية لتحرير الكويت، وانتشرت الجماعة فصار لها أتباع، ورموز في الخليج العربي واليمن ومصر والأردن والجزائر وكذلك لهم امتداد بين المسلمين في أوروبا.
وفي وقتٍ يرفض فيه الدعاة والعلماء المنسوبون إلى "الجامية" هذه التسمية ويعتبرونها من التنابز بالألقاب، فيقول أتباع تلك السلفية: "بعض الناس يلمزون السلفيين أهل الحديث والأثر بالجامية، وإن هذه التسمية لا حقيقة لها وما هي إلا لمز قصدوا به التشويش والتنفير، وقد لمزوا من قبله السلفيين بالبازية نسبة إلى الشيخ عبدالعزيز ابن باز أو العثيمينية نسبة إلى الشيخ ابن عثيمين ، والجامية نسبة إلى الشيخ محمد أمان الجامي. (2)
ولعل الظهور الأول للسلفية الجامية في المدينة، على يد الراحل محمد أمان الجامي، المدرس بالمسجد النبوي وأستاذ العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة، قبل احتلال الكويت بسنتين، حددها البعض بعام 1988، عزز من إطلاق اسم سلفية المدينة عليها؛ حيث بدأت السلفية الجامية بالتركيز على طاعة أولي الأمر والولاء لهم والانقياد التام لرغبة أولي الأمر في غير معصية.
وتقول بعض المصادر أن سبب إطلاق هذا الاسم عليهم، هو أن الشيخ محمد أمان وإخوانه تكاتفوا في الرد على بعض الحركيين والحزبيين ومن تابعهم بعد اعتراضهم على الأئمة عبدالعزيز بن باز، والإمام محمد بن عثيمين، وصالح الفوزان، الذين أباحوا الاستعانة بالقوات الأمريكية من باب الضرورة.
ملمح جديد عن نشأة السلفية الجامية؛ حيث قالت تقارير صحافية: إن أسباب ظهور الجامية، هو الوضع الاجتماعي لعدد من شرائح المجتمع السعودي المهمشة، واعتبر التيار نفسه الممثل الحقيقي لتعاليم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولهذا مارس أصحابه نقداً لعلماء المركز الذين كانوا رمزاً للنفوذ الاجتماعي، إلا أن اللافت للنظر أن التيار الجامي ليس بينه أي ارتباطات تنظيمية، كما لا توجد له زعامة موحدة بل زعامات كثيرة متنوعة، يجتمعون في بعض المسائل، ويفترقون أحياناُ، إلى درجة القطيعة.
أو يلقبون بـ "المدخلية " نسبة إلى ربيع بن هادي المدخلي وهو أحد رموز هذا التيار في المملكة العربية السعودية كما يسمى بتسميات أخرى، إلا أن هذه التسمية جميعها غير معترف بها من التيار الجامي أو المدخلي الذي ينسب نفسه إلى السلفية الخالصة والذي يقوم أساس منهجه على رفض الطائفية والفرقه والتحزب فكان من الأولى رفضه إطلاق مسمى على نفسه لا سيما إذا كان يرجع إلى شخص مهما كانت مكانته (3).. وتحولت هذه المسميات من ألقاب تعطي توصيفات لتيار بعينه تمييزًا له عن باقي التيارات إلى لقب يعده الآخرون تهمة أو سبة تجرح من يتصف به، إلا أن رموز هذا التيار وعت ذلك وقامت بالرد عليه وقبلت ضمنًا بهذا المسمى وحاولت أن تبيض وجهه بدلًا من تجاهل التعامل معه ونكرانه.
التعريف والتمايز:
لم يختلف المداخلة عن غيرهم من التيارات السلفية غير الجهادية الأخرى في اعتقادهم بعدم الخروج على الحاكم المسلم، وإن كان فاسقًا ولا يختلفون عن غيرهم أيضًا من أنهم اعتبروا أن الخروج على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه كان سبب الفتنة التي وقعت بين صحابة رسول الله، وأن الخروج على ولاة الأمور هي سبب الفرقة والضعف والخوار الذي أصاب الدولة الاسلامية ..
إلا أن المداخلة خلافًا لكثير من التيارات السلفية تعتبر أنه لا يجوز معارضة الحكم مطلقًا ولا حتى إبداء النصيحة له في العلن وتعتبر ذلك أصلا من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة ومخالفة هذا الأصل يعتبر خروجًا على الحاكم المسلم (4) والخروج مصطلح يطلق على إحدى الفرق الضالة التي تخرج عن نطاق أهل السنة والجماعة وهو مصطلح تاريخي أيضًا يطلق على الطائفة أو الفرقة التي خرجت على الإمام على رضي الله عنه وكفرته متهمة إياه بأنه لم يحكم شرع الله كما كفرت تلك الفرقة كل من لم يؤمن بما تعتقد به وشنت حروبًا بينها وبين نظم الحكم على مر التاريخ الاسلامي .
كما أن المدخلية تعتبر أن الاعتراف بالحاكم والولاء له وحده لا يكفي إذا لم يتم الاعتراف بمؤسسات الدولة الأخرى منصب المفتي مثلا أو بمؤسسة الأزهر، كما أنه ليس لأحد أن يخرج عن فتوى علماء البلاد الرسميين فإذا حلل هؤلاء العلماء فوائد البنوك فإنه على الرعية المسلمة في هذه البلد الإذعان لتلك الفتوى وعدم مخالفتها ومن يخالف ذلك فإنه على طريق "الخوارج". (5)
كما تتمايز المدخلية عن غيرها من التيارات السلفية في أنها تعتبر أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان، ومن ثم فهي تشن هجومًا حادًّا على أية عمل جماعي وتناهض الجماعات الاسلامية والحزبية؛ لأنها ضد مفهوم الجماعة في رأيهم ومن ثم فهم "خوارج" على النظام ومبتدعة في الدين وهجومهم عليهم تهدف إلى إنهاء الفرقة في الأمة والتفافها حول سلطانها. (6) 
ويعرف التيار المدخلي نفسه بأنه :
1- من يدعو إلى السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، ويدعو لهم بالصلاح والعافية والتوفيق وحسن البطانة سواء في مجالسه الخاصة أو في خطب جمعة أو في محاضرة أو في مقالة.
2- يحذر من الخروج على ولاة الأمور، وينهى عن شق عصا الطاعة.
3- يحذر من الفكر التكفيري ورموزه.
4- ينشر فتاوى العلماء ومؤلفاتهم التي تحذر من الجماعات الحزبية كجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ وأمثالهم.
5- ينشر فتاوى العلماء التي تحذر من الطرق المخترعة المبتدعة في الدعوة إلى الله كالأناشيد المسماة بالإسلامية، والتمثيل، والقصص وأمثالها.
6-  ينشر فتاوى العلماء ومؤلفاتهم في الردود التي تكشف عن أخطاء الجماعات أو أخطاء الدعاة التي تمس العقيدة أو تمس منهج الدعوة إلى الله تعالى.
7- يحذر الشباب من الانخراط في الفتن التي لبست بلباس الجهاد، وهي لم تستوف شروط الجهاد الشرعي.
8- يحذر من استغلال الأنشطة الخيرية المشروعة لتحزيب الشباب وضمهم إلى التيارات التكفيرية التدميرية.
9-  لم يرتض أن ينضم تحت لواء أي فرقة من الفرق وإنما اكتفى باسم الإسلام والسنة والانتماء إلى السلف الصالح لا يتعصب لفرقة، ولا يتعصب لرأي، ولا يسير على منهاج دعوي مخترع.
10- يحرص على التوحيد دعوة وبياناً، ويحرص على بيان الشرك تنبيهاً وتحذيراً، ويعتني بنشر العلم الشرعي وبيان البدع حسب استطاعه.
11- يوقر العلماء العاملين الذين بذلوا أنفسهم لنشر العلم الشرعي، وبذلوا أنفسهم لرد البدع والتحذير من أهلها، يحبهم في الله ولا يطعن فيهم ولا يسميهم علماء حيض ونفاس ولا علماء سلاطين ولا يلمزهم بشيء من صفات النقص، مع اعتقاده أنهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن يكفيهم فضلاً ونبلاً أنهم في غاية الحرص على موافقة الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح.(7)
بينما يرى خصوم المدخلية أنهم :
1- من يعتبرون أن الحكم بما أنزل الله أمرًا فرعيًّا وليس أصلًا من أصول العقيدة.. وبذلك فإن من يحكم بغير ما أنزل الله ويشرع القوانين الوضعية المخالفة للنصوص الإلهية لا يكون قد ارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام بأي حال من الأحول.
2- يعتبرون الحكام المتسلطين على أمة الاسلام اليوم أولياء أمر شرعيين تجب طاعتهم بل ان أحدهم قد قال عن حسني مبارك صراحة "أمير المؤمنين" وهو يكثر من الاستدلال بأقوال مبارك وكلامه وآرائه ويثني على فهمه للسياسة وأمورها.
3- يرون أن أي اعتراض بأي وسيلة على أفعال الحكام هو من فعل الخوارج المارقين
4- يرون أن كل من وقع في بدعة "أو ما يظنونه بدعة" سواء كان قاصدًا أو متأولًا أو مخطئًا أو ناسيًا، فهو مبتدع لا يقبلون منه صرفًا ولا عدلًا ولا يأخذون عنه كلمة حق قالها، ويرون واجبهم تحذير الناس منه ونبذه بالكلية.
5- كما يرون أن من ارتكب فعلًا من أفعال الكفر هو كافر دون إقامة حجة أو انتفاء موانع التكفير وتحقق شروطه.
6- يسبون علماء الأمة ودعاتها من كل التيارات والتوجهات المخالفة لهم ويصفونهم بالمبتدعين والزنادقة والخوارج وغيرها من الألفاظ.. وهم متفاوتون في هذه المسألة فمنهم من يجاهر بذكر أسماء من يتهمهم، ومنهم من لا يجرؤ على ذلك حتى لا ينصرف عنه الطلبة والأتباع.. ومنهم من عرف عنه من قبل التصريح بأسماء العلماء ثم أصبح يلمح لهم الآن.
7- يعتبرون العمل الجماعي في الإسلام من الفتن التي تجب محاربتها.. وبذلك فإنهم يعتبرون أي جماعة تعمل في الدعوة إلى الله هي جماعة مبتدعة بدءًا من جماعة الإخوان المسلمين، مرورًا بجماعة التبليغ والدعوة وصولًا إلى كافة الجماعات المجاهدة والدعوية في العالم.
8- يرون أن تسلط اليهود والنصارى على المسلمين هو أمر قدري لا حيلة لنا فيه وأنه مع تفوق المشركين على المسلمين في كل الجوانب المادية فإن جهادهم يعد مهلكة، فلا يجوز جهادهم بحال من الأحوال إلا إن أذن "ولي أمرهم" بذلك.
9- يعتبرون أنهم وحدهم الممثلون الحقيقيون للمنهج السلفي، وأن كل من عداهم مبتدعون.
10- يقومون باصطياد الأخطاء ولي عنق الكلام لكل من خالفهم.. كما أنهم يستدلون على أقوالهم باستدلالات باطلة فاسدة ويحاولون اقتناص ما يوافق اّراءهم من كلام الأئمة الكبار المشهود لهم من السلف والخلف واجتزاء كلام العلماء لتبرير منهجهم الفاسد، ويستدلون لكلامهم بنقول مغلوطة عن شيوخ كبار كابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهما.
11- يحملون عقيدة المرجئة باعتبار أن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط ولا يلزمه عمل، وبذلك فإن من ارتكب عملًا يناقض الإيمان في عقيدة أهل السنة فإنه لا يكفر إلا إذا كان يعتقد الكفر بقلبه !!
12- يسيئون للمنهج السلفي بأفعالهم وكلامهم حتى نفر كثير من الناس من المنهج السلفي لما حسبوا أن هذا هو المنهج السلفي.
13- يلغون الأخذ عن كثير من علماء المسلمين سلفًا وخلفًا بسبب بعض أخطاء هؤلاء العلماء.. كالنووي وابن حزم وابن حجر العسقلاني وغيرهم.
14- يتنابزون حتى بين بعضهم البعض ممن يحملون نفس المنهج فيبين كل منهم- حسب رؤيته- بدع وأخطاء بعضهم البعض.. وهذا حصل مع أسامة القوصي وفالح الحربي وغيرهما. (8)
المدخلية وجماعة الإخوان :
تنتمي جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى المنهج السلفي كما أكد على ذلك مرارًا مؤسس الجماعة حسن البنا في رسائله المتعددة والتي تعد منهج الجماعة حتى الآن، (9) ولأن الجذور والمنابع المنهجية للمداخلة- سعوديين ومصريين- واحدة فإن الإخوان كانوا على أجندة هجمات المداخلة المصريون، بل زادت هذه الهجمات قوة وشراسة في الساحة المصرية على ما يبدوا؛ بسبب قوة الإخوان في مصر وانتشارها العددي والفكري في مقابل الزحف السلفي الآخذ في التمدد أيضًا.. بما استدعى تكثيف الهجوم على الإخوان ويناسب قوة وتوغل الجماعة في المجتمع المصري .
فالسلفية المدخلية ظهرت على السطح كتيار يحارب العمل الجماعي المنظم عمومًا والمعارض للدولة على وجه الخصوص والذي "ينازع الأمر أهله" بشكل أدق، والإخوان تتوافر فيهم كل هذه الصفات وبالتالي ينزل عليهم حكم المداخلة بأنهم "خوارج" و"مبتدعة في الدين" وإحدى "الفرق الضالة" (10)، فأسامة القوصي أحد رموز المدخلية في مصر في محاضرة له وصف جماعة الإخوان المسلمين بأنها "أخطر جماعة في مصر" وبأنها "فكرة شيطانية" ومن تحت عباءتها خرجت جماعة التكفير والهجرة وحزب التحرير والجماعة الاسلامية ودعا الرجل في أكثر من موضع إلى حظرها عمليًّا إضافة إلى حظرها قانونيًّا لمنع أسباب الإرهاب الفكري إلا أن الرجل التمس للنظام العذر في عدم استئصالها نهائيًّا؛ لأن الإخوان مخترقون– حسب تعبيره– لكل مؤسسات الدولة، ولذا فليس من السهل أن يقتلع الإخوان من البلد "لأنهم أخطبوط وسرطان" لكنه دعا الجميع للتعاون في استئصالها .
وفي المحاضرة ذاتها أصل القوصي لهجومه على جماعة الإخوان، قائلًا: إن الدعوة السلفية النقية هي جماعة أفهام لا جماعة أبدان وهي جماعة ربانية أسسها محمد صلى الله عليه وسلم، وليست جماعة بشرية كجماعة الإخوان المسلمين التي وضعها بشر لا عصمة له حتى لو غررت بالشعارات الاسلامية وذكر بمقولة النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوها فإنها منتنة"– يعني العصبية القبلية والحزبية– كما استشهد الشيخ بأن المهاجرين والأنصار أسماءهم منزلة من عند الله لكنهم كادوا أن يتحزبوا على أساسها، لولا أن النبي حذرهم والجماعة المسلمة جماعة واحدة لا جماعات .
ويخلص القوصي في محاضرته إلى أن الجماعة المسلمة هي الدولة وهي السلطان ومن ثم فإنه سيحارب أية عمل جماعي خارج على نظام الدولة وسيناهض الجماعات الإسلامية والحزبية؛ لأنها في رأيه ضد مفهوم الجماعة وحربه ضدهم تهدف إلى إنهاء التفرق في الأمة والتفافها حول سلطانها. (11) وأخذ الهجوم المدخلي على الإخوان محورين :- المحور الأول:- المنطق العقلي الذي يتتبع أخطاء الإخوان السياسية والعلمية والتاريخية من وجهة نظر هذا التيار وأحيانًا كثيرة من وجهة نظر خصوم الجماعة من العلمانيين واليساريين والليبراليين؛ ليصل في النهاية إلى نتيجة مؤداها أن وجود جماعة الإخوان جعلت من الواقع أكثر مرارة وزادت الفرقة والانحراف عن النهج السلفي القويم فعلى سبيل المثال كانت هناك مشكلة فلسطين ومشاكل في أفغانستان والشيشان وكشمير وغيرها، كما أن فتق الفرقة اتسع بتعدد الجماعات والاتجاهات والزعامات ولم يستطع الفكر الإخواني أن يعالج انحراف الأمة في العقيدة أو في السياسة أو في السلوك أو حتى في مشاكلها الحضارية التي تئن بها، بل ذهب المداخلة إلى أكثر من ذلك وهو القول بأن سبب هذا الانحراف هو الفكر الإخواني نفسه.. والمحور الثاني: يعرض الجماعة بأفكارها وتجربتها على عين شرعية سلفية يؤكد رموز هذا التيار على أنها عين الكتاب والسنة بفهم السلف الصحيح والنقي. ليصل إلى نتيجة مؤداها أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة بدعية لا سلفية شرعية وأنها خارجة على منهج أهل السنة والجماعة .(12) وأكثر من هذا موجود في كتاب محمود لطفي عامر– أحد رموز المدخلية المصرية– تحت عنوان (تنبيه الغافلين بحقيقة فكر الإخوان المسلمين) والذي شن فيه هجومًا شرسًا على جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى عدد كبير من المقالات والمحاضرات الصوتية والمرئية اتهم فيها جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة تكفيرية خوارجية  تتبنى مفاهيم العمل السري بل إن الرجل تعرض إلى رموز الإخوان بالنقد العنيف من خلال تتبعه لسيرهم ومذكراتهم وأقوالهم؛ لإثبات أنهم مبتدعة يخالفون شرع الله، وخصص عامر فصلًا في كتابه يتهم فيه حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بأنه صوفي وحزبي وهو اتهام من وجهة نظر الكاتب يجرح المتهم به ويسقطه . ويكاد يكون اتهام حسن البنا بأنه صوفي اتهامًا يشترك فيه معظم رموز المدخلية المصرية فهذا الاتهام له حساسيته عند منتمي الفكر السلفي بشكل عام فقد هاجم الشيخ محمد سعيد رسلان حسن البنا- مؤسس جماعة الإخوان- واتهمه بأنه صوفي مستشهدًا بفقرات من كتاب البنا "مذكرات الدعوة والداعية" أكد فيها البنا بأنه أسس جماعة الإخوان المسلمين خلفا لجمعية الطريقة الحصافية الشاذولية الصوفية التي أنشأها في بلدته في المحمودية إحدى قرى محافظة البحيرة.(13) وفي المحاضرة ذاتها هاجم رسلان عدد من رموز جماعة الإخوان المسلمين مستندًا على كتب كتبتها تلك الرموز أو تصريحات صرحت بها إلى الصحف لإثبات انحراف مناهج الجماعة. فاعتبر رسلان أن ما قاله حسن البنا من أن خصومة الأمة مع اليهود ليست دينية؛ لأن القرآن حث على مصاهرتهم ومصادقتهم، وأن الإسلام شريعة إنسانية قبل أن تكون شريعة قومية انحرافًا عن عقيدة أهل السنة والجماعة وفهما مغلوطًا وغريبًا. وفي المحاضرة نفسها هاجم رسلان المرشد الثالث لجماعة الإخوان عمر التلمساني؛ لأنه اعترف في كتابه "ذكريات لا مذكرات" بأن في حياته بعض ما لا يرضي المتشددين من الإخوان وغيرهم مثل حبه للرقص الإفرنجي والموسيقى وحبه للانطلاق في حياته بعيدًا عن التزمت الذي لم يقر به دين . كما هاجم رسلان الشيخ يوسف القرضاوي معتبرًا إياه من الإخوان المسلمين؛ وذلك لأنه امتدح الديمقراطية الإسرائيلية في خطبة جمعة له نشرت في مجلة الوطن الكويتية (14) كما انتقد رسلان بحده وغضب ما قاله القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية ناعيا بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني ووصفه له "بأنه علم من أعلام المسيحية.. والحبر الأعظم.. وأنه كان مخلصًا لدينه وناشط في نشر دعوته والإيمان برسالته فنحن ندعوا له بالرحمة ويجزيه بقدر ما قدم للإنسانية من خير ومن عمل صالح .. نسأل الله أن يعوض الأمة المسيحية فيه خيرًا".(15)
وهاجم محمد سعيد رسلان شعار الإخوان المسلمين الشهير "الاسلام هو الحل" وقال:- كل شعار يرفع لا بد أن يكون صحيحًا في ذاته وأن يكون مرفوعًا على حقيقة صحيحة، وأن يكون مناسبًا للزمان الصحيح والمكان الصحيح وتساءل رسلان مستنكراً :-هو الحل لكن ما هو الذي هو الحل؟. يقولون نحن البديل أي بديل؟ البديل في كتاب الله وسنته هي التقوى والتقوى تحتاج إلى علم نافع وعمل صالح والعلم النافع ينبغي أن يكون مقيدًا بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابًا وسنة والعمل الصالح ينبغي أن يكون على قدر ما جاء به الرسول كتابًا وسنة.(16)
وقد وجه التيار هجومه المكثف على سيد قطب مفكر ومنظر جماعة الإخوان المسلمين وكان هجوما عنيفا لسببين الأول :- أن المداخلة يعتقدون أن الهجوم على المخالفين منهجًا شرعيًّا وأصلًا من أصول أهل السنة. والثاني : أن قطب هو في نظرهم أول من نظر للأفكار الخوارجية ودعا إلى الخروج إلى الحكام بعد تكفيرهم وتكفير المجتمع، واستندت إلى أفكاره من بعده جميع الجماعات الخوارجية وشكل لأفكارهم مددًا ومعينًا .
ولكن هجوم المداخلة على قطب لم يقتصر على فكرة الحاكمية والجاهلية فقط، لكن تتبعت كتابات الرجل كلها وأفكاره وتاريخه ومواقفه فكان هجومها عليه شاملا لمحاولة إسقاطه على الأقل في عيون محبيه ومن تأثروا بشخصه وبكتاباته، وذلك من خلال ضرب الأسس الفكرية التي يؤسس عليها قطب أفكاره، وإثبات أن عقيدته مشوبة، ومنهجه الشرعي به خلل .
ففي محاضرة لأسامة القوصي شن هجومًا عنيفًا على سيد قطب متهما إياه بأنه شَهَّر بموسى عليه السلام، وقال عنه إنه نموذج للزعيم العصبي المندفع، ودعا القوصي جمهوره من الحاضرين أن يعادوا في ذلك، وأن يوالوا وهو ما يعني تفعيل عقيدة الولاء والبراء في حق سيد قطب الذي شهر بموسى ثم نزع القوصي عن قطب صفة ولقب الشهيد واستدل بأحاديث نبويه تنفي تأكيد الشهادة لأشخاص؛ لأن الشهادة منزلة عالية من تثبت له تثبت له الجنة وهذا ما لا يستطيعه أحد . ويبرر القوصي الهجوم على سيد قطب بقوله: إن قطب ترك كتب بها بدع وضلالات "فكان من واجبنا التصدي لها وينبغي علينا أن نقوم في الناس محذرين من هذه الكتب؛ لأنها تستجلب المصائب والفتن"، ثم يستشهد القوصي بما حدث في الجزائر وأفغانستان ويرجع أسبابه إلى أفكار قطب والتي يرجع إليها أيضًا ما حدث في مصر من دماء قد أسيلت وأعراض قد انتهكت وسجون قد ملئت. (17) ويشترك الرباعي لطفي عامر وسعيد رسلان وطعلت زهران في الهجوم على سيد قطب واتهامه بأنه أساء لعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان في كتابه "كتب وشخصيات" واتهام قطب معاوية وعمرو بن العاص وهما صحابيان حاربا علي بن أبي طالب وآل اليهما حكم الخلافة ليس من أصول أهل السنة والجماعة، كما ترى السلفية على العموم فسيد قطب قال في كتابة السابق: "إن معاوية وزميله عمرو لم يغلبا عليًّا؛ لأنهما أعرف منه في دخائل النفوس وأخبر منه النظر النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح وهو مقيد أخلاقيا في اختيار وسائل الصراع وحينما يركن معاوية وزميله في الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى لهذا الدرك الأسفل"، ثم ذكر قطب لاحقًا "أن الثورة على عثمان والتي قام بها عبدالله بن سبأ لعنه الله أقرب لروح الإسلام من خلافة عثمان بفعل ما مكن للمبائ الأموية المجافية لروح الاسلام ، ولقد وصف عامر سيد قطب في مقال له بعنوان الآثار الإجرامية لمفاهيم سيد القطب تلك المفاهيم بأن لها آثارًا إجرامية مفسدة تُشاهد عيانًا وتُقرأ في كتب ورسائل تحمل اسم الإسلام والإسلام منها براء، ودائمًا ما يسوق المداخلة في سبيل إسقاط المهاجم بحجج وشواهد على ألسن غيرهم ممن لهم مكانتهم العلمية والشرعية في قلوب المخاطبين فيذكر لطفي عامر في مقاله فتوى منسوبة للشيخ عبد اللطيف السبكي رئيس لجنة الفتوى بالأزهر السابق حيث قال عن كتاب قطب "معالم في الطريق"ً : إن سيد قطب استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عنده من إراقة الدماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع وتصدع الأمن وإلهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله . ثم يتعجب عامر من أن المؤسسات الشرعية الرسمية وغير الرسمية يرون الآثار المدمرة لفكر الإخوان عمومًا وسيد قطب خصوصًا ومع ذلك لا يحركون ساكنًا تجاه هذه الظاهرة ، فما المانع لديهم للتصدي لهذا الطوفان الفكري؟ فإما إنهم مشايعون لهذا الفكر ، أو إنهم خائفون من أتباع هذا الفكر ، وإما احتمال ثالث ألا وهو عدم درايتهم بهذه المفاهيم أصلا  !! (18)  ثم يذكر عامر في مقاله حقيقة سيد قطب: أن سيد قطب ليس بعالم ، وإنما هو أديب كبير ، صناعته الكلام والأدب ، وحينما تعرض للإسلام في كتاباته لم يلتزم المنهج العلمي الشرعي الذي كان عليه السلف في الصدر الأول. (19)
المدخلية وباقي الفرق السلفية:
لم تترك السلفية المدخلية فصيلًا سلفيًّا أو جماعة إسلامية إلا وهاجمتها، فقد هاجمت كل رموز السلفية وتياراتها في مصر تقريبا فكل من يخالف منهجهم هاجموه وهم في ذلك يحتسبون الأجر عند الله؛ لأن كشف زيغ المخالفين وانحرافهم عن العقيدة السلفية واجب شرعي يثابون عليه، وبالطبع فكل من ليس على منهجهم فهو ليس على المنهج السلفي وفهم السلف لكن يبدو أن الهجوم على السلفية الحركية كان الأشرس . فكثيراً ما ينتقد محمد سعيد رسلان السلفيون الحركيون ويصفهم بأنهم أهل ثورة وفتن ومن أهل أحداث القلقة والفوضى ثم يهون من نتيجة دعوتهم ويصفها بالفشل في كل البلاد التي عملوا فيها والتي أوصلوها للخراب والدمار. (20) 
أما محمد لطفي عامر فقد نذر نفسه للهجوم على رموز السلفية العلمية وسلفيي الإسكندرية بمجموعة من الخطب وكثير من المقالات منها "وقفات حاسمة مع محمد إسماعيل المقدم ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب" .ومقال بعنوان "محمد حسان يجدد فكر سيد قطب بصبغة سلفية " وغيرها كثير.. انتقدهم فيها عامر بقوة واعتبر أن ما يقولوه وينسبوه للمنهج السلفي ليس منه والمنهج السلفي من أقوالهم وقواعدهم براء، ثم وصفهم بأنهم قوم مراوغون مخادعون يريدون طمس الحقائق بزيف العواطف والتعصب والهوى، ويتحدى عامر أن يجيب الثلاثة حسان ويعقوب والمقدم على بعض الأسئلة وهو يعلم أنهم لن يجيبوه؛ لأنهم يخفون في صدروهم ما لا يريدون أن يخرجوه؛ لأنهم لو أخرجوه سينكشف حالهم وتتعرى عقيدتهم القطبية والثورية والمخالفة لمنهج السنة وهذه الأسئلة هي: ما هو موقفك من فكر سيد قطب؟ والجماعات الحزبية الدعوية كالإخوان المسلمين والمدرسة السلفية الإسكندرية.. إلخ؟ ما هو موقفك من ولاية حاكم مصر؟ هل توجد جماعة في مصر أم لا ومن إمامها؟ وله السمع والطاعة في المعروف أم لا؟ ثم ما هو موقفك مما ذكرته في هذا الكتاب بصفة عامة؟هل تزكى الجماعات الحزبية كالإخوان والجهاد والمدرسة السلفية بالإسكندرية...إلخ؟ وذهب عامر إلى الحد الذي اتهم فيه حسان بأنه ليس على السلفية ثم يعرض عامر بهؤلاء الثلاثي، ويقول: لو أخذت بمنطق أشياع الإخوان والمدرسة المسماة بالسلفية الإسكندرية، ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب لكان الأولى بالاتهام هم وليس أنا، فمحمد حسان ويعقوب والحويني يملكون الفضاء ويسبحون فيه كيفما شاءوا، أما محمود عامر فلا يملك عشر معشار ما يملكون من وسائل، ثم يتهم عامر حسين يعقوب بأنه ينفث عن قطبيته المستترة بقصد أم بدون قصد فيقول في  كتابه "الجدية في الالتزام": نعم إخوتاه، الكل يتعزى بهذا إننا لم نجد الرجل الكبير الذي تلتف حوله الأمة وهذا الرجل لا يجتمع إلا في شخص خليفة المسلمين أمير المؤمنين وهذا الرجل في حال فقده الآن فإنه ينبغي [إخوتاه]- وهذا منهجنا وطريقنا- إيجاد أهل الحل والعقد من المسلمين لتنصيب الخليفة..". (21) ويعتبر عامر أن هذا الكلام من يعقوب مثابة سير في فلك الإخوانيين والقطبيين الذين أصلوا أن غاية الدين هي إقامة الخلافة أو الدولة أو النظام وهذا غير صحيح، كما أن دعوى إقامة الخلافة الراشدة لا تستند إلى دليل؛ حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن الخلافة الراشدة ستكون ثلاثين عامًا ثم تصير ملكًا عضوضًا، ومنذ أن صارت ملكًا عضوضًا لا يوجد بين أيدينا تأصيل.. من أئمة أهل السنة والجماعة منذ انقضاء الخلافة الراشدة حتى الآن للمطالبة أو لإيجاد هذه الخلافة فهل غفل عن ذلك أئمة المسلمين حتى جاء حسن البنا وسيد قطب والمودودي انتهاء بأسامة بن لادن ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب؟ وهل نحن في زمن نفتقد فيه للإمام [ الحاكم ]؛ حيث يؤكد محمد حسين يعقوب أننا الآن نفتقد أمير المؤمنين الذي تجتمع عليه الأمة بأسرها، فإذا كان هذا واقعنا فمن يكون إذن حاكم البلاد الحالي وأميرها الرئيس مبارك وكذلك حكام الدول الإسلامية الأخرى؟ (22) 
وفي مقال آخر لعامر بعنوان الشيخ محمد حسان يجدد فكر سيد قطب بصبغة سلفية وينتقد فيه عامر كتاب "حقيقة التوحيد" لمحمد حسان؛ حيث يرى عامر أن محمد حسان أكثر من استشهاده بكلام سيد قطب من خلال أشد كتبه تطرفًا كتاب "معالم في الطريق" وكتاب "في ظلال القرآن"، والخطورة هنا كما يرى عامر هي أن فكر قطب يقدمه نفر من الدعاة يقدمون للناس هذا الفكر باسم الإسلام والسنّة والسلفية، ويطالب عامر بأن من أراد تصنيف دعوة محمد حسان لا يصنفها على أنها سلفية بل هي قطبية مكررة سبقه إليها رموز سعودية كسلمان العودة وسفر الحوالي وأسامة بن لادن وعليه يكون التحذير والتصنيف. (23) 
المدخلية والجماعات الجهادية:
الواقعية السياسية جزء مهم ومفتاحي لقراءة عقلية المداخلة فالجهاد عندهم يرتبط بالغاية من ورائه وهي المصلحة ويخضع لمعايير الخسارة والربح؛ لأن الغرض في النهاية هو النفع ولذلك فالمداخلة شديدو النقد والهجوم على الحركات الجهادية في العالم وحتى المقاومة في فلسطين لأنها لا تحكم هذا المعيار . فأسامة القوصي يصف من يسمون أنفسهم مقاومين ومنهم حركة حماس والجهاد في فلسطين بأنهم حمقى ومغفلين وينزع عنهم صفة المصلحين وذهب إلى حث حماس إلى قبول الصلح مع إسرائيل كما فعل السادات، واستشهد بصلح الحديبية التي كان فيها إجحاف بالنبي لكن النبي قبلها؛ لأنه لم يكن قد تمكن من مقومات النصر بعد الحال نفسه الآن بيننا وبين اليهود فهم الأقوى ونحن الأضعف.(24) والقوصي يرى أن الجهاد في زماننا من فروض الكفايات؛ لأن هناك جيشًا لكل بلد والجيش يسد هذا الواجب العيني لو قلت إن هذا الجيش جيش الطاغوت ستكون دخلت في عقيدة الخوارج حتى في جهاد الدفع والطلب؛ لأن الجيش المصري هو الموكل عنا، وعليه الدفع حتى لو دخل العدو إلى البلاد وتأتي آراء الرجل السياسية منسجمة مع هذا القاعدة فلا يكل من الهجوم على حماس والحلف السوري الإيراني ويرى منهم محور شر يريدون أن يورطوا بلادنا في الفوضى.(25)
المدخلية والممارسات السياسية:
وطبقا لما تقدم في ثنايا هذه الورقة البحثية يرى الباحث أن السلفية المدخلية لا تعترف بأي آليات للعمل السياسي، سواء كان تظاهرة أو إضرابًا أو اعتصامًا، تحت دعوى أن هذه الآليات تدخل في إطار الخروج على الحاكم الذي هو محرم في منهج الجماعة، وللتدليل على ذلك نجد أنه في مطلع العام 2007 نشطت الإضرابات في مصر وانتفضت فئات اجتماعية في مصر تطالب بتحسين أوضاعها، وبالتوزاي مع هذا النشاط نشط شيوخ ودعاة المدخلية في مصر في الدعوة والتحذير من تلك النشاطات، ورأت أنها خطر يهدد الأمة وسيأخذ بها إلى منزلق خطير إن لم يتم إيقافه. وفي خطبة له أكد محمد سعيد رسلان أن الاعتصامات والمظاهرات والعصيان المدني وتحريك الجماهير من أجل إحداث ثورة هو من عقائد الخوارج . (26) 
وشن الشيخ هجومًا حادًّا على الصيادلة المصريين؛ بسبب عقدهم إضرابًا جاء اعتراضًا على تشريع قانون جديد رأوا فيه إجحافًا بحقوقهم وطال الهجوم أشخاص الصيادلة الذين رأى الشيخ أنهم كانوا من أبناء الطبقة الكادحة، التي أصبحت الآن تنعم بالمال والرفاهية بسبب تجارة الدواء التي تدر ربحًا هائلًا بعد تجارة السلاح ويتساءل الشيخ "ماذا يريدون بعد ذلك؟ وزاد الشيخ في هجومة متهمًا الصيادلة بأنهم يتاجرون في الأدوية المحروقة وفي الأدوية المخدرة ويستخدمون أجهزة قياس الضغط والسكر في صيدلياتهم بما يخالف القانون، وأنهم- أي الصيادلة- يغيرون تاريخ الأدوية بعد انتهاء الصلاحية، بل ذهب الشيخ لأبعد من ذلك وهو أن الصيادلة الذين يمنعون دواء الأنسولين لمرضى السكر الذين يموتون بسبب ذلك فإنه قتل شبه عمد واعتبر أن ذلك خيانة للأمة وللدين . ثم يدافع الشيخ عن القانون محل اعتراض الصيادلة. (27) ويطلق رسلان على الدعوة إلى الإضراب العام تحت مسمى "الدعوة إلى الإضرار العام"؟ ويؤكد على أن من يحرك الدعوة إلى "الإضرار العام" بهذا البلد المسلم هم أصحاب المطامع والتطلع إلى السلطة وتحركه تلك الطوائف التي لا تعنيها هموم الجماهير الكادحة في شيء هذه الطوائف التي لا تعنيها الا أي مصير تسير مصر؟ بل إن أكثر هؤلاء الدعاة إلى "الإضرار العام" هم من حارب الدين ويحاربه ويعتدي على الدين وثوابته . (28)
السَّلفية المدخلية وتكفير المجتمع:
سوف يتناول الباحث في هذا الجزء محمد سعيد رسلان نموذجًا مدخليًّا لتكفير المجتمع في عقد مقارنة بينه وبين سعيد عبد العظيم أحد مؤسسي السلفية الدعوية بالإسكندرية؛ حيث تتفق المدرستان على تكفير المجتمع من خلال مرجعيتهما الوهابية، وبداية نأخذ نموذج الشيخ سعيد عبد العظيم أحد مؤسسي الدعوة السلفية، وكان يعد من أهم قادتها إلى أن حدث الخلاف بينه وبين برهامي ومجموعته على خلفية تأييد الدعوة لعزل محمد مرسي.. يعيش الشيخ حاليًا في السعودية، وما زال محتفظًا بمقعده ومنصبه المجمد فقط داخل الدعوة السلفية، ولم يجرؤ أحد على فصله نهائيًا لمخالفته اللوائح وعدم الالتزام بمبادئ وقرارات الدعوة ومهاجمة شيوخها، وكذلك بعدما أحدث كارثة وقعت على كاهل الدعوة السلفية وسببت إحراجًا لقادتها، بتوقيعه على بيان "نداء الكنانة"، الداعي لقتل الحكام والقضاة والضباط والجنود والإعلاميين والسياسيين، وكل من ثْبُتَ يقينًا اشتراكُهم، وتكفير شيخ الأزهر، ووجوب التصدي المسلح للنظام الحالي.
وليس تكفير الحكام والمحكومين بغريب عن الشيخ سعيد عبد العظيم أو عن الدعوة السلفية التي ما زالت تنتهج نهجه التكفيري وتؤمن بما كتبه وقاله، خاصة في كتابه الشهير "الديمقراطية في الميزان"، والذي يعد شبيهًا بكتاب السيد قطب "معالم على الطريق" الذي أصبح "المنافيستو" للجماعات الإرهابية بعد ذلك من كل فَجٍّ وصَوْبٍ.
يقول الشيخ سعيد عبدالعظيم في كتابه الديمقراطية في الميزان: "الفارق كبير بين الإسلام والديمقراطية أو العلمانية يظهر ذلك في المنشأ والطريقة والغاية.. والبصيرة تقتضي منا أن نستصحب هذه الموازين والضوابط التي تكلمنا عنها في حكمنا على الديمقراطية وما تنطوي عليه من مبادئ وللإسلام حكمه في كل شيء وهو يعلو ولا يعلى عليه بما فيه من سمات الربانية والعموم والشمول وغيرها من لدن أدم حتى قيام الساعة لا يمكن أن تسعد البشرية بدونه وبحسب انحرافها عن منهج الإسلام بحسب الضنك والشقاء الذي تعانيه، ولو جاز لنا أن نلتمس عذرًا للغرب أو الشرق في تباعده عن دين الله ومناداته بهذه المناهج والفلسفات فإننا لا نجد عذرًا لهذه الأمة في الانسلاخ عن دينها ومتابعتها للكفرة والملاحدة في فصل الدين عن الدولة." وبهذا يحكم الشيخ سعيد عبد العظيم على بأن المتعاملين مع مناهج البحث والفلسفات هي انسلاخ عن دين الله واتباع للكفرة والملحدين، وأن عنوان الكافر حسب الشيخ سعيد عبد العظيم هو المناداة بفصل الدين عن الدولة، ولكن في هذا الجزء من كلام سعيد عبد العظيم شيء يلفت الانتباه إلا وهو مقولته: "لا يمكن أن تسعد البشرية بدونه وبحسب انحرافها عن منهج الإسلام بحسب الضنك والشقاء الذي تعانيه"، وإذا نظرنا للواقع سنجد أن الواقع الاجتماعي للعالم غير الإسلامي هو أفضل بكثير من الواقع الاجتماعي والاقتصادي لمجموع الدول الإسلامية، فسعادة البشر الاقتصادية ليست مرتبطة بحال من القرب أو البعد من الدين ولكن بمقدار التنمية الاقتصادية والتقدم الاقتصادي الذي تحققه جماعة ما.
يستكمل سعيد عبد العظيم الدور الوعظي غير المستند لمفاهيم علمية في هجومه على الديمقراطية بقوله: "الديمقراطية وفق تعريفها تعني حكم الشعب نفسه بنفسه لنفسه، وأن الشعب هو مصدر السلطات سواء كانت تشريعية أو قانونية أو تنفيذية فالديمقراطية عبارة عن نظام للحكم يقوم على أساس أن الشعب هو مصدر السلطات وإعطاؤه حق تشريع الأنظمة والقوانين وهذه مصادمة واضحة بينه للشرع والعقل والواقع في آن واحد؛ لأن التشريع حق الله وحده والسلطة التشريعية لا بد من الرجوع بها لكتاب الله ولسنة رسوله"، ونسي سعيد عبد العظيم أن من يقوم باستنباط الأحكام من كتاب الله وسنة رسول الله هم بشر وآراؤهم الفقهية تقبل الصواب والخطأ، وأن الله عز وجل لم يُعطِ الصلاحية لأحد بعد الرسل؛ لأن يتحدث باسمه، وأن استنباط العلماء للأحكام من القرآن والسنة "الفقه" به كثير من الآراء التي لا تتوافق بحال مع مجتمعنا المعاصر فقد اجتهد الفقهاء قديمًا لحل إشكالياتهم التي كانت مرتبطة بظروفهم الاقتصادية والاجتماعية والتي بطبيعة الحال تختلف كثيرًا عن ظروفنا الآن، وأن سعيد عبد العظيم ودعوته السلفية يريدون تثبيت الزمن عند القرن السابع الميلادي، وهذا لن يحدث بحال ولن يقبل به المجتمع وإن قبل به بعض أفراده.
ثم يستكمل سعيد عبد العظيم مشواره التكفيري في كتابه هذا مكفرًا المجالس النيابية بقوله: "إذن فهذه السلطة مصدرها الشرع لا الشعب ولا بأس بأن نسن النظم الإدارية والتي تقوم على البساطة والسرعة في إنجاز الأعمال وتحقق بها مصلحة البلاد والعباد، ولكن دون مصادمة أو خالفة لكتاب الله أو لسنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" كقانون المرور مثلاً، فهو نظام مطلوب للحفاظ على أرواح الناس وتيسير سبل الحركة في الطرق وهذا شبيه بقانون الجند والدواوين الذي أنشأه عمر بن الخطاب والواجب علينا التفريق بين النظام الشرعي والنظام الإداري، وإلا فكثيرًا ما يخلط الناس بين هذا وذاك؛ الأمر الذي يسهل على المغرضين في النهاية التشكيك والتشوية فلا يجوز شرعًا إنشاء مجالس تشريعية تبحث هل الربا نتعامل به أم لا وهل تمنع الخمر أم لا؟ ونعرض ذلك على عقول البشر، فمهمة العقل أن يفهم الشرع، وأن يستسلم لحكم ربه ويحل ما أحله الله ويحرم ما حرم الله". 
ولم يكتفِ الشيخ بتكفير المجالس النيابية بل يستمر في تكفير سلطات الدولة إلى أن يصل إلى السلطة القضائية بقوله: "ثم السلطة القضائية فالمصدر فيها يجب أن يكون الشرع لا الشعب القضاة يجب عليهم أن يحكموا بما أنزل الله، وليس لهم أن يحكموا بقوانين وضعية أو نظم كفرية". 
يصل الأمر بسعيد عبد العظيم في التكفير أنه بناء على أن القضاء كافر والمجالس النيابية التي تسن القوانين كافرة فيصبح بالأحرى المنتج "القانون"- حسب سعيد عبد العظيم- كافر، وهذا ما خط بيمينه في كتابه الذي بين ايدينا حيث يقول: "ختامًا تقول أين الديمقراطية قوانينها الوضعية وبإعطائها حق الخالق للمخلوق، أين هي من شرع الله ومن دين الله، فالديمقراطية شيء والإسلام شيء آخر، وقد رأينا كيف مكنت هذه القوانين لأعداء الله في ديار المسلمين وهي عاجزة عن تحقيق الأهداف المرجوة منها؛ لأنها تتصف بصفات واضعيها من القصور والعجز والأنانية ولم تنظر إلى العقيدة والأخلاق فلا لقاء بين القوانين الوضعية والشريعة الإسلامية". ولم يقف عند هذا الحد في التكفير بل يضع المرأة المسلمة مع الكافر في مكانة واحده، فحسب عقيدة الولاء والبراء فهو يرفض ترشح القبطي للوظائف العامة بحكم أنها ولاية صغرى وكذلك يرفض ترشح المرأة لهذه الوظائف، فيقول في معرض كتابه: "لا غضاضة ولا حرج في النظام الديمقراطي من أن تتولى المرأة أمرة الرجل، أو أن يتولى الكافر أمره ولاية المسلمين فقط يكفي من ذلك الانتخابات أو الإرادة الشعبية الحرة في انتخاب ممثلي الشعب كما يقولون، فالرضى فقط يكفي عمن ينوب عن الإنسان رجلاً كان أو امرأة مسلمًا أم غير مسلم ومخالفة الديمقراطية في ذلك للإسلام مخالفة واضحة وصريحة، وفساد ما ذهبت إليه الديمقراطية وبطلانها واضح شرعًا وعقلاً والشر تزداد وحدته إذا تولى الكافر أو المرأة ولاية الخلافة أو الحكم على المسلمين".
ثم يستطرد سعيد عبد العظيم هجومه على الديمقراطية، ليس فقط بل على الحريات التي يكفلها النظام الديمقراطي للشعوب، فلا يريد الشيخ هذه الحرية بقوله: "تنص النظم الديمقراطية على حق الشعوب في الحرية وإعطاء حرية العقيدة والرأي والتملك والحرية الشخصية للأفراد على اختلاف اتجاهاتهم ومذاهبهم وتحمي هذه الحريات ولكن بشرط أن لا تستخدم هذه الحرية للتخريب وإشاعة الفتنة والفرقة بين الناس- أما إذا استخدمت الحريات لهذا الغرض فإن القوانين تمنع هذه الحرية وتضرب على أيدي مستغليها لذلك الغرض التخريبي الذي يؤدي في النهاية إلى هدم النظام القائم. وهذه هي معاني الحرية وهي عبارة عن كلمات مجملة لا بد من تفصيلها وتوضيح ما تنطوي عليه من معان ومخالفات لكتاب الله ولسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما آل إليه واقع الحال بسبب تطبيق هذه الكلمات. ففي ظل النظام الديمقراطي أصبح البعض يطعن في الرسالة ويكفر ويرتد وينشر المفاهيم الكفرية الخربة في وسط المسلمين تحت شعار حرية الرأي والتعبير. ويمتلك المال بأي طريق حتى ولو بالربا ولا اعتراض عليه في النظم الديمقراطية طالما أنه لم يتملكه بالإكراه، بل ويزني ويزنى به عملاً بالحرية الشخصية ولا عقوبة إذا وقعت الفاحشة بالتراضي ين الرجل والمرأة".
كما يقوم الشيخ سعيد عبد العظيم بمحاربة الأحزاب وتكوين الأحزاب السياسية، ويؤكد على أنها بدعة منكرة، وكأن الشيخ سعيد عبد العظيم يؤسس لحكم ديكتاتوري ليس به ما يعرف بالمعارضة، وكيف يكون هناك معارضة والشيخ سعيد عبد العظيم نفسه يكفر الخروج على الحاكم ولو جلد ظهرك. هذا هو نظام الحكم الشرعي حسب سعيد عبد العظيم ودعوته السلفية، فيقول في تكوين الأحزاب: ".. وإذا كانت النظم الديمقراطية عادة تأخذ بنظام تعدد الأحزاب وكل حزب له برنامجه المعبر عنه وله أيضًا رايته ومن يمثله، فهذه الأحزاب منها ما هو شيوعي ماركسي ومنها ما هو وطني ومنها ما هو ليبرالي علماني، وكثيرًا ما ترى الصراع يحتدم ليس فقط بين الأحزاب الموجودة على الساحة بل بين بناء الحزب الواحد؛ لأسباب عديدة، وتنتهي هذه الصراعات بحروب في أغلب الأحيان من أخف أحوالها حروب كلامية وإعلامية، شأنهم في ذلك كشأن اليهود والنصارى.. وهذه الأحزاب بدعة منكرة وهي أثر من آثار الاستعمار أحدثها المستعمرون ليفرقوا بين أبناء الأمة الواحدة.. فالانضمام إلى حزب من هذه الأحزاب هو من نفسه بدعة لا يقرها الشرع، فكيف إذا انضم مع ذلك عم تمسك رؤساء الحزب بالدين واتخاذهم الدين طريقًا لنيل أغراضهم ومطلوبهم".
 ولم يكتفِ سعيد عبد العظيم بتكفير الديمقراطية ولا الحريات الشخصية والعامة التي تتضمنها الديمقراطية ، أو بتكفير المجالس النيابية والسلطات الأساسية في الحكم "التنفيذية والتشريعية والقضائية" فقط، بل قام أيضًا بتكفير من ينادي بالديمقراطية ويطالب بالحرية في قوله: "وقد اتضح لنا أن الإسلام شيء والديمقراطية شيء آخر، وظهر لنا مدى انحرافها عن كتاب الله وسنة رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وخطر المناداة بها فبماذا نحكم على من يتكلم بالديمقراطية؟.. وإذا كانت الكلمة يونانية والمبادئ التي تنطوي تحتها كفرية وثنية والشرك شيء واحد تتفق صورة في أنها قصد لغير الله في التوجه والطلب والتشريع والتعظيم والتقديس، وهذه معان متحققة في كلمة الديمقراطية إلا أن المتكلمين بها والمنادين بها يتفاوتون تفاوتًا عظيمًا فيما بينهم؛ فمنهم الذي يرددها بلسانه وهو يصلي ويصوم وينادي بتطبيق حكم الله في مجالات الحياة، ومنهم من ينطق ويردد كالببغاوات ويظن أنه يحسن الصنع؛ لكونه أحسن التلفظ والنقط بها، ومنهم من يرى أن يسدي جميلاً ويقدم خدمة للإسلام عندما ينادي بالديمقراطية الإسلامية، ومن هؤلاء من يظن أن الديمقراطية هي الشورى الإسلامية، وكل هؤلاء جهال بحقيقة هذه الكلمة وما تنطوي عليه. الديمقراطية هي منهج وثني كفري".  (29)  
 فما تضمنه كتاب سعيد عبد العظيم "الديمقراطية في الميزان" من تكفير للمجتمع والدولة بسلطاتها الثلاث "قضائية، وتشريعية، وتنفيذية" ولوجود خلافات ظاهرية بين المدرستين السلفيتين، يحاول الباحث توضيح أوجه التقارب في المرجعية الفكرية للمدرستين؛ حيث إن المرجعية واحدة وهي المدرسة الوهابية البدوية التي تمولها المملكة السعودية، والتي تقوم بمحاربة نظم الحكم الحديث وكذلك الحرية والديمقراطية خوفًا على سطوتها وملكها.
فتقوم المملكة بنشر دعاتها في المنطقة العربية للتعريض بالديمقراطية والحرية، كما رأينا من الشيخ سعيد عبد العظيم الهارب حاليًا إلى السعودية، وكما سنرى من الشيخ محمد سعيد رسلان. 
وبدايةً نذكر القارئ الكريم بما قاله الشيخ سعيد رسلان في خطبة جمعة ونشره بعد ذلك في كتاب "حقيقة ما يحدث في مصر" من ثلاثة أجزاء معلقًا على ثورة 25 يناير 2011؛ حيث قال: "إن الذين بدءوا بتلك الحركة لم تنقصهم الحرية يومًا، فهؤلاء متحللون في الجملة، وهؤلاء منفكون في العادة، وهؤلاء لا يقيدهم قيد؛ بدليل أن البنين والبنات- ولا شك لهم أسر- ينامون في العراء متجاورين أو غير متجاورين، ويبيتون هكذا مع بعضهم بعضًا، ولهم أسر لا تقيد عليهم حرية البيات في الخلاء، هؤلاء ليست لهم حرية مقيدة، فما الحرية التي يريدون؟
إنها حرية الانعتاق من العقيدة، من الدين، من القديم.. إنها حرية التحلل من التراث، من كل ما يمت إلى الدين العظيم، وكان نظام مبارك هو النظام الأمثل للشيخ سعيد رسلان ولما لا وهو كان ينعم أيام مبارك وكان يد النظام لمحاربته خصومه من الليبراليين والإسلاميين على حد سواء.
ويستكمل سعيد رسلان متهما غير مكتف باتهام الشباب الذي خرج في يناير 2011، ينادي بالحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، بل يتهم رسلان الديمقراطية بأنها نظام الحادي جاهلي، متماشيًا مع منهج رفاقه في مدرسة الإسكندرية الشيخ سعيد عبد العظيم، وبرهامي وعبد المنعم الشحات في حكمهم بكفر الديمقراطية وكفر من ينادي بها، وكفر من يطبقها فيقول رسلان في كتابه: "هم يريدون الانعتاق من هذا الإطار إلى حرية العري إلى ما يقال له "الديمقراطية" وهي لفظة يونانية معناها حكم الشعب، أي أن الشعب يحكم نفسه بنفسه، 
فللديمقراطية عناصر أساسية لا بد من توافرها ليكون النظام ديمقراطيًّا، ومن أهم هذه العناصر عنصران:
الأول: السيادة للشعب.
ليست للشريعة، ليست للعقيدة، ليست للوحي المعصوم، ليست للإله الأجل لا اله إلا هو، بل يريدون السيادة للشعب.
الثاني: الحقوق والحريات مكفولة قانونيًّا لكل فرد يعيش تحت النظام الديمقراطي. 
ويتساءل رسلان: "ماذا تعني هذه الجملة: السيادة للشعب؟".
ثم يجيب: "السيادة للشعب- أو السلطة للشعب- ثم عرف أنواع السلطات الثلاث فإنه لا يشك أن النظام الديمقراطي نظام الحادي جاهلي، لا يصلح في بلد إسلامي يعتنق أبناؤه دين الله، ويوحدون الله، ويتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم". فتصبح الحرية والديمقراطية على يد هؤلاء الجهلة تنادي بالعري والشذوذ، ومنهج الحادي جاهلي.
ولم يكتف رسلان بما قاله أو بهذا الحكم الجاهلي الجهول بينما زاد عليه: "إذا كان الشعب هو الذي يشرع قانونه، وهو الذي يتولى سلطة القضاء، ثم هو ينفذ ما قضى به القاضي الديمقراطي، فما الذي بقي لرب العالمين الذي خلق العباد، وأرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه تحمل ذلك التنظيم الدقيق العادل الذي لا جور فيه ولا نقص بحال؟" وهنا يضع القاضي أو الحاكم أمام الله ولا يسأل نفسه أو يسأله من يستمعون اليه أو من يقرءون له: هل الله جل وعلا يهبط من السماء لتطبيق حكمه أم يطبقها بشر يصيب ويخطئ؟ وهل الأحكام واضحة جلية أم نحن في حاجة لاستخراج الأحكام واستنباطها من الكتاب والسنة؟ وأليس من يقوم بهذا بشر ويصيب ويخطئ؟ فلماذا لا تنزه الدعوة السلفية الله عز وجل؟
ويستكمل رسلان في هجومه على النظام الديمقراطي معترضًا على مبدأ المساواة بين البشر وعدم التفرقة بينهم على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس بقوله: "في النظام الديمقراطي: لا فرق بين مسلم وكافر، ورجل وامرأة، الكل سواسية كأسنان الحمار".
حتى الفروق التي جعلها الله رب العالمين طبعا في البشر تلغي: المرأة ترفض الزواج ولا تريده، وهي حرة تحمل من سفاح، ولا يسمونه سفاحًا، إذ في النظام الديمقراطي أن هذا الجسد إنما هو منحة من الطبيعة أو من الههم، والمرء في هذه المنحة حر في أن يتمتع بها كيف يشاء وعلى الصورة التي يريد. أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القائل: "الناس سواسية كأسنان المشط، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، وإن التقوى الله سبحانه وتعالى يجازي بها ومطلع عليها، أما العمل الصالح فهو الظاهر للبشر، فلماذا يعترض الشيخ رسلان على مبدأ المساواة بين البشر وحريتهم وقد كفل الله عز وجل الحرية للجميع في قوله تعالى في سورة الكهف {من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}. أهناك حرية أكبر من حرية الإيمان والكفر أيها الشيخ السلفي؟!
ويستطرد الشيخ سعيد رسلان مهاجمًا الحريات العامة والخاصة التي كفلها النظام الديمقراطي، وكأنه في حرب مع الحرية، وكأنه يريد عودة مجتمع العبيد مرة أخرى. فيقول: "حرية العقيدة، أي حرية الردة والتنقل بين الأديان، وحرية الأخلاق: وهي المسماة بالحرية الشخصية، هي حرية الانعتاق من كل قيد، والتحلل من أصول الفضيلة، وأن يكون الرجل- والمرأة كذلك- على ما يريد فاعلًا، وأن يكون الإنسان لمبتغاه واصلًا".
حرية الرأي والقول: فيخبطون في كل مجال حتى في الأديان، يسبون الأنبياء، ويحتقرون الكتب المنزلة، ويعبثون بكل قيمة سامقة راسخة، ولا يمكن الاعتراض؛ لأن حرية الرأي مكفولة، وهو رأي شخصي، طالما لم يجبرك أحد عليه فلا مدخل لك عليه.. أما حرية العقيدة: فهي حرية الردة؛ حيث يعطي النظام الديمقراطي كل فرد حريته في أن يغير دينه وعقيدته كلما أراد ذلك، ليس لأحد أن يعترض عليه، له أن يعيش مسلما مثلا أول حياته، فإذا بدا له أن يغير عقيدته، وأن يتحول إلى النصرانية أو اليهودية أو ما يختاره.. فله مطلق الحرية في ذلك."  (30)، لا نعرف من أين أتى الشيخ سعيد رسلان بكل هذه التوهمات وكل هذا الحقد والعداء للديمقراطية؟ هل فقط لأنها قادمة من الغرب ومحدثة كما يقولون؟ وإذا كان الموضوع هكذا فلم يستخدم الشيخ وأعوانه التكنولوجيا القادمة من الغرب، لم يستخدم التليفون والتكييف والسيارة والمروحة والسيارة والدراجة.. إلخ الاختراعات التي نستخدمها بشكل يومي وهي من اختراع الغرب الكافر- على حد قوله- لِم يستخدم الميكروفون وجهاز الكمبيوتر ويسجل ما يقوله؟ ولِم يستخدم المطبعة في طباعة كتبه. وكل هذه الأشياء من صنع الغرب وأفكارهم، وسؤال أخير للشيخ رسلان وزملائه في درب التكفير: ماذا قدم العرب والمسلمين للبشرية منذ القرن الثامن الهجري؟
*****  
استخلاصات:
1- البيئة الأولى التي ظهر فيها هذا التيار، "المملكة العربية السعودية" وهي ما أضفى على المذهب السلفي قوة انتشار وجذورًا يستند إليها في نشر أفكاره وأهدافه.
2- من أبرز ملامح التيار الجامي رفضه الحزبية وكل ما يتعلق بأشكال الديمقراطية، وكذا السمع والطاعة لولي الأمر، وتحريم كل أشكال الخروج على الحاكم.
3- أن المدخلية تعتبر أن الاعتراف بالحاكم والولاء له وحده لا يكفي إذا لم يتم الاعتراف بمؤسسات الدولة الأخرى منصب المفتي مثلا أو بمؤسسة الأزهر كما أنه ليس لأحد أن يخرج عن فتوى علماء البلاد الرسميين فإذا حلل هؤلاء العلماء فوائد البنوك فإنه على الرعية المسلمة في هذه البلد الاذعان لتلك الفتوى وعدم مخالفتها ومن يخالف ذلك فإنه على طريق "الخوارج".
4- ينشر فتاوى العلماء ومؤلفاتهم التي تحذر من الجماعات الحزبية كجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ وأمثالهم.
5- ينشر فتاوى العلماء التي تحذر من الطرق المخترعة المبتدعة في الدعوة إلى الله كالأناشيد المسماة بالإسلامية، والتمثيل، والقصص وأمثالها.
6-  ينشر فتاوى العلماء ومؤلفاتهم في الردود التي تكشف عن أخطاء الجماعات أو أخطاء الدعاة التي تمس العقيدة أو تمس منهج الدعوة إلى الله تعالى.
7- يحذر الشباب من الانخراط في الفتن التي لبست بلباس الجهاد وهي لم تستوف شروط الجهاد الشرعي.
8- يحذر من استغلال الأنشطة الخيرية المشروعة لتحزيب الشباب وضمهم إلى التيارات التكفيرية التدميرية.
9- كما يرون أن من ارتكب فعلا من أفعال الكفر هو كافر دون اقامة حجة أو انتفاء موانع التكفير وتحقق شروطه
10- يرون أن تسلط اليهود والنصارى على المسلمين هو أمر قدري لا حيلة لنا فيه وأنه مع تفوق المشركين على المسلمين في كل الجوانب المادية فإن جهادهم يعد مهلكة فلا يجوز جهادهم بحال من الأحوال إلا إن أذن "ولي أمرهم" بذلك
11- يعتبرون أنهم وحدهم الممثلون الحقيقيون للمنهج السلفي وأن كل من عداهم مبتدعون.
 المصادر والمراجع :
اعتمد الباحث في هذه الورقة بشكل كبير على ما تم نشره على بوابة الحركات الاسلامية حول السلفية المدخلية "الجامية" والدعوة السلفية:
1- السلفية الجامية: موالاة للحكام ..البعد عن السياسة ..الهجوم على "الإخوان"، http://www.islamist-movements.com/13327
2- الجامية حزب أم فرقة أم طائفة أم مذهب؟!، الشيخ سالم بن سعد الطويل، http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=3632
3- خطبة للشيخ عبدالعزيز الريس منشورة على موقعه الشخصي
4- من خطبة لمحمد سعيد رسلان بعنوان " فتنة العمل الجماعي " وأخرى بعنوان "اتقوا الله في مصر" ومنشورة على موقعه الشخصي
5- مقطع فيديو لأسامة القوصي على يوتيوب بعنوان "عن عدم جوزا الطعن في منصب المفتي "
6- محاضرة لأسامة القوصي وسليم الهلالي بعنوان "من معالم المنهج السلفي " ومنشورة على موقع القوصي الشخصي
7- مقال ليحيى بن يحيى الحدادي إمام وخطيب جامع عائشة بنت أبي بكر بالرياض ومنشورة على شبكة سحاب السلفية على الانترنت
8- احذر من السلفية المدخلية، http://mustafasharaf.blogspot.com.eg/2013/01/blog-post_15.html
9- رسائل حسن البنا
10- محاضرة لمحمد سعيد رسلان بعنوان " نظرة الإخوان في منهج الإخوان " ومنشورة على موقعه الشخصي
11- مقطع لأسامة القوصي على يوتيوب بعنوان " عن الإخوان المسلمين والاغتيالات "
12- كتاب لمحمود عامر بعنوان "تنبيه الغافلين بحقيقة فكر الإخوان المسلمين" ومنشور على موقعه الشخصي.
13- خطبة بعنوان "تساؤلات إلى الإخوان المسلمين" لمحمد سعيد رسلان منشورة على موقعه الشخصي.
14- مقطع فيديو على يوتيوب لمحمد سعيد رسلان بعنوان "إفحام الإخوان المسلمين"
15- المصدر السابق.
16- خطبة لمحمد سعيد رسلان بعنوان "الشعارات وحدها لا تكفي" ومنشورة على موقعه الشخصي.
17- مقطع على يوتيوب لأسامة القوصي بعنوان "أسامة القوصي يترحم على سيد قطب وحسن البنا".
18- مقال لمحمود لطفي عامر بعنوان "الآثار الاجرامية لفكر سيد قطب" ومنشور على موقعه الشخصي.
19- مقال لمحمود لطفي عامر بعنوان "حقيقة سيد قطب" ومنشور على موقعه الشخصي.
20- محاضرة لمحمد سعيد رسلان بعنوان "لاتعبثوا بأمن البلد" ومنشورة على موقعه الشخصي.
21- الجدية في الالتزام، محمود عامر، ص 128 - ص 129.
22- مقال لمحمود لطفي عامر بعنوان "وقفات حاسمة مع محمد إسماعيل المقدم ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب".
23- مقال لمحمود لطفي عامر بعنوان "محمد حسان يجدد فكر سيد قطب بصبغة سلفية". ومنشور على موقعه الشخصي.
24- مقطع فيديو على يوتيوب لأسامة القوصي بعنوان "عن الصلح مع إسرائيل".
25- مقطع فيديو على يوتيوب لأسامة القوصي بعنوان "عن الجهاد والجيش".
26- محاضرة لمحمد سعيد رسلان بعنوان "حكم الاضرابات والاعتصامات". ومنشورة على موقعه الشخصي.
27- محاضرة لمحمد سعيد رسلان بعنوان "لا تعبثوا بأمن البلد" ومنشورة على موقعه الشخصي.
28- المصدر السابق.
29- سعيد عبد العظيم وتكفير الحاكم والمحكوم، بوابة الحركات الاسلامية. http://www.islamist-movements.com/34884
30- السَّلفية المدخلية وتكفير المجتمع.. سعيد رسلان نموذجًا، بوابة الحركات الإسلامية، http://www.islamist-movements.com/34900