بوابة الحركات الاسلامية : الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية (طباعة)
الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية
آخر تحديث: الثلاثاء 12/03/2019 12:18 م إعداد: حسام الحداد
الإخوان اليوم.. متابعات
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 12 مارس 2019

بوابة الحركات الإسلامية: فتاوى الإخوان والسلفيين بوابة الشباب الأوروبي إلى التنظيمات الإرهابية
أكد المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية، في تحليله للفتاوى في المجتمع الأوروبي، والذي صدر صباح اليوم 12 مارس 2019، أن فتاوى الإخوان والسلفيين الجهاديين ومن يحملون فكرهم تُعد بوابة الشباب الأوروبي إلى صفوف التنظيمات الإرهابية إذ إنها انعكاس لفتاوى القاعدة وداعش، فقد مثلت فتاواهما (55%) من جملة الفتاوى في أوروبا، في حين استحوذت فتاوى تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين على النسبة الباقية والتي جاءت بنسبةـ (45%).
وبرَّر مؤشر الفتوى هذه النسبة بوجود الإخوان المدعومين من تركيا والسلفيين الجهاديين بصورة شبه رسمية في هذه المجتمعات، من خلال المراكز الإسلامية والمنصات الإعلامية التي تمتلكها هذه الجماعات والتي تكون منبرًا لنشر أفكارهم، في الوقت الذي يتعذر فيه وجود تنظيمي القاعدة وداعش على الأرض، أو امتلاك أي من هذه الأدوات بجانب إنفاق أغلب وقتهما في ممارسة التطرف العنيف على أرض الواقع.
وتابع مؤشر الفتوى العالمي: إن (75%) من فتاوى الإخوان والسلفية الجهادية اصطدمت كثيرًا بواقع الحياة في المجتمعات الأوروبية، وأسَّست لفكر متطرف يصطدم مع هذه المجتمعات البديلة لمجتمعاتهم الأصلية، وروَّجت للفكر الصدامي للدول الداعمة والممولة لهم، ومن بين هذه الفتاوى فتوى "أبي قتادة الفلسطيني" التي تبيح الاستيلاء على أموال الدول غير الإسلامية، التي قال فيها: "أموال البلاد المحاربة جائزة على كل حال".
ومن خلال تحليل هذه الفتاوى توصل المؤشر إلى نتيجة مفادها أن ترك ساحة الفتوى لبعض الأئمة المنتمين لجماعات متطرفة - فكرًا أو تنفيذًا - يجعل منهم المرجعية الوحيدة المنفردة لدى مسلمي أوروبا، ويُنذر بخطر داهم؛ لأن تلك التنظيمات قد جعلت من ساحة التواصل الاجتماعي جسرًا لتنفيذ كل مخططاتهم على كافة المستويات، حتى إنها باتت تمثل رافدًا مهمًّا للزواج لديهم، ودليل ذلك فتوى "أبي قتادة الفلسطيني" القاضية بأنه "يجوز الزواج عبر الإنترنت من خلال محادثة فيديو مباشرة بشرط وجود شاهدين"؛ وهو ما تم رصده فعليًّا في أكثر من حالة.
موضوعات الفتاوى الأوروبية:
وأوضح المؤشر أن الفتاوى في المجتمع الأوروبي تشكِّل (4%) من جملة الفتاوى الصادرة عالميًّا، مشيرًا إلى أن عدد المسلمين الموجودين في دول الاتحاد الأوروبي ارتفع في العامين الأخيرين ليصل إلى 25 مليون مسلم؛ وذلك لعدة أسباب أهمها الهجرة واللجوء من مناطق الصراع والحروب.
وأفاد المؤشر العالمي للفتوى بأن فتاوى "المجتمع والأسرة" (مثل فتاوى الزواج وطلاق الغضبان والخلع ولبس النقاب والإجهاض وتعدد الزوجات) تصدرت موضوعات الفتاوى بأوروبا بنسبة (31%) تلاها فتاوى العبادات (مثل فتاوى الصيام والصلاة والحج والزكاة خارج بلد المزكي) بـ (28%)، ثم فتاوى الشئون والعادات بـ (20%) والمعاملات بنسبة (15%) والعقائد بـ (3%) وأخيرًا (الآداب والأخلاق والمستجدات والنوازل والجنايات والأقضية) بنسبة (1%) لكل منها.  
وفي قراءة لنسب موضوعات الفتاوى كشف مؤشر الفتوى أن الفرد المسلم في المجتمعات الأوروبية تشغله الفتاوى الخاصة بتأسيس الأسرة وأداء الأركان الأساسية للإسلام أكثر من أي شيء آخر، كما أنه يبدي اهتمامه ببعض العادات التي تخالف واقع مجتمعه الأصلي، مثل (حكم أكل لحم الخنزير، والعمل في مطاعم تقدَّم أنواعًا من الخمور، وحكم لبس النقاب والحجاب للمرأة، وحكم ممارسة الفتاة المسلمة للسباحة في المدارس .. إلخ).     
أحكام الفتاوى الأوروبية:
وحول الأحكام الشرعية للفتاوى الأوروبية، أوضح المؤشر أن الحكم (جائز) ومرادفاته (لا مانع – لا حرج – مشروع – مباح) تصدر جملة الأحكام بنسبة (48%)، وهو ما يؤشِّر إلى أن معظم الفتاوى الأوروبية تسير وفق القاعدة الفقهية القائلة بأن: "الأصل في الأشياء التي لا ضرر فيها ولا نص تحريم "الحل والإباحة"، وكذلك القاعدة الأخرى: "الأصل في الأشياء الإباحة".
فيما شكلت أحكام عدم الجواز (27%) من إجمالي الفتاوى المرصودة في دول أوروبا، وأحكام الوجوب جاءت بنسبة (14%)، وقد استخدمت بريطانيا أحكام الجواز بنسبة (39%) من إجمالي الفتاوى المتداولة في الدولة، وكان (31%) من هذه الفتاوى يدور حول المجتمع والأسرة، ومن أبرزها "حكم الزواج من شخص يعمل في المصارف التقليدية، واستخدام موانع الحمل مؤقتًا، واستخدام مادة الجيلاتين في الطعام".
(35%) من الفتاوى الأوروبية تنمي ظاهرتي "الإسلاموفوبيا" و"التطرف":
وبيَّن المؤشر العالمي للفتوى أن (35%) من فتاوى الجماعات المتشددة في أوروبا تغذي وتنمي ظاهرتي الإسلاموفوبيا والتطرف؛ حيث مثَّلت فتاوى الجهاد (90%) من جملة هذه الفتاوى؛ لافتًا إلى أن تلك الفتاوى منها ما يصدر من الداخل الأوروبي من جانب بعض منتسبي السلفية الجهادية والإخوان المدعومين من تركيا وكذلك الدواعش وأخواتهم عبر منابرهم بالداخل، ومنها ما يكون من مشايخ عبر مواقع التواصل الاجتماعي يجيبون على فتاوى لمستفتين من أوروبا.
لذلك أكد المؤشر أن هناك اتجاهين إفتائيين يؤثران في الداخل الأوروبي؛ أحدهما ينشر التشدد والإساءة للمفاهيم الصحيحة للإسلام، والآخر يروِّج للتطرف والإرهاب.
وخلَص المؤشر إلى أن إعادة نشر الفتاوى المتطرفة الخاصة بأحكام الجهاد في أوروبا من قِبل وسائل الإعلام أو من قِبل بعض المتطرفين أو نشر بعض الأحداث التي ترتَّبت على هذه الفتاوى تسبب في تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وأوضح مؤشر الفتوى العالمي أنه بسبب بعض التنظيمات المتطرفة والتكفيرية، حوَّل الظلاميون كلمات ومفردات مثل "الله أكبر"، التي هي في الأصل نداء للصلاة، وكذلك (الجهاد ودار الكفر ودار الإيمان وأهل الشرك والولاء والبراء) إلى إشارات للقتل والإرهاب.
واستدل المؤشر على ما سبق بدراسة مؤسسة "برتلسمان" حول الدين والتديُّن في عام 2015، والتي أوضحت أن أكثر من نصف المواطنين الألمان ينظرون إلى الدين الإسلامي على أنَّه تهديد، فيما يعتقد ثُلثهم أنَّ الإسلام لا يتوافق كلية مع العالم الغربي، وكذلك أظهرت نتائج الدراسة النموذجية: "ألمانيا ما بعد الهجرة" من معهد الأبحاث التجريبية للاندماج والهجرة في برلين؛ أن رُبع الأشخاص الألمان المستطلعة آراؤهم في عام 2014 يعتقدون أنَّ المسلمين أكثر عدوانية منهم شخصيًّا.
استغلال البيئة الأوروبية في نشر فتاوى مغلوطة
واعتبر مؤشر الفتوى أن هناك تناسبًا طرديًّا بين البيئة المتعددة الثقافات واللغات وبين نشر فتاوى التطرف والتشدد؛ كونها بيئة متعددة لا يمكن أن تستأثر برأي واحد، لهذا ظهرت في المجتمعات الأوروبية فتاوى مثل: "حكم التجريم القانوني لتعدد الزوجات في بعض الدول الأوروبية، وحكم إباحة العلاقات بين الجنسين خارج إطار الزواج، وحكم الالتزام بمبادئ الديمقراطية وجعلها الإطار الحاكم للدول، وحكم حرية العقيدة للديانات غير السماوية، وحكم المواطنة .. إلخ".   
واستنتج المؤشر مما سبق أن التنظيمات الإرهابية والجماعات المتشددة تستغل بعض الأوضاع والقوانين في الدول الأوروبية في استقطاب المسلمين ونشر فتاوى غير منضبطة، وكذلك استغلال افتقار الدول الغربية للمناهج الإسلامية المعتدلة التي تدرسها، وغياب الأئمة والعلماء لتعويض هذا الدور ببث مناهج متشددة، واستغلال تمسك بعض الدول بمبادئ العلمانية مثل حالة فرنسا ورفض تدريس الدين في المدارس، واقتصار التعليم الديني على المساجد والجمعيات الدينية للسيطرة على أفكار المسلمين.
تأثير الفتاوى المغلوطة على أجيال المهاجرين:
وكشف المؤشر أن الفتاوى المغلوطة غير المنضبطة تؤثر على الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين بنسبة (80%)، وهما الجيلان اللذان وُلِدَا في البيئة الغربية، وتحدثا لغتها واكتسبا معارفها وثقافتها.
 وأفاد المؤشر بأن هذين الجيلين يسهل تجنيدهما وتشكيل وعيهما، حيث إنهما لم يتشبعا بالثقافة الإسلامية الأصلية والمعتدلة؛ لذا فهما عرضة لأن يقعا فريسة سهلة للفكر المغلوط من جانب دعاة التطرف والإرهاب، وهو ما كشفته بالفعل إحصاءات الفئات العمرية المنضمة لتنظيم داعش من أوروبا، حيث كان أكثرهم من فئة الشباب.
وبيَّن المؤشر أن الفتاوى غير المنضبطة تؤثر في الجيل الأول بنسبة (20%) "وهم المواطنون الذين ولدوا في الخارج وهاجروا إلى هذه البلاد" كونهم لا يتأثرون غالبًا بشكل كامل بالثقافة الغربية، حيث إن لدى أفراد هذا الجيل مخزونًا كبيرًا من الثقافة الإسلامية الأصيلة التي تتضمن التعاليم الصحيحة السمحة، البعيدة عن التطرف والأفكار الهدامة.   
التوصيات
وفي النهاية طالب المؤشر العالمي للفتوى بضرورة وجود مرجعية إسلامية معتدلة في أوروبا يكون لها اليد العليا في ضبط الخطاب الإفتائي، والتنبيه على عدم الانسياق وراء أفكار التنظيمات المتطرفة.
كما نبه المؤشر العالمي للفتوى على أهمية التأهيل العلمي لأئمة المساجد بالغرب، مستشهدًا بتجربة دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في تأهيل وتدريب أئمة من الغرب، وإكسابهم العلوم الشرعية المعتبرة والمعتمدة والموافقة لمنهج الأزهر الشريف لتحصينهم ضد أي فكر متطرف.

البوابة نيوز: حفيد خطيب المنبرين في ثورة 1919: "القمص سرجيوس" أول من فضح الإخوان 
«إذا كان الإنجليز يتمسكون بوجودهم فى مصر بحجة حماية الأقباط، فليمت الأقباط ويحيا المسلمون أحرارا».. تلك الكلمات المؤثرة هى التى كان يبدأ بها القمص سرجيوس خطبة الموجهة للشعب المصري، فى مواجهة الاحتلال البريطانى إبان ثورة 1919، فى مشهد تأبى الذاكرة المصرية أن تنساه رغم مرور مائة عام عليه.
كان القمص سرجيوس يقول أيضا أنه لو احتاج الاستقلال إلى التضحية بمليون قبطى فلا بأس من التضحية بهم، كان يشبه فى غضبه البركان المتفجر والثائر، كان يمتلك كاريزما شخصية أهلته لأن يكون خطيب ثورة ١٩١٩، وهو اللقب الذى لقبه به الزعيم سعد زغلول أيضا، كما لقبه البعض بخطيب المنبرين، لأنه أول قبطى يخطب على منبر الأزهر ومنبر الكنيسة، كما كان لا يفرق بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء معلنًا أن الوطن لا يعرف مسلمًا أو قبطيًا. «البوابة» التقت حفيدة إدوار حلمي، مدير عام الخدمة الاجتماعية بالمنيا سابقا، والذى عاصر أواخر أيام جده القمص سرجيوس بكنيسة الملاك بطوسون.
■ ما ذكرياتك عن القمص سرجيوس؟
- كان عمرى وقتها لم يكمل العشر سنوات، ولا أتذكر إلا هيبته وقامته العالية المنفرد بها بين الرهبان والقساوسة، وكنت أنام قريبا منه وأراقبه عندما يكون نائمًا.
وكان جدى خطيبا ذكيا واعيا، كان عظيما فى شجاعته الفذة فى الدفاع عن الوطن وعن العقيدة، ولد وعاش ومات ثائرا، فكان أول كاهن يخطب بالجامع الأزهر وجامع أحمد بن طولون، متحديا الإنجليز قائلًا قوله المأثور «إذا كان الاستقلال موقوفا على الاتحاد، وكان الأقباط فى مصر مانعين لذلك، فإنى مستعد لأن أضع يدى فى يد المسلمين للقضاء على الأقباط لتبقى مصر أمة متحدة مجتمعة الكلمة».
■ ما الذى تركه جدك خطيب المنبرين فى ثورة ١٩١٩؟
- ترك القمص سرجيوس تراثًا فكريًا خالدًا وثروة روحية، نذكر منها مؤلفاته فى الدفاع عن الإيمان المسيحى واللاهوت المقارن فى الأديان، ومبادئ الإصلاح الكنسى والمواعظ التى ألقاها فى السنوات الأخيرة من أيامه، وتبقى منه مواقفه الخالدة للوطن والكنيسة، فهو كما قيل عنه ثورة وإنجيل.
ومن هذه المواقف أذكر، دعوته إلى الاتحاد بين المسلمين والمسيحيين فى السودان بين ١٩١٢- ١٩١٥، ولما خشى الإنجليز تأثير روحه النزاعة إلى الحرية، طلبوا منه مغادرة البلاد خلال ٢٤ ساعة، ومناداته بالاتحاد بين الأقباط والمسلمين عام ١٩١٩ ومهاجمته للاستعمار، فى خطبته النارية التى كان يلقيها فى الجامع الأزهر والمظاهرات العامة، الذى صاح صارخا فى وجه المعتدين، قائلا «اهتفوا معى ليرحل الإنجليز، لأنهم بظلمهم واستبدادهم علمونا أن نطالب بالاستقلال والحرية»، وصوب ضابط إنجليزى مسدسه لصدر سرجيوس فطلب منه جمهور الحضور أن يبتعد فقال لهم: هل مثلى يهرب.. إن مسدسه محشو بالملبس، وظل يلقى خطابه حتى النهاية.
■ هل كان محاربا للإخوان كما أشيع عنه؟
- شجاعته فى محاربة الإخوان، وإدراكه المبكر لمطامع هذه الفئة، التى دعت إلى التعصب الدينى والتمييز العنصرى وانتصاره عليها رغم قوة بطشها وخطورة أسلحتها، كان هدفه الأول فى حياته، وقد سجلت له صحائف مجلته المنارة المصرية ومنبر كنيسة القللى مواقف بطولية لن يفعلها سواها، وإذا فعلها غيره فكانت نابعة من تأثيره بسركيوس.
فكان متحمسا فى الدعوة إلى الوحدة المسيحية بكتاباته وخطبه التى ألقاها فى الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية، ومن أقواله المأثورة التى أحفظها عن ظهر قلب، دخل مرة أحد المساجد بصحبة الشيخ أبوالعينين واعتلى المنبر قائلًا: «بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الأب والابن والروح القدس إننى مصرى والوطنية لا تعرف مسلمًا ولا مسيحيًا، بل تعرف مجاهدين فقط بغير تمييز عمامة بيضاء وعمامة سوداء لو قيل لى إن الموت يتجول فى الشوارع لنزلت لأتفرج عليه، إنى لن أموت إلا مرة واحدة، أما الجبناء فإنهم يموتون فى اليوم الواحد عدة مرات، إن أيامى كلها مملوءة بالآلام، وكان يرددها كما أخبرتنى والدتى عند شلحه المتكرر من الكهنوت، خاصة أنه كان له عشرة أبناء، خمس بنات وخمسة أولاد، ومع ذلك كان لا يخاف الموت ولا قول الحق الذى جلب عليه الكثير من البلايا.
■ هل كان له نشاطات أخرى يقوم بها؟
- لم يقف دوره على الوقوف أمام الأعداء، فقد قام سرجيوس بنشاط فكرى وثقافى، فقد أصدر مجلة المنارة، كما أصدر العديد من الكتب والمقالات إلى أن توفى فى ٥ سبتمبر ١٩٦٤.
■ هل كان القمص يخطط لأشياء أحب أن يقوم بها؟
- قبل وفاة جدى بعام، فكر أن يستأجر مكانا يلقى فيه محاضراته اللاهوتية على من تتلمذوا له، أمثال القمص بولس باسيلى، وآخرين ليجعل منهم مدرسة تذيع تعاليمه وتدعو لتنفيذ مبادئه.
■ عرف الجميع الدور الوطنى الذى قام به القمص سرجيوس فهل كان هناك اعتراف بما قدمه؟
- كان التقدير الذى يستحقه أكثر من أن يطلق اسمه على شارع كبير بمصر الجديدة، والإشارة الدائمة لاسمه فى كتب التاريخ عند ذكر ثورة ١٩، فكنت أتمنى أن تحول وزارة الثقافة منزله بجرجا لمتحف يضم كتبه ومجلاته ومقتنياته كرمز ومعنى حقيقى لكلمة الدين لله والوطن للجميع، فى حين أن الكنيسة تتنكر له، وقد مرت هذا العام الذكرى الخمسون لرحيله دون اهتمام، ولم تهتم الكنيسة بإعادة طبع كتبه التفسيرية والعقائدية وهى كتب تدرس وتخدم المسيحية وفكرها بصورة لا مثيل لها.
■ هل يمكن أن تقص على القراء حياة القمص سرجيوس خاصة أن الشباب قد لا يعرفه ؟
- جدى يمكن أن نلخص مراحل عمره فى كلمة واحدة، رحالة عاش مسافرا منذ أن خرج من مسقط رأسه مدينة جرجا إلى أن التحق بكلية اللاهوت، وهذه الكلية الكثير يعرفها، ويعتبر هو من أول ابتكر فكرة التظاهر فى مصر، لأنه أول من قام بثورة طلابية فى تاريخ مصر سنة ١٩٠٣ لتطوير مكان إقامة الطلاب بالإكليريكية، حيث وجد المكان متسخا جدا فقام بإشعال النيران فيه ليتم تجديده، وهنا أوضح أنه وليس كما يردد البعض نقل الثورة من أجل الوطن إلى الثورة لأجل الكنيسة، بل هو ولد ثائرا،وبدأ بالكنيسة قبل الوطن وليس العكس.
■ هل أثرت هذه الروح المتمردة على حياته؟
- بعد هذه الواقعة قربه حبيب جرجس منه، وهو مؤسس مدارس الأحد والكلية الإكليريكية، وتلمذه على يده، وبعد تخرجه رسم كاهنا فى ملوى وانتقل وكيلا لمطرانية أسيوط ومنها إلى القاهرة القللى، واستدعاه الأنبا صرابامون الإسناوى سنة ١٩١٢ وشعب الخرطوم وعينه وكيلا لمطرانية الخرطوم، وهناك بدأ كفاحه الوطنى ضد الإنجليز، فأصدر مجلة المنارة المرقسية مما جعل المدير الإنجليزى يأمر بترحيله، فقال إننى سواء كنت فى السودان أو فى مصر لن أصمت حتى تتحرر بلادى، ومكث هناك ٣ سنوات وحاول الشعب السودانى إرجاعه دون جدوى.
■ ما الذى قدمه القمص سرجيوس لوطنه؟
- أقام بالقللى فترة زمنية كبيرة وبنى كنيسة مار جرجس بمعاونة أقباط الحى سنة ١٩١٥، وفى ١٩١٩ غير اسم المنارة المرقسية إلى المنارة المصرية ولدوره الوطنى الكبير فى الثورة نفى إلى رفح مع الشيخ القاياتى لمدة ثمانين يوم.
■ دخل القمص سرجيوس فى معارك مع الإخوان وعلى رأسهم الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان وكتب عنهم كثيرا جدا.. كيف ترى ذلك؟
- بالفعل القمص سرجيوس كتب عنهم كثيرا، وكان كارها لهم ولعنفهم، وأطلق عليهم منذ أكثر من ٨٠ عامًا بأنهم تجار الدين، بل وقدم شرحا وافيا بعقل مستنير لآيات القرآن التى لم يستطع البنا شرحها، وكان الضربة للإخوان عندما مال الأزهر الشريف لتفسيرات جدي، كما أنه كشف عن خطورة هذه الجماعة على الوحدة الوطنية، وقال جملته الشهيرة الموت ولا حكم عم حسن، فكانت تلك الجملة ضربة قوية جعلت الإخوان كارهين له ومعتبرينه معاديا قويا لهم، خاصة بعد موقفه ضد الإنجليز.

بوابة العين: خبراء: ماليزيا تمهد لإدراج الإخوان على لائحة الإرهاب
اعتبر خبراء أن قرار السلطات الماليزية بترحيل 6 مصريين ينتمون لتنظيم الإخوان الإرهابي إلى بلادهم خطوة تمهد لوضع التنظيم على لائحة الإرهاب في كوالالمبور ومشجعة لدول آسيوية أخرى لاتخاذ نفس القرار.
وكانت ماليزيا أعلنت في 5 مارس/ آذار الجاري ترحيل  6 مصريين وتونسيا من أعضاء التنظيم الإرهابي إلى بلادهم الأصيلة بسبب تهديدات أمنية وعلاقتهم بتنظيم "أنصار الشريعة" في تونس.
وأكد الخبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "قرار الحكومة الماليزية رسالة قوية وحادة مفادها بأنه لن تكون مأوى للإرهابيين، أو ملجأ للقادمين من "داعش" وغيره من التنظيمات المتطرفة.
واعتبرت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة في الشأن الآسيوي أن: "الخطوة الماليزية مهمة، وستمهد لإعلان الإخوان تنظيما إرهابيا، بل وستكون مشجعة لدول مجاورة للتخلص من العناصر الإخوانية الإرهابية وترحيلهم".
وأشارت حلمي إلى أن القرار الماليزي يعكس تغييرا واضحا في موقفها من تنظيم الإخوان الإرهابي، خاصة أن إيقاف الـ 6 مصريين جرى عبر سلطات مكافحة الإرهاب في ماليزيا، وليس عن طريق موظفي الإقامة، بما يحمل شبهات التورط في التخطيط لشن هجمات إرهابية، وزعزعة الأمن الداخلي.
وقال المفتش العام للشرطة الماليزية محمد فوزي هارون، في بيان، الأحد: "من بين المشتبه بهم خمسة أشخاص اعترفوا بأنهم أعضاء في تنظيم الإخوان".
وأضاف في بيان: "يُشتبه أن أعضاء المجموعة الإرهابية شاركوا في خطط لشن هجمات واسعة النطاق في دول أخرى، وأن شخصين اثنين اعتقلا في عملية مكافحة الإرهاب".
محاولات قطرية وتركية
وكشفت الدكتورة نادية حلمي النقاب عن أن هناك اتصالات قطرية وتركية مع السلطات الماليزية لوقف ترحيل الـ6 مصريين، اللتين عرضتا استضافتهم، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول هوية الشباب، خاصة أن الدوحة وأنقرة معروفان بمواقفهما الداعمة للتنظيم الإرهابي، وإيواء الكثير منهم على أراضيهما.
وشددت على أن المجتمع الدولي بدأ يستشعر خطورة فكر تنظيم الإخوان الإرهابي، خاصة مع انتشار عمليات التخريب والدمار حول العالم.
وبدروه، أكد سامح عيد الخبير في شئون الحركات الإسلامية لـ"العين الإخبارية" : أن ماليزيا لا ترغب في أن تصنف كدولة داعمة للإرهاب، أو ملجأ للإخوان والفارين من أحكام قضائية في بلادهم.
وأضاف: ترحيل الإخوان رسالة قوية وحادة من الحكومة الماليزية بأنها لن تكون مأوى للإرهابيين، أو ملجأ للقادمين من داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة، فضلا عن سعيها لإبراز التزامها بالاتفاقيات والمعايير الدولية في مكافحة الإرهاب".
وتابع: يظهر القرار أن الحلقة تضيق أكثر فأكثر على تنظيم الإخوان، حيث إن ماليزيا كان البعض يعتبرها ضمن أكبر الملاجئ الشهيرة لتجمعات الإخوان الإرهابية، بجانب قطر وتركيا، لذا جاء القرار للرد على هذه المزاعم.
ولفت إلى أن الحكومة الماليزية تعرضت لهجوم كبير من شباب الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان ترحيل 6 من المصريين.
وقال الدكتور محمد جمعة، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ"العين الإخبارية": إن "الموقف الماليزي مختلف كليا عن الموقف التركي والقطري، حيث إنها حريصة على وجود مسافة، وألا يقترن اسمها بإيواء إرهابيين ومتطرفين".

أخبار اليوم: وزير سابق: سقوط الإخوان صدم الإدارة الأمريكية
قال المهندس هاني محمود وزير التنمية الإدراية الأسبق، إنه تحدث مع السفيرة الأمريكية آن باترسون، قبل ثورة 30 يوينو بأسبوعين، وفوجئ خلال حديقها بأن وجود الإخوان في السلطة يمثل ضرورة حيوية لهم.
وأضاف "محمود"، خلال حوار خاص له ببرنامج "صالة التحرير"، المذاع على قناة "صدى البلد"، أن ذلك الحديث الذي جمعه بالسفيرة الأمريكية يعكس دعم الولايات المتحدة للإخوان بشكل كبير، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية صدمت بعد سقوط نظام الإخوان.

الأهرام: كلمة عابرة المتناقضون حول الإخوان
يُوقِع البعض أنفسهم فى تناقض صارِخ عندما يقولون الشىء وعكسه! مرة يُدينون السادات بأشدّ الألفاظ، لأنه، بكلماتهم، ابتلى مصر باستعادة الإخوان إلى الساحة بعد العزلة التى فرضها عليهم عبد الناصر، وأنه انتشلهم من السجون، وشجَّع من كان منهم قد استبد به الرعب من تصدى الدولة لهم، وسمح لهم بالعمل العلنى، ووعدهم بأن تُغمِض أجهزة الأمن العين عنهم فى اعتداءاتهم على خصومه من الناصريين والشيوعيين..إلخ! ويقول هؤلاء إن هذه السياسة دمَّرت الحياة السياسية فى مصر، وأضرت بالمجتمع المدنى وأشاعت الذعر بين العاملين فى العمل العام من تعقب الإخوان لهم، وأن هذا ارتد بمصر إلى العصور الوسطى..إلخ! ولكن إذا بهؤلاء، وعلى طرف النقيض من موقفهم هذا، يقولون، بعد 25 يناير، إن للإخوان تاريخا وطنيا، وإنهم شركاء فى الثورة! بل واشتطوا فى حماسهم المستجد للإخوان إلى أن أعلنوا تأييدهم لممثل الإخوان فى معركة الرئاسة، وشنوا إرهابا فكريا فى الصحف وعلى التليفزيون أثناء الحملة ضد من تصور أن الأفضل لمصر مؤقتا، فى تلك المرحلة، وبعد أن ضاقت الاختيارات، أن يؤيد منافس الإخوان حتى إذا كان على خط مبارك، لأن السقوط فى هوة الإخوان أشدّ خطرا!
والأكثر غرابة، أن أحداً من هؤلاء لم يقدم نقدا ذاتيا بسبب موقفه من السادات، على الأقل فيما يخص الرأى الجديد بأن للإخوان تاريخا وطنيا، كما لم يسع أحد إلى تفسير رفضه المطلق القديم ضد الإخوان وضد السادات بسبب معاونته لهم!
من حق بعض القائلين بهذه الارتباكات أن يُفتَرَض فيهم حُسن النية، وأن يُعزَى تناقضُهم لقلة العلم والدراية والخبرة السياسية، وقد يكون بسبب الوقوع تحت تأثير الدعاية الإخوانية، أو أى أعذار أخرى، ولكن هذا لا ينطبق على من صاروا يتكسبون من تأييد الإخوان، خاصة بعد أن وقع الاستقطاب وأشهرت بعض الدول الثرية تأييدها للإخوان، وأغدقت بسخاء على من يتحمسون فى نفى الوقائع الدامغة عن جرائم الإخوان الإرهابية، ويشككون فى الأدلة ويطعنون فى محاكماتهم، ويُدلسّون بأن من مصلحة مصر الحوار مع الإخوان والمصالحة معهم!

اليوم السابع: ليلى عبد المجيد: الإخوان يستخدمون لوجوهات الصحف لإضفاء المصداقية على شائعاتهم
أكدت ليلى عبد المجيد عميد إعلام جامعة القاهرة الأسبق، أن جماعة الإخوان الإرهابية تستخدم مواقع التواصل الاجتماعى أسوأ استغلال لنشر الشائعات والأكاذيب داخل المجتمع ، إذ تنشأ حسابات وهمية على الفيسبوك وتويتر تقوم من خلالها بالترويج لحملات ممنهجة ضد الدولة المصرية بهدف ضرب استقرارها وتشتيت وحدة شعبها.
وقالت "عبد المجيد" فى تصريحات لــ"اليوم السابع"، أن الكتائب الإلكترونية للإخوان تصمم لوجوهات لبعض الصحف والمواقع الإخبارية ثم تنشرها على الفيسبوك باستخدام لينكات مزيفة وصور مفبركة لإضفاء طابع المصداقية على الأخبار التى تروج لها، وتسعى لتزييف الحقائق واختراع الأكاذيب بشكل مستمر.
وأوضحت عميد إعلام القاهرة الأسبق، أن جماعة الإخوان أطلقت عدد كبير من الشائعات ضد حملة 100 مليون صحة وحاولت التشكيك فى التطعيمات التى تستخدمها وزارة الصحة فى هذه الحملة كما نشرت شائعات كثيرة حول رغيف الخبز الذى تنتجه وزارة التموين بهدف إثارة أكاذيب مستمرة حول أنشطة الدولة ومؤسساتها فى شتى القطاعات.

ميديل ايست: وقفة عند مراجعات جماعات الإخوان المسلمين واتجاهات تطورها
المراجعة المحظورة أو المراجعات الناقصة قادت إلى وقوع تشققات كبرى في جدران منظومة السمع والطاعة الجماعة مازالت تغلب الأممية الإسلامية على الأولويات الوطنية
لا يكاد يمضي يوم من دون أن يتصدى كتاب ومفكرون ومحللون بالنقد والتحليل والاستشراف لواقع جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة العربية ومآلاتها، وما إن كانت الجماعة قد أجرت ما يكفي من المراجعات لتجربة صعودها وهبوطها، وما إن كانت نجحت في استخلاص ما هو مناسب من دروس "التجربة المرة" التي مرت بها، ودفعت أثمانها.
موجة الإعدامات الأخيرة لنشطاء شباب من الجماعة حفزت أنيت رانكو ومحمد ياغي للتوقف أمام الانقسام الهيكلي للجماعة في مصر، وتوزع الجماعة على تيارين يتنافسان على إرثها وشرعيتها.
بيان الإخوان المسلمين في سوريا دفع كتاب كثر، من بينهم برهان غليون وآخرين، للحديث عن "القومي والأممي" في خطاب الجماعة، وموقفها من "نظرية التغيير".
خليل العناني تناول بالتحليل "الأعمدة الأربعة" لخطاب الجماعة وممارستها (الدعوي، التربوي، الاجتماعي والسياسي) وكيف أفضت "المراهقة السياسية و"نظرية التمكين" إلى تحويل "السياسي" إلى معول هدم لبقية الأعمدة الدعوية والتربوية والاجتماعية التي استندت إليها الجماعة في عملها تاريخيا.
لائحة الاتهام التي تقدم بها 43 نائبا تونسيا من مدارس مختلفة، لما أسموه "التنظيم السري/الخاص" لحزب النهضة ومسؤوليته على جريمتي اغتيال الزعيمين اليساريين محمد البراهمي وشكري بلعيد، فتحت الباب لنقاش حول موقف الجماعة من "العنف" و"الإرهاب"، وما إن كانت تخلصت فعلا من "تجربة التنظيم الخاص" الذي رافق الجماعة منذ نشأتها في موطنها الأول: مصر.
جدوى المراجعات وجديتها
ثمة ما يشبه الإجماع بين معظم المراقبين والمحللين من خارج الجماعة، بأنها لم تجر المراجعة المطلوبة لتجربتها التاريخية الممتدة على مدى تسعين عاما، وبالأخص في العقد الأخير، الذي بلغ فيه نفوذ الجماعة وسطوتها حدا غير مسبوق في تاريخها وتاريخ المنطقة، قبل أن ينهار حكمها وسلطتها، بوتيرة أسرع من وتائر صعودها على أجنحة "الربيع العربي" بثوراته وانتفاضاته.
والمراجعة إن وقعت في هذه الساحة أو تلك، فقد جاءت متجزأة ومنقوصة، فالجماعة على صواب في كل ما هو استراتيجي وبعيد المدى، أما أخطاؤها فتكتيكية، وغالبا فردية، في حين نجمت المآلات الكارثية التي انتهت إليها عن "تكالب" الآخرين عليها، واشتداد "مؤامراتهم" على الإسلام والمسلمين، في إعادة إنتاج متكررة لخطاب "المظلومية" الذي طالما استثمرت فيه الجماعة بكفاءة واقتدار نادرين.
"المراجعة المحظورة" أو "المراجعات الناقصة و"المجتزأة"، قادت إلى وقوع  تشققات كبرى في جدران منظومة "السمع والطاعة" التي قامت عليها الحياة الداخلية للجماعة منذ تأسيسها في العام 1928، فرأينا ولادة أحزاب وتيارات خرجت من رحم الجماعة الأم، بعضها ذهب نحو مزيد من التطرف والغلو والعنف، وبعضها الآخر ذهب في اتجاه تشكيل أحزاب وجماعات "مدنية ـ محافظة" ذات مرجعية إسلامية، في محاولة للسير على خطى حزبي العدالة والتنمية في تركيا والمغرب والنهضة في تونس. وبالرغم من أهمية هذه الانشقاقات وخطورتها على صورة الجماعة ومكانتها ونفوذها، إلا ان الجماعة ستواجه ظاهرة أخرى، لا تقل أهمية وخطورة عن الأولى، وهي ظاهرة الانسحابات والاستقالات الفردية، ولعناصر قيادية عليا ووسطى فيما يشبه حالة "النزيف الدائم"، فضلا عن "عزوف" الشباب والنشطاء عن مزاولة أنشطتهم داخل مؤسسات الجماعة وأذرعها المختلفة، الأمر الذي أبقاها في أدنى درجات النشاط والفاعلية.
تختلف اتجاهات المراجعة ووجهتها ومدى عمقها باختلاف السياق السياسي والأمني الذي تعمل فيه الجماعات المختلفة في الدول المختلفة، ففي الوقت الذي انبثق عن جماعة الإخوان المصرية تيار عنفي (جناح محمد كمال)، تحت ضغط الضربات المؤلمة التي تعرضت لها الجماعة بعد أحداث حزيران/يونيو 2013، فإن المراجعات الإخوانية في الأردن قد انتهت إلى انبثاق تيار "محافظ ـ مدني"، تمكن من "فك ارتباطه" التنظيمي والفكري والسياسي مع الجماعة، وهو يقدم نفسه بأحزابه المختلفة، كتيار وطني ـ ديمقراطي ـ محافظ، ذي مرجعية قيمية وأخلاقية إسلامية، في إعادة تأكيد على الطابع الجدلي للعلاقة بين التطرف والاستبداد، ففي مناخات أقل استبدادا، تتزايد فرص انبثاق تيارات سلمية ومدنية، أما في مناخات الاستبداد والقبضة الحديدة، فإن الوجهة المرجحة لهذه المراجعات، تدفع باتجاه ولادة تيارات أكثر عنفا وأكثر ميلا للغلو والتطرف سياسيا وفكريا، وفي ذلك درس وخلاصة، يمكن للحكومات العربية والمجتمع الدولي أن تتوقف أمامها إن هي أرادت لمجتمعات المنطقة وشعوبها، أن تتجاوز "سيناريو الفوضى".
أعمدة الإخوان الأربعة
تقوم فكرة الإخوان وتنظيمهم على أعمدة أربعة: دعوي، تربوي، اجتماعي وسياسي. المحور السياسي هو الأكثر حداثة بالمعنى النسبي في عمل الجماعة وأولوياتها، وخبرة الجماعة في هذا الحقل هي الأضعف قياسا بخبراتها المتراكمة في الحقول الأخرى.
مقالة رانكو ـ ياغي تورد أرقاما عن أعداد المؤسسات والجمعيات والمراكز التي أغلقتها الدولة المصرية منذ أن أعلنت "جماعة الإخوان المسلمين" تنظيما إرهابيا، منها 1225 جمعية خيرية و105 مدارس و83 شركة و43 مستشفى ومركزَين طبيين كبيرين.
تذكرنا هذه الأرقام بجمعية المركز الإسلامي الأردني، الذراع الاقتصادية ـ الاجتماعية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، والتي عُدّت ثاني أكبر "الصناديق" في الدولة بعد صندوق الضمان الاجتماعي، بما يتوفر عليه من عشرات الجمعيات والمراكز والمدارس والمؤسسات، والجماعة الأردنية، كما المصرية، نجحت في بناء الكليات والجامعات والمستشفيات والمراكز الطبية الكبرى.
ومثلما فقدت الجماعة الأم أعمدة نفوذها وسلطتها الأربعة، بعد إغلاق المؤسسات المذكورة، بالإضافة إلى مقتل ما يزيد عن الـ 800 كادر وناشط وقيادي منذ أواسط العام 2013، وإعدام أكثر من أربعين قياديا وعنصرا، واعتقال عشرات الألوف (40 ـ 60 ألف) وهرب ألوف أخرى إلى المنافي الإجبارية والاختيارية. فإن الجماعة الأردنية، فقدت بدورها أكبر وأطول ذراع لها عندما أقدمت حكومة الدكتور معروف البخيت عام 2006، على "وضع اليد" على جمعية المركز الإسلامي الأردني بمختلف مرافقه، وهي القضية التي ما زالت موضع تجاذب بين الحكومة والجماعة، مع تراجع فرص وحظوظ الجماعة في استرداد سيطرتها على الجمعية، مع كل سنة تمر.
التنظيم السري أو الخاص رافق الجماعة الأم مبكراً
لكن الجماعة الأردنية تبدو محظوظة قياسا بشقيقتها المصرية، فالمقاربة الأردنية في التعامل مع الإخوان المسلمين، تعتمد أسلوب العصا والجزرة، بخلاف الحال في مصر، حيث لا مطرح للجزر على الإطلاق، فيما عصا النظام تبدو غليظة للغاية، وتترك للإخوان واحدا من مصائر ثلاث، لا رابع لها: السجن، القبر والمنفى، وربما هذا ما دفع بأحد أبرز قادة حزب العدالة والتنمية المغربي ورئيس أول حكومة يشكلها الحزب عبد الإله بنكيران للقول: لو عرف إخوان الأردن حجم الضغوط التي يتعرض لها الملك للقضاء عليهم، لأقدموا على تقبيل يديه"، وفي ظني أنه يقصد الضغوط المصرية ـ السعودية ـ الإماراتية على وجه الخصوص.
خلاصة القول، إن التجربة السياسية لجماعة الإخوان في عديد من الدول العربية، لم تقربهم من السلطة، ولم تُبقهم على رأسها بعد أو وصلوا إليها، ولذلك أسباب عدة من بينها ضعف خبرتهم، وميلهم للهيمنة والتفرد والاستئثار، ونظريتهم المؤسسة: تمكين الجماعة، فضلا عن ضيق الآخرين بهم وتآمرهم عليهم، لكن النتيجة بمعزل عن الأسباب، أن خسارة الإخوان في كل مرة لم تكن سياسية فحسب، بل ومست هرم نفوذهم وأعمدة سطوتهم، وخزان مؤيديهم من جيوش الطلاب والعاملين والمستفيدين من مؤسساتهم التربوية والاجتماعية والدعوية.
الجماعة والعنف
في كثير من الدول، انخرطت جماعة الإخوان في ممارسة العنف، تجربتهم في سوريا ومصر واليمن تقف شاهدا على هذا "التورط"، والعنف في أساسه هو الوليد "غير الشرعي" لأفكار سيّد قطب وتعاليمه، التي تكفر جاهلية الدولة والمجتمع. لكن مع التغير الذي أصاب خطاب الجماعة بعد سلسلة من التجارب القاسية والمكلفة، بدأ الحديث عن "العنف" يرتبط بنظرية "الدفاع المشروع عن النفس"، أو "وفقا لنظرية "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، وهو ما أشارت إليه مقالة رانكو ـ ياغي المنشورة على موقع الحرة.
التنظيم السري، أو الخاص، رافق الجماعة الأم مبكرا، وقد تورط في تنفيذ عمليات اغتيال ومحاولات اغتيال في العهدين الملكي والناصري في مصر، والاتهامات لحزب النهضة بالاحتفاظ بتنظيم خاص مسؤول عن جريمتي اغتيال البراهمي وبلعيد تعيد التذكير بتجربة التنظيم الخاص في مصر، حتى وإن لم تثبت الاتهامات بعد على حزب النهضة. فيما "تيار حماة، أو الطليعة المقاتلة" لإخوان سوريا تقدم نموذجا إضافيا على ميل مستدام لممارسة العنف، إن لم يكن لأسباب "تكفيرية" تبرر "القتل الجماعي" الذي لا يستثني المدنيين والأبرياء، فمن باب "القصاص العادل" أو الدفاع عن النفس الموجه ضد قوات الأمن ومؤسسات السلطة ومرافقها.
إذا كان إخوان مصر، تيار محمد كمال، قد تورطوا في إقامة تحالفات وائتلافات مع جهات جهادية مثل "حسم" و"العقاب الثوري" و"لجان المقاومة"، فإن جماعة إخوان سوريا، قد تورطوا في تحالفات (وما زالت) مع جبهة النصرة وتنظيم القاعدة في إدلب ومحيطها، فضلا عن عشرات الجماعات السلفية الجهادية في سوريا خلال السنوات الثماني الماضية.
أما في اليمن، فقد ارتبط التجمع اليمني للإصلاح بعلاقات تحالفية مع جماعات سلفية جهادية في حربه المفتوحة ضد الحوثيين وبدعم من التحالف السعودي ـ الإماراتي، والأمر ذاته ينطبق على ليبيا ومن قبلها على العراق كذلك.
خلاصة القول، إن مراجعات الجماعة لمواقفها من قضايا العنف والإرهاب، وإن كان قد ابتعد بها كثيرا أو قليلا عن نظرية تكفير الدولة وجاهلية المجتمع، إلا أنها ما زالت تجد ما "يشرعن" لجوءها للعنف والإرهاب، إن في نظرية "القصاص" أو بذريعة "الدفاع المشروع عن النفس"، وبما يسمح دائما بإيجاد قواسم مشتركة تسوغ التحالف والعمل المشترك مع السلفية الجهادية بمسمياتها الإرهابية المختلفة. هذا الملف، لم يغلق بعد، ولم تطله المراجعات المطلوبة، حتى بالنسبة للجماعات الإخوانية التي لم تجد نفسها تاريخيا مضطرة للجوء إلى السلاح والعنف.
الأممي والقومي
توالت إعلانات "فك الارتباط" بين فروع الإخوان والتنظيم الدولي للجماعة في السنوات القليلة الفائتة.. بدأت المسألة بحزب النهضة في تونس، ولم تنته عند حركة حماس في وثيقتها الأخيرة. وثمة أنباء تتحدث عن "نية" الجماعة الأردنية لإطلاق إعلان مشابه، كنتيجة لمراجعات تجريها الجماعة، لا نعرف أين وصلت في عمقها وجديتها.
وعادة ما تأتي هذه الإعلانات مترافقة مع تشديد على "الهوية الوطنية/ القومية" للجماعة بوصفها فصيلا وطنيا، يضع في صدارة أولوياته، الأجندة الوطنية للدولة المعنية.
لكن حدثين وقعا متزامنين في الأسابيع القليلة الفائتة، أعادا التذكير بأن الجماعة التي نشأت على نظرية "وحدة الأمة" ـ والمقصود الأمة الإسلامية بمفهومها الفضاض ـ ما زالت تغلب "الأممية الإسلامية" على الأولويات الوطنية، وما زالت تعطي هويتها الدينية مكانة متقدمة على هويتها الوطنية ـ المدنية.
الحدث الأول، تمثل في بيان جماعة الإخوان السوري الذي يستحث تركيا ورئيسها على التسريع في فرض المنطقة الآمنة شمالي سوريا، دونما اعتبار للبعد الوطني والقومي، وفي استخفاف ظاهر للنوايا والأطماع التركية الأجنبية، الأمر الذي أثار امتعاض أوساط سورية معارضة واسعة.
أما الحدث الثاني، فوقع في موسكو وعلى هامش مؤتمر المصالحة الفلسطينية الذي رعته الخارجية الروسية، حين رفضت حركتا حماس والجهاد الإسلاميتان، التوقيع على البيان الختامي لما تضمنه من نص يعتبر منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، الأمر الذي أثار استياء واسعا في أوساط الفلسطينيين الذي يربطون هويتهم الوطنية بالمنظمة، وينظرون إليها بوصفها وطنهم المؤقت إلى أن يستعاد وطنهم الدائم.
في كلتا الحالتين، بدا أن الإخوان يعطون الأولوية للجماعة على الدولة وسيادتها وتمثيلها وهويتها، ولهويتهم الدينية على حساب هويتهم الوطنية، ليبقى التساؤل مشروعا حول مغزى الإعلانات المتكررة عن الانفكاك التنظيمي والفكري عن التنظيم الأم/الدولي، وما إذا كانت الإعلانات المذكورة، دلالة تطور عميق في فكر الجماعة، أو ضربا من ضروب "التقية" تمارسها من باب "الانحناء أمام العاصفة".
قصارى القول، إن الجماعة وعلى الرغم من العواصف والزلازل التي ضربتها في غير ساحة، ما زالت على استنكافها عن إجراء مراجعات استراتيجية ـ فكرية عميقة، من شأنها تجديد وعيها وتأصيله وتجذيره، وهي تتطور باتجاهات مختلفة، تبعا لاختلاف السياقات الأمنية والسياسية والاجتماعية، بعضها يذهب نحو مزيد من الغلو والتطرف والعنف، وبعضها الآخر يذهب نحو ضفاف الاعتدال ويسعى في بلورة تيار مدني محافظ، بمرجعيات دينية أخلاقيا وقيميا، ودنيوية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا... وسوف يتوقف على مصائر هذا المخاض المرير والمديد في أوساط الجماعة، تقرير مستقبلها برمته، بل وربما تقرير مستقبل الأمن والاستقرار في بعض دول المنطقة ومجتمعاتها.