بوابة الحركات الاسلامية : الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية (طباعة)
الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية
آخر تحديث: الإثنين 13/05/2019 12:45 م إعداد: حسام الحداد
الإخوان اليوم.. متابعات

تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 13 مايو 2019


بوابة عين: "الإخوان" يتحركون طلبا للنجاة!

بدأ تنظيم "الإخوان" يتحرك داخل الدوائر الإعلامية والسياسية الأمريكية، من أجل صد توجه الرئاسة الأمريكية نحو تصنيف التنظيم على قوائم الإرهاب. التنظيم استشعر سريعاً خطورة ما ينتظره في حال تم اعتباره إرهابياًّ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يرتبط ذلك ارتباطاً وثيقاً بعقوبات مالية واقتصادية، وهو ما سوف تتضرر منه الشبكة المالية والتجارية التي يديرها ويمتلكها هذا التنظيم في مختلف دول العالم، وسيؤثر ذلك بالضرورة في قدرة التنظيم على الاستمرار في نشاطاته، فضلاً عن الملاحقات التي ستطال العناصر المنتمية إلى هذا التنظيم تحت طائلة القانون.

إن الدفع باتجاه وضع هذا التنظيم على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ينبغي أن يبقى هدفاً رئيسياًّ بالنسبة إلى الدول العربية المتحالفة لمحاربة الإرهاب، وهناك ضرورة ملحة في أن تستمر هذه الدول في تزويد الإدارة الأمريكية بالمعلومات المطلوبة من واقع ما شهدته الدول العربية.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 10 مايو/أيار الجاري مقالاً مطولاً كتبه ديفيد كيركباتريك دافع فيه عن تنظيم الإخوان المسلمين، واعتبر أنه في الوقت الذي يرى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هذا التنظيم إرهابي فإن بعض فروع هذا التنظيم -وفق وصفه- تعتبر حليفة لواشنطن، وأن تصنيف التنظيم دولياًّ على أنه إرهابي سوف يضع واشنطن في إشكالات قانونية عديدة، حسب زعمه. وعدد الدول العربية التي يوجد فيها هذا التنظيم، واعتبر أن أغلبها يعتبر "حليفاً".

سوف يعمل تنظيم "الإخوان" خلال المرحلة المقبلة بشكل مكثف من أجل إقناع مختلف الدوائر السياسية والإعلامية والمالية وغيرها في الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة التأثير في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وثنيه عن التوجه نحو تصنيف التنظيم على قائمة الإرهاب، ومن دون شك سوف تعمل أنقرة وطهران والدوحة ومعها الحزب الديمقراطي عبر قنواتها للحيلولة دون ذلك، لكونها مسألة مصيرية بالنسبة لهم، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بانهيار المشروع "الإخواني" بأكمله في الشرق الأوسط.

إن الفهم القاصر لحقيقة تنظيم "الإخوان المسلمين" يدعو البعض إلى الاعتقاد بوجود أجنحة مدنية سلمية وأخرى انتهجت العنف، في حين أن البنية الأساسية لهذا التنظيم ترتكز بشكل كبير على العمل فوق السطح بصورة ديمقراطية مدنية سلمية، بينما يفرخ التنظيم من تحت الطاولة العناصر والجماعات الإرهابية، ويعمل على تغذيتها وتجنيدها في خدمة مصالحه. زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن جاء من أصول "إخوانية"، والأمر نفسه ينطبق على "أبوبكر البغدادي" زعيم تنظيم "داعش"، وهذه نماذج رئيسية ومهمة عند الحديث عن طبيعة عمل تنظيم "الإخوان المسلمين"، وهناك العديد من الأمثلة الأخرى التي تؤكد أن هذا التنظيم هو الأب الشرعي والروحي لسائر التنظيمات الإرهابية، وأنه البوابة الرئيسية نحو الإرهاب والعنف والتطرف.

ولذلك فإن الدفع باتجاه وضع هذا التنظيم على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ينبغي أن يبقى هدفاً رئيسياًّ بالنسبة إلى الدول العربية المتحالفة لمحاربة الإرهاب، وهناك ضرورة ملحة في أن تستمر هذه الدول في تزويد الإدارة الأمريكية بالمعلومات المطلوبة من واقع ما شهدته الدول العربية حتى تكون هناك حجة قوية تستخدمها الإدارة الأمريكية في صد الحملة الديمقراطية التي سترفض وضع التنظيم على قائمة الإرهاب.

الخليج اونلاين: الإخوان: التحرك الأمريكي إزاء الجماعة تغطية على "صفقة القرن"

قال الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين محمود حسين إن التحرك الأمريكي تجاه الجماعة "جاء للتغطية على بدء الاستعدادات لتنفيذ ما يسمى بـ"صفقة القرن"، التي تعتبر "النكبة الجديدة". 

جاء ذلك في كلمة له على هامش الإفطار السنوي الرابع للجماعة في "أتومان هوتيل"، بمدينة إسطنبول، اليوم الأحد، بحضور أكثر من 500 شخصية من مصر والعالم. 

وشارك في الإفطار السنوي العديد من القيادات العربية والتركية، بينهم ياسين أقطاي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، وحميد الأحمر عضو البرلمان اليمني، ومحمد حكمت مراقب جماعة الإخوان في سوريا، وماهر أبو جواد رئيس حركة حماس في الخارج.

وأضاف حسين، في الكلمة الافتتاحية أن "الإدارة الأمريكية لم تقدم أي مسوغات قانونية أو سياسية لوضع الإخوان على قوائم الإرهاب". 

ولفت إلى أن "البرلمان والحكومة في بريطانيا قاما بتبرئة ساحة الإخوان من العنف والإِرهاب قبل أعوام، والبرلمان البريطاني أكد أن الإسلاميين السياسيين جدار حماية في وجه التطرف العنيف". 

وشدد على أن "كل من اختار طريق العنف أو التكفير أو التطرف الفكري خرج من الجماعة أو أخرجته". 

وقال: إن "على ثوار الجزائر والسودان أن يديروا المرحلة الانتقالية بأكبر درجة من اليقظة والبصيرة.. نحذر من التدخل الأجنبي في ليبيا وصراع المصالح والقتل العشوائي للمدنيين". 

من جانبه، أوضح ماهر أبو جواد، رئيس حركة حماس في الخارج، أن "صفقة القرن مشبوهة لا يقف أمامها اليوم إلا المقاومة وجماعة الإخوان المسلمين". 

وشدد: "نحن مستهدفون بحرب صريحة وحرب باردة وحرب اقتصادية وحرب إعلامية".

و"صفقة القرن" هي خطة سلام بين دولة الاحتلال والأنظمة العربية، وتعتزم الولايات المتحدة الكشف عنها في يونيو المقبل.

ويتردد أن تلك الخطة تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة "إسرائيل"، بينها وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين.

وأسست جماعة "الإخوان" عام 1928، وبينما تعد حالياً في مصر والسعودية والإمارات "جماعة إرهابية"، فإن لها حضوراً في أكثر من 80 دولة حول العالم، عبر انتشار فكري وخيري أو هياكل تنظيمية لمؤسسات أو أحزاب أو جماعات.

صدى البلد: خالد الجندي عن دعمه لإسرائيل: الإخوان هم من باعوا أوطانهم.. 

قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن جماعة الإخوان الإرهابية تزايد على وطنية العلماء المسلمين، ويتهمونهم ببيع قضية البلاد، ووجود حالة من حالات التمييع والتطبيع.

وأوضح «الجندى»، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون» المُذاع على فضائية «dmc»، أن جماعة الإخوان الإرهابية تزايد على علماء المسلمين، بنشر أخبار كاذبة عن وجود حالة من التطبيع مع الكيان الإسرائيلى، فيما أن الإخوان هم من باعوا الوطن.

وأضاف: أنه ليس هناك إخواني إلا وباع بلده، التي تربى على ترابه وأكل من خيراته، وباع أقوامه الذي نشأ بينهم، وباع دينه، الإخوان قد حرضوا على القتل، منوهًا بأنه إذا كان هناك صديق للكيان الصهيوني فهو منكم، فلم ننس خطابكم إلى « بيريز» والذي لم يكن إلا في عهدكم. وأشار إلى أن كراهيتنا للنظام الصهيوني ليس معناه إهانة الإسلام ومعتقداته، التي تتمثل في احترام وتوقير الأنبياء ورفع قدرهم ولا شأن لنا بمن ينتحل وظيفتهم، منوهًا بأن الملاعين الذين قطعوا الرؤوس وقاموا بالعمليات الإرهابية واستهدفوا جيوش المسلمين وسفكوا الدماء واعتدوا على النساء وخطفوا الأولاد، ونشروا الخراب وهجروا دول وكانوا يرفعون راية : «لا إله إلا الله محمد رسول الله».

البوابة نيوز: «قـطر» و«الإخوان» 

بعد أحداث ١٩٥٤ وتورط الإخوان فى محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، تم توجيه ضربة موجعة للجماعة والقبض على قياداتها ومحاكمتهم، كانت هذه هى عملية الفرار الأولى لقيادات الإخوان للخارج، تبع ذلك عملية ثانية للفرار عام ١٩٦٥ بعد تورط الجماعة فى قلب نظام الحكم والقبض على قادة كبار خططوا لاغتيال جمال عبدالناصر وهو ما تم تسميته بـ «تنظيم سيد قطب»، ولجأ معظم قيادات الإخوان الفارين إلى «قطر»، وكان معظم هذه القيادات من رفقاء حسن البنا مؤسس الجماعة أو من الرعيل الأول للجماعة وتلاميذه الذين تأثروا بالتنظيم السرى للجماعة، وكانوا ضمن أعضائه الذين شكلوه طوال الثلاثين عامًا الأولى من عمر الجماعة ومنهم: يوسف القرضاوى وعبدالبديع صقر وحسن المعايرجى وعزالدين إبراهيم وأحمد العسال وعبدالحليم أبوشقة وكمال ناجى.

من خلال هذه المجموعة انتشر فكر الإخوان بين الشباب القطرى بعد أن عملوا فى جهات معظمها يخدم أفكارهم ومنها «وزارة الأوقاف ومديريات المعارف التعليم والمعاهد الدينية» ومنذ عام ١٩٩٥ وتحديدًا خلال السنوات الأولى من عهد «حمد بن خليفة» تم حل تنظيم الإخوان فى قطر وانصهر التنظيم مع القطريين بعد أن أسس «القرضاوى» كلية الشريعة فى جامعة قطر، ووصل «صقر» لمنصب مدير للمعارف ودار الكتب، ثم عين مستشارًا ثقافيًا لحاكم قطر، وتولى «المعايرجى» منصب أمين عام حركة البحوث العلمية وقام بالتدريس لأولاد الشيخ أحمد بن على آل ثانى حاكم قطر الأسبق وكان من تلاميذه «الشيخ حمد بن خليفة» حاكم قطر السابق ووالد الأمير تميم حاكم قطر الآن، وعُين «عبدالحليم» مديرًا لإحدى المدارس لمدة ١٢ عامًا، وعُين «الأعظمى» أمينًا للمكتبة الوطنية العامة بعد أن وطد علاقة قوية مع الأسرة الحاكمة ليس هذا فقط، بل إنهم أنشأوا جمعيات خيرية وجمعيات شرعية ومؤسسات دعوية لخدمة أهدافهم

لماذا نقول ذلك؟ ولماذا نرصُد هذه الوقائع؟ لإثبات أن قطر والإخوان ليس فقط «إيد واحدة» بل إنهما أصبحا منذ نصف قرن «واحد»، فـ«فكر قطر» هو «فكر الإخوان»، وتوجهات قطر هى نفس توجهات الإخوان، وأموال قطر موجهة لخدمة أهداف الإخوان، وأراضى قطر تؤوى قيادات الإخوان الهاربين، وقنوات قطر وصحفها تُدافِع عن الإخوان، وفتاوى مشايخ قطر تخدم مصالح الإخوان، بل إن سياسة قطر أصبح كل همها أن تقف صفًا واحدًا مع «الإخوان».

الحياة: "الإخوان المسلمون" والغرب

يشير حسن البنا في "مذكرات الدعوة والداعية" إلى أن تفكيره بتأسيس جماعة "الإخوان المسلمين" في آذار (مارس) 1928 يعود إلى أسباب عدة. ويذكر منها: "إلغاء الخلافة الإسلامية من قبل أتاتورك - الغزو الغربي العنيف والمسلح" (ص 57- 58)، ما جعله يفكر في "وجوب القيام بعمل إسلامي مضاد"(ص 59). لم يكشف البنا في البداية عن الوجه السياسي للجماعة، بل أعطاها قناعاً تربوياً - اجتماعياً خلال فترة التأسيس في مدينة الإسماعيلية.

بعد الانتقال إلى القاهرة وتأسيس مركز الجماعة هناك في 1932، بدأت تكتسب تدريجاً شكل التنظيم السياسي. وفي 1936 وقفت ضد المعاهدة بين حكومة مصطفى النحاس باشا والإنكليز، التي يصفها البنا بأنها تشكل "إجحافاً كبيراً بحقوق مصر واستقلالها الكامل" (ص 316).

لا يطرح البنا أمام التحدي الغربي شكل المقاومة السياسية فقط، بل يطرح بالتكافل معه مشروعاً فكرياً مضاداً من أجل الوصول إلى "عمل إسلامي مضاد": "ها هو الغرب يظلم ويجور... فلم يبق إلا أن تمتد يد شرقية قوية يظللها لواء الله وتخفق على رأسها راية القرآن" ("مجموعة رسائل حسن البنا"، "دار الأندلس" بيروت 1965، ص169). من الواضح هنا أنه يعتبر "الجماعة" الحامل السياسي - التنظيمي لهذا المشروع.

لم يدخل البنا في تفاصيل رؤيته الفكرية للغرب، ولا في تفاصيل المشروع الفكري الخاص بالعمل الإسلامي المضاد. يمكن تلمس هذا عند سيد قطب في كتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام" (عام 1949)، إذ هناك تأكيد بأن "الكارثة التي أطبقت على الإسلام، إنما كانت في هذا العصر الحديث حين غلبت أوروبا على العالم وامتد ظل الاستعمار الصليبي، وغشي العالم الإسلامي كله شرقاً وغرباً، وأرصد لقتل الروح الإسلامية كل قواه مستمداً دفعته من العداء الصليبي الموروث" ("دار الشروق"، القاهرة 1993، ص 186). ثم يحدد العلاقة بين العالمين الغربي والإسلامي بالتالي: "العالم الغربي هو في الوقت ذاته عدو لنا وعدو لديننا بوجه خاص" (ص191)، وهو في ذروة صراع الكتلة الرأسمالية الغربية والكتلة السوفياتية الشرقية يرى أن "لا يخدعنا أن نرى الصراع قوياً وعنيفاً بين كتلتي الشرق والغرب... لا يوجد اختلاف في طبيعة التفكير الأميركي والروسي، فكلتاهما لا تملك إلا فكرة مادية عن الحياة، وكلتاهما قريبة في طبيعة تفكيرها من الأخرى... إنما تتنازعان النفوذ على العالم... أما الصراع الحقيقي العميق، فهو بين الإسلام وبين الكتلتين الغربية والشرقية معاً" (ص 214).

يرى سيد قطب أن المشروع الإسلامي البديل المضاد، هو مشروع شامل: "الإسلام منهج. منهج حياة... منهج يشمل التصور الاعتقادي الذي يفسر طبيعة الوجود ويحدد مكان الإنسان في هذا الوجود، كما يحدد غاية وجوده الإنساني، ويشمل النظم والتنظيمات الواقعية التي تنبثق من ذلك التصور الاعتقادي... كالنظام الأخلاقي... والنظام السياسي وشكله وخصائصه، والنظام الاجتماعي وأسسه ومقوماته، والنظام الاقتصادي وفلسفته وتشكيلاته، والنظام الدولي وعلاقاته وارتباطاته" ("المستقبل لهذا الدين"، "مكتبة وهبة"، القاهرة 1960، ص 3. ترجم هذا الكتاب إلى الفارسية من قبل علي خامنئي).

يمكن مما سبق تلمس أن موقف "الإخوان" من الغرب، يحوي بنية من طابقين: موقف فكري - ثقافي وموقف سياسي.

في الثلاثينات، كانت الحركية السياسية لتنظيم جماعة "الإخوان المسلمين" في موقف مضاد تفارقي مع الغرب البريطاني المسيطر على مصر. ظهر هذا في الموقف من معاهدة 1936، وفي التحالف مع الملك فاروق الذي كان على تضاد مع زعيم "حزب الوفد" مصطفى النحاس باشا، الذي عقد تلك المعاهدة، ووقف "الإخوان" مع القصر ضد "الوفد" والإنكليز، بالتحالف مع شخصيات مثل علي ماهر رئيس الديوان الملكي ثم رئيس الوزراء (آب 1939- حزيران 1940)، من أجل الدفع باتجاه حيادية مصر في الحرب العالمية الثانية، وعدم الانجرار وراء إنكلترا في حربها مع الألمان والطليان، حتى حسمت لندن الأمر في 4 فبراير 1942، عندما اقتحمت الدبابات البريطانية "قصر عابدين" وفرضت على الملك فاروق تعيين النحاس باشا رئيساً للوزراء.

عند انتخابات البرلمان التي دعا إليها زعيم "الوفد"، اتجه حسن البنا نحو إجراء استدارة كبرى عن مواقفه السابقة، إذ اختار دعم سياسي لوزارة تدعمها لندن، مقابل تعهد النحاس باشا بغض النظر عن النشاط التنظيمي لـ "الجماعة"، مختاراً التنازل في الفكر والسياسة لصالح تمكين التنظيم "الإخواني"، الذي شهد نمواً كبيراً بين الأعوام 1943 و1945، وهذا ما ساعد، على الأرجح، على عدم موته بتأثير ضربات الأعوام 1949 و1954 و1965. وهذا ما أعطى صورة عن براغماتية ليست بلا ضفاف موجودة عند تنظيم الجماعة، لم تمنع العودة بسرعة إلى صدام "الإخوان" و"الوفد" في الفترة الممتدة بين الأعوام 1946 و1950، ولا وقوف "الإخوان ضد "معاهدة صدقي - بيفن" في عام 1946، مطالبين بالجلاء قبل أي اتفاق مع لندن، كما أنها لم تمنع اشتراك "الإخوان" في حرب العصابات ضد الإنكليز في منطقة القناة إثر إلغاء وزارة النحاس باشا في 1951 لمعاهدة 1936.

كان هناك استدارة أكبر عند "الإخوان" نحو الغرب إثر صدامهم مع عبدالناصر في 1954، بعدما استدار الأخير في خريف العام 1955 نحو موسكو مبتعداً عن الغرب: هذه الاستدارة عند الجماعة، كانت ذات طابع سياسي – تنظيمي وليس فكري - ثقافي، وقفت فيه مع واشنطن والرياض ضد جمال عبدالناصر في حرب اليمن (1962-1970) ووقفت فيه مع واشنطن ضد موسكو في حرب أفغانستان (1979-1989). انتهى هذا في "حرب الخليج" الأولى العام 1991، عندما وقفت كل تنظيمات "الإخوان المسلمين"، عدا الفرع الكويتي، مع العراق ضد التحالف الدولي - العربي الذي وقف ضد صدام حسين وغزوه الكويت.

في عام 2005، بدأ يظهر اتجاه عند واشنطن لتقديم أردوغان كنموذج إسلامي في وجه بن لادن، بتأثيرات تفكير أميركي جديد إثر ضربات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وبدأت في ذلك العام محادثات أميركية مع التنظيم العالمي لـ "الإخوان المسلمين"، نتج عنها ضغط أميركي على الرئيس المصري حسني مبارك لإشراكهم ("الإخوان") في انتخابات مجلس الشعب ودخول ("الحزب الإسلامي العراقي")، وهو الفرع "الإخواني" المحلي، في وزارة نوري المالكي الأولى في عام 2006.

وفي الفترة الممتدة بين الأعوام 2011 و2013، وبتأثير "الربيع العربي" وسقوط الرئيس المصري حسني مبارك، حصل تلاقي بين "الإخوان" وواشنطن، أثمر غطاء أميركياً لوصولهم إلى السلطة في القاهرة، قيل إنه أتى بالترافق مع تعهد "الإخوان" بعدم المس بثلاث قضايا: المعاهدة المصرية – الإسرائيلية، المصالح الأميركية واقتصاد السوق، ثم جرت استدارة أميركية سريعة عن ذلك منذ صيف العام 2013 مع حركة 3 تموز (يوليو) بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي، التي أسقطت حكم "الإخوان" في القاهرة، ثم ترجم ذلك في تونس ضد "حركة النهضة".

خلال ست سنوات تفصل المنطقة عن يوم الثالث من تموز 2013، من الواضح أن هناك اتجاهاً غربياً أميركياً - أوروبياً، بدعم إقليمي من دول الخليج، نحو استئصال جماعة "الإخوان المسلمين" من المشهد السياسي. أحد أشكال ذلك، هو التوتر الأميركي - الخليجي تجاه حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يحاول اتقاء مفاعيله عبر الاقتراب من موسكو وطهران.

يأتي الإجراء الأخير عند إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو إدراج التنظيم العالمي لـ "الإخوان المسلمين" ضمن المنظمات المصنفة أميركياً كـ "منظمات إرهابية"، ليشكل ذروة الطلاق بين الغرب و"الإخوان".

خلال السنوات الست الماضية، من الواضح أن هناك ضدية فكرية - سياسية - تنظيمية ظهرت بين "الإخوان" والغرب، بعد تلاقٍ سياسي - تنظيمي امتد من العام 1954 وحتى العام 1989، ومن ثم في الفترة الممتدة بين 11 شباط (فبراير) 2011 والثالث من تمّوز 2013.

مصراوي: الديهي: إبراهيم صلاح كان وزير خارجية الإخوان وحلقة الوصل بالاستخبارات الدولية

أكد الإعلامي نشأت الديهي أن القيادي الإخواني إبراهيم صلاح يعد الذراع الخارجية لتنظيم الإخوان.

وأضاف الديهي، مقدم برنامج "أهل الشر" المذاع عبر فضائية "TEN"، اليوم الأحد، أن إبراهيم صلاح استطاع أن يمسك جميع الخيوط الدولية لجماعة الإخوان، حيث كان بمثابة وزير خارجية للتنظيم، مؤضحًا أن الإخواني إبراهيم صلاح يعد حلقة الوصل والتواصل مع جميع أجهزة الاستخبارات الدولية.

وتابع مقدم "أهل الشر" بأن إبراهيم صلاح انضم إلى جماعة الإخوان وهو يبلغ من العمر 16 عامًا، حيث كان من أوائل مَن تشربوا بأفكار مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، معقبًا: "إبراهيم صلاح كان من ضمن الجماعة التي حاصرت منزل حسن الهضيبي المرشد الثاني للإخوان المسلمين، ويُقال إنه كان من ضمن الجماعة التي حاولت اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالمنشية".