بوابة الحركات الاسلامية : "من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية (طباعة)
"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
آخر تحديث: الجمعة 07/06/2019 10:32 ص إعداد: فاطمة عبدالغني
من يتصدى للمشروع
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، مشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم الجمعة 7 يونيو 2019.

تحت عنوان: "الشرعية" تتقدم بالضالع وتحبط هجمات حوثية في أبين، قالت صحيفة الاتحاد الإماراتية: حررت قوات الشرعية اليمنية مسنودةً بالتحالف العربي مناطق وقرى سكنية بين محافظتي الضالع وتعز، كما أحبطت محاولة تسلل نفذتها الميليشيات باتجاه مناطق مديرية «لودر» بمحافظة أبين، وشنت مقاتلات التحالف العربي غارات نوعية على مواقع وتحركات لميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران في معقلها محافظة صعدة أقصى شمال البلاد، جاء ذلك فيما واصلت الميليشيات خروقها النارية لاتفاق السلام في محافظة الحديدة مجددةً قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع قوات المقاومة.
وذكرت مصادر عسكرية ميدانية، أن قوات المقاومة المشتركة وقوات الحزام الأمني في الضالع شنت هجوماً مباغتاً على ميليشيات الحوثي الإرهابية على مواقع تمركزها على أطراف مديرية «الأزارق» الواقعة غرب الضالع ومتاخمة لمديرية «ماوية» التابعة لمحافظة تعز، مشيرةً إلى أن القوات المشتركة عززت سيطرتها على قرى «الرباط، الشجفا، والشبهة» غربي «الأزارق»، وحررت منطقة «مقلان» التابعة لمديرية «ماوية»، ومنطقة «الصليب» الواقعة بين مديريتي «ماوية والحشاء». وأدى الهجوم إلى قطع أحد طرق إمدادات الميليشيات الإرهابية من «ماوية» إلى «الحشاء» التي زالت بعض مناطقها خاضعة لسيطرة الميليشيات.
إلى ذلك، استهدفت مدفعية الجيش مواقع لميليشيات الحوثي في منطقة «الفاخر» بمديرية «قعطبة» شمالي المحافظة. وأسفر القصف عن مصرع 26 من عناصر الميليشيات بينهم القيادي محمود الشرفي، والقيادي عبدالمجيد البشيري، والقيادي محمد بجير، علاوة على تدمير عدد من الآليات التابعة لها.
وتواصلت أمس، الاشتباكات بين قوات المقاومة المشتركة وميليشيات الحوثي على الأطراف الشمالية والغربية لمديرية «قعطبة» شمال غرب الضالع. وقال القائد الميداني في اللواء الثاني عشر عمالقة، أبو همام الضالعي، في تصريح نشره المركز الإعلامي لألوية العمالقة: «لقد أتينا من جبهة الساحل الغربي لمساندة إخواننا في مختلف جبهات القتال المشتعلة في الضالع، وسنلاحق الميليشيات وندحرها من كل شبر من المحافظة حتى نعيدها إلى جبال مران خلال الأيام القريبة القادمة».
وأكد الضالعي أن «قوات العمالقة تمكنت من التصدي وكسر كل عمليات التسلل لميليشيات الحوثي في جبهة مريس، وتكبيدها خسائر فادحة في العتاد والأرواح رغم محاولاتها في مختلف الجبهات في تورصة وحجر والفاخر ومريس»، لافتاً إلى أن «معنويات المقاتلين مرتفعة وكل يوم يسطرون أروع البطولات ضد الميليشيات».
في غضون ذلك، أحبطت قوات الجيش اليمني محاولة تسلل نفذتها ميليشيات الحوثي باتجاه مناطق مديرية «لودر» التابعة لمحافظة أبين.
وأفاد مصدر عسكري لـ «الاتحاد» أن مجاميع حوثية حاولت التقدم عبر «عقبة ثرة» الاستراتيجية الفاصلة بين محافظتي أبين والبيضاء، لافتاً إلى أن قوات الجيش والمقاومة المرابطين في المنطقة رصدت تحركات الميليشيات المتسللة قبل أن تندلع معارك عنيفة بين الجانبين. وأشار المصدر إلى أن المواجهات العنيفة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات التي تراجعت إلى الخلف عقب فشل محاولة تقدمها باتجاه المناطق المحررة في مدينة لودر.
وأكد قائد جبهة «ثره عقبة» طه حسين أبوبكر، أن «قوات الجيش والأمن والمقاومة المرابطين في الجبهة يسطرون أروع التضحيات والانتصارات ضد الميليشيات الحوثية»، مشيراً إلى أن انهزام ميليشيات الحوثي التي باتت اليوم تعيش انكسارات كبيرة في مختلف جبهات القتال.
وأضاف أن قوات الجيش والمقاومة تتعامل بحزم مع كل محاولات التسلل والتقدم التي تنفذها الميليشيات الانقلابية بين الحين والأخرى من جبال «ثرة» الاستراتيجية، لافتاً إلى أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من شن هجمات عنيفة على مواقع ميليشيات الحوثي في أعلى قمة «ثرة» ما خلف قتلى وجرحى في صفوف عناصرهم. وشوهدت عدد من الأطقم العسكرية التابعة للميليشيات الحوثية وهي تقوم بنقل عدد من جثث قتلاهم وعناصرهم المصابين صوب مدينة البيضاء قادمين من جبهات القتال في «ثرة» وفق ما أفاد به سكان محليون في مدينة «مكيراس» الفاصلة بين أبين والبيضاء.
إلى ذلك، شنت مقاتلات التحالف العربي، أمس، غارات نوعية على مواقع وتحركات لميليشيات الحوثي في معقلها محافظة صعدة أقصى شمال البلاد. واستهدفت 4 غارات مواقع للميليشيات في مديرية «منبه» الحدودية مع السعودية غرب صعدة، فيما دمرت 17 غارة، في غضون 24 ساعة ماضية، مواقع وتحركات للحوثيين في مديرية «باقم» الشمالية، في حين أصابت ضربات جوية أخرى أهدافاً تابعة للميليشيات في مديرية «كتاف» شمال شرق المحافظة. وأوقعت الضربات الجوية قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات ودمرت معدات وآليات عسكرية وقتالية تابعة لها.
وفي سياق متصل، واصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية خروقاتها النارية لاتفاق السلام في محافظة الحديدة، وجددت قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع قوات المقاومة المشتركة في مدينة الحديدة ومديريات الدريهمي والتحيتا وحيس ومنطقة «الجاح» الساحلية التابعة لمديرية بيت الفقيه. ودفعت ميليشيات الحوثي مجدداً بتعزيزات مسلحة إلى منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا، وصعدت هجماتها على مواقع القوات المشتركة في المنطقة ما أسفر عن مقتل جندي وجرح ثلاثة آخرين.
وأضافت الصحيفة أصيب جنديان يمنيان و3 مدنيين بانفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون على جانب طريق رئيسي في مديرية «دارسعد» شمال مدينة عدن.
وأفاد مصدر أمني لـ «الاتحاد»، أن مجهولين فجروا عبوة ناسفة لحظة مرور طقم عسكري تابع لقوات «اللواء الثالث عمالقة» المشارك في عملية تحرير محافظة الحديدة بالساحل الغربي، مشيراً إلى أن العبوة من الصنع المحلي، وتم وضعها في ثلاجة مياه تالفة في الطريق العام المعروف بطريق «عدن - تعز» شمال مديرية «دارسعد». وأضاف أن الهجوم أسفر عن إصابة جنود كانوا على متن الطقم العسكري إلى جانب مواطنين كانوا قرب موقع الهجوم.
وأشار المصدر إلى أن قوات الأمن انتشرت في محيط موقع الانفجار وشددت من إجراءات التفتيش في محاولة منها لضبط العناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم الإرهابي.

وتحت عنوان: «أمهات المختطفين»: وفاة معتقلين بسبب التعذيب في سجون حوثية، قالت صحيفة الخليج الإماراتية: أعلنت رابطة أمهات المختطفين، أمس الخميس، مقتل مختطفين اثنين تحت التعذيب في سجون الحوثيين بمحافظة الحديدة غربي اليمن. وعبرت الرابطة، في بيان، خلال الوقفة الاحتجاجية التي نفذتها، صباح أمس، عن قلقها الشديد إزاء تزايد الانتهاكات بحق المواطنين، من اختطاف وتعذيب أدى إلى مقتل اثنين منهم تحت التعذيب، خلال الأيام الماضية، واستمرار إخفاء العشرات في سجون سرية، واختطاف النساء دون رادع إنساني أو أخلاقي، وحمَّلت الأمهات في بيان للوقفة، جماعة الحوثي المسلحة حياة وسلامة جميع المختطفين والمخفيين قسراً، «فجرائم الاختطاف والتعذيب لا تسقط بالتقادم، وأنه مهما مر الزمن سوف يُحاسب مرتكبوها». وطالب البيان الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضغط لإنقاذ المختطفين والمختطفات.

وتحت عنوان: التخريب الحوثي يعيث فساداً في الحديدة، قالت صحيفة البيان: فقدت الأعياد والمناسبات الدينية في المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإيرانية بريقها ورونقها الخاص، بفعل الممارسات القمعية التي تنفذها الجماعة بحق المواطنين والتضييق المستمر على حياتهم، وإمعانها في استخدام أعمال العنف والترهيب ضد كل مخالفيها فكرياً وسياسياً، ما جعل العيش تلك المناطق جحيماً لا يطاق.
وتعتبر مدينة الحديدة نموذجاً واضحاً يكشف إلى أي مدى وصل إرهاب جماعة الحوثي للشعب اليمني، فالمدينة التي كانت يوماً قبلة للسياحة الداخلية بما تمتلكه من شواطئ ومتنزهات جميلة حولتها الميليشيا إلى ما يشبه ثكنة عسكرية كبيرة وأغلقت مداخلها بحقول الألغام والخنادق والأنفاق والخرسانات الإسمنتية وأقامت نقاطاً أمنية على طول ساحل المدينة لمنع المواطنين من الوصول إلى الكورنيش.
حيث إن عذرها الوحيد في ذلك أنها حولت المتنفس الذي يقضي فيه الناس أوقات فراغهم إلى حقل ألغام لصد قوات المقاومة اليمنية المشتركة، أما المتنزهات فقد احتلتها بقوة السلاح وسرحت الآلاف من موظفيها الذين كانوا يعيلون أسرهم من العمل بها وكانت تمثل لهم مصدر رزق وحيداً، وهذه قصة أخرى من مسلسل المأساة اليمنية.
تتساءل الشابة منيرة عبدالله، وهي من سكان مدينة الحديدة، عن العيد وفرحته التي سلبتها ميليشيا الحوثي وتضيف منيرة لـ«البيان»:
بأي حال عاد لنا عيد الفطر ونحن لم نستطع حتى التعبير عن فرحتنا به في أول أيامه واضطرتنا الميليشيا للبقاء في بيوتنا وتظاهرنا بالصوم خوفاً من ملاحقتها لكل من يحتفل بالعيد في غير اليوم الذي حددته هي مسبقاً، وفي حال فكرنا بالاحتفال فلا يوجد مكان نذهب إليه أصلاً، فكل المتنزهات مختطفة في حوزة الميليشيا.
كان لدينا في السابق منتجع «حديدة لاند» ومنتزه الربيع ومنتزه نصف القمر، وكان لدينا حدائق كثيرة للتنزه مثل حديقة أرض الأحلام وحديقة الشعب التي أصبحت إما معسكرات محظور الاقتراب منها وإما «مقايل» يجلس فيها عناصر الميليشيا ويمضغون القات بشكل مقزز ويتحرشون بالنساء.
وتردف أماني: بالنسبة للسواحل فقد كان عيدنا لا يكتمل إلا بالخروج إلى كورنيش الحديدة وساحل الكثيب، لكن من يقترب منه الآن أو يحاول دخوله فيعلم الله ما العقوبة التي ستلحقها به ميليشيا الحوثي أو سيفقد حياته بلغم من ألغامها، ولذلك نقول بأي حال عدت يا عيد ونحن مسجونون في مدينتنا ولا نستطيع ممارسة حياتنا والتعبير عن فرحتنا بالطريقة التي نريدها وفي المكان الذي نختاره.
ويروي المواطن اليمني سعيد معروف (40 عاماً) كيف حرمته جماعة الحوثي من عمله هو وكل زملائه الموظفين في منتجع «حديدة لاند» الواقع جنوب شرق مدينة الحديدة والذي أصبح معسكراً للميليشيا كبقية منتجعات المدينة.
يضيف معروف: كان المنتجع يمثل بالنسبة لي ولزملائي الشيء الكثير، إذ لا يوجد لدينا أي دخل غير الراتب الضئيل الذي نتقاضاه نهاية كل شهر مقابل عملنا، وكانت الأعياد مناسبة لزيادة الإقبال وبالتالي زيادة رواتبنا.
لكن منذ عيد الفطر الماضي ونحن محرومون من جني أرباح الموسم ومحرومون من عملنا طوال العام بعد احتلال المنتجع من قبل الميليشيا، ففي بداية عام 2018 جاء أحد المشرفين الحوثيين ومعه العشرات من المسلحين واقتحموا المنتجع ونصبوا فيه المدافع ومنصات الصواريخ وطلبوا منا المغادرة فوراً، وعندما اعترضنا عليهم وقلنا لهم من أين سنطعم أولادنا إن فقدنا عملنا فرد علينا المشرف الحوثي بكل غرور «الذي يريد أن يطعم أبناءه فلا طريق سوى جبهة الحرب».
تعمل الميليشيا بكل الوسائل على امتهان كرامة اليمنيين ومحاربتهم في أرزاقهم وتسيير حياتهم حسب رغبتها ومزاجها السياسي والديني ووضعهم أمام خيارات الأمر الواقع الذي تفرضه بالحديد والنار.
فمن لم يمت جوعاً سيتحول إلى مقاتل في صفها مقابل الفتات الذي تجود به عليه، وهذا ما تفكر به عقلية الجماعة الإرهابية التي تسعى لجعل المجتمع اليمني مجرد وقود دافع لمشروعها الإيراني، وهو الأمر الذي اضطر الكثيرين إلى النزوح من بيوتهم نحو المناطق المحررة طلباً للحرية والعيش الكريم.

وتحت عنوان: الميليشيات تنهب مساعدات أيتام اليمن... وتزج بهم في جبهات القتال، قالت صحيفة الشرق الأوسط: فوق الحرمان من حنان الأبوة، يقابل اليتيم في اليمن بانتهازية واستغلال من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية، إذ تتعدد معاناة الأيتام في اليمن، فمن شظف الحياة والفقر والمرض، إلى الابتزاز والنهب والتجويع والزجّ بهم في الجبهات.
ويقول عاملون في دار الأيتام في صنعاء، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، إن ميليشيات الحوثي أقالت المسؤولين القائمين على الدار وعيّنت خلفاً لهم من أتباعها بهدف الاستحواذ على مقدرات وإيرادات الدار من العقارات التابعة لها، التي تصل إلى ملايين الريالات شهرياً. ولم تكتف الميليشيات - وفق العاملين - بنهب المساعدات التي تقدّم لدور الأيتام الحكومية، بل فرضت مبالغ مالية كبيرة على المؤسسات والجمعيات الأهلية التي تهتم بالأيتام، وأرغمتها على توريدها دعماً للمجهود الحربي، وأيضاً على استقطاع 20 في المائة من السلال الغذائية والحقائب المدرسية ومن كل مشروع تنظمه الدور لمصلحة المشرفين الحوثيين.
ويؤكد وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبد الحفيظ، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الميليشيات تعمل على هدم كل قيم التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع اليمني، من خلال النهب وأكل حقوق الآخرين بأي شكل كان، وهو الأمر الذي انعكس على الجمعيات الخيرية ودور الأيتام، فكثير من الأعمال الخيرية أوقفوها وقاموا بنهبها، فهم يتعاملون كجماعة لصوص ينهبون كل شيء».
ويضيف: «يتعاملون مع كثير من دور الأيتام بقسوة شديدة حيث يأكلون حقوقهم، ويرغمون كثيراً من الأطفال الأيتام على الذهاب إلى الجبهات، مستغلين احتياجاتهم للعيش، وليس لهم أحد سيدافع عنهم، ومن يستهن بإزهاق روح الأيتام فلن يتوانى عن أكل حقوقهم». ويتهم الوكيل عبد الحفيظ مشرفي الميليشيات الحوثية بأنهم نهبوا كل دور الأيتام واستغلوها أبشع استغلال، وقال: «إن فئات الأيتام من أكثر الفئات الاجتماعية التي عانت أشد ويلات العذاب من هذه الجماعة».
ويتمنى المسؤول اليمني «أن يكون لكل المنظمات الداعمة الموجودة في صنعاء دور في إنقاذ هؤلاء الأطفال، إن كان لها فعل ودور حقوقي وإنساني في اليمن». وكانت تقارير حقوقية يمنية أشارت إلى أن الجماعة الحوثية انتهكت الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية، وقامت بعد انقلابها باقتحام دور الأيتام ونهب محتوياتها وتغيير المناهج التعليمية وامتصاص كل مواردها المالية.
ويروي مدرب مهني في مؤسسة اليتيم التنموية، الواقعة في حي النهضة، شمال غربي صنعاء - فضّل عدم ذكر اسمه - حكاية اقتحام المؤسسة التي تهتم بتدريب وتأهيل الأيتام من أجل الانخراط في المجتمع وإيجاد فرص عمل، يقول: «قامت جماعة مسلحة تابعة للحوثي باقتحام المؤسسة، وحاولت أخذ الأدوات والورش والآلات التي يتدرب عليها الأيتام على الحرف والمهارات كتعليمهم الخياطة والحياكة والتطريز والسجاد اليدوي والملابس والمشغولات الجلدية والإلكترونيات والنجارة والحدادة». ويضيف: «بعد مفاوضات اضطررنا إلى إعطائهم مبلغاً مالياً إلى جانب عدد من المنتجات التي تنتجها المؤسسة في الورش الإنتاجية».
ويقول رئيس جمعية يمنية تهتم بكفالة الأيتام ورعايتهم، لـ«الشرق الأوسط»، إن جماعة الحوثي فرضت عليهم أسماء أطفال ومراهقين تابعين للجماعة، وتخصيص معونات مالية لهم، مشيراً إلى أن الجمعية لا تستطيع تحمل ذلك، إذ إن كل المخصصات المالية محددة لأيتام تمت كفالتهم من قبل فاعلي خير وبمبالغ محددة. ويضيف: «نحن في طريقنا إلى توقيف كل الأنشطة وإغلاق الجمعية بسبب ما ندفعه للحوثيين، وبسبب إحلال الأسماء الحوثية بدل الأيتام المعتمدين».
ويعبّر مختصون اجتماعيون عن قلقهم من إصرار جماعة الحوثي على «الزجّ بالأيتام إلى جبهات القتال وحرمانهم من العيش الكريم من خلال النهب الممنهج للدور والمؤسسات والجمعيات الراعية للأيتام وتجويع الأيتام عمداً لأيام متواصلة، بعد سرقة المواد الغذائية الخاصة بهم، وبيعها في السوق السوداء».
وبحسب المختصين، «تمارس الميليشيات جميع أصناف الضغوط على الدور والمؤسسات الناشطة في رعاية وكفالة الأيتام من أجل إقامة أنشطة طائفية ومحاضرات حضّ على الذهاب إلى الجبهات، كما تفرض تدريس الملازم الحوثية».
ويكشف أبو حسين، وهو محاسب مالي في جمعية تهتم بكفالة اليتيم، عن بعض الممارسات التي تنتهجها ميليشيات الحوثي، قائلاً: «أول عمل تقوم به جماعة الحوثي بعد اقتحام الدور هو البحث عن الكشوفات المالية، والموازنة للدار، وأسماء الداعمين وكافلي الأيتام». ويضيف: «طلبت الجماعة في أكثر من جمعية ودار للأيتام أرقام فاعلي الخير وعناوينهم، وهذا مخالف للاتفاق بين الجمعية أو الدار وكافل اليتيم الذي يطلب السرية»، مشيراً إلى أن أغلب الجمعيات رفضت ذلك، وهو ما جعلها عرضة للنهب والمضايقات والابتزاز.
وتقول أم هارون، التي توفي زوجها في حادث انقلاب سيارة: «قدّر الله لأولادي أن يعيشوا أيتاماً نصارع شظف العيش ونقاوم المرض وضحّيت من أجلهم، ولن أسمح للحوثيين بأخذهم إلى الجبهات، لهذا أخرجتهم من دار الأيتام بصنعاء». وتضيف أم هارون، وهي في العقد الثالث من العمر: «أعرف كثيراً من الأمهات لم تسمح لهن حالتهن المعيشية الصعبة أن يتحملن تكاليف إخراجهم من الدور، سواء تحمل نفقات المواصلات أو تكاليف المعيشة لهم بعد إخراجهم».
ويصف مدرس بدار الأيتام، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، حالة البؤس التي يعيشها الأيتام في الدور الحكومية جراء تسلط الميليشيات على مصاريف التغذية ومخصصات العلاج والتعليم ويقول: «يعيش الأيتام حالة صعبة، فقد أفرغت جماعة الحوثيين الدور من كل إمكاناتها وصادرت مستحقات المتعهدين بالتغذية والأطباء الذين يعالجون الأيتام ومخصصات العلاج وصفّرت الحسابات المالية وتسلطت على الأموال التي يتبرع بها فاعلو الخير والمتكفلون بالأيتام».
ويستغيث القائمون على جمعيات كفالة الأيتام من ممارسات الميليشيات الحوثية غير الأخلاقية، الساعية إلى إيقاف التحويلات المالية من الكافلين للأيتام والمتبنيين لهم، ونهبها، وكذلك منع إيصال الكفالة المالية للأيتام.
ويقول العاملون في هذه الجمعيات إن الجماعة الحوثية قامت بسحب كل الحوالات المالية الواصلة إلى أغلب الجمعيات الناشطة في تبني وكفالة اليتيم، سواء من داخل اليمن أو من فاعلي الخير من خارج اليمن، وعندما علم الكافلون امتنعوا من تحويل المبالغ، والبعض الآخر منهم بات يتواصل مع الأيتام بشكل شخصي.
واتجهت الميليشيات الحوثية نحو تفريخ جمعيات ودور أيتام في كل المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وبالمقابل غيّرت المسؤولين في الدور التابعة للدولة، من أجل أن تسيطر على كل الموارد، سواء المالية أو العينية، التي تحصل عليها الدور من المنظمات الداعمة أو فاعلي الخير أو التجار.
أمّ مانع، في العقد الرابع من العمر، مات زوجها إثر جلطة قلبية قبل 8 سنوات تاركاً وراءه 4 أبناء تكفّل بهم فاعل خير عبر إحدى الجمعيات، وكانت تحصل شهرياً على مبلغ مالي من الجمعية، مقابل إيجار سكن ومعيشة، لكن ميليشيات الحوثي أوقفت الدعم عنها بحجة أن فاعل الخير توقف عن إرسال المبلغ.
وتقول أم مانع: «حاولت مراجعة الجمعية دون فائدة، ولكن أحد الموظفين بالجمعية أخبرني بصفة شخصية أنه تم استبعادنا بتوجيه من مشرف حوثي، ولكن الكافل اتصل بنا بعد ذلك وأرسل لنا المبلغ مباشرة».
وكانت الميليشيات الحوثية اقتحمت دار أيتام مدينة الحديدة (غرب)، وخطفت جميع الأطفال، ودفعت بهم إلى جبهات القتال، لتعويض النقص البشري في صفوفها، فيما حوّلت عدداً من دور الأيتام في البيضاء وحجة وصعدة وعمران وذمار إلى معسكرات تدريبية أو مقرات للميليشيات.
كما رصد حقوقيون يمنيون قيام الميليشيات الحوثية الانقلابية بنهب مساعدات إنسانية لمنظمات إغاثية دولية، في إحدى دور الأيتام بمحافظة المحويت (شمال غربي صنعاء) عقب اقتحامها ونهب محتوياتها وإفراغ مخازنها. ويتجاوز عدد الأيتام في اليمن المليون ونصف المليون يتيم، فيما يبلغ عدد الدور والمؤسسات التي تهتم برعاية وكفالة اليتيم 10 دور، سواء أكانت تتبني كفالات كاملة أم جزئية، في حين يصل أعداد الأيتام الذين تتبناهم الدور (سكن وتغذية ومعيشة وتعليم وصحة) إلى نحو 100 ألف يتيم، وأكبرها دار الأيتام في شارع تعز جنوب العاصمة صنعاء، ودار الرحمة الواقعة في حي بيت بوس.
ويصل عدد الدور والجمعيات التي تعمل على كفالة الأيتام، وهم في بيوتهم، إلى نحو 300 مؤسسة أو جمعية، ويتم تكفل المؤسسة أو الجمعية باليتيم، أو تبحث له عن كافل، ويتمّ إعطاؤهم مبالغ شهرية حسب قدرة الكافل، ولا تقوم هذه الجمعيات بكفالة الإيواء.
وفي ظل تردي الأوضاع المعيشية في اليمن، تقدّر إحصائيات المنظمات الدولية أن 18.8 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية في اليمن، و10 ملايين شخص بحاجة لمساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، مع وجود مليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، و3 ملايين نازح، و3 ملايين شخص فقدوا أعمالهم ومصادر الرزق.
وعلّقت بعض المنظمات دعمها للجمعيات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين لإقامة مشروعات أو أنشطة بهذا الخصوص، لعدم قدرة الجمعيات على إخلاء الذمة المالية، في ظل ازدياد الإتاوات والجبايات من قبل ميليشيات الحوثي، كما عمل الكافلون للأيتام على التواصل مع الأيتام وإعطائهم مبلغ الكفالة بشكل مباشر دون العودة إلى الجمعيات.
يشار إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن يقوم بتبني عدد من المشروعات لرعاية الأيتام وحماية أسر الأيتام، من خلال تأمين الإيواء وتقديم الرعاية الصحية والنفسية والغذاء والوسائل التعليمية في محافظات عدن وتعز والجوف والبيضاء ومأرب وحضرموت ومناطق الساحل الغربي.

وتحت عنوان: اليمن.. مجلس الأمن يبحث إرسال مراقبين مسلحين للحديدة، قال موقع العربية نت: أفاد مراسلنا في نيويورك، الجمعة، أن عدة أعضاء في مجلس الأمن بدأوا يفكرون جدياً في إمكانية إرسال مراقبين دوليين مسلحين إلى الحديدة من أجل مراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار.
وأوضح أن تفويض المراقبين الدوليين في اليمن سينتهي بحلول نهاية هذا الشهر (يونيو)، وبالتالي سيتوجب على الأمم المتحدة تجديد التفويض، حيث سيتم ذلك في الغالب خلال جلسة الاستماع الى إحاطة المبعوث الأممي مارتن غريفثس في السابع عشر من الشهر، ولكن كثيرين من أعضاء مجلس الأمن، وفي مقدمتهم بريطانيا، بدأوا يفكرون جدياً في إرسال مراقبين مسلحين (أي قوات حفظ سلام مسلحة) إلى اليمن لمراقبة وقف إطلاق النار وتنسيق إعادة الانتشار.
إلى ذلك، أشار إلى أن الأمم المتحدة تتحدث بصورة مكثفة إلى الحوثيين لدفعهم إلى التعاون، وقد طلبت وساطة عمان في هذا الشأن للضغط عليهم.
كما أكد أن ميليشيات الحوثي ترفض منح ما يسمى تأشيرات الدخول إلى المراقبين الدوليين، تؤهلهم الدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها، موضحاً أن "هناك 15 فقط مما مجموعه 75 مرقباً منحوا التفويض بالتوجه إلى اليمن".
وتابع قائلاً إن إرسال قوات حفظ سلام ومراقبين مسلحين وبتفويض من مجلس الأمن سيحل هذه المشكلة، حيث لن يحتاج مراقبو حفظ السلام إلى تأشيرات بعد حصولهم على تفويض المجلس.
ولعل العقبة الأبرز في اتجاه إرسال قوات حفظ سلام إلى اليمن، تكمن في إمكانية عرقلت كل من روسيا والصين هذا التوجه باستخدام الفيتو على الرغم من جدية البريطانيين والأميركيين في هذا الشأن.