بوابة الحركات الاسلامية : تنظيم المهاجرين.. داعش بريطانيا (طباعة)
تنظيم المهاجرين.. داعش بريطانيا
آخر تحديث: الإثنين 11/11/2019 02:04 م حسام الحداد
تنظيم المهاجرين..
فيما تسود حالة من القلق العديد من الدول الأوروبية بشأن عودة المتطرفين من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي من سوريا والعراق، فإن بريطانيا تواجه مشكلة مختلفة تتمثل في عودة ظهور خلية إرهابية محظورة نشأت على أراضيها أطلقت على نفسها اسم «المهاجرون». ويعد التنظيم العائد المتورط في تفجيرات لندن 2005 أحد أكثر الشبكات إفرازاً للمتطرفين.
وعملت الحكومة البريطانية عقب وقوع هذه الاعتداءات على اعتماد قانون لمكافحة الإرهاب وشرعت بالفعل في اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتطرفين وحكمت على العديدين منهم بالسجن وعلى بعضهم بالإقامة الجبرية لعشر سنوات أو أكثر.
ويعتبر تنظيم المهاجرين أكبر بوابة للإرهاب في تاريخ بريطانيا الحديث ، أسسها رجل الدين المثير للجدل الشيخ “عمر بكري محمد”، بدأ “تنظيم المهاجرين” نشاطه ببريطانيا في الثمانينات من القرن الماضي، ظل الداعية المتطرف “أنجم شودري” في بريطانيا هو وجه الجماعة التي أعادت تقديم نفسها في صورة جماعات أخرى، مثل “الإسلام للمملكة المتحدة” و”الحاجة للخلافة”، وانبثق من “تنظيم المهاجرين” جماعتي ” “الغرباء” و”الفئة الناجية .
وفى نفس السياق هناك العديد من الجماعات المرتبطة بهذا التنظيم ضمن القطاع الأكاديمي مثل كلية لندن للشريعة، وفي القطاع الاجتماعي مثل السجناء المسلمين الذي يديره المسمى عبد الموحد ومنظمات دفاعية مثل الطوارئ الإسلامية ،ولكل وحدة محلية أميرها الخاص، في حين هناك أكثر من زعيم في المناطق الكبيرة مثل بيرمنجهام ومنطقة مانشستر الكبرى ،يقوم كل أمير بإفادة القيادة التي تعلوه بكل النشاطات والتطورات، وهم دائما مسؤولون عن تنظيم الحلقات الدراسية الخاصة التي تشدد على العقيدة الراسخة.
وكشفت دراسة أجرتها مؤسسة “توني بلير فور جلوبال تشينج” في أكتوبر 2017 أن الطريق الذي يسلكه غالبية الجهاديين البريطانيين يمر عبر جماعات إسلامية تدّعي أنها غير متطرفة، وأن (13%) فقط من الجهاديين البريطانيين قضوا وقتا في السجن بتهم جنائية، ويعني ذلك أن الشخصية الجهادية البريطانية تأتي من خلفية أيديولوجية وليس بسبب التهميش المجتمعي .
وتناولت الدراسة عينة من “الجهاديين” المتطرفين البريطانيين مكونة من (113) رجلاً و(18) امرأة، وشملت عينة الدراسة شريحة من المتطرفين من بينهم مثقفون ومقاتلون وأثرياء وفقراء وطلاب متفوقون وتجار مخدرات، ووُجد أن أكثر من ثلثيهم لديهم صلات قوية ب(6) أشخاص تحديدا من بينهم “عمر بكري محمد وأنجم تشودري” ،وانضم (50%) من بين الأفراد ذوي الصلات ببعض الجماعات الإسلامية إلى جماعة “المهاجرين” المحظورة أو إحدى الجماعات التابعة لها، كما ظهرت جماعة أخرى تدعى “حزب التحرير”، ويُعدّ عمر بكري محمد أحد أهم الشخصيات الستّ المؤثرة، وهو قائد الفرع البريطاني لهذه الجماعة في الفترة ما بين 1987 و1996.

قيادات “تنظيم المهاجرين”
أنجم شودري : 
ولد شودري، عام 1967، هو ابن تاجر من أصل باكستاني، دخل مدرسة " مولجراف"، الابتدائية، في ولويتش.
 التحق كطالب طب في جامعة ساوثهامبتون، حيث كان يعرف باسم اندي، ولكنه فشل في امتحانات السنة الأولى وحول إلى كلية الحقوق، وحصل على ليسانس 1990-1991 في غيلدفورد.
 قبل أن ينتقل إلى لندن لتعليم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، عمل كمحامي بعد أن وجد عملًا في شركة قانونية وأكمل المؤهلات القانونية له.
كان ناشطاً اجتماعياً وسياسياً بريطانياً مسلم، وشغل منصب رئيس جمعية "المحامين المسلمين"، وساعد في تأسيس تنظيم "جماعة المهاجرين".
 نظمت هذه المجموعة عدة مظاهرات مناهضة للغرب، في أثناء حرب الخليج الثانية، بما في ذلك مسيرة احتجاجية محظورة في لندن، حيث تم استدعاء شودري للمثول أمام المحكمة، وتم حل هذه الجمعية بعد قرار الحكومة البريطانية بفرض حظر عليها.
وبعد ذلك ساعد تشكيل جماعة "آل الغرباء"، التي تم حظرها أيضًا، ثم أصبح المتحدث باسم "إسلام فور يو كية". 
تزوج عام 1996، ولديه أربعة أطفال.
مواقف شودري
انتقد أنجم شودري، تدخل بريطانيا، في حربي العراق وأفغانستان، وأشاد بهجمات 11 سبتمبر 2001، وهجمات 7 يوليو 2005، كما دعم تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء بريطانيا، وخرج بمظاهرات حاشدة للمطالبة بتطبيق الشريعة، وبعد ذلك حُكم عليه لتنظيم مظاهرة غير قانونية.
الانضمام لمنظمة إرهابية
أصدرت الشرطة بيانًا لتوضيح ملابسات اعتقال اندي و 8 آخرين، قائلة إن الأشخاص التسعة ألقي القبض عليهم للاشتباه بانضمامهم إلى منظمة محظورة ودعمها، وذلك بالمخالفة للفصلين الحادي عشر والثاني عشر من قانون الإرهاب لسنة 2000، وتشجيع الإرهاب، بالمخالفة للفصل الأول من قانون الإرهاب لسنة 2006، وجرى استجواب شودري، في مركز شرطة ساثارك جنوب لندن.
والجدير بالذكر أن بريطانيا رفعت مستوى التحذير من الخطر إلى "حاد" وهو ثاني أعلى مستوى تحذير ويعني أنه من المرجح بدرجة كبيرة وقوع هجوم، وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن ما يسمى بــ"تنظيم الدولة الإسلامية" في كل من سوريا والعراق يمثل أكبر خطر أمني واجهته بلاده إلى الآن.
وقال شودري بعد الإفراج عنه إن اعتقاله كان بسبب "دوافع سياسية"، وإن الغرض منه كتمان صوته أثناء التصويت الذي أجراه مجلس العموم حول مشاركة بريطانيا في التدخل العسكري في العراق. 
وقال شودري إنه سئل أثناء التحقيق عن انضمامه لأى منظمات قبل حظرها بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.
شرطة مكافحة الإرهاب، كانت قد شنت حملة أمنية، لتفتيش ما يقرب من 18 مبنى سكنى وتجارى والخاصة بالمشتبه فيهم في قضايا متعلقة بالإرهاب، 11 منها في شرق لندن، وآخر في غرب لندن، وثالث في شمال غرب لندن، وخمسة أخرى في جنوب لندن، ومبنى آخر في ستوك أون ترينت، في وسط غرب المملكة المتحدة.
وقالت الشرطة إن الاعتقالات لم تكن درءًا لتهديد أمني فوري، لكن الرجال التسعة احتجزوا للاشتباه في أنهم يشجّعون الإرهاب، وينتمون إلى منظمة محظورة بمقتضى قوانين الإرهاب ويدعمونها.
 وأضافت في بيان "الاعتقالات وعمليات التفتيش جزء من تحقيق مستمر بشأن الإرهاب المتصل بالإسلاميين".
علاقة شودرى بـ"عمر بكرى"
كانت السلطات البريطانية حظرت جماعة المهاجرون أو إسلام فور يو كية ـ الإسلام للمملكة المتحدة في العام 2010.
واشتهرت المنظمة حين أقامت احتفالات في ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، ووصفت منفذي الهجمات بأنهم "العظماء التسعة عشر.
وفرّ آنذاك مؤسس المهاجرين من بريطانيا، وهو السوري المعتقل في سجون لبنان "عمر بكري" عام 2005، خشية مواجهة حكم بالسجن المؤبد لتأييده العمليات الإرهابية وتشجيعه على الإرهاب ضد بريطانيا، ويعتبر شودرى آنذاك الذراع الأيمن لعمر بكرى.
و في عام 2002 عقدوا اجتماع حاشد في 25 أغسطس، و تم استدعاء شودري إلى محكمة بو ستريت في 14 يناير 2003، بتهم  التظاهر وإظهار اشعارات دينية، وذلك باستخدام جهاز تضخيم الصوت "، و" إلقاء خطاب عام. 
وفي العام نفسه قدّم شودري حديثًا عن التعليم في سلاو، حيث لخص أفكاره لنظام مواز للتربية الإسلامية في بريطانيا.
في عام 2004 قام شودري وبكرى، بإنشاء مدرسة  تحت عنوان "جاميح الإسلامية" ، كانا يلقيان فيها المحاضرات الخاصة ، وحضر أكثر من 50 شخصًا من المسلمين، ومعظمهم كانوا أعضاء في جماعة المهاجرين.
وفي سبتمبر 2006، اتهم بأنهم يديرون المدرسة في تدريب وتجنيد الإرهابيين، فقامت الشرطة بمهاجمة المدرسة وتفتيشها.
ووفقا لشهادة من تنظيم القاعدة المشتبه بهم المحتجزين في معسكر الاعتقال بخليج جوانتانامو في عام 1997 و 1998 ومجموعات من نحو 30 من أتباعه عقد معسكرات تدريب في المدرسة، والتي شملت التدريب ببنادق AK47 والمسدسات، وقاذفة صواريخ وهمية.
وفي يوليو 2003 ، تمت مداهمة مقر جماعة المهاجرين، ومنازل بكري وشودري، عقب إصدار قانون مكافحة الإرهاب، أعلنت الحكومة حظر جماعة المهاجرين، من العمل في بريطانيا. 
في شهر أغسطس غادر بكرى المملكة المتحدة للبنان، حيث ادعى أنه كان في عطلة، بعد مغادرة محطة وقال "لن أعود إلى بريطانيا إلا كزائر أو كسائح"، تم استبعاد بكري من العودة إلى بريطانيا من قبل وزير الداخلية تشارلز كلارك، على أساس أن وجوده في بريطانيا "ليس يخدم الصالح العام".
اتهامه بتسفير شباب أوربي للجهاد في سوريا:
كانت صحيفة ديلى تيلجراف، قالت إن جماعات تابعة لشودري شجعت ما يصل إلى 80 من الشبان المسلمين في بريطانيا و250 إلى 300 شخص من مختلف أنحاء أوروبا – على الانضمام إلى تنظيم القاعدة في سوريا.
وقالت الصحيفة إنه وفقاً لتحقيقات واسعة أصبحت شبكة الداعية الإسلامي أنجم شودري "أكبر بوابة للإرهاب في تاريخ بريطانيا الحديث".
ويبرز التحقيق أيضاً الروابط بين جماعة المهاجرين التي يرأسها شودري، ومرتكبي العديد من الهجمات الإرهابية الرئيسية، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية في شهر يوليو في لندن.
ويقول شودري إن الذهاب إلى سوريا لقتال الأسد، "بالتأكيد شيء نبيل جداً للقيام به"، وإن "البريطانيين والأمريكيين أنفسهم يفكرون في دعم الجيش السوري الحر.
وعند سؤاله عما إذا كان متورطاً في إرسال مقاتلين إلى سوريا، قال "لا ليس حقاً.. أنا لا أجند مقاتلين لإرسالهم إلى الخارج ... ولكننا نهتم ببعض القضايا.
وقال شودري إن مشكلته كانت فقط مع حكومة المملكة المتحدة وليس شعبها- "لقد ولدت هنا، لقد نشأت هنا، وأنا أحب بريطانيا، ربما يعتقدون أنني إرهابي، ولكن من يهتم بما تعتقده السلطات".
موقفه من داعش
قال شودري، خلال مقابلة في إحدى الصحف الأوروبية، إن الدولة الإسلامية هي المجتمع الذي يريد أن يعيش فيه هو وعائلته، كما دافع عن أفعال داعش الإرهابية (الصلب والرجم حتى الموت والذبح).
وبسؤاله عن الصحفي الأمريكي "جيمس فولي" الذي نحرته داعش في سوريا، نفى معرفته به، وقال إنه ربما كان جاسوساً على التنظيم، مبررًا بذلك إعدامه على يد داعش، مشيرًا إلى أن مصير جميع الذين لا يؤمنون بالقرآن الكريم جهنم.
وأضاف شودري بأن الشريعة فيها أحكام كثيرة عن الذبح والقتل وأن تطبيق الشريعة بدأ منذ عهد الرسول محمد "عليه السلام" واستمر لنحو القرن السابع بمجيء الإمبراطورية العثمانية، مؤكدًا أن بريطانيا ستصبح دولة إسلامية في عام 2050 وسيتم تطبيق الشريعة الإسلامية فيها بشكل كامل. 
وشدد شودري على أن ما يحدث في العراق نتيجة للتدخل الأمريكي وارتكاب فظائع وجرائم إنسانية في سجن أبو غريب.
وقال: حال تطبيق الشريعة الإسلامية سيرفض التظاهر وسيعدم اللوطيين والمرتدين، ولن يسمح بشرب الكحول، كما سيتم منع الموسيقى منعًا باتًا، إضافة إلى تحريم المسرح والفنون بكافة أشكالها.
عمر بكري محمد: 
جهادي إسلامي سلفي لبناني، سوري من أصول حلبيّة، وهو حائز على الجنسيّة اللبنانيّة ومقيم في مدينة طرابلس اللبنانيّة،  ولد بحلب السورية عام 1958، درس في المعهد الشرعي في جامع المصيطبة وكان عضواً في جماعة " عباد الرحمن " وكذلك كانت له دراسات إسلامية مع بعض قادة الجماعة الاسلامية عندما انطلقت من عباد الرحمن.
ترك سوريا عام 1977م بعد أن حصل على دبلوم في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة بدمشق وتوجه إلى لبنان، حيث أن والده حصل على الجنسية اللبنانية بقرار جمهوري في وقت سابق عام 1967م. 
  وخلال الحرب في العام 1975، غادر لبنان مباشرة إلى السعودية حيث درس في المدرسة الصولتية في مكة وهي مدرسة تدرّس علم الاصول الفقهي على المذاهب الأربعة وخاصة العقائد عن المدرسة المارودية والمدرسة الاشعرية.
وكان يعمل آنذاك في الشركة الموحدة للكهرباء (قسم شؤون الموظفين) عاش في السعودية فترة حيث التقى بعض علماء المسلمين من القارة الهندية، آنذاك كان ما يزال شافعي المذهب، التقى بالشيخ إسرار أحمد وهو تلميذ الشيخ أبو الاعلى المودودي كان قد استقل عن الجماعة الإسلامية في باكستان ، وبعدها سافر إلى السعودية في موسم الحج، واعتقل هناك في مدينة جدة عام 1984م وفي الرياض عام 1985م ؛ لانتمائه لجماعة محظورة، عام 1983م، وعقب خروجه من المعتقل تم طرده وغادر إلى بريطانيا عام 1985.
الولاء لأسامة بن لادن:
أسس حزب التحرير، وأطلق عليه متبعوه بأنه "آية الله توتنهام"، فهو أول من انتهج العنف لغير المسلمين في بريطانيا ضد الهنود السيخ والمسيحيين الأفارقة، وفي عام 1996 شهد الحزب انقسامات بين بكري والأعضاء، لينشق  بكري  عن حزبه مكونا منظمة "المهاجرون" ليكون أميرا لها منذ ذلك الحين حتى عام 2003، وفي أكتوبر2005، أعلن بكري تحول "المهاجرون" إلى "حركة الغرباء الأصولية".
تعهد بكرى بالولاء لزعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن"، لكنه في نفس الوقت، نفي أن يكون قد دعا المسلمين في بريطانيا إلى حمل السلاح .
وانشق عام 1996م عن تنظيم حزب التحرير الإسلامي ولكنه ظل أميرا على تنظيم المهاجرين، و له آراء متشددة حول المحكمة الدولية و حزب الله اللبناني وزعيمه حسن نصر الله و الشيعة بشكل عام ولكنها تغيرت مع مرور الوقت وأثارت هذه التغيرات موجة من الجدل خاصة في الأوساط الدينية خاصة السلفية في لبنان.
بريطانيا تحل التنظيم التابع لبكرى
وقامت السلطات البريطانيّة بحل التنظيم التابع لبكرى، رسمياً في أكتوبر 2000، لكنه استمر في الخفاء دون علم السلطات البريطانية، إلا أن قام هو بحل الجماعة في 2004 ، مبررا ذلك أنه من أجل وحدة الإسلام، وقام بعد ذلك بقيادة مظاهرة حاشدة أمام السفارة الأمريكية بلندن، والتي هتفت لتأييد زعيم تنظيم القاعدة آنذاك، "أسامة بن لادن"، كما أنها أحرقت العلم الأمريكي، وكانت المظاهرة قد قامت بسبب تدنيس القرآن في جو انتموا.
وبالرغم أن الجماعة قد تم حلها إلا أن "توني بلير" أعلن أن أي منظمة تتبع نفس المنهج سيتم تجريمها.
إلا أنه تحدى هذا القرار، و صرح أنه لن يبلغ الأمن البريطاني حال معرفته لأى أحداث إرهابية قد تقع هناك، وكان الداعية المتشدد قد خضع لتحقيق بسبب خطابه التحريضي، لكن لم يتم إدانته.
وأثارت تصريحات بكري غضب الكثيرين؛ حيث أنه حمل الشعب البريطاني جزءًا من المسئولية على الأحداث الإرهابية التي وقعت في العاصمة البريطانية "لندن"؛ لأنه لم يقم بالجهد الكافي لإيقاف ما تقوم به الحكومة البريطانية من جرائم في كل من العراق وأفغانستان.
وفى 7 يوليو عام 2005 قام أربعة أشخاص، هم  حمد صديق خان، وشاه زاد تنوير ، وحسيب حسين، وجيرمين ليندسي، بعملية انتحارية حيث هاجموا بقنابل منزلية الصنع 3 قطارات أنفاق وحافلة بعملية انتحارية أودت بحياة 52 شخصا في لندن، ووصف آنذاك "عمر بكري" هؤلاء الانتحاريين بـ"الرباعى الأسطوري".
هروب بكري إلى لبنان
وعقب هذا الهجوم الانتحاري، استطاع الهرب من بريطانيا بعدما آوته عشرين عاما ، إلى لبنان عندما شعر أن يوم القبض عليه قد صار وشيكا، بعد تصريحاته المستفزة لهم بأن العالم صار أفضل بعد 7 يوليو، وتلقيبه قتلة 11 سبتمبر "بالعظماء التسعة عشر".
وقال بكري إن منظمته المهاجرون لا علاقة لها بالهجوم 
ملاحقة السلطات اللبنانية له
ومن اللافت أن بكري الذي ينكر ارتباطه بتنظيم "القاعدة" أو جبهة "النصرة" وينفي وجودهما في لبنان، كان قد صرّح لصحيفة "ديلي تلغراف"  أن مجموعته تنظيم "الغرباء" وكذلك تنظيم "القاعدة" مستعدان لشنّ عمليات انتحاريّة ضدّ نظام الرئيس السوري بشّار الأسد. 
وقد أضاف "في عمليّتَين أو ثلاث عمليات للقاعدة ستجعل حزب البعث السوري يهرب من السلطة".
وبدأت السلطات اللبنانية في ملاحقته، بتهمة الانتماء الى عصابة مسلحة وحيازة واقتناء مواد متفجرة للقيام بأعمال إرهابية، حيث هرب حتى لا يتم اعتقاله ومحاكمته، وحسب تصريحه من مكان اختباؤه فهو يقضى يومه في خلوة داخل غرفة مفروشة في شقة صغيرة شبه فارغة في عمارة، يتفرغ فيها طوال الوقت للصلاة والعبادة وقراءة القرآن، ومطالعة الكتب ومتابعة الأخبار، متصفحاً شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
 وإذا ما حان وقت الغروب ينزوي إلى مكان صغير لا نافذة له، كي يضيء لمبة تساعده على القراءة في الليل، من دون أن ينتبه الجيران، كونهم لا يعرفون عن وجود سكان في الشقة المجاورة.
حرية في لندن وقيود لبنان!!
اعتبر بكري، خلال بيانه الصادر عن المكتب الإعلامي الخاص به و" التابع لتنظيمي الغرباء والمهاجرون"، أن الهجمة عليه في لبنان أقسى وأشد من الهجمات التي كان يتعرض لها في بريطانيا، كونها كانت إعلامية في بريطانيا، وليست قضائية ولا أمنية ولا بوليسية كحالته في لبنان فالهجمة تأخذ طابعا بوليسيا، مغلفا بغطاء قضائي وسياسي وإعلامي ممنهج لخدمة هذا الفريق أو ذاك.
وحول ما افتقده بعدما انتقل من لندن إلى لبنان عام 2005، قال بكري:  "افتقدت كثيرا الهامش القانوني المتاح لحق التعبير حتى لمن يحمل آراء مخالفة لقوانينهم مثلي، افتقدت إخواني وطلابي وأهلي وأولادي وجيراني، افتقدت إلقاء المحاضرات في المؤتمرات الكبيرة والدروس والندوات العلمية في أكبر وأعرق الجامعات والمعاهد البريطانية في مختلف المدن، افتقدت الشعور بالأمن والأمان المحروم منه أمثالي في لبنان.
في السجن
ونتيجة دعمه العمليات الإرهابية، ألقت قوات الأمن اللبنانية القبض على فستق في مدينة عالية، شرقي لبنان.
وفي يوليو 2016 حكم القضاء العسكري في لبنان عليه بالأشغال الشاقة مدة 3 سنوات، بعدما أدانه بجرم «الانتماء إلى تنظيم إرهابي وبث أخبار وخطب تكفّر الجيش اللبناني ورئيس الجمهورية، وحضه على الفتنة.
وتعرض فستق في السجن لاعتداء كاد أن يودي بحياته؛ حيث قام معتقلون شيعة -في ديسمبر 2017- بطعنه طعنات عدّة بآلة حادّة في رقبته وظهره أثناء توجهه إلى غرفة الطبابة في مبنى الأحداث بسجن رومية.
وفي أكتوبر 2018 أرجأت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبد الله، إلى 15 سبتمبر 2019، محاكمة عمر بكري فستق وستة آخرين بتهمة "الانتماء إلى تنظيم داعش، بقصد القيام بأعمال إرهابية على الأراضي اللبنانية، وإقدام كلّ من فستق وآخرين على تحريض الشباب للانخراط في صفوف التنظيم والقتال إلى جانبه في سوريا".
أبو عز الدين عمر بروكس :
 ناشط في تنظيم “المهاجرون” ذو الأصول الجامايكية، كان في بدايته خاضع لراية “القاعدة” ونجح في ضم العشرات من الأجانب لصفوف تنظيم القاعدة، إلا أنه أصابه الخمول بعض الشيء كباقي تنظيمات القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر، كان يدير متجرا للحلويات في شرق لندن.
أنشطة جماعة المهاجرين

تورطت “المهاجرون”، في سلسلة من الهجمات الإرهابية في بريطانيا، عام 1997 عندما استهدف أحد عناصر الجماعة ضابط شرطة بريطاني، نظمت احتفالات بمناسبة إحياء هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة وإشادت بمنفذي هذه الهجمات ، قامت بالعديد من  التظاهرات وإظهرت من خلالها شعارات متطرفة باستخدام جهاز مكبرات الصوت ،أسست مدرسة  “جاميح الإسلامية” ، وألقا “أندى” وبكرى المحاضرات الخاصة لأعضاء الجماعة ، وحضر أكثر من (50) شخصًا معظمهم كانوا أعضاء في جماعة ، شجعت ما يصل إلى (80) من الشبان المسلمين في بريطانيا و (250) إلى(300) شخص من مختلف أنحاء أوروبا على الانضمام إلى تنظيم القاعدة في سوريا .
وتعد الجريمة المنظمة أهم الوسائل التي تتمكن من خلالها هذه الجماعات من جمع الأموال. وترى تقارير أمنية أن عصابة كبيرة لسرقة المحلات التجارية ترتبط بـ”مسجد فنسبري بارك”، حيث إن عائدات تلك السرقات تعود إلى ناشطين متطرفين. كما أنه من المعروف أيضا أن أعضاء من تنظيم المهاجرين قد دعموا أنفسهم ماليا من خلال التلاعب في استخدام نظام الرعاية البريطاني بعلة أخذ المال من “الكفار”.
يقول بيتر نيومان، مدير مركز لندن الدولي لدراسة التطرف فى يونيو 2017 كان هناك دائما جدل بين شرطة اسكتلنديارد، التي كانت تريد اعتقال الرموز الكبيرة، وبين أجهزة الاستخبارات التي أرادت ترك المجال أمام الجماعات المتطرفة مثل جماعة المهاجرون لكي تراقب أعضائها، كان الأمر أشبه بلعبة التوازن التي ربما تنتهي بخطأ، فقد سمحوا لتشودري بالاستمرار في عملياته، وتركوه يدعو أشخاصا إلى التطرف، ولو أنهم منعوه ما كان لهؤلاء الناس أن يصبحوا متطرفين. وانتهى الأمر لبعضهم بالانضمام إلى داعش في سوريا والعراق، في حين نفذ آخرون اعتداءات داخل بلادهم.
اجراءات الحكومة البريطانية ضد جماعة المهاجرون
تمت مداهمة مقر جماعة المهاجرين في يوليو 2003 ،  ومنازل بكري وشودري، عقب إصدار قانون مكافحة الإرهاب، وحظرت السلطات البريطانية جماعة المهاجرون في عام 2010 ، وتم حظر المنظمة الجديدة  “الحاجة للخليفة”،  إلى جانب مشروع الشريعة وجمعية الدعوة الإسلامية المرتبطة بتنظيم “المهاجرون” في يونيو 2014 ،اعتقلت السلطات البريطانية سيدارتا دار (أبو رميثة) في سبتمبر 2014 مع (8) أشخاص آخرين بتهمة تقديم دعم لمنظمة المهاجرين ” ، اعتقلت الشرطة البريطانية فى نوفمبر 2015 الداعية المتشدد أنجم شودري المتهم بالحض على دعم تنظيم الدولة الاسلامية وذلك بعد أن انتهك شروط إطلاق سراحه.
طالبت “” أمبر رود” وزيرة الداخلية البريطانية فى أكتوبر2017 بوضع قوانين صارمة على المتطرفين الذين ينشرون معلومات، عن أفراد القوات المسلحة والشرطة وأجهزة الاستخبارات لأغراض إعداد أعمال الإرهاب، وقالت إنه يتعين تحديث قوانين مكافحة الإرهاب لمواكبة السلوك الحديث على الإنترنت، ومعالجة التطرف على الإنترنت .
نبهت أجهزة الاستخبارات البريطانية إلى أن الحصة الكبرى من تمويل التنظيمات المتشددة في البلاد تأتي من داخل بريطانيا ، ولا تزال هناك جماعات أخرى ناشطة في بريطانيا تدعو إلى التطرف والتشدد، وتلك الجماعات تتحدث عن ضرورة الإطاحة بالحكومات الغربية ، وتحض على العنف بشكل علني رغم حظر جماعة المهاجرون وجماعات إسلامية متطرفة أخرى .
ما تحتاجه بريطانيا، هو حسم موقفها من الجماعات المتطرفة التي تنشط على اراضيها، وتصنيفها، وهذا مازال مثار جدل لحد الان.
كيف تحول تنظيم "المهاجرين" إلى نسخة داعشية في بريطانيا؟
يجيب عن هذا السؤال كتاب "الدولة الإسلامية في بريطانيا: تطرُّف ومرونة الشبكات النشطة" للكاتب "مايكل كيني" (أستاذ مشارك في الشئون الدولية بكلية الدراسات العليا بجامعة بيتسبرج الأمريكية)، الذي يُلقي الضوء على تنظيم "المهاجرين" المتطرف الموجود في لندن، وذلك باستعراض المخاطر المرتبطة به، خاصةً وأنه متورط في أغلب العمليات الإرهابية التي يقوم بها بريطانيون في بلدهم، أو في مناطق أخرى حول العالم. وتنبع أهمية هذا الكتاب من كونه يستعرض نتائج لقاءات ميدانية قام بها "كيني" مع بعض أعضاء التنظيم من أجل التعرُّف على توجهاتهم بشكل أكثر واقعية. كما أنه يُقيّم السياسات البريطانية الخاصة بمكافحة الإرهاب.
يُشير الكاتب إلى أن تنظيم "المهاجرين" قد تأسَّس في مطلع تسعينيات القرن المنصرم على يد الداعية الإسلامي ذي الأصول السورية "عمر بكري". وقد هدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في بريطانيا، حيث سعى المنتمون للتنظيم منذ عام 1996 إلى تأسيس "دولة الخلافة الإسلامية" في لندن من خلال تفسيرهم الضيّق للدين. بالإضافة إلى تركيز خطابهم على الانتقاد الشديد للسياسة الخارجية البريطانية، وكذلك الأمريكية، تجاه العالم الإسلامي.
ويُضيف "كيني" أن التنظيم اتّبع منذ بداياته سياسة جذب التغطية الإعلاميّة من أجل لفت انتباه المواطنين إليه. ويدلل الكاتب على ذلك بدفاعه عن الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وهو موقف مخالف للعديد من التنظيمات الإسلامية في بريطانيا التي أدانت تلك الهجمات. 
ولم يكتفِ تنظيم "المهاجرين" بذلك، بل إنه قام بعمل احتفال في ذكرى نفس اليوم من عام 2002 انطلاقًا من كونه يومًا عظيمًا يستحق الاحتفال، ويتوجب على المسلمين تهنئة زعيم تنظيم القاعدة السابق "أسامة بن لادن" به. كما قام التنظيم -وفقًا لما ورد بالكتاب- باحتجاجات ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وحرق علمها في الذكرى السنوية العاشرة لأحداث سبتمبر الإرهابية. ويُضيف "كيني" أن الحكومة البريطانية أصدرت قرارًا بحظر التنظيم عام 2010 إعمالًا لقوانين مكافحة الإرهاب في البلاد.
ويُشير الكتاب إلى أن التنظيم كان أحد المشاركين في تهديد الاستقرار الأمني والسياسي في الشرق الأوسط منذ عام 2011، في ظل انتشار موجة توافد المقاتلين الأجانب للمشاركة في الصراع السوري بعد عام 2011، حيث قام بإرسال العديد من المقاتلين التابعين له من أجل مساعدة تنظيم "داعش" الإرهابي بهدف إقامة "دولة الخلافة الإسلامية" المزعومة.
كما يشير "كيني" إلى أن الأفراد المنتمين لتنظيم "المهاجرين" كان معظمهم يتبع "ميثاق الأمن" في بريطانيا، والذي يمنعهم من الانخراط في هجمات عنيفة خاصةً ضد المواطنين بداخلها. ولكن على مر السنين تورط عددٌ منهم في العنف السياسي، ومنها قيام "مايكل أديبولاجو" و"خورام بوت" بهجمات داخل بريطانيا وخارجها أسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص. علاوةً على أن تلك الهجمات قد خلّفت عددًا كبيرًا من المصابين. ولذا، فقد أدّى توجُّه بعض أفراد التنظيم نحو العنف إلى زيادة مراقبة الحكومة البريطانية لهم من أجل محاولة التعامل بشكل استباقي مع عملياتهم الإرهابية. وهو ما أدّى إلى تفكك التنظيم إلى جماعات أصغر حجمًا، لكنها في الواقع بدرجة ما أكثر تطرفًا. 
ويُفسر الكاتب زيادة حدة التطرُّف انطلاقًا من وجود حالة من السخط لدى الأفراد المؤمنين بأفكار تنظيم "المهاجرين"، وبالتالي فإن التحرُّك كان نحو تنظيم أصغر بهدف التهرب من ملاحقات الشرطة ومراقبتها المكثفة، وهو ما يعكس مرونة كبيرة لديه.
ويُبرز الكاتب أن التنظيم قد نجح عبر تلك المرونة في تقليل حدة المراقبة المكثفة من الشرطة البريطانية. كما نجح في تجنيد أفراد جُدد للانضمام إليه. ويضيف أن السلطات قد قامت بحظر الجماعات الفرعية التي نشأت عن التنظيم، ومنها جمعية "الدعوة الإسلامية"، وجماعة "مشروع الشريعة" التي ظهرت في عام 2012، وكذلك جماعة "مسلمين ضد الصليبيين". وتدور تلك الجماعات جميعها في فلك تنظيم "المهاجرين" بنفس القناعات المتضمنة إقامة "دولة الخلافة الإسلامية" المزعومة، وتحويل الغرب إلى "دار الإسلام" وفقًا لما يعلنه المنضمون للتنظيم.
وقد قام "كيني" بعمل لقاءات ميدانية مع بعض الأعضاء الناشطين في تنظيم "المهاجرين"، حيث التقى بـ(48) عضوًا خلال الفترة بين عامي 2010 و2015. وقد توصل من تلك اللقاءات إلى أنّ هناك (19%) منهم قد شارك بالفعل في عمليات إرهابية داخل المملكة المتحدة، أو غادروا من أجل القتال إلى جانب تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. بمعنى آخر، فإن واحدًا من كل خمسة في التنظيم قد تورط في أحداث عنف وإرهاب.
وفي المقابل، فإن ما لا يقل عن سبعة أعضاء من بين الثمانية والأربعين قد قاموا بترك التنظيم دون التورط فيما بعد في أي أعمال عنف، أي حوالي (14,6%) من العيّنة. وفي هذا الإطار، فإن الكاتب يشير إلى أن أسباب الإرهاب كثيرة ومعقدة في بريطانيا، ومن الصعب بمكان محاولة السيطرة على أيٍّ من تلك الأسباب بشكل منفرد، ومع ذلك فإن غالببية تنظيم "المهاجرين" هم أفراد يؤمنون بأفكار دينية متطرفة، لكنهم لم ينخرطوا في أيّ أعمال عنف أو إرهاب.
يُشير "كيني" إلى أن تنظيم "المهاجرين" هو نسخة من تنظيم "داعش"، كونه ساعد في جذب العديد من المسلمين الموجودين في بريطانيا. كما أنه قد نجح عبر الجماعات المتعددة التي نشأت من خلاله في حشد وتعبئة المتطرفين، بل وتحفيزهم للقتال في سوريا.
وفي أواخر عام 2015، قامت الشرطة البريطانية باعتقال الداعية المتشدد "أنجم تشودري" (بريطاني الجنسية من أصول باكستانية) المتهم بدعم تنظيم "داعش"، والتشجيع على الانضمام إليه عبر سلسلة من الخُطَب المنشورة عبر موقع يوتيوب. ويعتبر "شودري" أحد المؤسسين لتنظيم "المهاجرين"، كما أنه كان المتحدث باسمه في عام 2005.
ويُشير الكاتب إلى أحد أبرز قيادات تنظيم المهاجرين، وهو "سيدهارثا دهار" الذي غادر بريطانيا عام 2015 من أجل الانضمام إلى تنظيم "داعش" في سوريا. كما أنه العقل المدبر لسفر بعض أفراد تنظيم "المهاجرين" إلى دمشق. وقد ظهر في مقطع فيديو مطلع عام 2016 ينفذ فيه عملية إعدام لخمسة رجال بتهمة التخابر ضد تنظيم "داعش" لصالح بريطانيا، كما قام بمهاجمة سياسات لندن، ووصف رئيس وزراء بريطانيا السابق "ديفيد كاميرون" بأنه "غبي"، وفقًا لما جاء بالكتاب.
ويُضيف "كيني" أن تنظيم "المهاجرين" قد ساعد في تحويل لندن إلى مركز أوروبي للجهاد وللأفكار المتطرفة خلال السنوات العشر الماضية، خاصة مع تحوله إلى قناة يتم من خلالها عبور المتطرفين إلى تنظيم "داعش"، وهو ما يعكس تطور التنظيم على المستوى الدولي وزيادة شبكاته النشطة.
يُشير "كيني" إلى أن جهود مكافحة الإرهاب في بريطانيا قد أضعفت تنظيم "المهاجرين"، لكنها لم تنجح في القضاء عليه، حيث إنه خلال الفترة من عام 2010 حتى عام 2015 ورغم التضييق الأمني فقد نجح التنظيم في التمدُّد داخليًّا وكذلك خارجيًّا عبر تكوين شبكات نشطة عبر العالم من أفراد وجماعات صغيرة منتمية له ومؤمنة بأفكاره المتطرفة.
وعلى الرغم من تأكيد الكاتب أن كل عضو في تنظيم "المهاجرين" ليس بالضرورة منخرطًا في أعمال عنف، إلا أنه لم ينفِ كونهم يمثلون تهديدًا كبيرًا للأمن البريطاني. ويتحدث عن تحدٍّ رئيسيّ يواجه الأجهزة الأمنية البريطانية يتمثل في وجود موارد محدودة متاحة في ظل تهديدات أمنية غير محدودة، خاصة مع قناعة بعض أعضاء التنظيم بأن التحول إلى العنف خيار أفضل في ظل عدم قدرتهم على ممارسة تفسيرهم المتطرف للدين بحرية في لندن.
وبالرغم من ذلك، يؤكد الكاتب أن السلطات البريطانية لا تزال تملك أدوات من أجل المناورة والتعامل مع تهديدات تنظيم "المهاجرين" وغيره من التنظيمات الإرهابية أو المتطرفة في البلاد، ومنها وجود رقابة صارمة خاصةً للقيادات التنظيمية والناشطين البارزين مع استخدام الأدوات الأخرى، مثل منعهم من الاجتماع مع أتباعهم، وتجنيد أشخاص جدد.
وختامًا، يؤكد "كيني" في كتابه أنّ هناك إشكالية متعلقة بمدى قدرة السلطات البريطانية على التوفيق بين متطلبات الأمن القومي وبين الحقوق السياسية والحريات المدنية في إطار مجتمع ديمقراطي، والتي تكفل حرية الرأي والتعبير حتى لو كانت بغيضة، وهو ما يمكن أن يكون متنفسًا جيدًا للتنظيمات المتطرفة -بحسب الكاتب- من أجل التعبير عن أفكارها من وقت لآخر، لأن معنى إغلاق هذا المجال بشكل تام يؤدي إلى تحول عدد أكبر إلى العنف والإرهاب بسب إغلاق المجال العام أمامهم. وبالتالي فإن الأمر يحتاج تعاملًا مرنًا من السلطات البريطانية من أجل الحدّ من المخاطر المتوقعة لذلك التنظيم أو غيره من التنظيمات المتطرفة أو الإرهابية الأخرى داخل المملكة المتحدة.