بوابة الحركات الاسلامية : أردوغان يهدد الليبيين والمجتمع الدولي بإرسال مزيد من المرتزقة (طباعة)
أردوغان يهدد الليبيين والمجتمع الدولي بإرسال مزيد من المرتزقة
آخر تحديث: الأحد 19/01/2020 10:40 ص حسام الحداد
أردوغان يهدد الليبيين
رغم أن جهود المجتمع الدولي تتجه لتهدئة الأوضاع في ليبيا بعد فشل التوصل لاتفاق في موسكو نتيجة التدخلات التركية المستفزة والرامية لعدم التهدئة، وتوجه أعين المجتمع الدولي ناحية برلين في قمة دولية دعت إليها المستشارة الألمانية معظم الدول المتفاعلين مع الأزمة الليبية بما فيهم دول الجوار الليبي، إلا أن رجب أردوغان يصر على تصعيد الأزمة الليبية وتعقيدها لشعوره بالهزيمة على المستوى السياسي والعسكري وكأنه ذئب جريح.
فقد قام أردوغان بتهديدات متكررة بإرسال قواته إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني.
ومن دون مبرر خرج أردوغان بعد أيام من اشتراكه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دعوة الأطراف الليبية إلى وقف القتال، مهدداً بأن بلاده "سترسل قوات إلى ليبيا"، على الرغم من استمرار القيادة العامة للجيش الوطني في الالتزام بهدنة وقف اطلاق النار.
كشفت مصادر إعلامية سورية أن تركيا تواصل عمليات تسفير مئات المقاتلين السوريين لدعم الميليشيات المتطرفة في طرابلس، فيما يرتقب العالم قمة برلين التي تأمل في التوصل لتسوية تنهي الصراع في ليبيا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت 18 يناير 2020، بزيادة عدد المرتزقة السوريين الذين نقلوا طرابلس، حيث بلغ ععدهم 3660 مقاتلا في ارتفاع جديد يعكس إصرار تركيا على المضي في تدخلها العسكري الذي أثار انتقادات واسعة.
والجمعة أكد المرصد وصول دفعة جديدة من المرتزقة إلى  العاصمة الليبية عن طريق تركيا بهدف دعم ميليشيات طرابلس، فيما تتعالى الدعوات لخفض التصعيد وإنهاء التدخل الخارجي في ليبيا.
وتشير تقارير إلى أن أعمار المرتزقة الذين ترسلهم تركيا بعد إغرائهم بالجنسية التركية وألفي دولار شهريا، تتراوح بين 17 و30 سنة  في عمليات مشابهة تماما بتجارة الحرب التي اعتمدتها أنقرة في سوريا في السنوات الأخيرة.
وينطلق المقاتلون السوريون في رحلتهم إلى طرابلس من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الجيش التركي في شمال سوريا باتجاه اسطنبول ومن ثم إلى الأراضي الليبية.
وذكرت تقارير إعلامية بأن الطائرات تتوجه على شكل رحلات داخلية وهمية ولا يتم إدراجها في قائمة الرحلات، كما لا يتم العبور من الحدود الرسمية، كي لا يتم إثبات هويات المسفرين في حال أرادت المحكمة الدولية فتح تحقيق بالأمر.
وكان المجتمع الدولي قد حذر منذ إعلان تركيا إرسال قوات لدعم حكومة الوفاق الليبية، من أن تتحول ليبيا على منطقة صراع شبيهة بالساحة السورية.
وفي هذا الإطار ندد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة بتدفق المقاتلين إلى طرابلس، مشيرا إلى إمكانية تواجد خبراء عسكريين أتراك.
واعتبر سلامة أن ليبيا تحتاج إلى وقف التدخلات الخارجية في شؤونها، مضيفا "كل تدخّل خارجي يمكن أن يكون لديه تأثير" المخدّر "على المدى القصير"، في إشارة خصوصاً إلى وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيّز التنفيذ في ليبيا الأحد الماضي.
ويعتبر مراقبون أن تركيا التي فشلت في تمرير أطماعها عبر مفاوضات موسكو تكافح في اللحظات الأخيرة قبل انعقاد مؤتمر برلين من أجل الحفاظ على وجود شريكها في طرابلس.
وهدد أردوغان أوروبا، في مقالة نشرتها صحيفة "بوليتيكو" السبت 18 يناير 2020، بأنها "ستواجه مشاكل وتهديدات جديدة إذا ما جرى إسقاط الحكومة الشرعية في ليبيا".
وتوصي مقررات برلين، وفق الوثائق المسربة، بإعادة تشكيل حكومة الوفاق من خلال تشكيل مجلس رئاسي جديد بعضوين وحكومة وحدة وطنية منفصلة عن المجلس الرئاسي. وهو ما تراه أوساط ليبية متابعة تهديداً مباشراً لمصالح تركيا التي ارتبطت باتفاقات مع حكومة الوفاق في حال اسقاطها واستبدالها بغيرها.
وفي تصريحات أردوغان الأخيرة يؤكد عزمه على تقوية أوضاع المليشيات العسكرية في طرابلس ومحطيها، بالتأكيد على أن حكومته "ستدرب قوات الأمن الليبية وتسهم في قتالها ضد الإرهاب والاتجار بالبشر".
وفي وقت توالى فيه تأكيد ارسال تركيا إمدادات عسكرية لميليشيات الحكومة ومزيد من المقاتلين السوريين تبدو تلك التدريبات وتوافد مزيد من المقاتلين السوريين طريقة لتنفيذ أردوغان وعيده للأوربيين بأنهم سيواجهون تزايد خطر الهجرة غير الشرعية.