بوابة الحركات الاسلامية : أحمد فروزنده.. مهندس وجود إيران في العراق (طباعة)
أحمد فروزنده.. مهندس وجود إيران في العراق
آخر تحديث: السبت 28/03/2020 02:42 ص علي رجب
أحمد فروزنده.. مهندس
يتعرض رئيس الوزراء العراقي المكلف  عدنان الزرفي، لضغوط وتهديدات من قبل الفريق الايراني المكلف بإنهاء ازمة اختيار رئيس للحكومة العراقية.
ويرأس الفريق الإيراني يرأسه حالياً اللواء أحمد فروزنده، وهو من الرفاق القدامى لقائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية في يناير الماضي.
وتشير تقارير عديدة إلى أن الفريق الإيراني بقيادة "فروزنده"، على غير العادة، لم يغادر بغداد منذ فبراير الماضي حين تم تكليف محمد توفيق علاوي (المرشح المنسحب) بتشكيل الحكومة العراقية ومن ثم تكليف عدنان الزرفي.

منه هو "فروزنده"؟

ينتمي أحمد فروزنده، الى عائلة كبريرة متدينة،عمل والد فروزنده لصالح شركة عبادان النفطية، وحين ترك الشركة؛ انتقلت عائلته المكوّنة من 13 ابناً وابنة إلى خرمشهر (المحمرة) على الجانب الآخر من الحدود أمام مدينة البصرة العراقية. 

وكان أحمد من أوائل مؤيّدي الثورة الإسلامية الإيرانية، وهو الموقف الذي أدّى إلى سجنه خلال فترة الجامعة -على أيدي الشرطة السرية "السافاك" للشاه الحاكم-، ولكنّه استفاد في النهاية من المكافآت الثورية التي أتت بفضل موقفه إثر الإطاحة بحكومة الشاه في 1979، وسيطر الموسوي الخميني ورجال الدين على ايران.
وكان الخطوات الأولى لفروزنده داخل الحرس الثوري الايراني ، ظهرت مع اندلاع الحرب العراقية الايرانية(1980-1988)، حيث انضم الى كتيبة بدر الـ22 بخرمشهر،حيث ادار بشكل جيد حرب العصابات التي دعمها أي تغييرٍ ملحوظ في الصراع.

وقد نفذ "فروزنده" عمليات حرب عصابات وعمليات سرية عبر الحدود الإيرانية العراقية طوال حوالي 20 عاماً مع بعض الشخصيات والمنظمات نفسها.
وعمل "فروزنده" في قيادة “فجر”، التي يقع مقرها في مدينة الأحواز الإيرانية والتي تولَّت إجراء عملياتٍ في البصرة وجنوب العراق، ثم ترقَّى عبر المناصب حتى أصبح نائب قائد فيلق رمضان، وهو جزء من "فيلق القدس"، خلال منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكان له قبل ذلك دور بارز في الحرب العراقية – الإيرانية، بحسب تقرير لموقع "ديلي بيست" الأمريكي.
كما ادعت وسائل اعلام ايرانية  في الثمانيات وقوف (قوات رمضان)، محاولات اغتيال وزير الداخلية في عهد صدام حسين، “سمير الشيخلي”، في “بغداد”، بجانب إعدام مسؤول لـ”حزب البعث” في “بغداد”، وإضرام الحريق في أحد قصور “صدام حسين”.
وفي 2003 ترأس "فروزنده" استخبارات الحرس الثوري في مدينة "خرمشهر" وهي المدينة التي لعبت دورًا في استعادة المدينة من الجيش العراقي، خلال الحرب في عام 1983، بحسب الباحث الإيراني، “أمير توماج”.




مهندس الاغتيالات
وتُقدِّم بعض الوثائق -التي رُفِعَت عنها السرية وحصل عليها موقع The Daily Beast الأمريكي بموجب قانون حرية المعلومات- تفاصيل جديدة عن “حملة عنف” قادها فروزنده في العراق أثناء أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وأظهرت برقيةٌ سرية، سرّبها موقع WikiLeaks، أنّ المخبرين قالوا للولايات المتحدة إنّ الخالصي كان يتواصل مع فروزنده حول الهجمات على القوات البريطانية في محافظة ميسان العراقية عبر البرقيات المشفّرة منذ عام 2003. وعقب اعتقاله؛ قالت البرقية إنّ مخبراً “غير موثوق” نقل أنّ فروزنده  “صرّح بإنفاق ما يصل إلى 500 ألف دولار أمريكي على عملياتٍ لتأمين الإفراج عن الخالصي، وأنّ مسؤولين بارزين في الحكومة الانتقالية العراقية تلقّوا مكالماتٍ هاتفية من العميد يطلب منهم فيها المساعدة”.
 وتُظهِر الوثائق كيف أنَّ "فروزنده" وبعض ضباط الحرس الثوري الآخرين نقلوا أسلحةً وأموالاً وجواسيس إلى العراق، وأشرفوا على اغتيال أمريكيين وعراقيين.
 وتعرض كذلك تلميحاتٍ إلى أنَّ الرجل الذي ساعد إيران على قتل مئات الأمريكيين أثناء حرب العراق ربما لم يتقاعد بالفعل منذ سنوات كما قال سابقاً، لكنَّه استمر في تبادل المشورة مع رئيسه السابق بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب.
كما ادار "فروزنده" بنجاح كبير “فرقة الموت الذهبي” -التي تشرف عليها إيران- في استهداف تنفيذ اغتيالاتٍ ضد العراقيين ومعظمهم من السنة، الذين اعتبروهم عقباتٍ أمام مصالحهم، وكيف صدَّقت على تلك الاغتيالات ونفَّذتها.
وذكر التقرير أنَّ الوحدة “تتكون من قادة استخباراتيين إيرانيين يُقدِّمون التوجيه والتمويل إلى العراقيين الذين يُجنَّدون من (جيش المهدي)، وفيلق بدر، وحزب الفضيلة، وأحزاب وميليشيات شيعية عراقية أخرى تُنفِّذ اغتيالاتٍ ضد أعضاء سابقين في حزب البعث، وعراقيين يعملون مع (قوات التحالف)، وعراقيين لا يدعمون النفوذ الإيراني في العراق”.

داعم للميليشيا

يشكل "فروزنده" احد ابرز الداعمية للميليشيات في كل مكان بألوانها الشيعية والسنية، فهو الداعم الأكبر للميليشيت الشيعية في العراق، وعمل على تهريب الاسلحة لسنوات طويلة لهذه الميليشيا واغلب قادة الحشد الشعبي العراقي هم اصدقاء لـ"فروزنده".
كذلك كان "فروزنده" من جنرالات الحرس الثوري الداعمين لحركة طالبان الافغانية، فبعد ان تولى محافظة خراسان الإيرانية على الحدود الشمالية الغربية لأفغانستان،  نشط في دعم حركة طالبان الافغانية السنية المتشددة.


ملف العراق
وعقب مقتل قائد فيلق القدس، يقود "فروزنده" اليوم الفريق الايراني الخاص بخلية الازمة في العراق، واختيار رئيس للحكومة مقرب من طهران، والحفاظ على الميليشيات الشيعية  بعد ثورة الشعب العراقي ضد سطوة هذه الميليشيات ونهب العراق لصالح إيران.

العقوبات الأمريكية
ونتيجة لأعماله الارهابية التي نفذت تحت بتخطي من "فروزنده" أدرجته واشنطن على لائحة “العقوبات الأمريكية”، في عام 2007، على إثر قيامه بتخطيط وقيادة عمليات إرهابية ضد القوات الأميركية في العراق  والتخطيط لاغتيال شخصيات عراقية رفيعة.