بوابة الحركات الاسلامية : تركيا تصعد عملية نقل المرتزقة إلى ليبيا.. مقابل ارتفاع حصيلة قتلى الفصائل السورية (طباعة)
تركيا تصعد عملية نقل المرتزقة إلى ليبيا.. مقابل ارتفاع حصيلة قتلى الفصائل السورية
آخر تحديث: الأحد 03/05/2020 11:49 ص فاطمة عبدالغني
تركيا تصعد عملية
يرتفع نزيف الخسائر في صفوف المرتزقة السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لليبيا يومًا بعد يوم، ومع سقوط المزيد منهم يصل العدد إلى 249 قتيلاً.
وفي هذا الإطار مزال المرصد السوري لحقوق الإنسان يرصد ويوثق المزيد من الخسائر البشرية في صفوف المقاتلين السوريين خلال العمليات العسكرية المتصاعدة في ليبيا، حيث وثق المرصد قتل 26 من مرتزقة الأتراك خلال معارك مع قوات الجيش الوطني الليبي على محاور عدة في البلاد التي تشهد معارك عنيفة على مدار الساعات والأيام القليلة الماضية.
وبحسب المرصد بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 249 مقاتل، والقتلى من فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه"، ووفقاً لمصادر المرصد فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.
من ناحية أخرى وثق المرصد عملية نقل المرتزقة إلى ليبيا عبر وصول دفعات جديدة واستعداد أخرى لنقلها من قبل تركيا إلى هناك، وكان المرصد السوري أشار قبل أيام قليلة، إلى أن العملية تشهد تصاعداً جديداً يتمثل بوصول دفعات جديدة بشكل دوري للمشاركة بالعمليات العسكرية إلى جانب حكومة الوفاق الوطني ضد قوات الجيش الوطني الليبي، ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري فإن تعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ نحو 7400 مرتزق بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2500 مجند.
وأشار المرصد في تقرير له أنه في حين هناك المئات من المقاتلين يتحضرون للانتقال من سوريا إلى تركيا، حيث تستمر عملية تسجيل قوائم أسماء جديدة من قبل فصائل الجيش الوطني السوري بأمر من الاستخبارات التركية، فيما تشهد العملية رفض لبعض الفصائل وسط ضغوطات كبيرة تمارس عليها من إيقاف الدعم عنها وتهديدها بغية إرسال دفعات جديدة من مقاتليها إلى ليبيا.
ومن جانبه قال العميد سمير راغب مدير المؤسسة العربية للدراسات إن المرتزقة الذين أحضرهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من سوريا للقتال في ليبيا لا يحسبون على الجيش التركي مضيفا أن هناك ضغوطا على تركيا بسبب انغماس أردوغان في الصراعات الخارجية.
وأضاف راغب، خلال استضافته في قناة "إكسترا نيوز" أن أردوغان استغل الانشغال بجائحة كورونا وواصل انتهاكاته في ليبيا مشيرا إلى أن حكومة فائز السراج التي أتى بها المجتمع الدولي هي أكبر مخالف لهذا المجتمع.
وتابع: تركيا تريد أن تنجح المليشيات الإرهابية التي تقاتل في ليبيا بالسيطرة عليها لتسيطر عليها بما يسمى "الاستعمار بالوكالة" .
ومن جانب آخر، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن هناك عددا من الأسباب وراء تدخل الأتراك عسكريا في ليبيا.
وقال عبد الفتاح في تصريحات لقناة "إكسترا نيوز" المصرية: "النظام التركي يمر بأزمة؛ وحركته في سوريا مقيدة للغاية بسبب ازدحام الساحة هناك"، مضيفا: "العلاقات بين أردوغان وبشار الأسد في سوريا سيئة لكنه يتمتع بعلاقة جيدة مع حكومة السراج في ليبيا".
وتابع: "أردوغان يراهن على ليبيا لوجود مغانم اقتصادية كبيرة بالإضافة إلى رغبته في إزعاج مصر وإجبار دول شرق المتوسط على إفساح مجال له في تقسيم الثروات".
وواصل: "أردوغان أيضا يريد استغلال رغبة الولايات المتحدة في تقييد النفوذ الروسي في ليبيا من خلال تدخله هناك".
وكشف عبد الفتاح أن هناك عدد من عناصر المرتزقة قد توقفت عن القتال في ليبيا وسوريا بعد تأخر أردوغان عن دفع مستحقاتهم.
واختتم: "بعض عناصر تلك المليشيات غادرت ليبيا وسوريا باتجاه أوروبا بعد تأكدها من عدم قدرة أردوغان على الإنفاق عليها".