بوابة الحركات الاسلامية : جرائم ضد الانسانية.. أردوغان يواصل حرب المياه ضد أكراد سوريا (طباعة)
جرائم ضد الانسانية.. أردوغان يواصل حرب المياه ضد أكراد سوريا
آخر تحديث: الأحد 10/05/2020 12:05 ص علي رجب
جرائم ضد الانسانية..
عادت تركيا لاستخدام سلاح المياه ضد أكراد سوريا، في جريمة جديدة من جرائم وانتهاكات نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في سوريا.
وأقدمت تركيا والميليشيات المسلحة المولية لها، على لها قطع مدينة الحسكة  شمن محطة علوك للمرة السادسة على التوالي، وسط تنديد حقوقي بجرائم أردوغان ضد الشعب السوري.
وحذرت مديرية المياه بمدينة الحسكة بشمال شرق سوريا، من تكرار قطع المياه من محطة علوك التي تغذي المدينة ونواحيها بالمياه، ونوهوا أنّ العمال لم يدخلوا إلى المحطة منذ عشرة أيام، وإلى الأن لا يعرفون السبب في قطع المياه.
وتعتبر علوك محطة استراتيجية تزود حوالي مليون نسمة من أهالي مقاطعة الحسكة بالمياه، إضافة إلى ناحية تل تمر والمخيمات الموجودة ضمن المنطقة كالهول، واشو كاني، العريشة، فيما تحتضن مدينة الحسكة آلاف المهجرين من منطقة سري كانيه وناحية زركان، والمناطق القريبة من خطوط الاشتباكات، بعد الهجوم التركي على مناطقهم في الـ9 من شهر تشرين الأول من العام المنصرم.

ومنذ أكتوبر 2019، امتدت قطع المياه عن مدينة الحسكة لفترات، 6 مرات بعد سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة ضمن الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا على منطقة رأس العين، ومحطة التغذية الرئيسية للمياه، “محطة علوك”.
كما حوّل الجيش التركي مجرى مياه الشرب من مدينة عفرين إلى مناطق مدينة أعزاز، بعد أن سيطر على محطة التعقيم وضخ المياه في قرية “ماتينا”، وضخت حصة عفرين من المياه إلى أعزاز وريفها، وقطع الضخ عن مدينة عفرين وريفها بشكلٍ كامل. وكانت الطائرات التركيّة قد قصفتها بقذائف عدة أثناء الحرب على مدينة عفرين، قبل أن تُسيطر عليها.
لا تزال إمدادات المياه مقطوعة عن مدينة عفرين، بشكلٍ شبه كامل، ويعتمدُ المدنيين على الآبار الجوفيّة في الأحياء السكنيّة للحصول على الماء، وهي بالمُقابل لا تُلبي حاجاتهم الاستهلاكية اليومية. فتبلغ قيمة الاستهلاك اليوميّ للمياه في مدينة عفرين والقُرى المحيطة بها نحو 40 ألف متر مكعب. المياه كان يتم ضخها في محطة الضخ على سد “ميدانكي”، ويتم تعقيمها في محطة التصفيّة بقرية ماتينا. ويبلغ عدد مضخات المياه التي كانت تغذي مدينة عفرين 5. توقفت كلها عن تزويد المدينة بالماء تقريباً.
يشار إلى أنه بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وقوانين الحرب، فإنه ينبغي لجميع أطراف النزاع المسلح "حماية الأعيان الجوهرية لحياة المدنيين، بما فيها تلك المتصلة بتوزيع المياه والصرف الصحي".
ويلزم القانون الدولي لحقوق الإنسان الحكومات والسلطات الفعلية باحترام الحق في الماء، وضمان تمتع الناس بالمياه النظيفة، والمتوفرة، والمقبولة، التي يسهل الوصول إليها، وبكلفة معقولة.
وفي 31 مارس الماضي  دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، تركيا لاستئناف تشغيل محطة مياه “علوك” في ريف الحسكة، لضمان إمداد المياه لمناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.
وقالت “هيومن رايتس” إنّ “تقاعس السلطات التركية عن ضمان إمداد مياه كافية لمناطق سيطرة الكرد في شمال شرق سوريا يضر بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز المجتمعات الضعيفة لحمايتها، في ظل انتشار فيروس “كورونا” الجديد المسبب لوباء “كوفيد-19″ العالمي”.
وتخدم المحطة 460 ألف شخص في محافظة الحسكة (مدينة الحسكة، وثلاثة مخيمات نازحين)، وقامت السلطات التركية بإيقاف ضخ المياه عدة مرات كان آخرها في 29  مارس الجاري.

وقال مايكل بيج، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة الدولية، “في خضم وباء عالمي يثقل كاهل أنظمة حكم وبنى تحتية متطورة، قطعت السلطات التركية إمدادات المياه عن المناطق الأكثر ضعفاً في سوريا. ينبغي على السلطات التركية بذل جهدها لاستئناف إيصال المياه إلى تلك المناطق فوراً”.
وأضافت “هيومن رايتس” في تقريرها، أنّ الإدارة المحلية والمنظمات الإنسانية في شمال شرق سوريا تواجه عقبات هائلة أمام محاولاتها وضع خطة جهوزية لمواجهة فيروس “كورونا”، ولم تتمكن من جلب إمدادات إضافية إلى المنطقة بسبب إغلاق الحدود مع إقليم كردستان العراق، وإلغاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار التفويض بمرور المساعدات عبر معبر اليعربية في كانون الثاني/ يناير الفائت، بسبب تهديد روسيا في الشهر ذاته باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار بأكمله.

وفي 24 مارس اتهمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة UNICEF تركيا بعرقلة خطة منع انتشار مرض COVID-19، وإنّ انقطاع إمدادات المياه خلال الجهود الحالية للحد من انتشار مرض فيروس كورونا أمر خطير ويعرض الأطفال والأسر لخطر غير مقبول.
وقالت “المحطة هي المصدر الرئيسي للمياه لحوالي 460ألف شخص في مدينة الحسكة وتل تمر ومخيمي الهول والعريشة. إنّ الحصول على مياه آمنة وموثوقة أمر ضروري لضمان عدم إصابة الأطفال والأسر في المنطقة بالأمراض وفي ظل انقطاع المياه يضطر الناس للجوء إلى مصادر مياه غير آمنة.
أضافت “تدعم اليونيسف وشركاؤها العائلات في مدينة الحسكة ومخيمات النازحين بصهاريج المياه ولكن هذا بالكاد يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات إذا انقطعت إمدادات المياه مرة أخرى”.
وقالت “لا يجب أن يعيش أي طفل حتى يوم واحد بدون مياه آمنة. المياه النظيفة وغسل اليدين تنقذ الأرواح. استخدام مرافق المياه والمياه لتحقيق مكاسب عسكرية أو سياسية أمر غير مقبول – فالأطفال هم أول من يعاني من هذا الأمر”.