بوابة الحركات الاسلامية : وسط دعم قطر وتركيا لـ"الشباب".. قاعدة" تشابلي" تكشف ملامح استراتيجية أمريكية جديدة لمواجهة الارهاب في الصومال (طباعة)
وسط دعم قطر وتركيا لـ"الشباب".. قاعدة" تشابلي" تكشف ملامح استراتيجية أمريكية جديدة لمواجهة الارهاب في الصومال
آخر تحديث: السبت 30/05/2020 06:56 ص
وسط دعم قطر وتركيا

صعدت الولايات المتحدة من حملتها العسكرية ضد حرك الشباب الإرهابية، في الصومال، والتي بات الأخيرة تشكل خطرا على النظام السياسي في مقديشو في ظل اتهامات واشنطن دعم قطر وتركيا للجماعات الارهابية في الصومال.

 

استراتيجية جديدة:

تصاعدت وتيرة الضربات الأمريكية ضد مواقع حركة "شباب المجاهدين" خلال الفترة الأخيرة وذلك بعد أن خفف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قواعد الاشتباك في مارس 2017.

 وقد أشارت تقارير عديدة، في 12 ديسمبر 2017، إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قدمت إلى البيت الأبيض خطة عملية تكشف أن مواجهة التنظيمات المتطرفة، ولا سيما حركة "شباب المجاهدين" سوف تستغرق عامين، وذلك في إطار القواعد الجديدة التي وضعها الرئيس ترامب، في أكتوبر 2017، من أجل مكافحة التنظيمات الإرهابية خارج المناطق التقليدية.

وذكر "هيران أون لاين" أن الجيش الأمريكي يمضي قدمًا في أعمال البناء في مطار تشابلي في جيبوتي اعتبارًا من منتصف يونيو في محاولة لتلبية الطلب المتزايد في الوقت الذي تصعد فيه قيادة الجيش الأمريكي في إفريقيا “أفريكوم” الضربات ضد عناصر حركة الشباب في الصومال.

وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تصعيد حملتها الجوية في الصومال بعد التطوير المتوقع لمطارها في جيبوتي للتعامل مع زيادة الرحلات الجوية للطائرات بدون طيار.

كذذلك تتمركز القوات الأمريكية،  في قاعدة بلي دوجلي الجوية الصومالية الواقعة في إقليم شبيلي السفلي المجاور للعاصمة مقديشو، وتنطلق من تلك القاعدة الطائرات الأمريكية من دون طيار؛ لضرب مواقع حركة الشباب وسط وجنوب الصومال. 

كما تتواجد في قاعدة صغيرة بمطار كسمايو، والتي تبعد نحو 500 جنوب العاصمة الصومالية مقديشو، ويوجد في القاعدة نحو 40 عسكريًّا أمريكيًّا، يقومون بتشغيل الطائرات بدون طيار، وكذلك في مجمع حلني بمقديشو، والذي يضم القاعدة الرئيسية لقوة بعثة الاتحاد الأفريقي.

وشنت " أفريكوم" منذ بداية يناير 2020حتى أبريل من هذا العام حوالي 40 غارة جوية في الصومال ، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق.

وكانت الولايات المتحدة قد شنت 64 ضربة ضد حركة الشباب الإرهابية في 2019، و43 ضربة في 2018.

التقييم الأمريكي

وقال قائد قوات المشاة الأمريكية في أفريقيا الجنرال روجر كلوتير، في جلسة للبنتاجون الإثنين 9 مارس 2020، إن حركة الشباب تمثل أحد أكبر التهديدات في القارة الأفريقية، مضيفًا أنها تسعي إلى مهاجمة الولايات المتحدة، ويجب التعامل بشكل فيه أكثر جدية مع الخطر الذي تمثله الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة.

فيما أكد وزير الدفاع، مارك إسبر، خلال الجلسة ذاتها، أن ضربات "جزّ العشب"، تأتى للحفاظ على السيطرة وضمان ألّا يزيد الخطر ويعاود الظهور.

كذلك أكد المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية "جلين فاين": إن مهمة "أفريكوم"، في أفق 2021 هو إضعاف حركة الشباب وتنظيم داعش في الصومال، والجماعات الإرهابية الأخرى في شرق أفريقيا، بحيث تصير عاجزة عن الإضرار بمصالح الولايات المتحدة.

وأضاف"فاين" أنه رغم الضربات الأمريكية المتواصلة ودعم القوات الشريكة في منطقة القرن الأفريقي، يبدو أن حركة الشباب تمثل تهديدًا متصاعدًا، وتسعى إلى استهداف الأراضي الأمريكية.

ووفقًا للبيانات الأمريكية التي أصدرتها قوات "أفريكوم"، يتراوح عدد مسلحي حركة الشباب بين 5 و9 آلاف، وإذا تمسكت الولايات المتحدة بهذا النهج، أي القضاء على مقاتل أو اثنين يوميًّا، سيتطلب التغلب على الحركة 13 عامًا على الأقل، أي أنها ستتحول إلى "حرب بلا نهاية".

 

الاتهامات لقطر وتركيا

الاستراتجية الأمريكية تجاه مواجهة الارهاب يأتي في ظل الاتهامات الامريكية لقطر وتركيا بدعم الارهاب في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي، وعلى رأسها حركة الشباب الارهابية.

فقد فتح تحرير الرهينة الإيطالية سيلفيا رومانو من حركة الشباب الإرهابية في الصومال، التساؤلات حول علاقة الاستخبارات التركية بالجماعات الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي، وتمويل تركيا للارهاب عبر سياسة تحرير الرهائن.

وكشفت جريدة “Giornale di Puglia” الإيطالية عن فدية مالية قدرها 3 ملايين دولار تم دفعها إلى حركة الشباب مقابل الإفراج عن العاملة الإغاثية سيلفيا رومانو التي ظلت محتجزة لدى الحركة 18 شهرا.

أيضا كشف المدير السابق لوكالة المخابرات والأمن الوطنية الصومالية، عبدالله محمد علي "سنبلوشي"، عن دعم قطر لأخطر الحركات الإرهابية في القارة الإفريقية وهي حركة الشباب الصومالية ماليا، مشيرا إلى العلاقات القطرية المتينة مع المنظمة الإرهابية أثمرت عن نجاح الحكومة التركية فى اطلاق سراح عاملة الإغاثة الإيطالية، سيلفيا رومانو التي وقعت في قبضة الحركة.

وأوضح ""سنبلوشي"  أن الجميع يعلم علاقة قطر مع حركة الشباب وتاريخها في تسهيل وتنظيم المحادثات مع الحركة فيما يتعلق بدفع الفدى المالية إليها مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها.

أوضح"سنبلوشي"،  المسؤول الاستخباراتي الصومالي السابق، أن قطر تتمتع بالنفوذ داخل حركة الشباب وأنها تقدم الدعم لها عبر طرق كثيرة بما فيها وسطاء صوماليون أو رجال أعمال أو وكلاء يعملون في المنظمات القطرية وأحيانا يتم ذلك عبر طرق غير رسمية.

وأضاف أن دفع الفدى قد تكون مجرد حجة في المشاركة في تمويل الأنشطة الإرهابية في الوقت الذي بات فيه العالم يراقب عن كثب تلك التحركات ونقل الأموال غير المشروعة التي تصل إلى بعض المجموعات المتطرفة مثل حركة الشباب.

وأكد أن حصول حركة الشباب على الأموال سوف يزيد من قدراتها على تجنيد المزيد من المقاتلين وتدريبهم وشراء أعداد متزايدة من الأسلحة وشن مزيد من هجمات مميتة داخل الصومال وخارجه مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

أيضا كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في يوليو 2019، عن مكالمة هاتفية بين السفير القطري في الصومال، ورجل أعمال قطري.

المكالمة تؤكد تورط قطر في التفجيرات التي ضربت ميناء بوصاصو الصومالي في مايو الماضي.

كذلك سعت الدوحة من خلال رجلها فى الصومال "فهد ياسين" والذي يشغل  مدير وكالة الاستخبارات والامن القومي الصومالي لتنفيذ مخططاتها الرامية لإحكام سيطرتها على مقاليد الأمور في الصومال.

وأوضحت صحيفة "سونا تايمز" الصومالية أن فهد ياسين، مدير الاستخبارات والامن القومي الصومالي، أصبح همزة الوصل وجسر التواصل بين قطر والجماعات المسلحة والإرهابية في الصومال، وعلى رأسها حركة الشباب الإرهابية، مضيفًا أن النظام القطري جعل من "ياسين" العين القطرية على الجماعات والقوى والعشائر في الصومال.

كذلك ذكرت مؤسسة "دعم الديمقراطية" الأمريكية -في تقرير سابق لها، بعنوان "قطر وتمويل الإرهاب"- أن قيادات من تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية، وحركة الشباب الصوماليَّة، تلقُّوا دعمًا من رجال أعمال، وشيوخ قطريين، مقيمين في إمارة قطر.

ويؤكد التقرير أن حركة الشباب الصوماليَّة المتطرفة، تلقَّت تمويلًا من رجل الأعمال القطري المطلوب دوليًّا عبدالرحمن النعيمي، بمبلغ 250 ألف دولار، وأن هناك علاقة قوية كانت تربط "النعيمي" بزعيم الحركة حسن عويس، المُحتجَز حاليًا لدى السلطات الصوماليَّة.

كذلك أشارت وثائق مسربة نُشِرت على موقع "ويكيليكس"، أن السفيرة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة سوزان رايس، طلبت من تركيا -في العام 2009- الضغط على قطر؛ لوقف تمويل حركة الشباب الإرهابيَّة.

وقالت "رايس" حسب الوثيقة: إن التمويل القطري لحركة الشباب الإرهابيَّة، كان يتم عبْرَ تحويل الأموال إلى الصومال عن طريق إريتريا.

موقع “نورديك مونيتور”، التابع لشبكة الشمال للأبحاث والرصد المتخصصة في تتبع الحركات المتطرفة، ذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية اكتشفت عملية تحويل الأموال من الاستخبارات التركية إلى ” حركة الشباب الصومالية”، وأبلغت أنقرة بالأمر، وطالبتها بتحقيق لكشف الشبكة الإرهابية التي تعمل على تمويل الحركة المتطرفة، لكن الحكومة التركية أوقفت التحقيقات التي انطلقت بعد الإخطار الذي أرسله مكتب مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، في ذلك الوقت.

وقد تم هذا التحويل عبر المواطن التركي إبراهيم سين، الذي اعتقل في باكستان لصلته بتنظيم القاعدة واحتجز في سجن “جوانتانامو” الأمريكي حتى عام 2005، قبل أن يقرر مسؤولون أمريكيون تسليمه إلى تركيا.

 

يرى مراقبون أن الولايات المتحدة تسعى إلى توسيع مواجهتها مع حركة الشباب، والتي قد تستهدف ايضا داعميها من وراء الستار"قطر وتركيا" في دعمهما للجماعات الارهابية في الصومال.

وأضاف المراقبون إلى ان حركة الشباب تشكل أخطر الجماعات الارهابية المحلية القادرة على تنفيذ عمليات ارهابية خارج الحدود ضد المصالح الأمريكية في منطقة القرن الأفريقي، لافتين إلى الهجوم الذي شنته الشباب الارهابية في سبتمبر 2013 على مجمع "ويست حيت التجاري" في العاصمة الكينية نيروبي، والهجوم على جامعة جاريسا في شمال شرق كينيا.