بوابة الحركات الاسلامية : انفجار يهز العاصمة الأفغانية بعد إعلان الحكومة استعدادها لبدء مفاوضات سلام مع طالبان (طباعة)
انفجار يهز العاصمة الأفغانية بعد إعلان الحكومة استعدادها لبدء مفاوضات سلام مع طالبان
آخر تحديث: الأحد 31/05/2020 09:55 ص حسام الحداد
انفجار يهز العاصمة

كثير من ساعات التفاوض بين حركة طالبان وواشنطن كان نتيجتها في فبراير الماضي الخروج باتفاق سلام بعد أكثر من 18 عام من الحرب، والذي ينص على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرا وبدء حوار بين الأفغان، بعد صفقة تبادل للأسرى. ووفق هذه الصفقة أفرجت حركة "طالبان" عن دفعة جديدة من أسرى القوات الحكومية الأفغانية، ضمن ترتيبات اتفاق السلام الموقع مع الولايات المتحدة والممهد لمفاوضات سلام مع الحكومة في كابل.

ونقلت قناة "طلوع" الأفغانية، اليوم السبت، عن الناطق باسم طالبان، سهيل شاهين، أن الحركة أفرجت عن 73 من أفراد قوات الأمن الأفغانية في ولايات قندوز، وباكتيكا، وباكتيا، ولوغار، وبلخ وخوست​​​.

وكان ممثلو الحكومة وطالبان قد أعلنوا وقفا لإطلاق النار خلال أيام عيد الفطر، وقبل ساعات قليلة من الانفجار الذي حدث اليوم في العاصمة الأفغانية كابول، كان "رئيس السلطة التنفيذية" السابق عبدا لله عبدا لله الذي عيّن رئيسا للوفد المكلّف بالتفاوض مع طالبان، قد أعلن أن فريقه مستعد لبدء الحوار مع المتمردين.

وقد قُتل في هذا الانفجار صحافي وسائق يعملان في محطة تلفزيونية حيث انفجرت عبوة استهدفت حافلة تابعة للقناة، ونفى المتمردون مسؤوليتهم عن الانفجار الذي استهدف حافلة صغيرة كانت تقل 15 موظفا في محطة "خورشيد" التلفزيونية.

ووضع الانفجار حدا لفترة شهدت خفضا للعنف أعقبت وقف إطلاق النار الذي أعلنته حركة طالبان خلال عيد الفطر.

واعتبر عبدا لله أن خفض العنف هيّأ الأجواء لإطلاق المحادثات.

وقال عبدا لله في مؤتمر صحافي إن "إعلان (طالبان) وقفا لاطلاق النار وخفض العنف وتبادل السجناء مهدت الارضية لبداية جيدة" للحوار الهادف الى تحديد مستقبل أفغانستان.

وأضاف أن فريق الحكومة الافغانية مستعد لبدء مفاوضات السلام غير المسبوقة مع طالبان "في أي وقت".

لكنه أكد ضرورة الاتفاق على وقف جديد لاطلاق النار خلال المحادثات.

ولم تتبنَّ أي جهة انفجار السبت الذي وقع في وسط كابول.

وأكد مدير الأخبار في محطة "خورشيد" جاويد فرهاد استهداف حافلة تابعة للمحطة بانفجار ألحق أضرارا بالغة بمقدمها.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية الأفغانية أن "العبوة استهدفت المركبة التابعة لمحطة خورشيد التلفزيونية".

وهذا الاعتداء هو الثاني الذي يستهدف موظفي المحطة في أقل من عام.

ففي أغسطس من العام الماضي، قتل اثنان من المارة عندما انفجرت عبوة لاصقة بحافلة أخرى للمحطة.

وتعد أفغانستان من أخطر الأماكن لعمل الصحافيين الذين يواجهون كثيرا من التهديدات خلال تغطيتهم للنزاع المستمر في هذا البلد.

وأعلنت الحكومة في بيان إدانتها للاعتداء "الشنيع" الذي وقع السبت.

ومع أن الهدنة انتهت فعليا مساء الثلاثاء، الا أن مستوى العنف ظل منخفضا، رغم تعرض القوات الأفغانية لعدة هجمات حمّلت السلطات طالبان مسؤوليتها.

وأحيا وقف إطلاق النار وتراجع حدة أعمال العنف الآمال بتحقيق تقدم على مسار عملية السلام في أفغانستان والتي بدت في وقت سابق من الشهر الحالي على وشك الانهيار بعد تصعيد طالبان عملياتهم ضد القوات الأفغانية إثر توصّل الحركة لاتفاق مع الولايات المتحدة في شباط/فبراير.

وبعدما أعلنت طالبان وقفا لإطلاق النار خلال عيد الفطر، ردّت كابول بالإعلان عن بدء إطلاق سراح سجناء للحركة في إطار عملية تبادل، ما عزّز الآمال بإمكان تحقيق اختراق على مسار مفاوضات السلام بين الجانبين.

وكان من المقرر أن تبدأ مفاوضات السلام في 10 مارس.

وليل السبت أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأفغاني جاويد فيصل أن الحكومة أطلقت سراح 710 سجناء إضافيين لطالبان منذ يوم الجمعة في إطار عملية تبادل السجناء والأسرى، وأنها مصممة على تنفيذ تعهّدها بالإفراج عن ألفي متمرّد ردا على وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحركة.

وجعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة في تاريخها أولوية لإدارته وهو يسعى لإخراج قواته من أفغانستان بحلول مايو المقبل.

وحضّ المسؤولون الأميركيون طالبان والحكومة الأفغانية على إجراء مفاوضات سلام.

وحل عبد الله ثانيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر 2019 وتخللتها اتهامات بالتزوير واعلن المسؤول الأفغاني فوزه فيها.

وكلف ترؤس فريق التفاوض مع طالبان في إطار اتفاق يهدف الى حل خلافه مع خصمه الرئيس الافغاني اشرف غني.

وقال عضو في فريق عبدا لله التفاوضي إن الحكومة الأفغانية باتت موحدة في ما يتعلق بعملية السلام بعدما تمكّنت من حل خلافاتها الداخلية.