بوابة الحركات الاسلامية : لماذا لا يقوم الأزهر حتى الأن بتصنيف الإخوان منظمة إرهابية..؟ (طباعة)
لماذا لا يقوم الأزهر حتى الأن بتصنيف الإخوان منظمة إرهابية..؟
آخر تحديث: الأحد 29/11/2020 01:19 م
حسام الحداد حسام الحداد
رغم تصنيف هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، لجماعة الإخوان منظمة إرهابية إلا أننا وحتى الأن لم نسمع صوت الأزهر وهيئة كبار العلماء، وهذا ما يضعنا في حيرة حينما يتردد سؤال العنوان في أذهاننا، فقد عانت مصر من الجماعة وأذرعها الإرهابية ما لم تعانيه دولة أخرى.
ففي 10 نوفمبر الجاري أكدت هيئة كبار العلماء في السعودية أن جماعة الإخوان المسلمين إرهابية ولا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين.
وجاء في بيان أصدرته الهيئة: "الله تعالى أمر بالاجتماع على الحق ونهى عن التفرق والاختلاف، و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.. رواه الإمام أحمد".
وأضافت: "أن كل ما يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بث شبه وأفكار، أو تأسيس جماعات ذات بيعة وتنظيم، أو غير ذلك، فهو محرم بدلالة الكتاب والسنة، وفي طليعة هذه الجماعات التي نحذر منها جماعة الإخوان المسلمين، فهي جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية".
وتابعت: "منذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئا بالشرور والفتن، ومن رحمها خرجت جماعات إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فسادا مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم".
وقالت: "مما تقدم يتضح أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب، فعلى الجميع الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها".
وفي 23 نوفمبر الجاري أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، تجريم تنظيم "الإخوان"، واعتباره منظمة إرهابية.
وقال إن موقفه من الفرق والجماعات والتنظيمات هو موقف ولاة الأمر في الدولة، وإن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرض عليه هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعواه، وفق ما نقلته وكالة الأنباء "وام".
كل هذا وموقف الأزهر ضبابي وملتبس لا يملك شيئا سوى ادانة لعملية إرهابة هنا أو شجب لأخرى هناك، ويكتفي بالرد على بعض الفتاوى التي تصدر من جماعات إرهابية في كثير من الأحيان هي جماعات على يمين الجماعة الأم "الإخوان".
النقطة الوحيدة المضيئة للمؤسسة الدينية في هذا الموضوع ما قام به الدكتور شوقي علام بتقديمه لبعض شهادات علماء من الأزهر في عصور سابقة تدين جماعة الإخوان الإرهابية حيث استعرض الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، شهادات علماء الأزهر في جماعة الإخوان، قائلًا: "لقد استشعر الشیخ محمد عبداللطیف السبكي -عضو جماعة كبار العلماء بالأزھر- خطر الإخوان برؤية ثاقبة ومستشرفة للمستقبل عند نقده لكتاب "معالم في الطریق" لسید قطب عام 1965م وتفنيده لما جاء فيه تفنيدًا علميًّا بعقل أزهري متفتح، بناءً على طلب الإمام الأكبر شیخ الأزھر وقتها فضيلة الشیخ حسن مأمون الذي أسند إلیه مراجعة وكتابة تقریر عن مضمون الكتاب جاء فیه: "لأول نظرة في الكتاب یدرك القارئ أن موضوعه الدعوة إلى الإسلام، ولكن أسلوبه أسلوب استفزازي، یفاجأ القارئ بما یھیِّج مشاعره الدینیة، وخاصة إذا كان من الشباب أو البسطاء، الذین یندفعون في غیر رویة إلى دعوة الداعي باسم الدین، ویتقبَّلون ما یوحى إلیھم من أحداث، ویحسبون أنھا دعوة الحق الخالصة لوجه الله، وأن الأخذ بھا سبیل إلى الجنة".
وأضاف مفتي الجمهورية أن الشيخ الأزهري السبكي لم يُعد سيد قطب من العلماء أو الفقهاء ولا المجتهدين، بل نعته بالمؤلف؛ مما يدلل على رأيه فيه صراحة، وبوضوح.
وأضاف المفتي في حواره مع الإعلامي حمدي رزق، معلقًا على شهادة الشيخ السبكي: "لم يختلف سيد قطب عن معاصريه من أمثاله، فقد نفى الإسلام عن الأمة، وكذلك غيَّب حسن البنا الإسلام عن الأمة، وقد طرحا العنف والتدمير كحل للصدام مع المجتمع ومع الدولة، وهو ما تحقق لاحقًا؛ مما يدلل على كذب زعمهم بتبني السلمية، ولم يختلفا عن سابقيهما من الخوارج في الصدام والتكفير والعداء للمسلمين، بل إن جماعة الإخوان أحيت مفاهيم وأفكار جماعات الخوارج الأوائل ولكن بشكل أكثر تعقيدًا وأخطر تركيبًا".
وكذلك هناك مواقف مضيئة لوزير الأوقاف في مواجهة المد الإخواني في المساجد وتقليصه وهذا الدور مهم جدا حيث حرم الكثير منهم من الصعود على المنابر إلا أنه هناك من ينتمون للأزهر لا يزالون يمارسون أدوارهم التحريضية.
ودون الخوض في احصائيات وعدد الإخوان الذين يحتلون مراكز قيادة في مؤسسة الأزهر، والكتب التي يتم تدريسها لطلبة الأزهر سواء كان في المعاهد أو داخل كليات جامعة الأزهر والتي تروج لجماعة الإخوان، حيث تناولنا هذه الموضوعات في مواضع عدة، ورغم وجود أحكام قضائية أعلنت أن جماعة الإخوان منظمة إرهابية صادرة من القضاء المصري، فلماذا حتى الأن لم يصنف الأزهر جماعة الإخوان منظمة إرهابية.. ؟