بوابة الحركات الاسلامية : الرئيس التونسي يواجه «الإخوان» من معقل الإرهاب/«إخوان ليبيا» يستحدثون اسما جديدا استعدادا للانتخابات الرئاسية/الجيش السوري يشن حملة عسكرية واسعة ضد فلول داعش (طباعة)
الرئيس التونسي يواجه «الإخوان» من معقل الإرهاب/«إخوان ليبيا» يستحدثون اسما جديدا استعدادا للانتخابات الرئاسية/الجيش السوري يشن حملة عسكرية واسعة ضد فلول داعش
آخر تحديث: الإثنين 03/05/2021 12:49 ص إعداد: فاطمة عبدالغني
الرئيس التونسي يواجه
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 3 مايو 2021.

العراق: «هروب جماعي» من سجن بالمثنى

كشفت السلطات العراقية أن 21 موقوفاً متهمين بقضايا إرهاب ومخدرات هربوا، فجر أمس، من سجن في جنوب العراق، في ظاهرة متكررة تكشف التحديات التي تواجهها القوات الأمنية.
وتمكنت السلطات من اعتقال عشرة من السجناء الفارين من مركز شرطة قضاء الهلال في محافظة المثنى، التي تبعد 300 كلم جنوب بغداد، خلال عملية مطاردة، حسب وزارة الداخلية العراقية.  وأعلنت الوزارة تشكيل لجنة تحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين وإحالتهم إلى القضاء.
وبات هروب سجناء أمراً شائعاً في العراق، وغالباً ما يحدث بالتواطؤ مقابل دفع رشاوى، بينما يحصل معتقلون آخرون على مساعدة من فصائل مسلحة أو رجال القبائل يكونون عادة مدججين بأسلحة ثقيلة.
وفي منتصف شهر مارس، قامت مجموعة مسلحة بتهريب أحد تجار المخدرات كان محاطاً بعدد كبير من عناصر الشرطة أثناء نقله إلى المحكمة في العمارة، كبرى مدن محافظة ميسان جنوب البلاد.
ورصد محافظ المثنى «مكافأة مالية» لمن يلقي القبض على الهاربين، فيما استعانت الشرطة بوجهاء عشائريين معهم للبحث عن السجناء.
وتعتبر قضية السجون وحالات الهروب المحتملة حساسة في العراق، حيث أدين آلاف العراقيين والأجانب بارتكاب جرائم إرهابية لا سيما تنظيم «داعش» الإرهابي.
ونجح تنظيم «داعش»، والقاعدة من قبله، في تنظيم عمليات هروب كبرى من السجون العراقية، ووعدت بانتظام بتنفيذ عمليات جديدة.
وتؤكد مصادر أمنية وقضائية أن عدد سجناء وزارة العدل وحدها يفوق حالياً الطاقة القصوى للسجون بمرة ونصف، مشيرة إلى أن زنزانة بمساحة 20 متراً مربعاً يفترض أن تتسع لنحو عشرين سجيناً، تضم حالياً نحو خمسين منهم.
إلى ذلك، أفادت خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية، أمس، بأن طيران التحالف الدولي نفذ ضربة جوية أوقعت 3 قتلى بتنظيم «داعش» في إحدى المناطق التابعة لمحافظة نينوى.
وقالت خلية الإعلام الأمني، في بيان: «إن طيران التحالف الدولي نفذ ضربة جوية ضد 3 من تنظيم داعش الإرهابي، بعد متابعة من قبل القوة التكتكية التابعة لخلية الصقور في محافظة نينوى، جنوبي مدينة الحضر، حيث قتلتهم بعد محاصرتهم في نفق وتدميره». وتنفذ القوات العراقية، بشكل شبه يومي، عمليات عسكرية وأمنية واسعة النطاق في مناطق متفرقة من البلاد لاستهداف تجمعات ومواقع تنظيم «داعش» في البلاد.

الرئيس التونسي يواجه «الإخوان» من معقل الإرهاب

أكد خبراء ومحللون سياسيون أن خطاب الرئيس التونسي من «جبل الشعانبي» بولاية القصرين رسالة واضحة بالحرب على الإرهاب في الداخل والخارج، مشددين على أن هذه التصريحات المتعلقة بتقسيم الدولة ومحاولة ضربها من الداخل تشير إلى ممارسات حركة «النهضة» الإخوانية. 
وتقاسم الرئيس التونسي قيس سعيد، أمس الأول، مأدبة إفطار رمضاني مع مجموعة من ضباط الجيش والمسؤولين الأمنيين في جبل الشعانبي بولاية القصرين، مؤكداً أن الخطر الحقيقي هو تقسيم الدولة ومحاولة ضربها من الداخل تحت تأويلات لنص دستوري أو نص قانوني، ظاهره تأويل وباطنه لا يقل إرهاباً عمن يتحصنون بالجبال، ومن يحركهم بين الحين والآخر. 
ورأى حازم القصوري، المحلل السياسي والمحامي التونسي، أن هذا الخطاب تأكيد على الصراع المحتدم بين الرئيس سعيد من جهة ورئيس حركة «النهضة» ورئيس الحكومة من جهة أخرى حول الصلاحيات، مؤكداً أن تصريحاته رسالة واضحة بالحرب على إرهاب الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم «الإخوان». 
وشدد لـ«الاتحاد» على أن جميع الدلائل تؤكد أن تونس مقبلة على مرحلة حقيقة نحو جمهورية ثالثة، موضحاً أن المشروع السياسي الذي يطرحه سعيد شامل ويهدف إلى مناهضة الإرهاب، وهو ما يفعله من خلال ترك الشعارات، والذهاب لجبهات القتال. 
لكن المحلل السياسي التونسي صلاح الدين الجورشي اعتبر أن تصريحات الرئيس التونسي تأتي في إطار انتقاده لرئيسي الحكومة وحركة «النهضة»، واللذين يتمسكان بأن الدستور يفصل بين الجيش والأمن، ما يعني أن وزارة الداخلية من صلاحيات رئيس الحكومة، وهو ما يرفضه سعيد.

«إخوان ليبيا» يستحدثون اسما جديدا استعدادا للانتخابات الرئاسية

أعلنت جماعة «الإخوان» الإرهابية في ليبيا، الأحد، تغيير اسمها من «العدالة والبناء» إلى «الإحياء والتجديد»، زاعمة أن السبب وراء هذا التغيير هو «تكثيف جهودها للتحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة»، فيما أكد مراقبون أن هذا الانقلاب هدفه التنصل من الأخطاء الفادحة التي ألحقوها بالبلاد طوال السنوات الماضية. وقال التنظيم إن «جمعية الإحياء والتجديد ستؤدي رسالتها في المجتمع الليبي من خلال عملها الدؤوب في شتى مجالات العمل».

وخلال الأيام الماضية، عقدت الجماعة، سلسلة من الندوات وورش العمل تحضيرا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. واشار بيان الجماعة إلى أن «مراعاة متغيرات الواقع أمر تقتضيه الحكمة ويفرضه منطق العقل»، وأن الجماعة «تتعامل مع كل مرحلة بما تستحقها من مطالب الاجتهاد وواجبات التغيير».

جهود الأمم المتحدة

في الأثناء، واصل المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش، تحركاته لتعزيز التوافق في البلاد، والاستعداد للانتخابات العامة في البلاد نهاية العام الجاري. والتقى كوبيش رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح بمقر المفوضية بالعاصمة طرابلس،.

وناقش اللقاء الاستعدادات للانتخابات العامة المقرر عقدها في 24 ديسمبر/كانون الأول، وخريطة الطريق التي ستقود إلى الأول من يوليو/تموز تاريخ البدء الفعلي لتنفيذ الانتخابات.

واستعرض الاجتماع خطة المفوضية الرامية إلى تنفيذ الانتخابات، وسبل تذليل العقبات والعراقيل التي قد تواجه عملية التنفيذ، في إشارة إلى دور الحكومة والهيئات والمؤسسات التابعة لها في دعم العملية الانتخابية عموماً.

ومنذ إعلان البعثة الأممية إلى ليبيا في 5 فبراير/شباط الماضي، تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة، عاد ملف المرتزقة الأجانب في ليبيا إلى واجهة الأحداث، وسط مطالبات محلية ودولية بسحب تلك العناصر من ليبيا، واحترام خريطة الطريق الأممية التي ستقود البلاد إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

توحيد المؤسسات

يأتي ذلك فيما جمع لقاء قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بالمبعوث الأممي إلى ليبيا، بحضور نائب رئيس المجلس الرئاسي، موسى الكوني، السبت. واكتفى الجيش الليبي بنشر صورة للقاء، دون الإفصاح عن سبب الزيارة أو الملفات التي تناولها، أعلن الكوني، أن اللقاء جاء استكمالاً لمساعي توحيد مؤسسات الدولة، والمؤسسة العسكرية بصورة خاصة، الذي باشرناه بلقاء قادة القوات المسلحة في طرابلس.

توحيد الصف

وقال الكوني، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، إن اللقاء الثلاثي الذي جمعه بحفتر وكوبيش، يأتي لتوحيد الصف الليبي، لمواجهة التهديدات الكبرى التي تتربص بالحدود الجنوبية، خاصة بعد أحداث تشاد الأخيرة، مؤكداً أن «حماية سيادة ووحدة ليبيا فرض عين».

تدفق المهاجرين إلى أوروبا

إلى ذلك، تمكنت عناصر جهاز حرس السواحل وأمن الموانئ الليبي، يوم السبت، من إنقاذ 172 مهاجراً من جنسيات إفريقية كانوا على متن 3 قوارب مطاطية شمال مدينة الزاوية، غرب طرابلس، وفي طريقهم إلى الشواطئ الأوروبية.

وأوضح الناطق باسم أركان البحرية الليبية، عميد بحار مسعود عبدالصمد، ليلة السبت، أن العملية قام بها الزورق «فزان» بعد تلقي نداء استغاثة.

وقال: «بعد إتمام الإنقاذ جرى نقل المهاجرين إلى قاعدة طرابلس البحرية، ومنها إلى مركز إيواء عين زارة بطرابلس».

وكان حرس السواحل الليبي قد أنقذ في عمليتين منفصلتين الجمعة 466 مهاجراً إفريقيا كانوا على متن 5 قوارب مطاطية شمال غرب طرابلس.

وفي حصيلة أسبوعية أنقذ الحرس نحو 1000 مهاجر، بحسب إفادة الناطق الذي أرجع سبب تزايد قوارب الهجرة هذا الأسبوع إلى وجود سفينتي «سي واتش» و«أوشن فايكينغ» في مياه البحث والإنقاذ على بعد نحو 30 ميلاً من السواحل الليبية.

وتابع قائلاً: «نحن في بداية موسم الهجرة غير الشرعية السنوي، والمسافة من ليبيا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي يقصدها المهاجرون نحو 400 إلى 500 ميل، بحسب موقع نقطة الانطلاق، ووجود هذه السفن يقصر المسافة بشكل كبير، ويسهل مهمة الوصول على المهاجرين وتجار الهجرة الذين يعلمون جيداً أماكن تواجد هذه السفن، ويوجهون بوصلتهم نحوها».

وأضاف: «نحن نعلم حسن نية المنظمات غير الحكومية، ولكن حسن النية فقط لا يكفي، والدليل على ما قلته سابقاً عدم رصد قوارب مهاجرين طوال 5 أسابيع ماضية، رغم هدوء أوضاع البحر، والسبب هو غياب السفن التابعة لهذه المنظمات في تلك الفترة»

الجيش السوري يشن حملة عسكرية واسعة ضد فلول داعش

بدأ الجيش السوري في اليومين الماضيين حملة عسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي، بعد عمليات إرهابية استهدفت مقرات للجيش والقوى الرديفة له، فضلا عن عمليات استهدفت منشآت اقتصادية خصوصا النفطية منها في وسط البلاد في مدينة حمص وريفها.

وفي العمليات العسكرية التي يشنها الجيش السوري، قتل 9 عناصر من الجيش وأصيب آخرون، بعد هجوم نفذته مقاتلون من عناصر التنظيم على الجيش السوري في منطقة تدمر شرقي حمص.

فيما أكدت مصادر محلية أن عناصر التنظيم شنوا هجوما على دورية عسكرية مشتركة للحرس الجمهوري في قوات الجيش السوري وبعض القوى شمال غربي تدمر.

وفي سياق متصل، تقوم القوات الروسية بمؤازرة الجيش السوري في العمليات العسكري التي يشنها الجيش ضد التنظيم في بالبادية السورية، حيث تدخل سلاح الجو الروسي في المعارك ضد التنظيم، ونفذ ما يقارب 15 غارة بالصواريخ على محاور جبل "أم رجمين" (العمور)، التي يتخذ التنظيم من هذه المناطق مقرا له في عملياته ضد الجيش السوري.

من جهة ثانية، ومن أجل رفع مستوى العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، انسحب العشرات من عناصر الفرق العسكرية التابعة للجيش السوري من محاور بريف إدلب، شمالي سوريا، نحو البادية السورية، بعد شن الجيش عملية واسعة النطاق.

وبحسب مصادر عسكرية محلية متطابقة من الفصائل المسلحة ومصادر تابعة للجيش السوري، فإن الجيش السوري أرسل في اليومين الماضيين، أرتالا عسكرية من حوالي 150 عنصرا من محاور التماس مع فصائل المعارضة جنوبي إدلب نحو مناطق البادية السورية.

وأكدت المصادر أن العناصر التي تشارك في القتال ضد تنظيم داعش تتبع للفرقة 25 المدعومة من الجانب الروسي والتي تلقت تدريبات عالية للقتال ضد التنظيمات المتطرفة، حيث انسحبت من مواقع انتشارها في مدينة معرة النعمان والمناطق المحيطة بها، لتتجه إلى البادية السورية.

ومنذ بداية العام الجاري يشن التنظيم هجمات إرهابية مكثفة على مواقع تابعة للجيش السوري، فيما شن هجمات متفرقة في ريف محافظة حماة استهدف المدنيين واختطف العديد من المزارعين كرهائن.

ما هو الخطر الحقيقي على تونس من وجهة نظر رئيسها؟

حذر الرئيس التونسي قيس سعيّد مجدداً من مخاطر تقسيم الدولة، ووجه رسائل مبطنة إلى الائتلاف البرلماني والحكومة بقيادة حركة النهضة الأخوانية، أكد خلالها أنّ المخاطر التي تهدد الدول ليست العمليات الإرهابية التي تقوم بها مجموعات أو من يتخفى وراءها، بل إن الخطر الحقيقي هو تقسيم الدولة ومحاولة ضربها من الداخل.

وأوضح سعيد أثناء زيارة أداها إلى المنطقة العسكرية المغلقة بجبل الشعانبي من ولاية القصرين (غرباً)، حيث تناول وجبة الإفطار مع القوات العسكرية والأمنية، أن «لا أحد فوق القانون، وسيلقى كل من يتجاوزه جزاء القانون، وجزاء الشعب، وجزاء التاريخ»، مشدداً على «حماية الدولة التونسية من كل الانقسامات، وعلى أن القوات المسلحة تبقى كلها تحت قيادة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلّحة»، وفق قوله.

وخاطب سعيّد العسكريين والأمنيين الذين يخوضون مواجهات متواصلة منذ سنوات ضد الجماعات الإرهابية المتحصنة بالمرتفعات الغربية بالتأكيد على أن القوات المسلحة عسكرية كانت أو أمنية تبقى كلها تحت قيادة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وردّ على محاولات الإخوان وحلفائهم الفصل بين القوات العسكرية وقوات الأمن بالقول إن الخطر الحقيقي هو تقسيم الدولة ومحاولة ضربها من الداخل تحت تأويلات لنصّ دستوري أو نصّ قانوني ظاهره تأويل وباطنه لا يقلّ إرهاباً عمن يتحصنون بالجبال.

وتابع: «هناك قوات مسلّحة عسكرية ومدنية واحدة في تونس ورئيس دولة واحد ودولة واحدة، ومن يعتقد أنه يستطيع تفتيت الدولة سيجد الصد والعزيمة ولا تفريق بين القوات المسلحة العسكرية والمدنية»، محذراً من أنه لن يسمح بوجود مراكز قوى تشتت وتقسّم التونسيين، وأنه يعتبر نفسه أحد جنود تونس، وأنه مع الجنود والأمنيين في مواجهة الإرهابيين دوماً.

وخاطب الرئيس التونسي الجنود قائلاً: «أنا معكم في جبهة القتال وسنتصدى لمن يتخفون بالجبال ولمن يزودهم بالمؤونة والمعلومات»، وتابع أن من يتوهم أنه قادر على ضرب الدولة التونسية فهو مخطئ، و«نحن لا نخاف من الإرهاب ولا الموت.. نحن نبغي الحياة».

وفي إشارة واضحة إلى رئيس البرلمان ورئيس وأعضاء الحكومة الذين بادروا بالتلقيح ضد «كورونا»، قال سعيد: «نحن لم نسرع للتلقيح ضد كورونا، بل أسرعنا لجبهات القتال وسنقاتل وسننتصر لأن الروح الانتصارية للقوات العسكرية والأمنية تقوم على الانتصار أو على الشهادة».

ويخوض الرئيس التونسي منذ أكثر من عام مواجهة معلنة مع حركة النهضة الإخوانية ودخل في قطيعة تامة مع رئيس البرلمان راشد الغنوشي امتدت لتكون مع رئيس الحكومة هشام المشيشي الذي كان سعيّد وراء تكليفه بالمنصب قبل أن يتحالف الأخير مع حركة النهضة.

أوضاع تشاد تضع الجنوب الليبي في صدارة الاهتمام

ما حدث في تشاد مؤخراً لفت أنظار الأفارقة إلى الخطر، الذي يشكله وجود المقاتلين الأجانب والمرتزقة داخل الأراضي الليبية، ولا سيما على دول الساحل والصحراء، التي تواجه التهديدات الإرهابية وخطر الفوضى.

وكان مسلحو ما يعرف بجبهة التناوب والوفاق المعارضة، بزعامة مهدي علي محمد أطلقوا في 11 أبريل هجومهم من داخل الأراضي الليبية على إقليم تيبستي الواقع في شمال تشاد، حيث باتوا يسيطرون عليه حالياً، واتجهوا إلى إقليم كانم غربي البلاد، والمتاخم للحدود مع النيجر. ورغم الخسائر الفادحة التي تعرضت لها قواتهم، فإن التحاق فصائل أخرى بهم وتشكيل ما سمي بالتحالف الرباعي المسلح، زادا من تأزيم الأوضاع الميدانية، التي تتجه لتشهد تحولات حاسمة، خلال الأيام المقبلة سواء لصالح قوات النظام أو المتمردين عليه.

وساطة

وفي حين باءت محاولات الوساطة، التي تعهدت بها موريتانيا والسودان والنيجر بالفشل، بعد رفض المجلس العسكري الانتقالي الحوار مع المتمردين، بدأ العالم في تسليط الضوء بجدية على الجنوب الليبي المفتوح على جميع الاحتمالات، والذي يمثل باتساع مساحته، وامتدادات حدوده، وتعدد إثنياته، وكثرة ثرواته، وقلة سكانه، مطمعاً للحركات المتمردة والإرهابية، ومقراً لأنشطتها ومنطلقاً لتحركاتها ضد دول الجوار، ما دفع بالسفير الأمريكي في طرابلس ريتشارد نورلاند للدعوة إلى تسريع توحيد المؤسسة العسكرية الليبية حتى تتمكن من حماية المنطقة.

المستجدات في تشاد ألقت بظلالها على اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة في سرت، وعلى الاتصالات التي تلقتها وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش من نظرائها في دول عدة، فيما طلب تكتل فزّان بمجلس النواب من المجلس الرئاسي «القيام بمهامه بخصوص الوضع المتدهور على الحدود الجنوبية والأحداث في تشاد والتعامل مع المرتزقة التشادية، الذين يتخذون من الجنوب الليبي نقطة انطلاق لهجماتهم على المدن الليبية والتشادية المتاخمة للحدود»، وفق بيان صادر عنه السبت.

تعزيزات

ودفع الجيش الليبي بتعزيزات إضافية إلى إقليم فزان، ويقوم سلاح الجوي بطلعات استطلاعية على مدار الساعة انطلاقاً من قواعده هناك، وأعلن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفّى عن التوصل إلى اتفاق حول التنسيق الأمني المباشر مع السودان والنيجر، لمواجهة أية تحدّيات يفرضها الوضع داخل تشاد.

ودعا مجلس النواب الليبي إلى تكثيف الوجود الأمني على الحدود الليبية التشادية، مشيراً إلى أن أمن واستقرار تشاد أولوية لدى السلطات الليبية لارتباط الوضع الأمني في البلدين.

ودخلت الجزائر على خط الأحداث بقوة، وهي التي تتولى رئاسة مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي في مايو الجاري. وقال وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، إن محادثات هاتفية، مع وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش، تمحورت حول سبل الدفع بمسار السلم والمصالحة في ليبيا، لكن مصادر دبلوماسية أكدت أن أزمة تشاد وتأثيرات الوضع في الجنوب الليبي على دول المنطقة سيحتل صدارة الاهتمامات في اجتماع المجلس خلال الأيام المقبلة بدعوة من دول الساحل الخمسة.