بوابة الحركات الاسلامية : دراسة حديثة حول استغلال الجماعات الإرهابية للفضاء الالكتروني (طباعة)
دراسة حديثة حول استغلال الجماعات الإرهابية للفضاء الالكتروني
آخر تحديث: الثلاثاء 04/05/2021 10:41 ص هاني دانيال
دراسة حديثة حول استغلال

برلين - هانى دانيال

فى دراسة حديثة أعدتها الدكتورة عزة فتحى على،  أستاذ مناهج علم الاجتماع  بجامعة عين شمس أكدت أن تنظيم داعش الإرهابي استغل بشكل كبير، شبكات التواصل الاجتماعي لتجنيد للشباب والشابات، والإشارة إلى أن استراتيجية التنظيم الاتصالية في شبكات التواصل لا تقوم على تقديم فيديوهات العنف والقتل وقطع الرؤوس فقط، بل يقوم التنظيم بتبني استراتيجية معينة تناسب كل مجموعة مستهدفة من ضحاياه.

دراسة حديثة حول استغلال

أوضحت فى الدراسة التى نشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب أنه يتم تسويق فكرة الذهاب لسوريا والعراق للزواج من أحد الدواعش على أنها مغامرة مثيرة وأن الفتاة ستلتقي هناك بفارس أحلامها القوي، الذي سيحميها ويدافع عنها ويفديها بروحه، ويبث التنظيم على شبكات التواصل،  مثل "اليوتيوب وانستجرام وسناب شات"، مواد عن قصص حب بين محاربين شجعان وفتيات غربيات أو فيديوهات يظهر فيها الدواعش كرجال لطفاء يلعبون ويداعبون القطط.

الدراسة أشارت إلى ما ذكرته بعض الصحف الأوربية، فإن تنظيم “داعش” يقوم بالتغرير بهؤلاء الفتيات عن طريق التركيز على الحديث عن الحياة الأسرية التي تنتظرهن في "داعش"، وتتركز هذه الحياة على “مباهج” كثيرة منها “إنجاب مقاتلين جدد يجاهدون في سبيل الدولة الإسلامية”.

أكدت الدراسة على أن تطور الارهاب الملتحف  بالاسلام   بتطور العصر فى كل جوانبه وزاد من خطورته ان التطور التكنولوجى ضم  لهذه   الجماعات  مقاتلين "متطرفيين" اجانب  وقد استفادت منهم هذه الجماعات كثيرا سواء كانوا من اصول عربية أو غير عربية  الا ان مايميزهم انهم تربوا فى اوربا  ودول اجنبية حيث التعليم والثقافة  والحضارة عالية الجودة لذلك  عاملوهم معاملة أفضل سعيا لمكاسب خطط لها بعناية .

ركزت أيضا على أن الجماعات المتطرفة تستبق الحكومات والدول والاجهزة الامنية بخطوات سعيا لهدف سياسي هو السيطرة على الحكم تحت شعارات اسلامية مزيفة ، وحتى عام 2016  طبقا لتقرير أعده منسق الاتحاد الاوربي لقضايا الارهاب  أن الارقام تشير أن 30 %  الى 35% عادوا الي بلادهم ،وفى تقرير وكالة شرطة الاتحاد  الأوروبي “اليوروبول”  ان سبب  عودة المقاتلين الاجانب خاصة الى اوربا  هو هزيمة التنظيم فى الشرق الاوسط   ونسبة كبيرة منهم  ذهبوا الى داعش فى ليبيا .

سبق وأن كشف تقرير للمركز الاوربي لدراسات مكافحة الارهاب  والاستخبارات مقره في المانيا وهولندا  نشر فى 17 فبراير 2017  ان شهادات مقاتلي داعش من الاجانب بعد عودتهم  الى بلدانهم  الاصلية  من أن تنظيم داعش  استهدف تجنيد الاجانب  واستثمارهم   واستغلالهم  فى   نشر الدعاية المتطرفة، عبر وسائل الاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي،  تنفيذ عمليات القرصنة الالكترونية واختراق البريد الاكترونى للاخرين والتجسس على الافراد والمجموعات  والتواصل معهم من اجل الأستقطاب د  والحصول على التبرعات تحت مسمى "الجهاد"، كذلك التجنيد، عبر شبكة وسائل التواصل الاجتماعى  ودائرة العلاقات، كما تم التطرق إلى مخاطرإستغلال المقاتلين الاجانب الى وسائل التواصل الاجتماعي او التواصل المباشر

ونوهت الدكتورة عزة فتحي فى دراستها على أن  تنظيم داعش اعتمد في تنفيذ عملياته الإرهابية واستقطابه وتجنيد وتوجيه مناصريه على فتاوى وتعليمات لقادتهم نشرت عبر أدوات و"جروبات" اتصال مشفرة تشبه الغرف المغلقة بين أعضائه . ولم يتوقع  داعش الهجوم على منصاته الإلكترونية على الإنترنت وإغلاق معظمها ، وسيتطلب منه جهدا لإعادة بناء عملياته بعد غلق العديد من حساباته على الإنترنت.

وحسب رؤيتها تم تقسيم النمط “الجهادي الى  نمط لن يكرر الفعل مرة اخرى لبشاعة ماعرفوه  وشاهدوه، كذلك نمط الانزواء النشط  الذين يمنعون غيرهم  من خوض التجربة  لمرارتها، إلى جانب السياح المتطرفون  الذين كشفوا الحقيقة المرة  بعد ان كانوا يحملون افكارا مثالية ولكنهم يحاولون خداع غيرهم  وهذا مايشكل خطورة كبيرة، أما النمط الاخير هو الارهاب العابر للقارات وهؤلاء ترسخت فس أذهانهم “الأيدلوجية” المتطرفة، لديهم نزوح نحو التطرف العنيف وتنفيذ عمليات إرهابية، وهنا يمكن وصفهم بالعناصر الخطرة جدا، وما يعقد الامر انهم مازالوا يعملون من اجل تحقيق “الخلافة” على الارض.

أشارت الدراسة إلى تحذير وكالة العدل الاوربية من شريحة خطيرة  لم نستوعب خطورتها من قبل  وهى  زوجات واطفال المقاتلين الاجانب  وخاصة  الابناء  القصر  وهذه أشد خطورة خاصة اذا كانوا يمتلكون النية والقدرة علي تنفيذ اعمال ارهابىية أو تجنيد غيرهم من العائلىة والاصدقاء والمجتمعات الاخري عبر الانترت  فى ظل غياب قواتين رادعة للتطرف والإرهاب.

نوهت أيضا إلى استغلال  فيسبوك وتويتر وانستجرام  فى تجنيد الشباب،   واستخدام  الأدوات التى يفضلها الشباب  والتى اصبحت موضة و استغلال نقاط الضعف المحيطة بهذا الشباب   من عزلة  وفشل واحباط  وبطالة وياس  وخاصة فى بعض دول الشرق الاوسط، كذلك  استخدام الدردشات  وخاصة بين شباب  بعض الدول الاسلامية المتشددة   لمناقشة قضايا على الساحة فكرية واسلامية  وحثهم على المشاركة بنية الجهاد، مع تجنيد ذوى الاحتياجات الخاصة واستغلال مشاعرهم واحساسهم بالغبن وعدم اهتمام المجتمع بهم وخاصة في الدول العربية وبعض دول الشرق الاوسط، وأيضا استغلال رغبة كثير من الشباب فى الهجرة بحثا عن حياة افضل ومساعدتهم من خلال جوزات سفر مزورة باتقان، كذلك استغلال الشباب الذين يتعاطفون  مع حلم الخلافة  فى القيام بعمليات ارهابية  وخاصة الذين هم فى اواخر العشرينات  طبقا لنظرية الذئاب المنفردة  طبقا لما حذرت منه وكالة العدل الاوربية  فى احدث تقرير لها.

 

وحول دور النساء العائدات من زوجات للمقاتلين اعتبرت الدراسة أنه  شديد الخطورة لأن المراة تتحرك بسهولة وسط التجمعات ، والمرأة تسعى نحو الهدف واكثر تمسكا بتحقيقه فاذا امنت بشئ كانت تقوم به مهما كانت المخاطر  ولديها وقت متاح لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعى  وشبكة الانترنت  لتجنيد غيرها  من الرجال والنساء والشباب ، إلى جانب أن النساء قادرات علي الاقناع  بمهارة

أشارت الدراسة أيضا إلى ما  رصدته مجموعة "الوقاية من الإرهاب"، التابعة لوزارة الداخلية، خطابات إلكترونية مكثفة للمتطرفين على الإنترنت إلى المراهقات المسلمات المقيمات في ألمانيا، وتنجح هذه المحاولات أكثر مما في السابق في توريط المراهقات في العمل مع التنظيمات المتطرفة، وتصور هذه الرسائل الانتماء إلى التنظيمات المتطرفة على أنه احترام حد «الملوكية» للمرأة، لأنها تقوم على ولادة وتنشئة الجيل المقبل من المقاتلين، حيث تستغل المرأة  الحاجة الاقتصادية  من فقر وعدم تمكين اقتصادي  او الحاجة  العاطفية من حرمان عاطفى  , رغبة فى الزواج أو   سجن احد افراد العائلة أو او مقتله. استغلال حرمان النساء من حقوقهم طبقا لقوانين الاحوال الشخصية العقيمة فى بعض الدول العربية  أدعاء ان النساء ياخذن مكانة متساوية وتمكين فى كل شئ عند انضمامهن للجماعات  مثل داعش