بوابة الحركات الاسلامية : عملاء بالفطرة العلاقات السرية بين الإخوان والأمريكان (طباعة)
عملاء بالفطرة العلاقات السرية بين الإخوان والأمريكان
آخر تحديث: الأربعاء 02/06/2021 08:38 م روبير الفارس
عملاء بالفطرة العلاقات
عملاء بالفطرة هو الوصف الدقيق الذى اختاره الدكتور  رفعت سيد أحمد عنوانا للدراسة المسلسلة التى ينشرها في مجلة المصور ليكشف خلالها صفحات من العلاقات السرية بين الإخوان والأمريكان
وفي الدراسة قال الدكتور رفعت أن تقيم دولة ما علاقات سرية أو علانية مع دولة أخرى حتى لو كانت عدوا.. فهذا أمر مفهوم ويمكن تفسيره بل أحيانا تبريره بحكم المصالح والعلاقات بين الدول .أما ما لايمكن فهمه أو تفسيره وبالقطع تبريره، أن تقيم جماعة أو حزب علاقة مع دولة والأخطر أن تكون هذه الدولة فى كل أدبيات تلك الجماعة، مصنفة بين المصريين بأنها ضد المصالح المصرية وتسعى للتدخل فى شئون الدولة، فإن هذا لايسمى فحسب نفاقا سياسيا، بل يذهب إلى حد العمالة والتجسس ضد الوطن والقيم والدين خاصة إذا كانت تلك الجماعة تزعم عبر كل تاريخها وصلا بهذا الدين.. هذا تحديدا ما جرى بين جماعة «الإخوان) وبين واشنطن عبر الزمن الممتد من ١٩٢٨ وحتى الآن.. ولنفتح الملف ونقلب الصفحات السوداء لنستزيد معرفة وعلما من حقيقة أساسية لازمت تاريخ وحركة الإخوان وهى أنها جماعة تعيش وتتنفس وتمارس «العمالة بالفطرة ).
بداية يحدثنا التاريخ أن جماعة الإخوان الإرهابية أسست تاريخيًا عام 1928 فى الإسماعيلية، وتلازم مع نشأتها عدد من التنظيمات والجمعيات الإسلامية الصغيرة والتى أحصيناها فوجدناها حوالى 135 جمعية إسلامية، وكان من أبرز تلك الجمعيات: جمعية الشبان المسلمين التى نشأت عام 1927 والتى ضمت وفقًا لوصف حسن البنا نفسه «الغيورين على الدين من ذوى العلم والوجاهة والمنزلة ليمارسوا من خلالها الوعظ والإرشاد»، بعد هذه الجمعية أنشئت جماعة الإخوان عام 1928 وقبلهم أنشئت جمعية للأمهات المسلمات عام 1926.
ويضيف الدكتور رفعت سيد احمد قائلا  استطاعت جماعة الإخوان وفى فترة قياسية أن تتجاوز فى حركتها الجمعيات الإسلامية المنافسة لها، وأن تمتلك بفعل الدعم الإنجليزى مع ذكاء ودهاء مؤسسها– البنا- ريادة العمل السياسى الإسلامى مع منتصف الثلاثينيات، واستطاعت أن تجذب إليها أعضاء من الجمعيات الإسلامية الأخرى مثل «الجمعية الشرعية وأنصار السنة المحمدية، والشبان المسلمين والحزب الوطنى»، وحدد حسن البنا منهج جماعته بقوله الفضفاض «الفهلوى بلغة عصرنا» الشهير: «إن جماعة الإخوان دعوة سلفية لأنهم يدعون إلى العودة للإسلام فى معينه الصافى وطريقه سنية لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم، وجماعة رياضية، ورابطة علمية وثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية»، ولقد ميز هذا المنهج المتعدد فى مراميه، وغاياته، الأداء السياسى للإخوان، ودفعهم دائمًا إلى خلق التلازم المستمر لعلاقة الدين بالسياسة بالعمل المسلح وبقضايا المجتمع المصرى المختلفة منذ الثلاثينيات وحتى اليوم، يعنى لم يتركوا شيئا إلا وأدخلوا أنوفهم فيه وبالقوة فى أغلب الأحيان وتولى قيادتها أحد عشر مرشدا وهم: «حسن البنا – حسن الهضيبى – عمر التلمسانى – محمد حامد أبو النصر – مصطفى مشهور – مأمون الهضيبى – مهدى عاكف – محمد بديع المسجون حاليا بأحكام قضائية صدرت بحقه فى تهم ثابتة بالإرهاب –ثم محمود عزت كقائم بأعمال المرشد إلى أن تم القبض عليه فى 2020- وتولى بعده إبراهيم منير المقيم فى لندن فى كنف وحماية وتنسيق المخابرات البريطانية والأمريكية» وبعد أن أسسوا حزبًا سياسيًا كان كبيرًا ثم بدأ يصغر وينتهى تماما بعد ثورة 30 يونيو 2013 وهو حزب «الحرية والعدالة» وبعد أن بدأوا يظهرون للجمهور علانية ويمارسون قناعاتهم الفاشية وبقوة.. وبعد أن قدموا نموذجًا فاشلًا للحكم السياسى أثناء حكم محمد مرسى «2012-2013» إلا أن أخطر ما ميز حكم الإخوان وسياستهم تاريخيًا وبعد أن تولوا الحكم بعد ثورة يناير 2011، هو علاقاتهم السرية مع الأمريكيين والتى أثرت سلبًا على صورتهم الوطنية، وساهمت فى ثورة الشعب عليهم فى 30/6/2013، الأمر الذى دفعهم لعمل تنظيمات مسلحة صغيرة، ولمساندة العمليات الإرهابية لتنظيمات إسلامية أخرى مثل داعش.
ولأهمية تأصيل القضية سوف نذهب إلى التاريخ قبل وبعد ثورة يناير 2011 لنبحث فى علاقة الإخوان بالأمريكان أسرارا وحقائق ومردودًا اجتماعيًا وسياسيًا مؤثرًا على سمعتهم وجماهيريتهم: فماذا عن تلك العلاقات؟ 
1»يخطئ من يعتقد أن علاقات الإخوان بالأمريكان بدأت بعد 30/6/2013 حين قامت الموجة الثانية للثورة المصرية، ثورة 25 يناير، وأطاحت بحكم الإخوان، فتقدم أوباما وماكين وجون كيرى وبيرنز وآخرون بالزيارات والضغوط المتتالية على الإدارة المصرية الجديدة، ولكنها بدأت قبل ذلك بسنوات طوال، بدأت منذ الأربعينيات وازدادت أيام عبد الناصر وقويت فى عهد السادات ومبارك.
وقال الدكتور رفعت يحدثنا التاريخ أن علاقات الإخوان بالأمريكان لم تبدأ فى 2011 و2012 حين زار مكتب الإرشاد على مدار العامين حوالى 12 من كبار رجال المخابرات والساسة الأمريكان وفى مقدمتهم آن باترسون سفيرة أمريكا فى مصر أو وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية «فى زيارته لمقر حزب الحرية والعدالة وكانت فى 10/1/2012» وكان فى استقباله وقتها سعد الكتاتنى وعصام العريان على مدخل مقر الحزب تعلو وجوههم ابتسامات الفرح والسعادة الغامرة ««والصور لهذه الزيارة موجودة وموثقة ومنشورة لمن يحب الرجوع إليها»» لقد كانت العلاقات أقدم وأعقد من ذلك، وكان ولايزال للتنظيم الدولى للإخوان دور مهم فى ترسيخ هذه العلاقات وفى إشعال النار فى مصر وفى تحريك حكام الغرب ضد الجيش والشرطة المصرية، ورغم ذلك كانت هذه العلاقات مع واشنطن فى محصلتها النهائية ذات نتائج سيئة على الإخوان قبل الأمريكان الذين زادت كراهية الشعب المصرى لهم بعد علمه بتلك العلاقات الغامضة.