بوابة الحركات الاسلامية : مجلة " الكلمة " تحتفي بالمفكر الهندي " وحيد الدين خان " (طباعة)
مجلة " الكلمة " تحتفي بالمفكر الهندي " وحيد الدين خان "
آخر تحديث: الإثنين 02/08/2021 12:32 م علي رجب
مجلة  الكلمة  تحتفي
احتفي العدد الجديد من مجلة الكلمة – اغسطس 2021 – بالمفكر الهندي  وحيد الدين خان .والذى يعده الكثيرون المناهض الاول لفكر أبو الأعلى المودودي، المنظر الأكبر لفكرة الإسلام السياسي.جاء احتفاء المجلة من خلال دراسة نشرتها حول المفكر الاسلامي  وحيد الدين خان كتبها" علاء الدين محمد فوتنزي" وتضمنت  القاء الاضواء حول سيرته وافكاره 
 ولد وحيد الدين خان عام1925 م في مدينة أعظم كره بالهند وتعلم في جامعة الإصلاح العربية الإسلامية، وبدأ وحيد الدين يقدم حصيلة فكره بعد دراسات عميقة، وفي البدء انتظم في سلك لجنة التآلف التابعة للجماعة الإسلامية بالهند، وعمل سنوات معدودة، ثم أمضى ثلاث سنوات مكبا على التآلف في المجمع الإسلامي العلمي التابع لندوة العلماء بلكناؤ، ثم شغل رئيس تحرير الجمعية الأسبوعية في دلهي عام 1967 م لمدة سبع سنوات حتى أغلقت المجلة من قبل السلطات. وفي أكتوبر سنة 1976 م أصدر لأول مرة ومستقلاعن كل الهيئات مجلة الرسالة، ودأبت هذه المجلة الشهرية على الصدور حتى الآن ونالت حظا كبيرا من النجاح والقبول.
وفي عام 1992م وعندما واجه المجتمع الهندي حالة انقسام ديني حادة بسبب أزمة المسجد البابري شعر بضرورة أن يقنع الناس بالحاجة إلى استعادة السلام والوئام من أجل أن تسير البلاد مرة أخرى على طريق التقدم، ومن ثم فقد شرع في "مسيرة سلام" مع قيادات الطوائف الهندية جابت 35 منطقة هندية، كما دعا إلى لقاءات تجمع القادة الدينيين في البلاد من أجل نشر السلام والمحبة والانسجام، كما عمل على إعداد تلاميذ كسفراء للسلام ليس في الهند وحدها ولكن في العالم أجمع. وقد تجازوت مؤلفاته مئتى كتاب، ومنها وحيد الدين خان كتب بالإنجليزية والأوردية والهندية، وترجمت كتبه إلى العديد من اللغات، وترجم ابنه ظفر الإسلام خان إلى العربية قرابة 40 كتابا من كتبه منها  الإسلام يتحدى، الدين فى مواجهة العلم، فلسطين والإنذار الإلهي، رسول السلام، تعاليم النبي محمد، الجهاد والسلام والعلاقات المجتمعية في الإسلام، أيديولوجيا السلام، حاضرنا ومستقبلنا في ضوء الإسلام، قضية البعث الإسلامي، حكمة الدين، الإنسان القرآني، شرح مشكاة المصابيح، يوميات الهند وباكستان، تجديد الدين ،الإسلام والعصر الحديث، الإسلام ، وكل هذه المؤلفات ترجمت إلى العربية ومن المؤلفات الهامة التي لم تترجم له: "محمد رسول الثورة"، "ظهور الإسلام"، "الله أكبر"، بالإضافة إلى تفسيره للقرآن "تذكير القران" إلى غير ذلك من المؤلفات التي تربو على خمسين كتابا،
 وقال علاء ان وحيد مفكر عملاق تصدى لمعالجة أعقد قضايا الفكر بأسلوب علمي يبهر العقول، وكانت دعوته قائمة على مهاجمة العنف وجماعات العنف المسلح، والميزة التي يمتاز بها وحيد الدين خان من بين أقرانه من مفكري العصر، إدمانه القاتل على دراسة الكتب العلمية والفكرية باللغة الانجليزية، ويمكن تقدير سعة اطلاعه وعمق دراسته من خلال مؤلفاته، ولقد أخبر بأنه لكي يستوعب الفلسفة الماركسية ظل منكبا على قراءة أهم المصادر الأساسية والأولية حتى قرأ أكثر من عشرة ألف صفحة في صميم الموضوع قبل أن يكتب عن الماركسية كتابه «الماركسية في الميزان» وعندما تصدى للرد على المدارس الفكرية الإلحادية وعلى رأسهم «برتراند رسل» الذي يعد دعامة الفكر الإلحادي في العصر الحديث قرأ كافة أعماله، ولقد أخبر عنه أيضا أنّه ربما قرأ مائة صفحة ليكتب صفحة واحدة فقط.

وقامت دولة الهند بتكريمه بجائزة "بادما فيبهوشان" و"بادما بوشان" أعلى جائزة مدنية في جمهورية الهند، تمنحها الحكومة الهندية تكريما للعديد من أبطالها المجهولين الذين ساهموا ببصماتهم في مجال الفنون والتعليم والعمل الاجتماعي، ومن بينهم العلامة الشيخ مولانا وحيد الدين خان الذي يعرف عبقريا نادرا يولد في كل مليار شخص، وحاز على جوائز عديدة ومن أهمها جائزة "راجيف غاندي الوطنية للنوايا الحسنة"، وجائزة "غاندي للسلام".
المجدد الفريد:
وكتب عنه الكاتب المغربي  محمد طيفوري  مشيدا بكتاب "حكمة الدين"، طرح فيه وحيد الدين خان  موقفا نوعيا من مسألة الجهاد. فالرجل لا يؤمن بالنهج الجهادي التي تسلكه بعض الجماعات الدينية، وانتقد حصر مفهوم الجهاد في العنف، فالعقلية القتالية التي استولت على الشباب حتى أصبح صانعا للموت بدل الحياة باسم الجهاد، ليس من الإسلام في شيء من وجهة نظر خان.
رؤية وضعت الرجل في مواجهة مباشرة مع ابن بلده أبو الأعلى المودودي، المنظر الأكبر لفكرة الإسلام السياسي، الذي لا يقبل غير التفسير السياسي للدين، فالإسلام جاء بنظام دولة إلهية بالمفهوم العصري لمعنى الدولة التي ليس أمام الناس إلا الاستسلام لها. فمبتغى الدين لديه، إنهاء إمامة "الكفرة الفجرة" كي يحل محله نظام "الإمامة الصالحة" بغية الإمساك بزمام الأمور البشرية، كطريق أوحد لإصلاحها، ما يتطلب توظيف أركان الدين وشعائره التعبدية، ومفاهيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر توظيفا سياسيا لتحقيق تلك الغاية.
يصبح الدين وفق هذا التأويل المتعسف تابعا للسياسة، في محاولة لإعادة بناء مفهوم الدين ذاته، فلا يقام الدين عنده إلا من خلال حكومة وسلطة، ودعوة الناس إليه لا تنجح إلا بسيطرة فوقية على الدولة، وبلوغ السلطة لا يتأتى إلا من خلال جماعات وتنظيمات مسلحة. وهكذا ترجم المودودي "الحاكمية" بلفظ "السيادة"، ورأى أن أساس الصراع الكوني هدفه الأكبر أن يصبح المسلمون حكام الأمم، تحت عنوان استعادة حكم الخلافة، بذلك يصبح الدين، عامل إثارة وأساس الصراع في العالم.
يرفض وحيد الدين خان هذه الرؤية الاختزالية للإسلام، في كتاب "التفسير الخاطئ"، كاشفا عن مخاطر تحويل هوية الأمة إلى "حاكمة"، أي هوية قتالية قائمة على الصراع، بهدف الظفر بمقاليد الحكم والسلطة والسيطرة. وطمس هوية الإسلام الحقيقية كأمة داعية مبشرة، فالإسلام - بحسب خان - حركة سلام عالمية، ودين دعوة وهداية وتعايش أمان، وليس دين سلطة وحكم وصراع.