بوابة الحركات الاسلامية : الكرد العلويون.. ضحية جديدة لتركيا في عفرين السورية (طباعة)
الكرد العلويون.. ضحية جديدة لتركيا في عفرين السورية
آخر تحديث: الجمعة 13/08/2021 03:03 م علي رجب
الكرد العلويون..

في ظل مخططات تركيا اجتياح مناطق جديدة في شمال شرق سوريا، الناشط الكردي العلوي وعضو البيت العلوي في قرية «معبطلي» «آزاد حسين» حذر في حواره مع «بوابة الحركات الإسلامية» من إبادة جديدة يتعرض لها «الكرد العلويين»، لافتا إلى أن العلويين تعرضوا لانتهاكات واسعة بعد احتلال القوات التركية والفصائل الإسلامية المتشددة الموالية بحق الكرد العلويين.

وتعتبر قرية «معبطلي» التابعة لمدينة عفرين، حاليا المركز السكاني الرئيسي للكرد العلويين، قدموا إلى المقاطعة من باكور كردستان تركيا، وحتى الآن هنالك تواصل بين علويي عفرين وباكور كردستان تركيا، وبلغ عددهم 14 ألفا في 2010، ولكن بعد الاجتياح التركي والميليشيات المتشددة تراجع عددهم إلى 8 آلاف شخص.. إلى نص الحوار..

الكرد العلويون..

 

*من هم الأكراد العلويين في مناطق شرق سوريا؟

ينحدرون من اصول كردية ،لهم اقارب في مناطق من كردستان تركيا تلك القريبة من الحدود مع سوريا ،حيث كانت تلك المناطق تعتبر منطقة واحدة بدون حدود ، ولكن نتيجة الاتفاقيات و هربا من بطش الحكام انتشروا في اماكن قريبة من بعضها فبعض العائلات بقيت مكانها وبعضها هاجرت وبعضها قتلت ،ورسمت الحدود وبقيت كل عائلة بمكانها وبعد مرور الزمن اصبحوا يزورون بعضهم البعض الى الأن.

اعتقادهم لا يقتصر على علي بن ابي طالب ،فهم يعتقدون بوجود علي منذ الأزل ولكن جاء بأسماء مختلفة مثل "شيث، اصف بن برخيا، وزرداشت" وأسماء اخرى، فهم يؤمنون بالفلسفة الميترائية ويعتبرون أنفسهم جزء منها، فالدين عندهم فلسفة، ولذلك يتم تداول العلم في مجالسهم أكثر من أي شيء آخر.

*أين ينتشر الأكراد العلويين وكم يبلغ عددهم؟

ينحصر تواجد الأكراد العلويين في سوريا في قرية «المعبطلي» بمدينة عفرين بمدينة، حيث تعتبر القرية العلوية الوحيدة في المنطقة ويبلغ عدد الكرد العلويين حوالي14 ألف نسمة حسب إحصائيات 2010 وتتألف القرية من سبع عائلات ، تسود بينها التفاهم والتكاتف والمحبة والألفة والتشاور في جميع مناحي الحياة، والملفت أن للمرأة دور بارز في ادارة الحياة ولها الحرية الكاملة في جميع النواحي .

*ما هي الفوارق والتشابه بين الأكراد العلويين وعلويي الساحل في غرب سوريا؟

من حيث المبدأ لا توجد فوارق، لدرجة أن أحد شيوخ الساحل الكبار عندما كان يقوم بزيارة القرية بين الحينة والاخرى كان يؤكد بأن الأكراد العلويين هم أصل العلوية، وكان دائما يقولون أنتم أصولنا، أما من حيث العادات فهناك اختلاف فيما بينهم من حيث ممارسة الطقوس والمناسبات الدينية .

 

*ما علاقة الأكراد العلويين في الجزيرة السورية بالأكراد العلويين في تركيا؟

هناك ارتباط وثيق بينهم حيث ما يتم ممارسته من طقوس هناك تمارس هنا ايضا والعلويين في سوريا يعتبرون انفسهم جزء من علويي تركيا الأكراد ، وهناك شخص مسؤول عن أكراد سوريا يسمى ال pîr /بيير .

حيث يأتي كل سنة مرة واحدة فقط ويتباحث مع كبار العائلات حول مشاكلهم وأحوالهم، ويقوم أهل القرية بذبح القرابين وممارسة الطقوس مع بعضهم البعض بوجود المرأة ايضا .

 

*ماهي أهم طقوس العلويين في العادات ولزواج؟

هناك طقوس شكلية يمارسونها مثل صيام الخضر، صيام ثلاثة أيام من رمضان، صيام عشرة العاشوراء، إلا أن هناك طقوس دينية فلسفية بحتة لا يمكن البوح به.

 

*كيف أثر الصراع السوري على الأكراد العلويين؟

ذاق الأكراد العلويين كإخوتهم الأكراد من باقي المذاهب كالسنة والإيزيديين نفس الطعم ونفس المرارة، ولكن نتيجة ظهور التطرف الديني في الصراع في سوريا كان للأكراد العلويين وحتى العلويين العرب النصيب الاكبر في هجمات المرتزقة ووحشيتهم فتم ذبح عدد من الاشخاص من القرية على الطرقات ومازال العديد من الرجال غير معروف اين هم ،ولا يوجد منهم اية اخبار بحكم انهم علويين فقط ، طبعا بالإضافة إلى رمي اطفال العلويين العرب في قرى الساحل في الافران وهم أحياء، إلا انه وبفضل الادارة الذاتية وقسد تم حماية اهل القرية من هكذا هجمات.

ولكن كانت لتركيا كلمة أخرى فبعد الاجتياح التركي لمنطقة عفرين واحتلالها للمنطقة واستقدامها لمرتزقتها المتشددين تم الدخول الى القرية بشكل وحشي كبير وتم اعتقال من تبقى من أهل القرية هناك وتعذيبهم واغتصاب من تبقى من النساء وحرق منزل السيد وتلاميذه  وحرق جميع الكتب التي كانت موجودة في مكتبة السيد «pîr» وفرض المذهب السني على أهل القرية وإجبارهم على ترك طقوسهم وعدم السماح لهم بزيارة المزارات التي قاموا بتدميرها وتحويلها إلى أماكن للعربدة .

*ماهي أبرز الجرائم التركية بحق العلويين في عفرين ؟

لا يتجاوز عددهم حاليا ال 8000 ثمانية الاف نسمة والباقي هاجروا الى خارج سوريا مثل باقي الشعب .

ولم يتعرض الأكراد العلويين في سوريا الى هجوم مباشر من قبل الفصائل على القرية مع وجود قوات الحماية الذاتية المؤلفة من أبناء المنطقة، ولكن بعد الهجوم التركي تمكنت تلك الفصائل بالوصول إلى القرية وتنفيذ ما كانو يهددون به قبل الاجتياح التركي، ولم تسلم منهم لا الحجر ولا البشر ولا الشجر، فقاموا بقطع عدد من الأشجار التي كانوا يقدسونها ولها دلالات وكرامات دينية كبيرة، كما قامو بهدم عدد من المزارات مثل مزار «ربعوش» ومزار «ياغمور دادا» الذي كان أهل القرية يقصدونه من أجل المطر في سنوات الجفاف .

وقامو بالاستيلاء على جميع أملاك أهل القرية الغير موجودين هناك وسرقة محاصيلهم .

*هناك اتهامات بارتباط الأكراد العلويين بحزب العمال الكردستاني في تركيا؟

مع تواجد حزب العمال الكردستاني في سوريا انضم عدد من شباب وشابات القرية إلى صفوف الحزب حيث كانت أفكارهم قريبة من مبادئ العلوية كالحرية والعدالة والمساواة بين الرجل والمرأة واحترام الكبيروارتقى العديد منهم الى مرتبة الشهادة وبلغ عدد الشهداء في القرية الى 24 شهيد و شهيدة، فهم ينظرون إلى حركة حرية كردستان بحائط الصد أمام محاولات إنهاء الوجود الكردي عموما والكردي العلوي خصوصا .

*كيف ترى تجربة مجلس سوريا الديمقراطية مع الأكراد العلويين؟

إن الأكراد العلويين كباقي مكونات المنطقة من الآشور والسريان والعرب وكباقي المذاهب والديانات كالإيزيديين، رأو في مجلس سوريا الديمقراطية «مسد» خير ممثل لهم وخير من دافع عن حقوقهم وطقوسهم وعاداتهم بل والأكثر من ذلك تشجيعهم على الخروج من الخوف والرعب الذي كان مخيما عليهم وإظهار وممارسة طقوسهم، وأن يكونوا موجودين كما هم.

فكانت ولأول مرة يستطيع الكردي العلوي أن يمارس طقوسه بدون خوف وأن يرفع صوته وبكل فخر بانه كردي علوي وإظهار طقوسهم في المناسبات وخاصة رقصتهم المعروفة باسم "سام " في المناسبات والحفلات الوطنية كعيد النوروز .

*كيف ترى مستقبل الأكراد العلويين في سوريا مع استمرار الصراع؟

إن مصير الأكراد العلويين مهدد مثل باقي المكونات والاديان في حال إذا قامت تركيا باجتياح مناطق اخرى من سوريا، لأن تفكير الجندي التركي والمرتزق من الفصائل المسلحة لا يختلف عن بعضه، فكلاهما من نفس المدرسة الاخوانية ونفس التعاليم.