بوابة الحركات الاسلامية : داعش واستراتيجية تجنيد الاطفال (طباعة)
داعش واستراتيجية تجنيد الاطفال
آخر تحديث: الإثنين 22/05/2017 05:48 م
داعش واستراتيجية
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، اليوم الاثنين 22 مايو 2017، إن تنظيم «داعش» الإرهابي افتتح مدرسة جديدة للأطفال أو من يطلق عليهم «الأشبال» في جنوب دمشق، وذلك حسبما جاء في العدد (81) من صحيفة «النبأ» الأسبوعية التي يصدرها التنظيم بهدف إعدادهم فكريًّا وعسكريًّا ليخوضوا معارك التنظيم ويحملوا رايته في المعارك والحروب التي يخوضها التنظيم ضد الدول المسلمة.
وأوضح المرصد، في بيان له، أن المدرسة الجديدة التي افتتحها التنظيم في جنوب دمشق تحتوي على أماكن للتدريس وأخرى للتدريبات العسكرية، وتكون مدة الدراسة 3 سنوات مقسمة على 6 مراحل، كل منها 6 أشهر، حيث يتم فيها تلقين الأطفال مجموعة من المبادئ والأفكار التكفيرية التي تسهم في تخريج مجموعة من المقاتلين الموالين لقادة التنظيم والمبايعين لخليفته المزعوم، إضافة إلى التدريبات العسكرية والبدنية اللازمة للدفع بهم في آتون المعارك والحروب والصراعات.
وشدد المرصد على أن تركيز التنظيم الإرهابي على الأطفال وإنشاء المدارس والمراكز الخاصة بهم يرجع إلى رغبة التنظيم في ضمان استمرارية الإمداد البشري للفكر والعنصر الداعشي، إضافة إلى سهولة تلقين الأطفال أفكارا وقيما تكفيرية تخدم أهداف التنظيم وتنشر أيديولوجيته، فضلًا عن أن الإعلان عن إنشاء المدارس يسهم في ترسيخ فكرة أن التنظيم قد تحوَّل إلى دولة لها دواوين وإدارات تعمل وفق أسس وقوانين يضعها قادة التنظيم وقياداته.
ولفت التنظيم إلى أن عملية إعادة تأهيل الأطفال الذين خضعوا لعمليات التلقين والتدريب على أيدي «داعش» تعد عملية معقدة وطويلة المدى ولا يمكن التكهن بنتائجها؛ لذا ينبغي أن تتكاتف الجهود وتتضافر الأعمال لأجل منع التنظيم من نقل أفكاره وممارساته الوحشية إلى الأطفال والنشء، وإعداد البرامج والإجراءات اللازمة لإعادة تأهيل الأطفال المنضوين تحت لواء التنظيم الإرهابي، وإكسابهم المعارف والعلوم الصحيحة البعيدة عن التطرف والغلو، ومنع التنظيم من استخدامهم كوقود ليبقي معاركه وحروبه وصراعاته الدموية لأطول فترة ممكنة.

داعش واستراتيجية
ومن الجدير بالذكر ان تنظيم "داعش" يمتلك استراتيجية واسعة وكبيرة لتجنيد الأطفال والأحداث في صفوف عناصره، حيث أظهرت الكثير من الصور ومقاطع الفيديو معسكرات ما يسمّى بـ "أشبال الخلافة" يقوم خلالها التنظيم بإخضاع الأطفال لتدريبات قاسية وتعليهم على استخدام السلاح بمختلف أنواعه.
و بالأرقام، تزايد معدل العمليات العسكرية التي تنطوي على وجود أطفال أو شباب بين عناصر التنظيم المتطرف، حيث ارتفعت نسبة العمليات الانتحارية التي يشارك بها الأطفال والشباب في يناير 2016 إلى "3 أضعاف" النسبة التي كانت عليها في نفس الشهر من عام 2015.
 كما أن ما يقرب من 40 % من أصحاب المفخخات "السيارات والشاحنات المجهزة بالمتفجرات"، كانوا أطفالاً، دفعهم التنظيم المتطرف إلى تفجير أنفسهم داخل المواقع العسكرية والأهداف الأمنية الأخرى.
وخلصت نتائج تقرير نشره "ميا بلوم وجون هورغان"، الباحثان في جامعة George State إلى أن "استمرار الضغط العسكري على "داعش"، سيدفع التنظيم المتطرف إلى زيادة استخدام الأطفال في العمليات القتالية والانتحارية على حدٍ سواء".
وفقاً لشهادات الطفل الذي التقته "الإندبندنت" البريطانية في وقتٍ سابق من هذا العام، هناك 3 أقسام للجيش الداعشي: جيش الدولة، وجيش الخلافة، وجيش العدنان.
داعش واستراتيجية
هذه الجيوش الـ 3 تضم معسكرات لـ "أشبال الخلافة" يجري فيها إعداد نفسي وعقائدي مدروس يقوم على مبدأ التكرار وزرع الفكرة في عقل الطفل، فعندما يرى كل طفل ما يجري في مسارح العمليات، سيبدأ بالقول والتفكير بصوت عالٍ "أريد أن أفعل ما يفعلونه"، لذلك يذهب إلى مدرسيه، ويقول: "أريد أن أصبح انتحاريا". يقول الطفل: إنه شاهد طفلاً آخر في الـ 8 من عمره يقوم بعملية انتحارية.
والهدف الاستراتيجي والبصري الأول في الدروس التي تقدم للأطفال يعمل على "غسل الدماغ"، الذي يبدأ من اللباس حتى القرآن الذي لا يظهر فيه سوى "الكفار وتحليل قتلهم".
وتقسّم هذه المدارس صفوفها إلى 3 مستويات مختلفة من التدريب:
أولاً: التدريب الديني، وهو الأخطر، حيث يتم تدريب الأطفال فيه على "الفكر الجهادي"، بما فيه الاستعداد لتنفيذ العمليات الانتحارية فداءً للدولة.
ثانياً: التدريب العملي، يتلقى الأطفال التدريب البدني القاسي، ويتم تدريبهم على طرق استخدام الأسلحة.
ثالثاً: التدريب النفسي، يتم أخذ الأطفال إلى الساحات العامة للمشاركة في الذبح، أو مرافقة الحسبة "الشرطة الدينية"، لتعزيز شعورهم في التفوق.
واليوم، يخشى العالم أن ينتشر "أشبال الخلافة" في العالم، متحولين إلى "قنابل موقوتة" قد تنفجر في أي وقت في هذا البلد أو ذاك، فكثير من المحللين باتوا على ثقة أن الحرب سوف تكون مسألة أجيال، قد تستغرق ربما 20 إلى 30 عاماً، إذا لم يتم القضاء على "داعش" في أقرب وقتٍ ممكن.
وقد تناولت بوابة الحركات الاسلامية في العديد من تقاريرها هذه الظاهرة "تجنيد الأطفال" وللمزيد عن هذه الاستراتيجية اضغط هنا