داعش ينشر فيديو جديد لمعسكرات تدريب الأطفال

الثلاثاء 21/فبراير/2017 - 06:14 م
طباعة داعش ينشر فيديو جديد
 
نشر تنظيم داعش الإرهابي أمس مقطع فيديو جديد على موقع الفيديو يوتيوب، تحت عنوان "جيل الملاحم"، يكشف فيه عن تفاصيل أحد معسكرات تدريب ما يسمونه "أشبال الخلافة"، ولكن هذه المرة للمنضمين للتنظيم الإرهابي من أندونسيا والفلبين وماليزيا، الفيديو مدته 15 دقيقة يبين فيه الأطفال الدروس التي يتلقونها في الشريعة والفقه والتي يتم من خلالها غرس للأفكار المسمومة باسم الدين، كما يوضح الفيديو أيضا التدريبات العسكرية التي يتلقها هؤلاء الأطفال في الرماية وكيفية استخدام الأسلحة في التصويب والاستهداف.
وفي نهاية الفيديو يظهر شخص يدعى أبو طلحة الماليزي الذي يعلن ومعه هؤلاء الأطفال عن خروجهم عن النظم السياسية للدول "الكافرة" – على حد تعبيره – وتخليهم عن أي جنسية ينتمون لها، وأن انتماءهم وولاءهم لتنظيم دولة الخلافة، وقاموا بحرق جوازات السفر التي يحملونها، والتي من خلالها قدموا من بلادهم الأصلية.



الفيديو ليس بجديد ولا الأول من نوعه فقد سبق وأن نشر التنظيم الإرهابي عدد من الفيديوهات لمعسكرات الأطفال الذين يجندهم التنظيم، حيث يخضع الأطفال لتدريبات قاسية وتعليمهم على استخدام السلاح بمختلف أنواعه، وهي مظاهر "تسليح الأطفال" بأسلحة مثل المسدسات والكلاشينكوف، والأحزمة الناسفة في بعض الأحيان، وتتنوّع أعمار الأطفال الذين يستهدفهم التنظيم في هذا الجانب بين ثمانية أعوام وما فوق.

أولا: طرق تجنيد داعش للأطفال:

أولا: طرق تجنيد داعش
1- البلاي ستيشن والألعاب الإليكترونية لاستقطاب أطفال الدول المجاورة:
هناك العديد من طرق تجنيد الأطفال التي يتبعها التنظيم، الأولى وهي التجنيد عن بعد ومن خلال استخدام شبكة المعلومات العنكبوتية "الانترنت"، وعلى وجه التحديد من خلال الألعاب التفاعلية التي يشترك فيها أكثر من لاعب ويكون اللعب أونلاين حيث برع التنظيم في تعديل الألعاب عن طريق "المود"، وهو عبارة عن نمط تعديل اللعبة الأصلية، بحيث يستطيع المستخدم تغيير شكل اللعبة وخرائطها وتوفير الأسلحة وذخائرها ومع توفير النقود، إلى جانب إضافة شخصيات جديدة حسب الرغبة.
وهذا الأمر موجود في ألعاب البلايستشن والألعاب على الانترنت مثل جي تي اي.. إلا أنه بدأ بالتطور بشكل أكثر احترافية وتنظيماً من السابق مع وجود الإنترنت واليوتيوب والألعابِ المقرصنة، وهكذا أصبح الموضوع أسهل من السابق.
ويقوم الداعشيون بتعليم الأطفال بعد الدخول معهم أونلاين في اللعب كيفية تعديل الألعاب على الكمبيوتر، خاصة وأنها أصبحت أسهل من بقية الأجهزة لتوافر أدوات التعديل على الإنترنت، وتعتبر جراند ثيفت اوتو أو حرامي السيارات هي من أشهر الالعاب الحاصلة على تقييم M ماتشورا، أي من هم أعمارهم من 18 فما فوق ،ويتم التجنيد باستخدام اللعبة عن طريق تصميم شخصيات وأعلام، وإضافة أصوات وتبديل الشعارات والسيارات ليحصل اللاعب على نسخته المعدلة من اللعبة بالطريقة التي يريدها.، ولعل أبرز نموذج لهذا التعديل لعبة "صليل الصوارم" التي نشرها التنظيم".

2- نشر كتيبات التنظيم على أمهات الأطفال بالانترنت:
استطاع التنظيم الإخواني أيضا في استخدام شبكة الاترنت، حيث استطاع عناصر التنظيم من نشر "كتيبا إرشاديا" اسمه "دور الأخت في الجهاد"، يشرح فيه للأمهات كيفية تنشئة أطفالهن على الفكر الداعشي، حيث دعا الأمهات لعرض المواقع الجهادية على الأطفال وقراءة قصص عن الجهاد عند الخلود للنوم، وتشجيعهم على ممارسة ألعاب رياضية، مثل الرماية، من أجل تحسين قدرتهم على التصويب.
وتضمنت النصائح "الداعشية" الأخرى تشجيع الأطفال على اللعب بالمسدسات اللعبة، وتحويل التدريب إلى متعة ومرح للصغار، مشددا على أن المتعة لا تعني ممارسة الرقص والموسيقى، مثلما تصورها برامج الأطفال، ومنع الكتيب الأطفال من مشاهدة التلفزيون وبرامج الكرتون بشكل كامل لأنه، بحسب قوله "يعلّم في أغلب الوقت المجون والفوضى وممارسة العنف العشوائى".
3- العقوبات الاقتصادية لأهالي المدن التي تقع تحت سيطرة التنظيم:
يعتمد داعش على سياسة التجويع وإغراء الأهالي بإرسال أطفالهم مقابل المال، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تجعل العائلات الفقيرة بدفع أطفالها للعمل لضمان وجود أموال يستطيعوا من خلالها الإنفاق بها عل أسرهم، حتى ولو كان ذلك في سن مبكرة، فضلا عن انخراط بعضهم ضمن جماعات دينية مسلحة دون علم الأسرة، وهذا يعني أن بعض الأطفال لا يذهب بإرادته بل يدفع به أهله للذهاب نظير مقابل مادي، وهى سياسة تؤدى إلى إنجاح الأمر، حيث إنه شائع بين أهالي الرقة أن من يعمل لدى (داعش) له راتب، ومن لا يعمل لديهم يعيش في فقر مدقع، وأن كل مقاتل لدى (داعش) يتقاضى ما بين ٤٠٠ - ١٠٠٠ دولار شهريا.

4- السيطرة على مدارس الأطفال في المدن الواقعة تحت سيطرة التنظيم:
حرص التنظيم على الاستيلاء على مدارس الأطفال في مراحله المختلفة في كل مدينة تسقط تحت سيطرته، فوفقا لعدة تقارير صحفية فإن هناك ما يقرب من ١٢ ألف مدرسة تابعة لتنظيمات الجهادية منها القاعدة وداعش بمختلف فروعها في سوريا، وهو ما يعنى أن الأجيال الجديدة من الأطفال السوريين يعيشون حالة مسخ للهويّة وغسل للدماغ بأفكار عنفية تجعلنا أمام المئات والآلاف من أنصار التكفير والتفجير.
أعلن التنظيم عن تخصيص ١٢ مدرسة للذكور و١٢ أخرى للإناث، مع تغيير أسماء جميع المدارس وتحويلها إلى أسماء "تاريخية إسلامية، كما قام التنظيم بتغيير مناهج الدراسة وإلغاء عدد من المواد بشكل نهائي مثل التربية الفنية الموسيقية، التربية الوطنية، دراسات اجتماعية، التاريخ، التربية الفنية التشكيلية، الرياضة، قضايا فلسفية واجتماعية ونفسية، التربية الدينية الإسلامية، التربية الدينية المسيحية، على أن تضاف مواد تعويضية لها.
في المقابل اهتم التنظيم بما وصفه بـ"المناهج الشرعية"، والتركيز على التعليم الديني، ويقوم التنظيم بإعداد مناهج جديدة تتوافق مع رؤيته وعقيدته المتطرفة، بهدف خلق أجيال جديدة وصاعدة من المتطرفين عن قناعة وفحص، وليس مجرد خوف من سلطة الإرهابيين وسطوتهم.
وتعتمد الدراسة على الدراسة النظرية في أول النهار، والتدريب العملى الذي توليه جماعات العنف والإرهاب أولوية كبيرة، حيث تخضع مجموعات كبيرة من الأطفال إلى حصص من التدريب العسكري الشاق، كل بحسب تصنيفه وسنه والهدف من تجنيده، وبالطبع يتم توثيق هذه التدريبات الصباحية، وأخذ الصور مع الأطفال وهم يحملون أسلحة ثقيلة.
أصدر ديوان التعليم في داعش إعلانًا عن دورة شرعية «إلزامية» مدتها أسبوع لكافة مديرون ومعلمى المدارس ذكورًا وإناثًا، في مكانين منفصلين لكل فئة، حددهما الإعلان، وركز تنظيم داعش على فرض سياسته على التعليم.
أما في العراق ففي 11 مايو 2016، زارت وحدة من داعش، مكلفة بالتجنيد، مدارس منطقة التأمين شمال الموصل، وطالبت الأطفال بإعلان الولاء والانضمام لداعش، وفي الشهر نفسه، أعلن داعش، في مدارس وجامعات مدينة نينوى، أن على كل الأطفال الذكور الالتحاق بالمعسكرات مباشرة بعد نهاية فترة الامتحانات.

5- الحلوى وأناشيد الجهاد:
من ضمن الأساليب التي يعتمدها التنظيم لتجنيد الأطفال إنشاء خيم دعوية في الساحات بالمدينة، حيث يقوم بتوزيع الهدايا والألعاب والحلوى على الأطفال الذين يحتشدون في المكان، ومن ثم يقوم بتشجيعهم على الجهاد والنفير مرفقاً ذلك بإذاعة الأغنيات الدعوية والحماسية التي عادة ما يستخدمها التنظيم في إصداراته المرئية.

ثانيا: طرق تدريب الأطفال في التنظيم:

ثانيا: طرق تدريب
يقسم التنظيم الأطفال إلى ٣ فئات، الأولى تبدأ من عمر ٨ سنوات إلى ١٢ سنة، والثانية تبدأ من ١٣ سنة إلى ١٤ سنة، أما الثالثة فتبدأ من عمر ١٥ إلى ١٦ سنة، ويتم إعداد الأطفال فيها ليكونوا من كوادر التنظيم، ويستعملهم في الحراسة والدوريات وحتى العمليات العسكرية والانتحارية، وكان أحد منفذى عملية انتحارية بمنطقة عين عيسى طفل لا يتجاوز ثلاثة عشر عامًا، وآخر نفذ عملية انتحارية بمطار الطبقة العسكري عمره قرابة اثنى عشر عامًا.
في البداية يحرص التنظيم بغرس في عقول الأطفال فكرة أن أبو بكر البغدادي هو مولاهم، وأنهم كفارا مرتدين لو لم يبايعوه، حيث يتم في الخيم الدعوية غسل أدمغة الأطفال بشكل كامل، ليقوموا باستدراجهم بعد ذلك إلى المكاتب الدعوية، من أجل تقديم طلب انتساب لـ "دولة الإسلام" أو للمبايعة، ويعد المسؤول الأول عن عملية تجنيد الأطفال هو أبو الحوراء العراقي ومعاونه أبو ذر التونسي، حيث يتم تقديم طلب بمكاتب الدعوى وبعد تقديم طلب الانتساب بثلاثة أيام تأتي الموافقة أو الرفض، عن طريق رسالة يسمى بـ"بريد الدعوة"، الذي يوضع بشكل يومي أمام المكتب بأسماء الأشخاص الموافق عليهم أم لا.
يقول أحد قياديى داعش في مدينة الرقة في سوريا والمكنى باسم أبوموسى، من خلال فيديو له، وهو أحد المسئولين على تدريب الأطفال: "نحن نؤمن أن هذا الجيل من الأطفال هو جيل الخلافة، وهو الذي سيحارب المرتدين والكفار، وهؤلاء الأطفال كلهم زرعت فيهم العقيدة الصحيحة، كلما أحبوا أن يقاتلوا في سبيل بناء دولة الإسلام".

يمتلك التنظيم الإرهابي معسكرا خاصا يقع في مدينة الطبقة، والتي تبعد ٥٥ كم عن مدينة الرقة باتجاه الغرب ويقع فيها مطار الطبقة العسكري، حيث يتلقى الأطفال الدواعش دروس العنف، حيث يتم تقسيم معسكرات الأطفال إلى‫‏:‬
أ‌- المعسكر الشرعي: ومدته الزمنية تتراوح من 15 إلى 45 يوماً، يخضع الأطفال الذين تم اختيارهم على كيفية الوضوء والصلاة وما هي المحرمات والمنكرات، وتوزع أجزاء من القرآن الكريم يجب على الطفل حفظها بالمساجد، حيث غالبية أطفال الرقة بعد إغلاق داعش التنظيم أغلب المدارس في المدينة يقصدون المساجد كبديل عن المدارس، ويقوم بتدريس الشريعة عراقيون أو تونسيون أو سوريون في بعض الأحيان، أما الأطفال الذين لايعلمون القراءة والكتابة، فيخضعون لدورات مضاعفة تسمّى "فك الأٌمية"، تقام داخل أحد المعسكرات بأحد سدود المناطق المسيطر عليها من قبل التنظيم (سد الفرات - سد البعث - سد تشرين).
ب‌- المعسكر العسكري: ومدّته الزمنية تمتد من شهر وعشرة أيام إلى ثلاثة أشهر كاملة، يتمّ خلالها تعليم الأطفال فنون القتال والتعامل مع السلاح وقيادت المركبات وتجهيز العدة والعتاد للمقاتيلين، والرمي بالذخيرة الحية وخوض الاشتباكات والمعارك والاقتحامات، وبعد الانتهاء من المعسكرين، يقوم التنظيم بفرز الطفل حسب محافظته، ويفرز في أغلب الأوقات لجبهات القتال حسب الوضع الميداني على قول أحد عناصر التنظيم، وحتى يتخرج الطالب عليه قطع رأس أحد الضحايا في الأماكن التي سيطر عليها تنظيم داعش.

جرى مؤخرا تخريج آخر دفعة وهى ١١٠ أطفال غالبيتهم لا تتجاوز أعمارهم ١٦ عاما، وكان من أشهر العمليات الانتحارية التي نفذت في كوبانى واحدة نفذها طفل اسمه «باسل حميرة» من مدينة الرقة لم يبلغ بعد ١٨ سنة. إضافة إلى الأعمال العسكرية فإن الأطفال توكل إليهم مهام مثل التجسس على أهالي المدينة ونقل الأخبار عنهم، ويتم التغرير بالأطفال من خلال الخيمات الدعوية وتوزيع هدايا عليهم والسماح لهم باستخدام أسلحتهم واللعب بها، وفى حالات أخرى يخطفون من الأهالي ودون علم الأهالي يجرى تجنيدهم. 
بعد أن يتخرج الأطفال في هذه المعسكرات، يتم تشكيلهم عسكريا من جديد لينخرطوا في مجموعات قتالية، وغالبًا ما يتم تجنيدهم كعناصر انتحارية أو جواسيس، بسبب قدرتهم على التنقل والتخفى ومعرفة الطرق على الأرض، ويحرص أعضاء التنظيم في الفترة الأخيرة على اصطحاب أطفالهم لمشاهدة عمليات قطع الرءوس وحثهم على حمل الرءوس والتقاط صور معها.

أسباب تجنيد داعش للأطفال:

أسباب تجنيد داعش
- ترجع تجنيد داعش الإرهابي للأطفال وتحويلهم إلى وقود حيوي لعملياته الانتحارية، لأسباب كثيرة منها سهولة تجنيد الأطفال وتحويلهم إلى كوادر يمكن الوثوق بها.
- نقص معدلات الاستقطاب منذ بدايات الحرب على الإرهاب أسهم في البحث عن فئات جديدة للاستفادة منها، على رأسها الأطفال والنساء.
- يلعب الجانب الاقتصادى دورا بارزا في الاستفادة من فئة الأطفال، خاصة وأن أجر ومصاريف الشباب الصغار أقل بكثير من الأكبر سنا، كما أن انضباطهم وحماستهم يمكن استغلالها في إقناعهم بالعمليات الانتحارية التي عادة ما يجد قادة التنظيم صعوبة في إيجاد أجساد مفخخة يتم التأثير على عقولها.

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن الأشهر الستة الأولى من سنة 2015 شهدت تنفيذ 40 طفلا، مما يسمى "جند الخلافة"، لعمليات انتحارية في العراق، كما تؤكد عدجة تقارير صحافية أن أكثر من 30 طفلا، من داعش، لقوا حتفهم في المعارك الطاحنة ضد القوات الكردية في مدينة كوباني.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، أرسل داعش كتيبة مؤلفة من نحو 140 عنصرا من الأطفال المنضمين حديثا إلى جبهات القتال في مدينة كوباني، وتشير تقارير الأمم المتحدة الذي صدر في يناير 2016 أن التنظيم استطاع من استقطاب 800 طفلا دون سن الـ15 وضمهم إلى صفوفه، كما استخدم التنظيم الإرهابي الأطفال في إعدام مقاتلين انسحبوا من المعارك في محافظة نينوي، حيث نشر التنظيم شريط فيديو لطفل لا يتعدى عمره ثمانية أعوام يقوم بإعدام رجلين اتهمهما التنظيم بـ"التجسس لصالح روسيا".
كما أظهر شريط آخر قيام أطفال من "أشبال الخلافة" بإعدام خمسة أشخاص في دير الزور، وكان تنفيذ الإعدام بمثابة "الجائزة"، التي تلقوها بعد فوزهم في مسابقة خلال تدريب عسكري.

شارك