بوابة الحركات الاسلامية : التنظيمات الإرهابية.. تعددت المسميات والفكر الدموي واحد (طباعة)
التنظيمات الإرهابية.. تعددت المسميات والفكر الدموي واحد
آخر تحديث: الثلاثاء 11/12/2018 02:35 م أميرة الشريف
التنظيمات الإرهابية..
تتواصل مساعي الدول في القضاء علي التنظيمات الإرهابية التي أصبحت تهدد العالم العربي والأفريقي، ونجحت في التوغل بمعظم الدول العربية والإفريقية، وعلي رأسهم تنظيم داعش وبوكو حرام وحركتي طالبان والشباب، وغيرها من التنظيمات التي نجحت في التوغل بالعالم خلال فترة قصيرة، كما أن كل هذه التنظيمات اتبعت نفس النهج في عملياتها الإرهابية، فقد تعددت المسميات والفكر الدموي واحد، حيث أكد مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2018، أن ضحايا التنظيمات المتطرفة والمتشددة بمختلف أنحاء العالم، قد بلغ 18،814 ضحية خلال عام 2017.
وأوضح المؤشر أن أكثر من نصف الضحايا قضوا على يد أربع جماعات إرهابية هي تنظيم داعش، وحركة طالبان، وحركة الشباب الأصولية، وجماعة بوكو حرام، في حين تكبد العالم خسائر زادت على 52 مليار دولار من جراء تلك العمليات الإرهابية.
وكشف المؤشر الذي يشرف عليه معهد الاقتصاد والسلام (IEP)، أن الجماعات الإرهابية الأربع قتلت 10632 شخصا في عام 2017، وسقط 44 بالمئة من ضحايا الإرهاب في أفغانستان والعراق ونيجيريا والصومال وسوريا خلال الأعوام الأخيرة.
التنظيمات الإرهابية..
وبحسب موقع فوربس جاء تنظيم داعش علي رأس المؤشر، حيث قتل داعش 4350 شخصا على الأقل خلال عام 2017، ورغم أن هذا التنظيم قد سحق إلى حد كبير في سوريا والعراق، لكنه لا يزال قادرا على شن هجمات خطيرة في الشرق الأوسط، ناهيك عن وجود ما بات يعرف بـ"الذئاب المنفردة"، وهم أشخاص بايعوا التنظيم للقيام باعتداءات إرهابية في أوروبا والعديد من دول العالم. 
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، فإن داعش هو تنظيم يتبنى الفكر السلفي الجهادي لإعادة دولة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، تُعد "الدولة الإسلامية في العراق" هي امتداد لجماعة "التوحيد والجهاد" بزعامة أبي مصعب الزرقاوي التي أسسها في 2004، بعد مُبايعة حصل عيلها من زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وبعد مقتل أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر، اللذين توليا زعامة التنظيم بعد مقتل أبي مصعب الزرقاوي، انعقد مجلس شورى الدولة ليتم اختيار أبي بكر البغدادي خليفة له، ليبدأ التكوين الأول "للدولة الإسلامية في العراق" 15 أكتوبر 2006، بتولي أبي بكر البغدادي زعامة التنظيم، بعد الأحداث الجارية في سوريا واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام أواخر سنة 2011، التي أعلن أبو بكر البغدادي دمجها مع "دولة العراق الإسلامية" تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الأمر الذي رفضه أبو محمد الجولاني.
ووفق التقرير، بات داعش يميل إلى تكتيك التفجيرات والعمليات الانتحارية، التي شكلت 69 في المئة من هجماته في العام الماضي، ومع ذلك فإنه مستمر بسياسة خطف الرهائن والاغتيالات. 
ويرى خبراء أن إمكانيات داعش تقلصت إلى حد كبير، ففي العام المنصرم نفذ هجمات أقل بنسبة 22 في المئة مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث انخفض عدد الوفيات من 9،150 عام 2016 إلى 4350 في عام 2017. كما انخفض عدد الوفيات لكل هجوم من 8 في عام 2016، إلى 4.9 في عام 2017.
لمزيد عن تنظيم داعش أضغط هنا
التنظيمات الإرهابية..
ويأتي التنظيم الإرهابي الثاني وفق المؤشر العالمي، حركة طالبان: تمكنت هذه الجماعة المتطرفة في أفغانستان من قتل 3571 شخص عام 2017، وتخوض الآن حرب استنزاف ضد التحالف الدولي المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 2001.
وتعتبر حركة "طالبان" من أكبر الحركات الإسلامية التي حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان مطلع سبتمبر 1996، وقد أعلن الملا عمر منذ سيطرته على مساحات واسعة من أفغانستان، تأسيس إمارة إسلامية في أفغانستان.
ونشأت حركة "طالبان" في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م، وقال الملا عمر إنه استهدف من إعلان أفغانستان إمارة إسلامية هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.
وكلمة "طالبان" هي جمع طالب في لغة "البشتو"، وطالبان بجمع المثنى من "طالب"، وهم يعتقدون أن الأرض التي يعيشون عليها "كافرة " يستوجب تقويمها وإقامتها على أساس إسلامي صحيح، وكانوا يرفضون كافة مظاهر الحداثة، مثلهم في ذلك مثل حركة "بوكو حرام" التي ترفض كل أشكال الحداثة.  
ويقول التقرير إنه اعتبارًا من منتصف عام 2017، باتت طالبان تسيطر بشكل كامل على 11 بالمئة من مساحة أفغانستان، فيما تخوض حرب عصابات على مساحة تقدر بـ 29 بالمئة من البلاد، وفعليا تنشط ضمن مساحة 70 بالمئة من مساحة المقاطعات الأفغانية كافة. 
وفي عام 2017 ، كانت طالبان مسؤولة عن 699 هجومًا إرهابيا ، وتسببت في مقتل 5771 شخصًا بحسب إحصائيات أخرى بعيدا عن إحصائيات مؤشر الإرهاب العالمي.
وكانت عمليات التفجير أكثر أشكال هجماتها شيوعًا، بالإضافة إلى ذلك، فإن حركة "طالبان باكستان" في البلد المجاور مسؤولة أيضا عن 56 اعتداء إرهابيا، و 233 حالة وفاة.
وبحسب المؤشر العالمي، فقد أصبحت هجمات طالبان أكثر فتكًا في العام الماضي، فقتلت ما معدله 5.1 أشخاص لكل هجوم في عام 2017، مقارنة بمعدل 4.2 شخصًا في العام السابق، وغيرت الجماعة الإرهابية تكتيكاتها في السنوات الأخيرة ، فحولت تركيزها بعيداً عن الهجمات على الأهداف المدنية، وباتت تستهدف بشكل أكبر أفراد الشرطة والجيش.
وقتلت حركة طالبان 2419 من أفراد الشرطة والجيش في عام 2017، بعد أن كانت قد قتلت 1،782 في العام السابق.
كما ارتفع عدد الهجمات على هذه الأهداف من 369 في عام 2016 إلى 386 في عام 2017، بينما انخفض انخفض عدد وفيات المدنيين التي تسببت فيها طالبان إلى 548 في عام 2017 ، مقارنة بـ 1،223 في عام 2016.
لمزيد عن حركة طالبان أضغط هنا 
التنظيمات الإرهابية..
أما الحركة الإرهابية الثالثة هي حركة الشباب الصومالية، ووفق المؤشر فقد قتلت 1،457 شخصا عام 2017، وكانت هذه الجماعة الإرهابية قد ظهرت عام 2006 لتبايع تنظيم القاعدة، وإذا كانت الصومال هي منطقة عملياتها الرئيسية، بيد أن نفذت أيضا اعتداءات إرهابية في إثيوبيا وكينيا وأوغندا.
وتم تأسيس حركة الشباب المجاهدين كوسيلة للحماية الذاتية بسبب الشعور بالاستياء من المنظمات الجهادية القائمة، والمنشقة عن اتحاد المحاكم الإسلامية، حيث كانت الذراع العسكري له، بعد رفضها انضمام الاتحاد إلى ما يعرف بـ"تحالف إعادة تحرير الصومال"، بعد الهزيمة الأخيرة أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة، واعتبرت الحركة أن التحالف انحراف عن المنهج الإسلامي الصحيح؛ لأنه يضم بين صفوفه علمانيين، كما أنه لا يتفق مع مبادئ حركة الشباب، التي تؤكد عدم التفاوض مع المحتل الإثيوبي، بالإضافة إلى رفضها التعامل مع الحكومة الانتقالية، واصفة لها بالعمالة والانضواء تحت الأهداف والرغبات الغربية والإقليمية.
وكانت حركة الشباب الأكثر دموية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في عام 2017 ، حيث كانت مسؤولة عن 1،457 حالة وفاة، بزيادة قدرها 93 في المئة عن العام السابق، وكان ثلثا الوفيات في العاصمة الصومالية مقديشو. 
وكان أسوأ حادث قامت به "الشباب " في أكتوبر من العام المنصرم، عندما قُتل 588 شخصاً وجُرح 316 آخرين في انفجار خارج فندق سفاري في منطقة هودان بالعاصمة مقديشو.
وإذا كان العديد من الدول الأكثر تضرراً بالإرهاب، قد شهدت انخفاضاً في عدد الوفيات خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك أفغانستان والعراق وسوريا ونيجيريا وباكستان، فإن الصومال كان استثناء مؤسفا، بسبب هجمات حركة الشباب، إذ قتل أكثر من 6000 شخص بسبب الإرهاب منذ عام 2001.
لمزيد عن حركة الشباب أضغط هنا
التنظيمات الإرهابية..
ويأتي التنظيم الرابع، وهو الأخطر في أفريقيا، جماعة بوكو حرام: قتلت 1،254 شخصا خلال العام 2017، وتأسست تلك الجماعة في نيجيريا وعرفت أيضا باسم "جماعة أهل السنة الكبرى"، وجاء وقت كانت فيه تعد أكبر جماعة إرهابية في العالم، لكن التقهقر بدأ يصيبها منذ عام 2014، كما عانت مؤخرا حالات انشقاق لينبثق عنها العديد من الفصائل، لعل أبرزها ما بات يعرف باسم تنظيم (داعش) في غرب أفريقيا.
وترجع معظم وسائل الإعلام المحلية والأجنبية بداية ظهور "بوكو حرام" إلى 2002، غير أن جذورها التاريخية الحقيقية تعود إلى 1995، عندما أنشأ "أبو بكر لاوان" جماعة "أهل السنة والهجرة" أو جماعة الشباب "منظمة الشباب المسلم" في مادوجيري بولاية بورنو، وانضم إليها وشكلها في الأصل مجموعة من الطلاب، تخلوا عن الدراسة؛ لتقيم الجماعة قاعدة لها في قرية كاناما بولاية "يوبه" شمال شرقي نيجيريا على الحدود مع النيجر.
وقد ازدهرت كحركة غير عنيفة إلى أن تولى محمد يوسف قيادتها عام 2002وهو الميلاد الثاني والحقيقي للجماعة، لتتخذ منذ ذلك الحين مسارا آخر غير الذي أنشئت من أجله، وأصبحت وشهدت هذه الجماعة مع مرور الزمن تحولات تحت أسماء مختلفة مثل: (حركة طالبان النيجيرية) و(المهاجرون)، واليوسفية قبل أن يُطلق عليها اسم "بوكو حرام"، ومع ذلك فإنها تفضل أن تُعرف بجماعة "أهل السنة للدعوة والجهاد" وهو ما يعني أنها "مجموعة من الناس أخذت على عاتقها نشر تعاليم النبي صلّى الله عليه وسلّم والجهاد".
ومنذ ظهور "بوكو حرام" في شمال شرق نيجيريا 2002، انتشرت الفصائل المنشقة عنها إلى دول مجاورة أخرى بما في ذلك تشاد والكاميرون والنيجر، لتؤدي البيعة والولاء لتنظيم داعش.
وتشير الأرقام إلى انخفاض أعداد ضحايا الإرهاب في نيجيريا خلال الأعوام الأخيرة، إذ انخفض عدد الضحايا بنسبة 83 بالمئة في العام 2017 مقارنة مع  العام 2014، مما يؤكد الدور الكبير الذي لعبته قوات الأمن في تلك المنطقة الأفريقية، بمساعدة حلفاء دوليين.

وقد نفذت بوكو حرام 40 بالمئة من الهجمات، وكانت مسؤولة عن 15 بالمئة فقط بشأن أعداد ضحايا الأرهاب في عام 2017 مقارنة بالعام الذي سبقه.
ونفذت معظم هجمات بوكو حرام في نيجيريا، ولا سيما في ولاية بورنو، بالإضافة إلى هجمات أقل في الكاميرون والنيجر.
واكتسبت الجماعة سمعة سيئة بسبب عمليات خطف الرهائن الجماعية، واستغلال النساء والأطفال بشكل كبير لتنفيذ عمليات انتحارية.
ولمزيد عن حركة بوكوحرام أضغط هنا
التنظيمات الإرهابية..
ويشير التقرير العالمي إلي أن هناك جماعات أخري بجانب التنظيمات الإرهابية الأربع الخطيرة، فهناك مئات من الجماعات المتطرفة تتوزع في أنحاء العالم، ومعظمها مجموعات صغيرة، باستناء تنظيم القاعدة الذي يعتقد أنه يضم 30،000 مقاتل في 17 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا. 
وهناك مجموعات أقل شهرة أخرى، لكن بدأت تبرز في الفترة الأخيرة بما في ذلك تنظيم "جماعة الفولاني" في نيجيريا الذي كان مسؤولاً عن 321 حالة وفاة و 72 هجوماً في عام 2017، وهنا يؤكد معهد السلام والاقتصاد العالمي أن هناك زيادة كبيرة في العنف والإرهاب لدى هذه الجماعة، كانت واضحة في العام الجاري.
وفي سوريا ، هناك العديد من الجماعات الإرهابية ، بما في ذلك هيئة تحرير الشام (المعروفة سابقا باسم كل من جبهة فتح الشام، والنصرة) و "جيش الإسلام"، وكان التنظيمين مسؤولين عن 176 و 127 حالة قتل على التوالي في عام 2017.
وفي باكستان ، تنشط مجموعات إرهابية كثيرة مثل "لاشكار جانجفي" وفصيل خراسان لتنظيم داعش ، الذي ينشط أيضًا عبر الحدود في أفغانستان، وأما في  الهند المجاورة ،فقد كانت المجموعة الأكثر فتكا العام الماضي هي الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) ، الذي قتل 205 أشخاص ونفذ أكثر من  190 هجوم.
وتعتبر ولاية جامو وكشمير الهندية الشمالية محورًا خاصًا للنشاط الإرهابي في الهند، ففي العام الماضي، كانت هناك 5 جماعات متشددة فاعلة على الأرض منها، لاشكر طيبة، وحزب المجاهدين، وقتلت تلك الجماعات أكثر من 102 شخص.
وفي اليمن، فإن الجماعة الإرهابية الأكثر نشاطات هي ميلشيات الحوثي التي تقاتل الحكومة الشرعية، كما أن هناك ما بات يعرف باسم "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، و"تنظيم عدن أبين" التابع لداعش.
ويعد، "جيش الشعب" الجديد في الفلبين، من أكثر الجماعات الإرهابية في آسيا، إذ قتلت العام الماضي 113 شخصا خلال 235 هجوما في مختلف أنحاء البلاد. 

ويوجد في الفلبين كذلك "جماعة أبو سياف" التي أعلنت ولائها لتنظيم داعش الإرهابي، وكانت مسؤولة في العام 2017 عن مقتل 37 شخصا، وهناك كذلك جماعة أصولية تدعى "ماتوي" Maute ، وقد قتلت 26 شخصًا.
أما في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية، فيشكل المتطرفون اليمينيون تهديدًا متناميًا. ففي عام 2017 ، نفذت تلك الجماعات العنصرية 59 هجومًا إرهابيا مما أسفر عن مقتل 17 شخصًا، ووقعت تلك الهجمات بدوافع عنصرية تؤمن بتفوق العرق الأبيض، ومعادية للأقليات الدينية والعرقية.
ونري أن كل هذه التنظيمات الإرهابية ما هي إلا مسميات تابعة ليس أكثر، وإذا نظرنا لاستراتيجية جميع التنظيمات التي تم ذكرها نراها تتبع نفس النهج ، فمن داعش وطالبان وبوكوحرام إلي الشباب، هي تنظيمات تقوم علي الدموية في عملياتها، فقد تعددت المسميات والرايات والشعارات والفكر في النهاية واحد.