الأسباب الخمسة لتجديد الثقة في أردوغان

الثلاثاء 08/أبريل/2014 - 08:30 م
طباعة الأسباب الخمسة لتجديد
 
الأسباب الخمسة لتجديد
أصاب خبر فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي بجدارة في الانتخابات الأخيرة الكثير من المراقبين في ألمانيا بخيبة الأمل.
مواجهة المتظاهرين بالعنف في احتجاجات ميدان "تقسيم" والاتهامات الأخيرة لأردوغان بالفساد وإقالته للنائب العام وبعض القضاة وضباط الشرطة، كل هذا كان من الممكن أن  يؤدي إلى إقالة الحكومة في الدول الديمقراطية -أو على الأقل عدم انتخابها مرة أخرى- فلماذا لم يحدث هذا في تركيا؟؟
1-إن الصورة التي ينقلها لنا الإعلام عن تركيا هي صورة مشوشة وترتكز فقط على المدن الكبرى، فصور التظاهرات في إسطنبول وأنقرة تمثل فقط جزءا من كل كبير لا نعرف عنه شيئاً، كما أن أصوات الشباب المثقف الثائر ذوي الميول الغربية والمتطلع للمزيد من الديمقراطية ليس لها صدى في المدن الصغيرة والقرى، فالداخل التركي وكذلك معظم المدن الواقعة على البحر الأسود هي أصوات مضمونة لحزب العدالة والتنمية، وهذا ما أكدته نتيجة الانتخابات في مدن، مثل قونية وقيصرية وأرضروم.

2-بدت هذه الانتخابات كصراع سياسي بين حركة "جول" وحزب العدالة والتنمية، بينما الصراع بين حزب العدالة والتنمية الإسلامي مع أحزاب المعارضة ذات الطابع العلماني واليساري، مثل حزب الحركة القومية وحزب الشعب الجمهوري بدا هامشيا. وبالرغم من الاستقطاب الحاد بين حركة جول وحزب أردوغان إلا أن أنصار حركة جول قد صوتوا في النهاية لأردوغان ففي النهاية كان الإسلام والهوية الدينية أهم من غضبهم من أردوغان.

3-اتسم التاريخ التركي الحديث بالفساد، ولكن النجاح الاقتصادي الذي حققه حزب أردوغان كان عزاءً للأتراك عن الفساد، فالسياسيون السابقون كانوا أيضا فاسدين، ولكن لم يحققوا إلا قليلا من الرفاهية للشعب التركي.
الأسباب الخمسة لتجديد
4-يبدو فوز حزب العدالة والتنمية منطقياً في ظل هذه الخلفيات، وليس عمى أيديولوجيا أصاب الناخبين الأتراك، فالقيم الإنسانية مثل الحرية الشخصية والمواطنة والتعددية وحرية الإبداع لا تكاد تكون ذات قيمة لدى شعوب الدول النامية، فالرفاهية والرخاء الاقتصادي أهم بكثير بالنسبة للناخبين، أما بالنسبة لوسط الأناضول فالوضع متعلق بنشأة طبقة متوسطة من المحافظين الذين يدعمون حزب العدالة والتنمية، ليس فقط من أجل الرخاء الاقتصادي ولكنه يمثل لهم الوريث للإمبراطورية التركية الإسلامية العظمى.

5-يُظهر الواقع السياسي في تركيا أنه لا بديل حقيقيا لحزب العدالة والتنمية منذ عشر سنوات، ولكن عقب مظاهرات ميدان "تقسيم"  بُعث  الأمل بأن اليسار ويسار الوسط والكماليين والعلويين والأكراد في استطاعتهم أن يتوحدوا في سبيل هدف مشترك ويُنحوا المصالح الحزبية الضيقة جانباً، ولكنهم فشلوا في ذلك، ولم يستطع أي حزب أن يستفيد من هذه الأزمة.

البروفيسور (حجي هليل أوسلكان) الخبير في الشأن التركي وأستاذ الدراسات التركية في جامعة دويسبورج كتب هذا المقال في جريدة "دي تسايت" الألمانية.

شارك