"أبو حمزة المصري".. رحلة إرهاب ممتدة تنتهي في سجون أمريكا

السبت 27/مايو/2023 - 09:07 ص
طباعة أبو حمزة المصري.. حسام الحداد
 
مصطفى كمال مصطفى الملقب بأبو حمزة المصري، هو أحد رجال الدين المسلمين في المملكة المتحدة الذي أثير حوله ضجة اعلامية كبيرة لاتهامه "بتعبئة المسلمين على الكراهية لغير المسلمين" وفق حكم القضاء البريطاني الذي حكم عليه بالسجن لمدة 7 أعوام لهذه التهمة في 7 فبراير 2006.
ويقضي أبو حمزة المصري حكما بالسجن المؤبد في الولايات المتحدة إثر إدانته باحتجاز رهائن وبالإرهاب، وأبو حمزة بريطاني من أصل مصري، وهو إمام سابق لمسجد فينسبيري في لندن.
وواجه أبو حمزة اتهامات بالتآمر واحتجاز رهائن ومساعدة مجموعة خطفت 16 سائحا غربيا في اليمن عام 1998 وأنشطة إرهابية مرتبطة بمشروع مخيم للتدريب على الجهاد في 1999 في ولاية أوريغون الأميركية.

من هو أبو حمزة المصري؟

هو مصطفى كمال مصطفى، والملقب بأبو حمزة المصري، أحد رجال الدين المسلمين في المملكة المتحدة، اتهم "بتعبئة المسلمين على الكراهية لغير المسلمين" وفق حكم القضاء البريطاني الذي حكم عليه بالسجن لمدة 7 أعوام لهذه التهمة في 7 فبراير 2006.
ولد أبو حمزة في 15 أبريل 1958 في الإسكندرية في مصر لعائلة متوسطة الدخل وكان والده ضابطاً في الجيش المصري. 
في عام 1979 انتقل إلى المملكة المتحدة للدراسة وتزوج هناك من سيدة بريطانية مسلمة ولكن هذا الزواج انتهى بالطلاق بعد 5 أعوام. في التسعينيات سافر المصري إلى أفغانستان كمتطوع للمساعدة في إعادة إعمار أفغانستان بعد الحرب الطويلة التي خاضها الأفغان ضد التدخل العسكري السوفيتي في أفغانستان وأثناء حملة لإزالة الألغام تعرض المصري إلى إصابات نتيجة انفجار لغم، وأدت هذه الإصابات إلى فقدانه البصر في عينه اليسرى وبتر في يده اليمنى. وفي عام 1999 حكم على ابن المصري محمد مصطفى كامل بالسجن لمدة 3 سنوات من قبل السلطات في اليمن نتيجة اتهامه بالضلوع بسلسلة من التفجيرات ضد المصالح الغربية.

بريطانيا والإرهاب

من المعروف أن العاصمة البريطانية لندن أوت العديد من الجهاديين، أمثال هاني السباعي، القيادي السابق بجماعة الجهاد، وعمر فستق وأبو قتادة الفلسطيني، وياسر السري وأبو مصعب السوري وغيرهم من الجهاديين من باب "حق اللجوء السياسي"، لتكون بريطانيا واحدة من أكثر الدول الداعمة لنظام الإرهاب على مستوى العالم، إلى جانب دورها في إنشاء جماعة الإخوان المسلمين عام 1928، كما فتحت أبوابها للمتأسلمين منذ نهاية السبعينيات ليعيشوا على أراضيها وتحت حماية شرطتها، بل منحت بعضهم معاشًا من الضمان الاجتماعي، ووفرت لهم المساكن وأحيانا سيارات مجهزة بأحدث المعدات، فهناك من عاشوا قرابة عقدين لاجئين في لندن، يحيون على الإعانة الاجتماعية، دون أن يدفعوا بنسًا واحدًا للضرائب.
أصدرت محكمة نيويورك، الجمعة 9 يناير 2015، حكماً بالسجن المؤبد مدى الحياة، بحق داعية الإرهاب البريطاني من أصل مصري أبو حمزة، إثر إدانته باحتجاز رهائن والإرهاب.
والإمام السابق لمسجد فينسبيري في لندن، متهم بالتآمر واحتجاز رهائن ومساعدة مجموعة خطفت 16 سائحاً غربياً في اليمن العام 1998 وأنشطة إرهابية مرتبطة بمشروع مخيم للتدريب على الجهاد في 1999 في ولاية أوريغون الأمريكية.
وأمضى أبو حمزة ثماني سنوات بالسجن في بريطانيا، بتهمة التحريض على العنف، قبل أن تسلمه لندن إلى الولايات المتحدة عام 2012، لمحاكمته بتهمة الإرهاب.

إدانته

أدين أبو حمزة، باتهامات بتوفير هاتف يعمل عبر الأقمار الاصطناعية وتقديم النصح والمشورة لمتشددين يمنيين خطفوا سائحين غربيين عام 1998. 
كما أدين بإرسال اثنين من أتباعه إلى أوريغون لإقامة معسكر تدريب للمتشددين وإرسال أحد أنصاره إلى أفغانستان لمساعدة القاعدة وطالبان ضد الولايات المتحدة.
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان رفضت رفضاً نهائياً في 24 سبتمبر 2012 طلب الاستئناف للمصري لمنع ترحيله إلى الولايات المتحدة، فقدم طعناً إلى المحكمة العليا في بريطانيا.
كما أنه متهم بتقديم الدعم المادي لشبكة أسامة بن لادن الإرهابية، وبالتخطيط لإنشاء مركز كمبيوتر لطالبان، وإرسال مجندين للتدرب على العمليات الإرهابية في أفغانستان.
وفي الأول من أكتوبر 2012 رفضت المحكمة العليا في بريطانيا طلبه وقررت تسليمه إلى الولايات المتحدة، وتم ترحيله مع أربعة متهمين آخرين من قاعدة عسكرية بريطانية قبيل منتصف تلك الليلة.


تبرؤ أبو حمزة

تبرؤ أبو حمزة
خلال محاكمته، تبرأ أبو حمزة من التهم التي نسبت إليه، ونفى إرسال معاونين له إلى أوريغون وأفغانستان، وزعم أنه كان يقوم بدور الوساطة في واقعة خطف في اليمن للتوصل إلى حل سلمي.
وأوضح أيضا، ولأول مرة، أن يديه بترتا في حادث انفجار منذ 20 عاما في باكستان، حين كان يعمل مهندسا، نافيا شائعات سابقة بأنه فقد يديه أثناء مقاتلة القوات السوفيتية في أفغانستان.

خطبه التحريضية

خطبه التحريضية
اكتسب أبو حمزة- 56 عاما- سمعة سيئة بسبب خطبه النارية العدائية في لندن ولاستخدامه خطافا مكان يده اليمنى المبتورة.
وعمل أبو حمزة المصري إماما لجامع فينسبوري بارك الذي شيد في عام 1990 في شمال لندن والذي ذاع صيته بسبب ربط اسم هذا المسجد بـ"مركز لتجمع المسلمين المتطرفين" وتم توجيه تنبيه لإدارة المسجد في عام 2000 بعدم استعمال المسجد كمركز سياسي. 
وفي 20 يناير 2003 اقتحمت الشرطة البريطانية المسجد للتحقيق والتفتيش وحسب تقارير الشرطة البريطانية فإنه تم في ذلك التفتيش العثور على "جوازات مزورة وغاز مسيل للدموع وسكاكين ومسدسات"، بالإضافة إلى ما أسمته الشرطة "موسوعة الجهاد الأفغاني" وكانت حسب وصف الشرطة "دليل يحوي على أسماء ساعة بيغ بن وبرج إيفل وتمثال الحرية كأهداف يمكن مهاجمتها".
تم عزل المصري من منصبه كأمام للجامع في 4 فبراير 2003 ولكنه استمر في إلقاء خطبه الدينية في الشارع المقابل للمسجد. واشتهر المصري بتعاطفه العلني مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن ومواقفه المناهظة لعملية غزو العراق 2003.

علاقته بتفجيرات اليمن

علاقته بتفجيرات اليمن
في عام 2003 طالب اليمن بتسليم أبو حمزة المصري للمثول أمام القضاء بتهمة ضلوعه بسلسلة من التفجيرات التي شهدتها اليمن، ولكن السلطات البريطانية امتنعت عن القبول لهذا الطلب بحجة أن المصري لن يلقى محاكمة عادلة في اليمن.
وبعد ذلك الحادث، قامت دوائر الهجرة في المملكة المتحدة في التقصي عن المصري في سجلاتها ووجدوا أن زوجة المصري السابقة والتي كان زواج المصري منها السبب في حصوله على الجنسية البريطانية- كانت لا تزال قانونيا متزوجة من زوجها الأول، أي أنه بنظر القانون كانت هذه السيدة متزوجة من رجلين في آن واحد، وهذا يخالف القوانين البريطانية، فبدأ بعد هذا الاكتشاف محاولات لسحب الجنسية البريطانية من أبو حمزة المصري.
وفي 27 مايو 2004 بدأ القضاء البريطاني عملية تحويل المصري إلى أراضي الولايات المتحدة للمثول أمام القضاء الأمريكي بتهمة محاولته إقامة معسكر لتدريب الإرهابيين في ولاية أوريغون.

اعتقاله وتسليمه للولايات المتحدة

اعتقاله وتسليمه للولايات
في 19 أكتوبر 2004 تم اتهام المصري بمجموع 16 اتهاما كان من بينها "التشجيع على القتل" و"محاولة خلق كراهية بسبب الانتماء الديني" وتم الحكم عليه في المحكمة المركزية في لندن في 7 فبراير 2006 بالسجن لمدة سبع سنوات. 
وفي 20 يونيو 2008 قامت المحكمة العليا في لندن بتثبيت قرار تسليم أبي حمزة إلى الولايات المتحدة، بعد سماح وزيرة الداخلية البريطانية آنذاك جاكي سميث مطلع على قرار التسليم في فبراير من ذلك العام.
وكان قرار تسليمه أثار جدلاً قانونياً حينذاك باعتباره قد ينطوي على مخالفات قانونية خطيرة لتعارض هذا الإجراء مع قوانين الاتحاد الأوروبي التي تمنع إحالة شخص لقضاء دولة أخرى يطبق فيها عقوبة الإعدام، وكان من المحتمل أن يواجه أبو حمزة الإعدام الذي تسمح به القوانين في الولايات المتحدة، لكن قرار المحكمة جاء بالسجن المؤبد.

حياته المشبوهه


في وقت سابق، سلطت صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية الضوء على العلاقة "غير المتوقعة" بين أبو حمزة المصرى، الإرهابى المسجون فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبين القس مثلى الجنس ستيفن كولز من شمال لندن، - وهو صديق كذلك لزعيم حزب العمال جريمى كوربين - وقالت إنهما كانا يتبادلان الخطابات الودية.
وأوضحت الصحيفة، أن المثير للغرابة فى تبادل الخطابات بين الواعظ والقس هو استخدام أبو حمزة لخطبه فى الماضى لمحاربة مثلى الجنس والمتحولين جنسيا، فضلا عن أنه كان يربط الكهنة المسيحيين بالمولعين بالأطفال. 
وفي المراسلات بينهما ، يشير القس ستيفن كولز إلى الواعظ بـ "عزيزي حمزة" ويوقع خطاباته قائلا "أنت في صلاتي". 
ويقضي رجل الدين عقوبة السجن المؤبد في الحبس الانفرادي في سجن ADX Florence في كولورادو بسبب جرائم متعلقة بالإرهاب.
في ديسمبر الماضي، اعتقلت الشرطة البريطانية 3 من أبناء أبو حمزة بقضية احتيال وغسيل أموال نفذت بالتعاون مع أحد موظفي البنوك، واتهم الثلاثي بالمشاركة في عملية احتيال بقيمة مليون جنيه إسترليني باستخدام معلومات مسروقة للحصول على قروض وسيارات وغسيل أموال.
واعتقل ياسر البالغ من العمر 29 عاما في غرب لندن، حيث احتجز شقيقه الأكبر عثمان مصطفى (31 عاما) في مكان قريب.
أما تيتو بن شيخ (33 عاما) المعروف باسم حمزة مصطفى كامل، فتم اعتقاله لاحقًا في شمال لندن. واحتُجز ثلاثة آخرون في القضية.
وأصدرت الشرطة البريطانية بيانا أعلنت فيه: " اعتقال 6 أشخاص بسبب الاحتيال وغسيل الأموال والإفراج عنهم بكفالة مالية."
وقالت الشرطة إن عملية الاعتقال جرت في 17 ديسمبر، وإن التهم الموجهة لهم لا تتعلق بالإرهاب.
وذكرت صحيفة "صن" البريطانية إن موظفا في بنك ساعد المتهمين في عملية الاحتيال.

شارك