حزب الله الحجاز "السعودي"

الإثنين 12/مايو/2014 - 10:43 ص
طباعة
حزب الله الحجاز السعودي
 

مدخل

حزب الله الحجاز أو حزب الله السعودي.. الذراع العسكرية لمنظمة الثورة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية، وهي منظمة سياسية معارضة لنظام الحكم الموجود في المملكة العربية السعودية، أسسها معارضون سعوديون شيعة بدعم من إيران وسوريا وحزب الله اللبناني. 
لم تكن تسمية "حزب الله الحجاز" مُستساغة من قبل بعض أعضاء الحوزة، إذ لم يكن بينهم حجازي سوى شخص واحد، بينما البقية قَدِموا من منطقتين في شرق السعودية، القطيف والإحساء، وكان آية الله الخميني هو الذي أسبغ اللقب على هذا التجمع خلال إحدى زياراته لحوزات قم، مشيراً إلى أنه لا يعرف البلاد التي أتى منها هؤلاء العلماء إلا بهذا الاسم "الحجاز".
الخميني
الخميني
كان هدف الخميني في إطلاق هذا اللقب الحجازي على التجمع، رغبته في عدم الاعتراف بالكيان السعودي، والتقليل من مكانة آل سعود الدينية، وعدم الاعتراف بحكمهم للمنطقة
بدا تأثير الخميني كبيرًا على هذه المجموعة، إلى الدرجة التي دعت الشيعة السعوديين يطلقون على هؤلاء الطلبة لقب "خط الأمام"، وكانت علاقات الشيرازيين بالثورة الإيرانية قوية، بل كانوا جزءاً مهماً من هذه الثورة ولديهم آنذاك علاقات أكثر من جيدة مع الخميني.

النشأة

القطيف
القطيف
عقب قيام الثورة الخمينية في إيران وتولّيها السلطة عام 1979، حاول النظام الإيرانى الجديد دعم حركات الاحتجاج في القطيف عام 1981، ضد الحكومة السعودية القائمة، في محاولة للتحريض على قيام ما يسمّى بثورة الشيعة. 
وسرعان ما حدث تواصل بين إيران والقيادات الشيعية في السعودية، وعُهد إليهم بإنشاء منظّمة يكون مرشدها ومنظّرها الشيخ حسن الصفّار، وأُطلق عليها "منظمة الثورة الإسلامية لتحرير الجزيرة العربية"، ليتغير الاسم بعد ذلك إلى "منظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية" وتم اتخاذ إيران مركزًا لها، ثم انتقلت بعد فترة إلى دمشق، لتستقر مؤخرًا في لندن. 
في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، وتحديدًا في 1987، تم إنشاء الجناح العسكري لمنظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية، واتّفق على تسميتها بـ"حزب الله الحجاز"، واُعتبر فيما بعد أنه المسئول عن العمليات الإرهابية في السعودية، من خلال التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني.
وتعود البدايات الأولى للحزب عندما قام الحرس الثوري الجمهوري الإيراني، بإشراف ضابط المخابرات الإيراني أحمد شريفي، بتجنيد بعض الشيعة السعوديين الذين يدرسون في "قم" الإيرانية.
ولكن نظراً لاختلاف التوجّهات والنزاع على المرجعية السياسية في السعودية، وقيام مصادمات شخصية بين أطراف "حزب الله الحجاز" و"منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية"، فقد قرّر القادة المنسّقون في إيران بإشراف الضابط الإيراني أحمد شريفي، أن يتمّ التفريق بين الحزب والمنظّمة، مع إعطاء امتياز العمل العسكري لحزب الله الحجاز.
وسرعان ما انتقل علماء الشيعة السعوديون من النجف إلى قم، حيث أقاموا في بيت طيني بسيط، لم يلبثوا أن سموه التجمع، ثم تطور الاسم مع مرور الأيام ليصبح "الحوزة الحجازية" التي أُفرز عنها "تجمع علماء حجاز"
حوزة قم
حوزة قم
ثم ظهر اختلاف في وجهات النظر الفقهية للشيعة في السعودية، حول أن يكون المرجع الشيعي الإيراني الشيرازي للحكومة الإسلامية الشيعية لتجمع من الفقهاء، أم يكون للولي الفقيه الواحد، وتمسك الخميني بهذا الأمر، ومن هنا دب الخلاف، ووجد الطلبة والعلماء السعوديون أنفسهم وسط جدل سياسي سيؤثر عليهم كثيراً، فمعظمهم منتسبون للمدرسة الشيرازية ما عدا قلةٍ منهم كانوا يؤيدون نظرة الخميني الفقهية .
تطورت الخلافات ووقع أنصار نظرة الشيرازي الفقهية وأنصار الخميني من السعوديين في تجاذب حاد، وكان الأغلبية من السعوديين الشيعة الموجودين في قم، المؤيدين للمدرسة الشيرازية في حيرة من أمرهم، فإما أن يؤيدوا نظرة الإمام الخميني، أو يواجهوا المتاعب.

مهدي هاشمي
مهدي هاشمي
وبسبب التواجد الشيعي السعودي والخليجي في إيران وخاصة للشيرازيين، نشب صراع مكشوف بين جماعة منتظري ومهدي هاشمي من جهة، وبين الخمينيين من جهة أخرى، وساعد مهدي هاشمي عبر الشيرازيين، العرب في تسريب فضيحة إيران - كونترا للإعلام، ما حوّل الصراع إلى دموي بإعدام مهدي هاشمي، المتهم بأنه وراء تسريب المعلومات التي تتحدث بالوثائق، عن أن إيران الخميني تشتري السلاح من إسرائيل، في حربها ضد العراق، وهنا قرر معظم السعوديين الشيعة المؤيدين للمدرسة الشيرازية الذهاب إلى سوريا وترك "قم" في إيران. 
بعد أن حاول ضباط الحرس الثوري وعلى رأسهم أحمد شريفي، تجنيد العديد منهم للعمل مع النظام الإيراني ضد النظام السعودي، وضغط الحرس الثوري بقوة على التجمعات الشيعية السعودية والخليجية في حوزة الإمام القائم أو في حوزة علماء الحجاز، وكان ضباط مخابراته يندسون بين الطلبة الخليجيين لينتقوا من الشباب من لديه الاستعداد للقتال في سبيل الإمام الخميني.
في 31 يوليو 1987، قادت مجموعة من الحرس الثوري الإيراني الحجاج الإيرانيين، يرافقهم عدد من تجمع علماء الحجاز، إلى صدام دموي مع السلطات السعودية، بعد أن طالب السعوديون الإيرانيين بعدم التحرش بالحجاج، عبر رفع الشعارات السياسية التي تفرق ولا تجمع، توقع الخمينيون أن شعاراتهم ستجد نصيراً بين الحجاج.
وكان الصدام شرسًا، حيث قُتل أكثر من أربعمائة إيراني، وكثير من الجنود والمواطنين السعوديين الذين خرجوا من منازلهم ومحلاتهم ليقاوموا الإيرانيين، ولكي يمنعوا تحويل الحج إلى مهرجانات سياسية دنيوية.
أضرت تلك الحادثة كثيراً بعلاقة السعوديين مع إيران، وبدأ صراع علني شرس، وفي المقابل استثمرت إيران ملايين من الدولارات لإنفاقها على الجماعات الشيعية، وحتى السنية المناهضة للسعودية والكويت والبحرين ودول الخليج الأخرى.

 لورانس لوير
لورانس لوير
وترى الباحثة الفرنسية لورانس لوير، في كتابها "سياسات الشيعة عبر الوطنية" أن إيران بتأسيسها حزب الله الحجاز، كان هدفها إيجاد أداة عسكرية خفيفة للضغط على النظام السعودي، لكن لا تريد لهذه الأداة أن تكون كبيرةً، حتى لا تعرض مصالح إيران وسياساتها للخطر.
وبذلك تكون بداية التنظيم فكرية دعوية لا ترتبط بالسلاح، ورؤوسه معروفة لدى بعض سكان المنطقة فترة الثمانينيات، رغم أنهم كانوا ينكرون وجودية تنظيمهم، وشيئاً فشيئاً ظهر له جناح عسكري، ليبدأ في التخطيط لعملياته بعد حرب تحرير الكويت.
كانت أحداث الحج هي السبب الرئيس وراء إنشاء حزب الله الحجاز، ومن الأسباب المهمة أيضًا، رفض مسئولي حركة "طلائع الرساليين" بمنظمتها "الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية"، إنشاء جناح عسكري واعتماد الصدام العنيف مع السلطات السعودية.
وبعد أحداث حج مكة قام الحرس الثوري الإيراني بتفعيل شبكاته في المنطقة، حيث تم تغيير أوضاع حزب الله في لبنان، وتصعيد الجناح المتشدد فيه إلى سدة الإدارة العليا، كتعيين حسن نصرالله في اللجنة التنفيذية العليا، وأيضا إنشاء أحزاب أخرى في المنطقة: حزب الله الحجاز، حزب الله الكويت، حزب الله البحرين، وبالطبع حزب الله العراق.
وكان موقف المنتمين إلى حركة الطلائع الرساليين وفروعها كمنظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية أو منظمة العمل الإسلامي ـ كما يلخصه الباحث توبي ماثيسين الذي التقى بأحد ناشطي حركة الطلائع الرساليين ـ موقفاً متمنعاً على الضغط الإيراني، بالقيام بعمليات مسلحة وتفجيرات واغتيالات في السعودية، خاصة بعد تجربة الانتفاضة التي قاموا بها نهاية عام 1979 ـ 1980.
وكان من الواضح لمعظم هؤلاء أن إيران تستغلهم، وتريد استعمال دمائهم في أعمال لا تعود على شيعة الخليج بالفائدة، وساعد ذلك على رحيل معظم الخليجيين الشيعة إلى سوريا، فهي بلد عربي ولدى نظامها ميل للشيعة بحكم أنه علوي، ولم يحدث قط أن سلم لاجئاً لديه إلا إلى إيران فقط.

جزيرة تاروت
جزيرة تاروت
كانت سوريا في ذلك الوقت دائماً ما تحتضن المعارضة السعودية، سواءً كانت يسارية أو إسلامية، ولكن لم يرحل جميع السعوديين الموجودين في قم إلى سوريا، بل بقي بعضهم من الذين كانوا يؤيدون الخميني، وكانوا مزيجاً من الإحساء ومن جزيرة تاروت وصفوي، وأيضا من شيعة المدينة المنورة من أمثال محمد العمري. 
كان الناشطون المنتمون للحزب من "علماء الحجاز" أمثال هاشم الشخص وعبدالكريم الحبيل، غير راغبين بالمجاهرة بعمل سياسي على الأراضي السورية خوفاً من النظام، لكن كان هناك غيرهم من يتحرك بغطاء إيراني في سوريا.
فى مارس 1988، نفّذ الحزب تفجيرًا في إحدى منشآت شركة صدف البتروكيماوية في مدينة الجبيل، من خلال أربعة من عملائه من جزيرة تاروت، هم على عبدالله الخاتم وأزهر الحجاجي وخالد العلق ومحمد القاروص.
و على عبد الله الخاتم، أحد المنفذين، كان يعمل في شركة صدف، وسبق له القتال مع حزب الله اللبناني في لبنان، وتدرب هناك على عمليات التفجير، وبعد تفجير صدف اكتشف حراس شركات البترول والبتروكيماويات في شرق السعودية العديد من المتفجرات وفي أماكن متعددة، في معمل التكرير في رأس تنوره، ورأس الجعيمة.
ولم يطُلْ الوقت حتى تمكنت الحكومة السعودية من تفتيت خلايا متعددة لحزب الله الحجاز واعتقلت كثيرًا من أفراده، كما تم تنفيذ حكم الإعدام بالسيف بحق الأربعة المسئولين عن تفجير شركة صدف.
بعد إعدام المتهمين أصدر حزب الله الحجاز من دمشق، ومعه تجمع علماء الحجاز، بيانين يسمون فيهما منفذي عملية صدف بالشهداء، وخرج وزير خارجية إيران آنذاك ليعلن عن عدم وجود علاقة لبلاده بالعملية أو منفذيها.
وطالبت السعودية وقتها، السلطات السورية بالتعاون لإيقاف المؤامرات التي تتم من دمشق ضد أهداف سعودية، لكن سوريا لم تفعل شيئًا.
بدأ حزب الله الحجاز عمليات خارجية ضد دبلوماسيين سعوديين، وتخلل تفجيرات 1989 عمليات كثيرة، وقتل ضد دبلوماسيين في سفارات سعودية عديدة من بانكوك إلى أنقرة .
لم يعلن الحزب أنه وراء هذه العمليات، بل استخدم أسماء لمنظمات غير موجودة بالفعل، مثل "جند الحق" و"منظمة الحرب المقدسة"، في حين حاولت الدعاية الإيرانية الإشارة إلى أن هاتين المنظمتين لا علاقة لهما بحزب الله الحجاز، وأنهما نتاج لخليط من جنسيات متعددة من لبنان والسعودية وفلسطين.
لكن التحريات أثبتت أن العديد من منفذي العمليات خرجوا من دمشق عابرين الحدود اللبنانية، ومن بيروت توجهوا لتنفيذ جرائمهم، وفي ظل التوتر الذي أصاب علاقات تجمعات السعوديين الشيعة في إيران، تحركت السعودية عام 1987 لتخفيف مواقفها ضد الشيعة بعد عفو ملكي سعودي، وفي المقابل بادلت بعض هذه التجمعات هذا العفو بتهدئة، تم اتخاذ قرارها في اجتماع لمنظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية.
وتحول نشاط الحزب إلى إصدار النشرات والمواقع، وانخرط منتسبوه وأنصاره في شن الحملات الإعلامية ضد نظام الحكم في السعودية، وقام الحزب بإنشاء دار نشر وخدمات مواقع في دمشق، ثم انتقل الموقع الإلكتروني وإدارته من دمشق إلى بيروت، وتحديداً إلى الضاحية الجنوبية.
وبعد حرب الخليج الثانية، وعودة الكويت لحكم آل صباح، تنامى الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة، ونتيجة خشية الإيرانيين من استمرار الوجود الأمريكي، والذي يمثل إخلالاً بالخطط التوسعية الإيرانية، لذلك وجهت طهران حزب الله الحجاز ضد الأمريكيين ومواقعهم العسكرية في المنطقة. 
قام أحمد المغسل، أحد قيادات الحزب بعد الاتفاق مع الإيرانيين بمحاولات لاستقطاب كفاءات شيعية سعودية من مختلف القرى والمدن شرق السعودية.
وحينما واجه صعوبات أمنية كبيرة، وكادت آماله تتحطم بسبب رفض الكثير من الشباب السعودي في تلك المناطق، الانخراط في حزب عنيف التوجهات، وجد المغسل ضالته في بعض الشباب الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة معظمهم من أعضاء منظمة الثورة الإسلامية، مما أوجد خلافاً بين التنظيمين كما يعلق الباحث توبي ماثيسين.
أبراج الخبر
أبراج الخبر
لم يطل انتظار الإيرانيين كثيراً، فبدأت عمليات الحزب سريعاً مستغلة وجود عملاء لها ضمن منشآت النفطية السعودية.وكان عبدالكريم حسين الناصر رأس التنظيم، ومن بعده أحمد المغسل قائداً للجناح العسكري، وكنيته "أبو عمران"، ومجموعة أخرى تشكل البناء الكامل للتنظيم، وقد بدأ نشاطه لعام ونصف العام بجمع المعلومات عن الأهداف المناسبة لضربها، وتنقل كوادره من المنطقة الشرقية إلى الرياض وصولاً إلى جازان، حتى استقر الهدف على أبراج الخبر، ليبدأ العمل على إعداد العملية - وقتها كان عام 1994 يودع أيامه. 
حاول أحمد المغسل القيام بعمل إرهابى كبير من خلال مجموعة مكونة من فاضل العلوي، وعلي المرهون، ومصطفى المعلم، وصالح رمضان، الذين تم القبض عليهم قبل عملية تفجير الخبر، إذ كانوا ينوون القيام بهذه العملية، مما حدا بأحمد المغسل أن يوكل العملية لخليّة أخرى.
وفي 25 يونيه 1996 حدث تفجير أبراج الخبر، من خلال تفجير خزان كبير مملوء بأطنان من مادة "تي إن تي"، في شاحنة مفخخة جوار مجمع سكني كان يتواجد به عسكريون أمريكيون من أفراد سلاح الجو الأمريكي، ونتج عن العملية قتل 19 أمريكيًا، وجرح 372، وأصيب مئات من جنسيات متعددة بالإضافة إلى انهيار جزئي للمبنى السكني.
قيادات تفجيرات الخبر
قيادات تفجيرات الخبر
تم القبض على مجموعة من أبناء المنطقة الشرقية، وهم حسين آل مغيص، وعبدالله الجراش، والشيخ سعيد البحار، والشيخ عبدالجليل السمين هاني الصايغ، تمّ القبض عليه في كندا، وتسلمته السعودية عن طريق أمريكا ومصطفى القصاب، وتم تهريب جعفر الشويخات إلى سوريا، وهرب إبراهيم اليعقوب، وعلي الحوري، وعبدالكريم الناصر وأحمد المغسل - ويُعتبر المسئول عن الجانب العسكري في الحزب، وقائد عملية تفجير مجمّع الخبر إلى إيران. 
بدأت التحقيقات سعوديةً خالصة ثم توقفت، وبعد 3450 يوماً في انتظار النتيجة، أثار الأمر حفيظة الأمريكيين، وحاولوا التدخل والمشاركة، ولكن لم يُطلب منهم سوى المساعدة في رفع الأدلة الجنائية من مسرح الحادث، ولحقهم في الاطلاع على نتائج التحقيق، في كون مواطنيهم استهدفوا، وزودتهم بالنتائج، وهُوية المقبوض عليهم، وأسماء المتورطين الفارين خارج البلاد.
Fbi
Fbi
وحسب القانون الأمريكي، فإن السلطات القضائية تجبر المؤسسة الأمنية على تقديم لائحة الادعاء على أي قضية قبل مضي خمس سنوات، فكان هذا ما فعله لويس فريه مدير مكتب التحقيقات المركزي (FPI، قبل أن يخلي مقعده لخلفه.
واللائحة كانت مبنية على تحقيقات الجهاز الأمني في المملكة، ومتضمنة سرداً تفصيلياً للعملية منذ المسمار الأول، مروراً بالدول التي التقى فيها المخططون والمنفذون.

تفاصيل التحقيق

مقام السيدة زينب
مقام السيدة زينب في دمشق
اعتراف تفصيلى أدلى به المقبوض عليهم، بعد اعترافهم على مجموعة أخرى ما زالت مطاردة، بينهم لبناني مرتبط بحزب الله، ولا يُعلم عن مصيره أو هُويته الرسمية سوى اسم مستعار وبعض الملامح الشكلية، وهناك السعوديون عبدالكريم الناصر وأحمد المغسل وإبراهيم اليعقوب وعلي الحوري، فكانت لائحة اتهام موجهة إلى 13 سعودياً ولبناني واحد مجهول.
التحقيقات كشفت عن أن العملية تطلبت تحرك عناصر التخطيط والتنفيذ في أكثر من دولة، اجتمعوا في بيروت والقطيف والسيدة زينب في دمشق، كانوا على مدار تلك الفترة يجمعون موادهم، ويخزنونها في مزرعة على طريق الجبيل - الدمام، وقبل الحادث بثلاثة أشهر (28 مارس)، سقط أحدهم (فاضل العلوي) محاولاً تهريب متفجرات في سيارة قادها من لبنان، ليكتشف في منفذ الحديثة الحدودي، فعثر على 38 كلجم من المواد المتفجرة، واعترف بأن المغسل سلمها له في بيروت، وزُود سلطات التحقيق بأسماء على المرهون ومصطفى المعلم وصالح رمضان، وجميعهم من قرية الجارودية، ليقبض عليهم في 3 أيام، كانت في السادس والسابع والثامن من شهر أبريل، وكان موكلاً لهذا الثلاثي استقبال المواد لتنفيذ العملية.

منفذي تفجيرات الخبر
منفذي تفجيرات الخبر
بعد فترة قصيرة، وتحديداً في 19 أغسطس 1996، قبضت السلطات السورية على المواطن السعودي جعفر الشويخات - من مدينة سيهات - لكنه مات في السجن بعد يوم، وقال السوريون إنه انتحر بصابونة غسيل في دورة المياه فدفن في دمشق.
انتهاء الشويخات دون التحقيق في ظروف الاغتيال، دفع مزيداً إلى الشك حول دوره، وقد يكون بإنهائه أن ضاعت أسرار عدة تقود إلى الرأس المدبر في العملية.
اكتشاف مخطط الخلية، دفع المغسل إلى تكليف خلية أخرى، فعاد إلى السعودية بوثيقة مزورة، فأسند المهمة إلى ثلاثة آخرين، بينهم هاني الصايغ، لتنفيذ العملية، إضافة إلى مشاركته معهم، حتى تم التفجير بواسطة الشاحنة، التي قادها المغسل نفسه وأوقفها إلى جوار البرج، ليفر ثلاثة من الأربعة إلى خارج البلاد، حتى قُبض على الصايغ وأعيد إلى بلاده، إضافة إلى القبض على الرابع، الذي اعتقد أنه في مأمن حين اختار البقاء في منزله.
غاب الناصر والمغسل واليعقوب والحوري، ولا أحد يعلم عن مكان وجودهم سوى الأنباء المتواترة عن اختبائهم في إيران، وانتهى التنظيم بالقبض على عشرات المرتبطين به وثبوت تراجعهم، فكان إخلاء سبيل غير المتورطين بالحادث.
ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن عناصر حزب الله السعودي يشتبه في أنهم نفذوا الهجوم، كانوا على صلة مع العميد أحمد شريفي، قائد فيلق الحرس الثوري الإسلامي . وفي عابرة أن المسئولين الإيرانيين لعبت دورًا رئيسيًا في مهاجمة القوات الأمريكية 
أدى ذلك التفجير إلى ردة فعل شيعية ضد توجه حزب الله حجاز، واتهمه كثيرون بأنه لا يكترث لمصالح الشيعة وأمنهم وسلامتهم، فتنادت فعاليات شيعية للوقوف صفاً واحداً ضد العنف، وأسفر ذلك عن تحول كبير في نشاطات الشيعة تجاه العمل السلمي والمدني لانتزاع الحقوق بدلاً عن العنف الذي يخدم إيران أكثر من الشيعة السعوديين.
حاولت أجهزة الإعلام الإيرانية، إلقاء تبعة تفجير الخبر على القاعدة، بينما لم يكن هناك أي علاقة للقاعدة بهذا التفجير حيث لم تصدر أي بيان كعادتها للاعتراف بالمسؤلية عن الحادث، بل إن أحد قادة القاعدة، وهو يوسف العييري اشتكى من الظلم الذي لحقه من السلطات السعودية التي سجنته وحققت معه، على أن له علاقة بالتفجير.
وفي التحقيقات الأمريكية التي أُجريت عبر دائرة فرجينيا الشرقية، والتي وجهت اتهاماتها لمنظمة حزب الله الحجاز، كشفت المعلومات عن تنسيق عالي المستوى لأعضاء الحزب داخل دمشق وطهران، وبإشراف وعلم مسبق من النظامين السوري والإيراني.
وأشارت المعلومات الأمريكية التي نُشرت في يونيه 2001، إلى أن أعضاء الحزب يستغلون مقام السيدة زينب في دمشق للتخطيط والإعداد بينما يرحلون للتدريب إلى لبنان وإيران.

المرتكزات الفكرية

شعار حزب الله السعودي
شعار حزب الله السعودي
يركز حزب الله الحجاز على عدة أهداف، تعد خارج نطاق الوطنية والقومية التي ترتكز عليها المملكة السعودية وتتمثل فيما يلى:
1- حماية الثورة الإيرانية في إيران وتمهيد تصديرها في العالم الإسلامي.
2- تحرير الجزيرة العربية (السعودية) من الحكم الإسلامي السنّي، وإبدالها بحكومة شيعية موالية لإيران.
3- الحكم السعودي وبقية الأنظمة الخليجية: طاغوتية كافرة.
4- الحزب يعتبر نفسه جزءاً من الثورة الخمينية الإيرانية.. وبالتالي فهو لا يعترف بالدولة الوطنية السعودية. 
5- هجرة القيادة جائزة، وذلك لأداء الدور المطلوب من الخارج، بحيث يتوفّر مكان أكثر حرّية، مع وجود منظّمات ومؤسّسات أجنبية تدعم الحزب لوجستيّاً ومعنويًا.
6- الحسم في الثورات الشيعية لا يأتي إلا بالسلاح وبناء جبهات متعدّدة مساندة للحزب للمنظّمة وأهدافها.
7- عدم الاعتراف بالكيان السعودي والترويج لإسقاطه. 
8- العمل على التقليل من مكانة آل سعود الدينية. 
9- إخراج القوات الأمريكية من جزيرة العرب.

أهم القيادات

لدى حزب الله الحجاز أو السعودي، العديد من القيادات والمنظرين، ومن أبرز هذة القيادات هاني الصايغ، مصطفى القصاب، جعفر الشويخات، إبراهيم اليعقوب، على الحوري، عبدالكريم الناصر، أحمد المغسل، حسين آل مغيص، عبدالله الجراش، سعيد البحار، عبد الجليل السمين، فاضل العلوي، على المرهون، مصطفى المعلم، صالح رمضان، جعفر على المبارك، عبدالكريم كاظم، هاشم الشخص وحسن الصفار.
جعفر الشويخات
جعفر الشويخات
جعفر الشويخات
ولد جعفر الشويخات في مدينة سيهات شرق الحجاز عام 1977، وفي سن السابعة دخل المدرسة الابتدائية في مدينته وواصل دراسته فيها، ثم التحق بالمدرسة المتوسطة، غادر السعودية بعد بلوغه سن الخامسة عشرة، للتزود بالمعارف الإسلامية في الحوزة. 
وعقب عودته شكل عددًا من المجموعات الجهادية داخل المملكة العربية السعودية، ثم اعتقل أوائل التسعينيات، وأُصيب أثناء الاعتقال بأمراض مزمنة وخاصة في العمود الفقري ظل يعاني منها حتى وفاته 
 شارك في الاضراب عن الطعام الذي نفذه المعتقلون في سجن الدمام احتجاجاً على المعاملة السيئة وبعد 72 شهراً من العذاب والتنقل من سجن الدمام إلى سجن الحاير، تم إطلاق سراحه وأخوته.
ـ عاد لممارسة أنشطته السابقة، وفي ظروف غامضة طاردته السلطات، ما جعله يفر من البلاد، فلاحقوه في الخارج إلى أن تم إلقاء القبض عليه في سوريا في 19 أغسطس 1996، وبعد ثلاثة أيام فقط أُعلن عن وفاته داخل الزنزانة، وقال السوريون إنه انتحر بصابونة غسيل في دورة المياه، ودفن بالشويخات في مقبرة للشيعة بجوار السيدة زينب بدمشق. 
البعض يشير إلى أنه قُتل من قبل المخابرات السورية، لأنه كان سيقود التحقيقات السعودية والأمريكية إلى إيران، ويرى آخرون أن الشويخات تم تهريبه إلى إيران، والادعاء بأنه قتل نفسه، حيث تم دفنه سريعًا دون أن يتسنى للسلطات السعودية التأكد من مقتله.

أحمد المغسل
أحمد المغسل
أحمد المغسل
قائد الجناح العسكري للحزب، وتلقى تدريبات في إيران ولبنان على التعامل مع شتى أنواع الأسلحة والمتفجرات، وقاتل في صفوف حزب الله اللبناني ضمن المجموعة التي دربتهم طهران بعد الثورة الخمينية، ووعدت بدعمهم من أجل بناء جمهورية إسلامية مشابهة للنموذج الإيراني في السعودية. 
وُضع المغسل ضمن قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالية لأهم الإرهابيين المطلوبين للعدالة، ومعه عناصر أخرى من الحزب يستخدم ضريح السيدة زينب قرب دمشق لتجنيد الشيعة السعوديين الذين يزورونه على مدار العام، وتدريب المجموعات التابعة للحزب على عمليات القتال والتفجير، واستخدم الضريح للتغطية على سفرهم للخارج بشكل متكرر.
هاني الصايغ
هاني الصايغ
هاني الصايغ
أحد المتهمين في تفجير المجمع العسكري للولايات المتحدة في الخُبر في يونيه 1996، والذي أودى بحياة 19 جنديًا أمريكيًا، وعقب التفجير فرَّ هاني الصايغ، إلى الولايات المتحدة الأمريكية طلباً للجوء السياسي، لكنه أُعيد إلى السعودية في 10 أكتوبر 1999، بعد يومين من تصريح سلطات الولايات المتحدة بأنه "لا يحقُّ له البقاء في البلاد، وأنَّ إبعاده إلى المملكة العربية السعودية إجراءٌ مناسبٌ"
وعقب وصوله إلى المملكة العربية السعودية، تم اعتقاله وبعد 10 أيام أُبلغت زوجته وطفلاه الصغيران بمكان وجوده، في سجن الحائر بالرياض، وسُمح لهم بزيارته بحضور رجال الأمن، ولا يزال هاني الصايغ معتقلاً. 

هاشم الشخص
أحد مؤسسي الحزب، وُلد عام 1957 في الإحساء، وانتقل إلى قم في بداية ثمانينيات القرن الماضي، ودرس على يد حسين منتظري، وقام بزيارة إيران في فترة، ليترك الدراسة الدينية، ويتجه إلى السياسة والانخراط في أعمال الحزب.
عبد الكريم الحبيل
عبد الكريم الحبيل
عبد الكريم الحبيل
عبد الكريم كاظم سلمان الحبيل، من مواليد 1954 في تاروت حي الدالية، ويعد من أبرز الشخصيات التي أسهمت في تأسيس الحزب، ومن منظريه الأساسيين، لكنه الآن بعيد عن نشاطه ويقتصر عمله على إلقاء الدروس الفقهية والخطب الدينية في بلدة الربيعية بجزيرة تاروت، وعُرف عنه تشجيع الأنشطة الثقافية والمشاريع الخيرية والاجتماعية في تاروت والقطيف، إذ أشرف على تأسيس مشروع الزواج الخيري بجزيرة تاروت عام 2002، كما تولى الإشراف على تأسيس برنامج الدراسة الصيفية"، والخاص بإرسال طلبة الجامعات والمرحلة الثانوية إلى التعليم بالخارج.
حسن الصفار
حسن الصفار
حسن الصفار
حسن بن موسى بن الشيخ رضي الصفار، من مواليد القطيف عام 1958، رجل دين شيعي ومرشد ومنظّرمنظمة "الثورة الإسلامية لتحرير الجزيرة العربية"، والتي صارت تسمّى فيما بعد بـ"منظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية"، التي يشكل حزب الله الحجاز ذراعها العسكرية. 
تعلم القرآن الكريم ودرس الابتدائية في مدرسة زين العابدين، ثم التحق بمدرسة الأمين المتوسطة بالقطيف، وهاجر إلى النجف الأشرف للدراسة في الحوزة العلمية سنة 1971 وبعد سنتين انتقل إلى الحوزة العلمية في مدينة قم إيران سنة 1973 ثم التحق بمدرسة الرسول الأعظم في الكويت لمدة ثلاث سنوات، وواصل دراساته العلمية في طهران من سنة 1980 إلى سنة 1988، وتلقى حسن الصفار علومه ومعارفه على يد مجموعة من العلماء.
بدأ حسن الصفار ممارسة الخطابة الدّينية عام 1968، وعمره أحد عشر عامًا، واستضافته العديد من المجتمعات لإحياء المواسم والمناسبات الدينية بمحاضراته، في الإحساء، البحرين، الكويت، سلطنة عمان، قطر، دبي، دمشق، قم، وطهران. 
صدر له أكثر من ثمانين كتاباً في مختلف مجالات المعارف الدينية والثقافية، وترجم بعضها إلى لغات أخرى، وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران سنة« 1979م » أذيعت محاضراته وخطاباته من القسم العربي في إذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وصدر له أكثر من 4000 شريط كاسيت وفيديو مسجل لمحاضراته تتداول في مختلف المناطق.
نشرت له عدد من المجلات العلمية والثقافية بحوثاً ومقالات منها: مجلة(الكلمة)، ومجلة (الواحة)، ومجلة (البصائر)، ومجلة (الحج والعمرة)، ومجلة (المنهاج)، ومجلة(رسالة التقريب)، ومجلة (الوعي المعاصر)وغيرها.
كما نشرت له بعض الصحف اليومية مقالات أسبوعية منتظمة منها: جريدة (اليوم) السعودية، وجريدة (الوطن) السعوديه، وجريدة (الأيام) البحريني،. وهو عضو في الهيئة الاستشارية لمجلة (الكلمة) والهيئة الاستشارية لمجلة الوعي المعاصر وعضو في الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
شارك في مؤتمرات الحوار الوطني بالمملكة العربية السعودية، ومؤتمرات مركز الشباب المسلم في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض مؤتمرات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في الكويت، ووزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في مملكة البحرين.
والصفار عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وشارك في مؤتمرات للحوار الوطني بالمملكة العربية السعودية، ومؤتمرات مركز الشباب المسلم في الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤتمرات لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في الكويت، ولوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في مملكة البحرين، ولوزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية، ومؤتمرات إسلامية وعلمية مختلفة.
عبدالكريم حسين الناصر
عبدالكريم حسين الناصر
عبد الكريم حسين الناصر
الشيخ عبد الكريم حسين الناصر، هو الأمين العام للحزب، وهارب في الوقت الحالي إلى إيران، ويتردد على سوريا في محاولة لتجنيد الطلبة السعوديين من الدارسين في مقام السيدة زينب، وضمهم للحزب لتنفيذ عمليات إرهابية. 

عمليات إرهابية

نفذ الحزب عدة عمليات بالمنطقة الشرقية، وتمكنت السلطات السعودية من إحباط عمليات أخرى، وعثرت على قنابل وعبوات ناسفة بمصانع وشركات ومواقع حساسة، كما استُشهد عدد من رجال الأمن السعودي في مواجهات مع عناصر الحزب أثناء محاولة القبض عليهم، وحاولوا اغتيال عددٍ من الدبلوماسيين السعوديين بالخارج، وكانت هذه العمليات تستغل وجود عملاء لها ضمن منشآت النفط السعودية ومن أبرز العمليات:
مظاهرات الحجّ
مظاهرات الحجّ
1- مظاهرات الحجّ عام 1988، حيث قام أفراد من حزب الله الحجاز بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني بمظاهرة كبيرة في الأماكن المقدسة أسفرت عن العديد من الضحايا. 
2- التعاون مع حزب الله الكويتي في استعمال الغازات السامة في نفق المعيصم في مكة المكرمة، ما تسبب في جرح وقتل المئات من حجاج بيت الله الحرام. 
3- تفجير شركة صدف البتروكيماوية في مدينة الجبيل في مارس 1988، وتبناه الحزب وصرح بأن أربعة من عملائه قاموا به وهم من جزيرة تاروت. 
4- تفجير مبنى للحرس الوطني في الرياض عام 1995 
5- تفجير أبراج الخبر في 25 يونيه 1996، عقب تفجير خزان كبير مملوء بأطنان من مادة "تي أن تي"، جوار مركز سكني به عسكريون أمريكيون ونتج عن العملية قتل 19 أمريكيًا وأصيب مئات.

الانتقادات الموجهة لحزب الله السعودي

1- الامتداد الفكري للكيانات والجماعات الإسلامية المتطرفة والتكفيرية. 
2- محاولة استغلال الشيعة في المملكة العربية السعودية بدعوى الحصول على الحقوق والاعتداء على الحريات. 
3- حالة الخمول التي يمر بها الحزب حاليًا تعود إلى تراجع الدعم الإيراني له، في مقابل صفقات سياسية، ما يقلل من مصداقيته مام الشرائح الشيعية داخل المملكة 
4- إستغلال الحزب طلاب الحوزات، لاستخدامهم في تحقيق أهداف تتسق مع الثورة الإيرانية في إيران، يحوله إلى مجرد تابع لها.
5- يؤكد العديد من الباحثين أن حزب الله الحجاز هو ذراع إيران العسكرية للضغط على السعودية من الداخل

مستقبل الحزب

مستقبل الحزب
تشير الأدلة والوقائع إلى احتمال أن ينتفض حزب الله الحجاز مرةً أخرى، وبقيادة أحمد المغسل وعبد الكريم الناصر لتنفيذ عمليات إرهابية تقلق الهدوء السعودي، وتضغط على الحكومة السعودية للوقوف إما مع أو على الحياد تجاه النظام السوري.
وتتأثر نشاطات حزب الله الحجاز بعلاقة إيران وسوريا بالسعودية، وعلى الرغم من عودة الكثير من قيادات الحزب للعيش في السعودية، غير أن هذه القيادات هي المسئولة عن الجانب الفكري والمعنوي، وليس العسكري للحزب ولذلك فأنه لم يكون مستغربا أن يعود الحزب لنشاطاته التي وأن رفضتها قيادات علمية ودينية حالياً إلا أنه من السهل الحصول على فتاوى وأوامر دينية من قيادات قد تكون أعلى من القيادات المحلية، حيث إن المرجع الأعلى للحزب هو آية الله على خامنئي، وهو من هو في قيادته لإيران وأطماعها في المنطقة.
ولن تعدم إيران الوسائل، بأن يبقى حزب الله الحجاز ناشطاً مناهضاً للنظام السعودي، كما أن سوريا ستجد كياناً جاهزاً للاستغلال وإقلاق من وقف ضدها في قمعها للشعب السوري.
ولكن بعد القبض على كثير من رموز هذا الحزب، ورجوع بعض رموز المعارضة الشيعية من "منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية" فقد تقرّر للحزب مواصلة العمل السياسي والإعلامي في الخارج، ولا يزال الحزب إلى الآن يقوم بإصدار النشرات التحريضية والدعوات الداعية للعنف، ومقاومة الحكومة والإصرار على تحريرها من الحكومة السعودية كما أنّ له موقعاً على الإنترنت يقوم فيه بجمع ونشر إصداراته وإصدارات منظمة الثورة الإسلامية.
الباحث الأمريكي كريستيان مارشال، أكد أن الملامح النهائية للحزب تمرّ بكثير من المتغيرات والمنعطفات التي أسهمت في النهاية في تكوينه بذات الغايات التي ترمي إليها إيران الخمينية، التي ضغطت باتجاه تنظيم الحزب وإطلاقه لأعمال مضادة داخل السعودية، وذلك أمر تحقق في بداية الثمانينيات الميلادية بصورة مماثلة لحزب الله اللبناني الذي نجح هناك وفشل هنا. 

شارك