"21 دولة" تحاصر "أردوغان" بـ"حقيقة الإبادة الجماعية للأرمن"

الخميس 22/يناير/2015 - 11:54 م
طباعة 21 دولة تحاصر أردوغان
 
21 دولة تحاصر أردوغان

من أكبر المعارك الخارجية والتي تمثل تحديًا وجوديًا وسياسيًا رجب طيب أردوغان في 2015 أعطاء وصف الإبادة للمذابح الأرمنية  التي ارتكبتها تركيا – الأمر الذي يمر عليه في شهر أبريل المقبل  100 عام ، حيث تكوّنت أكثر من لجنة لإحياء  الذكري المئوية في عدد من بلدان أوروبا وفي مصر وسوريا ولبنان، وقد أُقيم بالفعل نصب تذكاري في استوكهلم، لتخليد شهداء الارمن ومع اقتراب الذكري  واستمرار الاحتفالات وتزايدها يزداد الانكار التركي  وكان أردوغان  قد اكد  في كلمة أمام السفراء الأتراك المجتمعين في أنقرة أن "وزارة الخارجية والمؤسسات المعنية ستتصدى بكل شدة لهذه الادعاءات"، وخصص أردوغان جلسة في اللقاء  السنوي للسفراء الاتراك لرسم استراتيجية مواجهة الجهود التي تبذلها ارمينيا وارمن الشتات لارغام تركيا على الاعتراف بارتكاب إبادة، وترفض تركيا حتى الآن الاعتراف بعملية تصفية مخطط لها بشأن المجازر التي ارتكبتها الامبراطورية العثمانية وراح ضحيتها نحو 500 ألف أرميني في معارك أو بسبب الجوع، حسب أنقرة، و1,5 مليون شهيد حسب الأرمنولا توجد علاقات دبلوماسية بين تركيا وجارتها أرمينيا اللتين وقعتا عام 2009 مذكرات تفاهم اطلق عليها بروتوكولات زيوريخ لتطبيع علاقاتهما إلا أنه حتى الآن وبعد مرور خمس سنوات لم يعتمد برلمانا البلدين بعد هذه الاتفاقات "، ومن ناحية أخرى تدعم الأقليات المسيحية بالشرق الحقوق الأرمينية وتساندها في الاعتراف بالمذابح التي تعرضت لها، وفي سياق هذا الدعم  قال البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، إن إنكار تركيا لمذبحة الأرمن "مستمر منذ عقود"، ويجب "الانتصار عليه بقوة الحقيقة"، وذلك خلال زيارته إلى بطريركية الأرمن الأرثوذكس لتقديم التهاني بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد بحسب التقويم المتبع في الكنيسة الأرمنية وأضاف البطريرك الطوال في كلمته  للبطريرك الأرمني نوهان مانوجيان: "للعام 2015 أهمية كبيرة بالنسبة لكم، حيث تحيي فيه الكنيسة والأمة الأرمنية ذكرى مرور مائة عام على المذبحة التي ارتكبها الأتراك العثمانيون في حق أجدادهم واليوم أيضاً، لا يزال شعبكم يواجه تحدياً كبيرة، هو إنكار تركيا لمذبحة الأرمن، وادعائها بأن هذه المذبحة ليست سوى من نسج الخيال"ولفت بطريرك القدس للاتين قائلاً: "إلا أن بعض الأمم الأخرى قد قامت، بكل شجاعة واقتناع، بالاعتراف بهذه المذبحة وإدانتها"، مؤكداً: أن هذا الإنكار من الطرف التركي مستمر منذ مدّة طويلة، ويجب الانتصار عليه بقوة الحقيقة، "وإننا نصلي كي يتحقق هذا الانتصار"يذكر أنه في عام 1915، وخلال الحرب العالمية الأولى، قتل ما يقارب مليون ونصف من الأرمن في الإمبراطورية العثمانية وقد تدخل وقتها البابا بندكتس الخامس عشر بشكل علني ومباشر بإرساله برقية إلى السلطان العثماني محمد الخامس في 15 سبتمبر 1915، سلّط خلالها الضوء على خطورة المجازر التي ترتكب، وطلب منه التدخل للدفاع عن الشعب الأرمني لكن من دون جدوى ومنذ ذلك التاريخ بمائة عام ما تزال هذه الحادثة مثيرة للجدل؛ فبالإضافة إلى تقليص الحكومة التركية عدد الضحايا الذين سقطوا ما بين 300 إلى 500 ألف، إلا أنها لا تحبذ استخدام وصف "الإبادة الجماعية"، وتحتج على الذين يستخدمونه لكن رغم ذلك فإن 21 دولة تعترف رسمياً "بالإبادة الجماعية للأرمن"، كما أن العديد من المنظمات الدولية، من بينها لجنة جرائم الحرب في الأمم المتحدة، والبرلمان الأوروبي، ومجلس الكنائس العالمي، تعترف بالإبادة الجماعية أيضاً وتحيي ارمينيا الذكرى المئوية للإبادة في 24 أبريل وهو اليوم الذي جرى فيه عام 1915 اعتقال المئات من الأرمن قبل ذبحهم لاحقا في القسطنطينية، اسطنبول حاليًا، وشكل بداية المجازر.

شارك