تنوير

الأحد 15/نوفمبر/2015 - 03:39 م
طباعة تنوير
 
حركة فكرية ظهرت في أوروبا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وأهم ما يميزها الانتصار للعقل وقدرته على فهم العالم وإدراك قوانين حركته، وينادي الفلاسفة والمفكرون التنويريون بالاعتماد على التجربة العلمية ونتائجها المادية الملموسة، بديلاً للخرافات والاستنباطات التي لا تستند على أساس مادي قابل للإدراك.
الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون من أعلام ورموز حركة التنوير، وتنطلق أفكاره من منهج علمي قوامه التجربة، بما يتيح أن تصبح المعرفة مصدرًا للسيطرة على الطبيعة وتسخيرها بما يتوافق مع المصلحة الإنسانية. 
وفي السياق نفسه، يؤكد عالم الرياضيات إسحق نيوتن، مكتشف قانون الجاذبية، أن العالم يسير وفق مجموعة من القواعد الطبيعية، وفي استطاعة الإنسان تفسير الظواهر المحيطة به اعتمادًا على العقل.
من ناحية أخرى، يحدد الفيلسوف الفرنسي «إيمانويل كانت» مفهوم التنوير بأنه خروج الإنسان من التصور الطويل الذي صاحبه لإهمال العقل، والاعتماد على توجيه الآخرين، ويفسر حالة القصور التاريخية هذه بأنها وليدة عاملي الكسل والجبن؛ مؤكدًا أن الحرية الشاملة غير المقيدة هي المطلب الجوهري الضروري لنشأة التنوير ونضجه واستمراره.
بالنظر إلى المقولات الأكثر بروزًا عند فلاسفة الحركة، يمكن القول: إن العقلانية هي المشترك الراسخ بين دعاة التنوير، فهي توجه يؤسس للأخلاق والمعرفة كبديل للأفكار الدينية التقليدية وسيطرة الكنيسة، بكل ما يصاحب هذه الهيمنة في أفكار ورؤى محافِظة جامدة معادية للتفكير العقلي من ناحية، وداعية لقيم العصور الظلامية من مناحية أخرى.

شارك