مصير الإخوان بين "القرضاوي" و"الجماعة الإسلامية"

الثلاثاء 05/يناير/2016 - 01:19 م
طباعة مصير الإخوان بين
 
كلما يمر الوقت تتزايد أزمة جماعة الإخوان الإرهابية تعقيدًا، وتزيد من انقساماتها الداخلية، وتخوفًا من زيادة حدة الانقسامات داخل الجماعة تقدم الشيخ يوسف القرضاوي المقيم في قطر ورئيس ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الموالي لجماعة الإخوان الإرهابية؛ بمجموعة من النصائح لقيادات الجماعة، وقد نشرت قيادات إخوانية النصائح التي وجهها لقيادات الجناحين المتصارعين داخل الجماعة، لحل أزمتهما الداخلية، ووقف القذف المتبادل بين الجبهتين. 
الشيخ يوسف القرضاوي
الشيخ يوسف القرضاوي
وقال القرضاوي في مقال له نشره موقع الاتحاد: "إن أفكار ومقترحات حسن البنا، مؤسس الجماعة جهد نابع من بشر يقبل التعديل والتطوير وليس منهجًا ثابتًا كما يروج له البعض، مطالبًا جماعة الإخوان بتحسين هذه الأفكار". وأوضح رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن جماعة الإخوان مع التطور الحالي مطالبة بالتجديد والنماء، مطالبًا الجماعة وقواعدها بأن تقدم الولاء للدين والشريعة الإسلامية بدلًا من أن تقدم الولاء لجماعة الإخوان وأفكارهم، والعمل على الدعوة بدلًا من العمل للتنظيم، والترحيب بالأفكار الجديدة، وإن لم يكن للجماعة سابق عهد بها. كما أكد القرضاوي ضرورة أن تزيد الجماعة التفاهم مع التيارات الأخرى وإن كانت مخالفة، وأن تفكر الجماعة بجدية في تجديد الوسائل بحسب ظروف المرحلة، وألا ينغلقوا على أنفسهم، وتستغرقهم الأفكار المحلية. وأوضح أن على الإخوان أن يضعوا من المناهج ما يعمق ثقافة الأفراد الشرعية والعامة، ويقيمها على أصول راسخة، ويغرس فيهم حب التجديد، وروح المحاسبة والنقد للذات، والحوار مع الآخر، والتسامح. وطالب يوسف القرضاوي قيادات الإخوان بضرورة الاتسام بالتسامح الإسلامي، والدعوة إلى حوار المخالفين بالحسنى، وذلك في قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بالتي هي أَحْسَنُ}، موضحًا أن المسلمين مأمورون من ربهم بأن يجادلوا مخالفيهم بالطريقة التي هي أحسن الطرق. كما طالب القرضاوي قيادات جماعة الإخوان ألا يستهلكهم العمل السياسي، في مجالات العمل الاجتماعي والثقافي والتربوي والاقتصادي وغيرها، وعدم الهجوم على بعضهم البعض.
أحمد رامي، المتحدث
أحمد رامي، المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة المنحل
من جانبه، قال أحمد رامي، المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة المنحل: "إن يوسف القرضاوي وجه 8 نصائح لجماعة الإخوان المسلمين، لحل أزمتهم الخارجية، ولكن لم يحدد مدى استجابة الجماعة لتلك النصائح". 
بدوره قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان: "إن يوسف القرضاوي يعي جيدًا خطورة الأزمة الداخلية التي يمر بها تنظيم جماعة الإخوان في الفترة الأخيرة، وهو ما دفعه للتدخل بشكل مباشر وصريح لوقف المعركة المتبادلة بين المجموعتين المتنازعتين داخل الإخوان". وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن "النصائح التي وجهها القرضاوي للإخوان تتناقض مع تصريحاته السابقة عندما كان يخطب في صلاة الجمعة بقطر، وكان يحرض على الجيش والشرطة، والآن يريد أن تهتم الإخوان بالعمل الدعوي فقط وليس السياسي، موضحًا أن نصائحه جاءت بعد فوات الأوان، واشتعلت الأزمة الداخلية ولم يعد هناك مجال لحلها في الوقت الراهن".
ولا يعتقد الكثير من المهتمين بشأن الحركات الإسلامية أن نصائح القرضاوي ستُسهم في حل الأزمة الداخلية للجماعة، أو تخف من حدة الصراع الداخلي وانقسامات الجماعة، فالمعركة الداخلية ليست اختلافات في وجهات النظر كما يحاول البعض الترويج لها، ولكن المعركة الحقيقية داخل صفوف الجماعة على قيادة الجماعة وإدارة أموالها، فيما يشبه تقسيم التركة، فمن الذي سوف ينال نصيب الأسد من هذه التركة المالية سوى من يتمكن من الوصول إلى قيادتها!
مصير الإخوان بين
وعلى صعيد مختلف وفي إطار الأزمات المتلاحقة لجماعة الإخوان الإرهابية هناك تصريحات صادرة من قيادات بارزة بالجماعة الإسلامية بشأن دعوات ذكرى ثورة 25 يناير، تلمح إلى أزمة كبيرة بينها وبين جماعة الإخوان التي أصدرت خلال الأيام الماضية بيانات تعلن فيها عن استخدامها جميع الوسائل في ذكرى الثورة، في الوقت التي حذرت فيها الجماعة من خطورة تلك الدعوات. البيانات الرسمية الصادرة عن قيادات بالجماعة الإسلامية، خلال الساعات الماضية، جميعها تهاجم دعوات الإخوان للتصعيد، وتعلن بشكل قاطع رفضها لتوريط شباب التيار الإسلامي، وهو ما يطرح سؤالًا مهمًّا حول ما إذا كان هذا التصعيد مؤشر على اقتراب انسحاب الجماعة الإسلامية من تحالف الإخوان، خاصة في ظل الأزمة المستمرة داخل الجماعة مؤخرًا. 
سيد فراج، القيادي
سيد فراج، القيادي بالجماعة الإسلامية
وشن سيد فراج، القيادي بالجماعة الإسلامية، وعضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية، هجومًا عنيفًا على الداعين لحمل السلاح في ذكرى 25 يناير 2016، قائلا: "إلى القابضين والقابضات على الجمر، المتظاهرون السلميون في شوارع مدن وقرى مصر مع قلتهم". وأضاف في بيان له: "أقول لهم لا تلتفتوا لمن يقول لكم ماذا فعلتم؟ وماذا جنيتم؟ ويريد أن يصدكم عن سلميتكم التي هي في صالحكم، فقولوا له: وماذا فعلت أنت؟ وماذا جنيت أنت؟ وأنا أقول لكم: {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم}". 
طارق الزمر، رئيس
طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية
وفي السياق ذاته قال طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية: إن هناك ضرورة لما أسماه "الاصطفاف" قبل ذكرى ثورة 25 يناير، مضيفا أن تصرفات بعض الحركات الإسلامية وتصريحات بعض الإسلاميين تمنع الوصول إلى هذا التوافق. وأكد رئيس حزب البناء والتنمية، في تصريحات على إحدى القنوات الإخوانية، أن عدم حدوث "الاصطفاف" حتى الآن يؤثر على جميع الحركات الإسلامية ويفسد كافة التجهيزات التي تتم ليوم 25 يناير، مطالبًا جميع الأطراف تقديم تنازلات، على حد قوله. وبدوره أعلن عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، في تدوينة سابقة له موقفه من دعوات الإخوان للتصعيد في ذكرى يناير واستخدام جميع الوسائل، قائلا: "إذا كنت مشاركًا في احتفالية 25 يناير فلا تنسى أن مؤسسات الدولة ملك للشعب ولا مساس بها، وأن دماء القوات المسلحة والشرطة والمحتفلين معصومة". 
عمرو هاشم ربيع، نائب
عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
من جانبه قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "إن هناك أزمة حقيقية نشبت خلال الأيام الماضية بعدما حرضت الإخوان ضد مؤسسات الدولة في ذكرى 25 يناير المقبلة، خوفًا من توريط قيادات الجماعة الإسلامية". وأضاف نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الجماعة الإسلامية قد تتخذ خلال الأيام المقبلة قرار بالانسحاب خوفًا من دفع الإخوان بمجموعات عنف خلال ذكرى الثورة تؤدي إلى توريط قيادات الجماعة الإسلامية في الداخل. 
يأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، في بيان لها تعليقًا على هجوم قيادات الجماعة على دعوات الإخوان في ذكرى يناير: "إن ما يحدث من رفض دعوات العنف الصادرة من جماعة الإخوان ما هي إلا محاولة لإنقاذ أنفسهم من المصير الذي وضعوا فيه أفرادهم، موضحة أن القيادات تقفز من السفينة الغارقة". وكان بيان أصدره، عدد من حلفاء الإخوان نهاية الأسبوع الماضي، حرضوا فيه على التصعيد في ذكرى ثورة 25 يناير 2016، داعين أنصار الجماعة إلى استخدام كافة الوسائل المتاحة، خلال تلك الذكرى.
وبعد تلك التخوفات من أكبر وأهم شريك لجماعة الإخوان الإرهابية لا يعتقد الكثيرون أن في استطاعة جماعة الإخوان الإرهابية تنظيم فعالياتها المخطط لها في ذكرى 25 يناير، وأن معظم جهودها في الاصطفاف والتجييش لهذا اليوم باءت بالفشل، خصوصًا بعد تصاعد أزمتها الداخلية، وحدة الانقسامات بين المجموعتين المتصارعتين على قيادة الجماعة وإدارة أموالها.

شارك

موضوعات ذات صلة