بعد تهنئته الأقباط.. الدعوة السلفية تنقلب على السيسي وتطالبه بالتوبة

الخميس 07/يناير/2016 - 02:56 م
طباعة بعد تهنئته الأقباط..
 
مطلع كل عام تخرج علينا الدعوة السلفية بفتاوى تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم، ليس هذا فقط بل يُحَرِّمون على المصريين الاحتفال بأية مناسبة إلا بعيد الفطر وعيد الأضحى، وفي رد بليغ من الرئيس عبد الفتاح السيسي على هذه الدعوات وللعام الثاني على التوالي، زار مساء أمس الأربعاء 6 يناير 2016، الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لحضور قداس عيد الميلاد المجيد، فيما أكدت مصادر كنسية أن الزيارة كانت «متوقعة». وكأنه لا وجود لهذا الفصيل السلفي، غير مكترث لتلك الفتاوى الطائفية.
وقال الرئيس، خلال كلمة التهنئة: «كل سنة وانتم طيبين، ويا رب تفضلوا دايمًا بخير، أنا عايز أوصيكم وكل المصريين، محدش أبدًا هيفرق بينا، والموضوع كلنا هنعمله، وإننا لازم نرجع أكتر من زمان».
وخاطب الحضور: «يا رب يديم الحب ما بينا، واوعوا حد يفرقكم، لا ظروفنا السياسية ولا الاقتصادية هي اللي هتأذينا، أكثر حاجة هتأذينا هي إننا نختلف ونفترق، وسنن الله في الوجود هي الاختلاف، وربنا خلقنا كلنا مختلفين، محدش يقدر يخلي الناس حاجة واحدة غير ربنا».
وهتف الحضور «تحيا مصر ويحيا السيسي»، وقاطعهم الرئيس، قائلًا: «تحيا مصر بأهل مصر مش بالسيسي»، وتعهد للبابا تواضروس بانتهاء إصلاح جميع الكنائس المصابة بأضرار قبل نهاية العام الجاري، ما قابله البابا وحضور قداس عيد الميلاد بكاتدرائية العباسية بالتصفيق الحاد والهتاف.
واستطرد السيسي: «معلش إحنا اتأخرنا في إصلاح الكنائس اللي اتحرقت، وإن شاء الله كل ده هيخلص السنة دي، وبسرعة، والعام القادم لن يكون أي بيت وكنيسة بيهم أي ضرر، وده حقكم، ونحن مش هننسى إنكم ولا لقداسة البابا الموقف الوطني الشريف اللي اتعمل خلال الفترة الماضية».
وفيما قال البابا تواضروس: "إن زيارة الرئيس وتهنئته تمثل تهنئة من الشعب كله للأقباط، مشيرًا إلى أنها لفتة طيبة، وتعبر عن المشاعر الصادقة". وأكدت مصادر كنسية أن الزيارة كانت متوقعة، مشيرة إلى أن جهات أمنية أبلغت الكاتدرائية قبل القداس بساعات باحتمال زياره الرئيس، وشددت الإجراءات الأمنية حول الكاتدرائية التي أشرف عليها اللواء مجدى عبدالغفّار، وزير الداخلية.
تأتي هذه الزيارة رغم اتفاق الدعوة السلفية، والجبهة السلفية المؤيدة لجماعة الإخوان الإرهابية، في وقت سابق على تحريم تهنئة الأقباط في أعياد ميلادهم، بعدما زعمتا أن تهنئة الأقباط حرام وأشر من شرب الخمر. 
ياسر برهامي نائب
ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية
وأفتى ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، أن التهنئة بالأعياد المرتبطة بالعقيدة أشر من شرب الخمر وفعل الفواحش- على حد قوله- وقال في فتوى له في أحد الدروس الدعوية: "التهنئة بالأعياد المرتبطة بالعقيدة أشر من شرب الخبر وفعل المنكرات، والملتحون الذين يهنئون الأقباط ليسوا منا، فليس كل ملتحٍ يُحمل على الدعوة السلفية". وتابع نائب رئيس الدعوة السلفية: "موقف الدعوة السلفية في غاية البيان والوضوح فنحن لا نهنئ الأقباط، وبشكل علني قلنا ذلك في وسائل الإعلام، ورددنا على من يقولون: إن هذا من البر، فهذا كذب لأنه ليس من البر في شيء، ولكن من الموالاة لهم". مستشهدا بالآية الكريمة: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض} . واستطرد برهامي: "يقولون إنها من باب المجاملة، فالمجاملة لا تكون على حساب الدين، مشيرًا إلى أن المسيح رجل معظم عندنا، نحبه عليه السلام، وهذا نبي من أنبياء الله، لكن الاحتفال بمولده بدعة.
سامح عبدالحميد، القيادي
سامح عبدالحميد، القيادي بالدعوة السلفية
وقد استنكر سامح عبدالحميد، القيادي بالدعوة السلفية، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الكنيسة الأرثوذكسية، لحضور قداس عيد الميلاد، وتهنئة المسيحيين، معتبرًا زيارته تغذية للإرهاب والتكفير، خاصة أنه سيتم استغلالها ضد الإسلام، واصفًا في نفس الوقت ذلك بـ"المصيبة".
أضاف عبدالحميد في تصريحات لـ"التحرير"، أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والرئيس الأسبق، حسني مبارك، لم يزورا الكنيسة قط، إنما كانا يرسلان مندوبين عنهما، مشيرًا إلى أنه ليس من الحنكة السياسية ولا الشرعية زيارة الرئيس بنفسه؛ لأن ذلك يُعطي فرصة للنصارى، للمطالبة ببناء كنائس أكثر، بجانب تضييقه من الناحية الأخرى على مشايخ الدعوة السلفية، في اعتلائهم المنابر، ولم يسع إلى حلها.
ونصح عبدالحميد، الرئيس السيسي، بالتوبة إلى الله عما فعله، وأن يختار كلًّا من، نائب الدعوة السلفية ياسر برهامي، الداعية السلفي محمد حسان، مستشارين يستفتيهما في الأمور الشرعية، لما فيه صالح البلاد، ضاربًا عرض الحائط بالمؤسسة الدينية الرسمية (الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء) وكأن برهامي وحسان أعلم من علماء الأزهر الشريف وأقدر على الفتوى من دار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية.
وتابع عبدالحميد: "الدعوة السلفية لم توقع شيكًا على بياض للرئيس السيسي وليس علينا فواتير لأحد، وسنُعارضه عندما يُخطئ، ونحن أبرياء من تلك الزيارة، لافتًا إلى أنه عندما ذهب الرئيس المعزول محمد مرسي للعزاء في وفاة البابا شنودة، تحدث بكلام فاحش مخالف للعقيدة الإسلامية، وتم معارضته على ذلك".
أحمد عبدالحميد، القيادي
أحمد عبدالحميد، القيادي بحزب النور، والدعوة السلفية
كما استنكر أحمد عبدالحميد، القيادي بحزب النور، والدعوة السلفية، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكاتدرائية المرقسية، أمس الأول، أثناء قداس عيد الميلاد لتهنئة المصريين المسيحيين بالعيد. وقال عبدالحميد، في بيان له: إن "مداهنة النصارى، ومحاولة استرضائهم بكل طريق لم تنفع مبارك، ولا الدكتور مرسي، لا عند الغرب ولا عند نصارى مصر أنفسهم، وبرغم علمانية مبارك فإنه لم يحضر احتفالات الكنيسة بأعيادها كما فعل الرئيس السيسي، وحتى الدكتور محمد مرسي حضر هذه الاحتفالات الكفرية قبل توليه الرئاسة؛ فلما تولاها امتنع وأوفد من ينوب عنه، وهذا في حد ذاته أيضاً محرم، أما أن يحضر الرئيس بنفسه الاحتفال فلا أرى ذلك إلا خطوة في طريق منحدر مظلم العاقبة، ولله عاقبة الأمور". وأضاف أحمد الشحات، القيادي بالدعوة السلفية، في تعليقه على الزيارة: "لا تدخلوا على المشركين في يوم عيدهم كنائسهم؛ لأن السخطة تتنزل عليهم، فرحمك الله ورضي عنك يا أمير المؤمنين، فعودوا إلى خير الهدي".
فهل يستطيع شيخ الأزهر إقامة دعوى ضد السلفيين بتهمة ازدراء الأديان بسبب هذه الفتاوى؟ وهل يستطيع وزير الداخلية أن يقيم دعوى أيضاً ضدهم بتهمة تكدير السلم العام بسبب هذه الفتاوى التي تثير المشكلات والاحتقان الطائفي بين المواطنين.
إن مرجعية المسلمين القرآن والسنة، وقد قال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 9]. 

شارك