مصطفى مشهور وإعادة الحياة للنظام الخاص والتنظيم الدولي للجماعة الإرهابية
الإثنين 15/سبتمبر/2025 - 08:42 ص
طباعة

لم يكن مصطفى مشهور مجرد مرشد خامس لجماعة الإخوان المسلمين، بل يُعدّ أحد أبرز مهندسي ما يُعرف بـ"التأسيس الثاني" للتنظيم، ورجل الظل الذي أدار خيوط الجماعة لعقود طويلة من وراء الكواليس. فقد بدأ رحلته مبكرًا داخل الإخوان منذ ثلاثينيات القرن العشرين، متنقلاً بين صفوف "التنظيم الخاص" وسجون عبد الناصر، ليخرج أكثر تشددًا وإصرارًا على إعادة بناء الجماعة بروح الصقور. وبالرغم من تقديمه خطابًا سياسيًا يتسم بالبراغماتية والتحالفات المرحلية، ظل مشهور في عمقه وفي اختياراته وفياً لفكرة التنظيم السري والولاء الحديدي للبيعة، الأمر الذي جعل الجماعة في عهده تعيش ازدواجية بين الوجه العلني السياسي والوجه الباطني العقائدي.
تكمن أهمية دراسة سيرته في أنه لم يكن قائدًا عابرًا، بل كان بمثابة "المفصل التاريخي" الذي نقل الإخوان من مرحلة الدعوة والتربية التي نادى بها عمر التلمساني، إلى مرحلة التنظيم الحديدي القطبي الذي خرج من عباءته تلاميذه الأوفياء؛ محمود عزت، محمد بديع، وخيرت الشاطر. هؤلاء الذين ورثوا أفكاره وتبنوا مشروعه القطبي جعلوا الجماعة في عزلة عن المجتمع، محاصرة في خطاب الاستعلاء الإيماني ومشروعات التمكين المؤجل، وهو ما مهد لتحولها لاحقًا إلى كيان أكثر انغلاقًا وصدامًا.
المولد والنشأة
ولد مصطفى مشهور في 15 سبتمبر 1921 بقرية السعديين التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، حيث بدأ رحلته التعليمية في الكُتّاب، قبل أن ينتقل إلى التعليم الأولي ثم المدرسة الابتدائية بمنيا القمح. واصل دراسته الثانوية بين الزقازيق والقاهرة، ليكمل مساره الجامعي في كلية العلوم بجامعة القاهرة، التي تخرج منها عام 1942. عقب تخرجه، التحق بالعمل في مصلحة الأرصاد الجوية بوظيفة "متنبئ جوي"، متنقلاً بين الإسكندرية والقاهرة، قبل أن يُبعد إلى مرسى مطروح في يونيو 1954.
انفتاحه المبكر على جماعة الإخوان المسلمين بدأ وهو في الخامسة عشرة من عمره، حين كان يتردد على أحد مساجد القاهرة أثناء دراسته الثانوية. هناك تعرّف إلى أحد شباب الجماعة الذي اصطحبه إلى شعبة الحي، ثم إلى المركز العام ليستمع لأول مرة إلى حسن البنا، مؤسس الجماعة. لم يمر وقت طويل حتى بايع مصطفى مشهور الجماعة عام 1936، ليبدأ مساره الطويل داخل التنظيم.
تميز نشاطه داخل الإخوان بوضوح، الأمر الذي جعله ضمن العناصر التي وقع عليها الاختيار للانضمام إلى "التنظيم الخاص"، الجهاز السري للجماعة الذي تولى إعداد أعضائه تدريبياً وعسكرياً. سرعان ما أصبح مشهور من أنشط عناصر هذا الجهاز وأكثرهم التزاماً بالسرية والانضباط، وهو ما دفع ثمنه مبكراً حين اعتُقل عام 1948 على خلفية ما عُرف بقضية "السيارة الجيب"، ليقضي ثلاث سنوات كاملة في السجن.
لم تتوقف مسيرة الاعتقالات عند هذا الحد، ففي عام 1954 ألقي القبض عليه مجدداً من مقر عمله بمرسى مطروح، ليُنقل إلى السجن الحربي ثم يُعرض على محكمة الثورة التي حكمت عليه بعشر سنوات أشغال شاقة. تنقّل بين سجن طره ومعتقل الواحات، قبل أن يخرج عام 1964، لكنه ما لبث أن اعتُقل للمرة الثالثة عام 1965، ولم يُفرج عنه إلا عام 1971، ليكون مجموع سنوات سجنه ستة عشر عاماً شكلت أبرز ملامح مسيرته مع الإخوان.
مشهور والتأسيس الثاني للجماعة
بعد خروجه من السجن في مطلع السبعينيات، لم يتأخر مصطفى مشهور في العودة إلى صفوف جماعة الإخوان المسلمين، حيث انخرط من جديد في العمل التنظيمي، وسرعان ما أصبح من أبرز المقرّبين إلى عمر التلمساني، المرشد الثالث للجماعة. ومع مجموعة من القيادات التاريخية، عمل مشهور على إعادة بناء التنظيم الذي كان قد تشتت بفعل ضربات الأمن، وساهم في تثبيت أركانه الداخلية وتوسيع قاعدته.
عقب اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، اضطر مشهور إلى مغادرة مصر رفقة بعض أعضاء مكتب الإرشاد، فانتقل أولاً إلى الكويت ثم إلى ألمانيا حيث استقر خمس سنوات. في مدينة فرانكفورت، لعب دوراً محورياً في تأسيس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، الذي مثّل نقطة تحول استراتيجية للجماعة بانتقالها من حدودها المحلية إلى آفاق عالمية. كان مشهور صاحب الكلمة العليا في القضايا الاستراتيجية، وأسهم مع إخوانه هناك في رسم ملامح هذا الكيان العابر للحدود.
وفي عام 1986، عاد مصطفى مشهور إلى القاهرة بترتيب خاص تم عبر صفقة مع النظام المصري، لعب فيها القيادي صلاح شادي دور الوسيط. عُيّن نائباً للمرشد العام محمد حامد أبو النصر، لكنه كان عملياً القائد الفعلي للجماعة، إذ تولى إدارة شئونها من خلال مكتب الإرشاد الذي كان يسيطر عليه، ما جعل نفوذه ممتداً منذ رحيل المرشد الثاني حسن الهضيبي وحتى ما بعد التلمساني.
ومع تدهور صحة المرشد أبو النصر في سنواته الأخيرة، استبق الإخوان وفاته وبايعوا مصطفى مشهور سراً مرشداً للجماعة. وبعد وفاة أبو النصر ودفنه في فبراير 1996، أعلن المستشار محمد المأمون الهضيبي خبر البيعة، فتقدم القيادي لاشين أبو شنب وبايع مشهور علناً، تبعه عدد كبير من الإخوان. تولى مشهور منصب المرشد الخامس للجماعة لمدة ست سنوات، ثم جُددت ولايته في عام 2002 لدورة ثانية، وفقاً للوائح الداخلية للجماعة، ليكرس مكانته كأحد أبرز قادة التنظيم في تاريخه الحديث.
البراجماتية الإخوانية تعني مصطفى مشهور
عندما تولى مصطفى مشهور منصب المرشد العام للإخوان المسلمين، اتسمت استراتيجيته بالبراغماتية السياسية. فقد ركّز على رسم مسار يضمن للجماعة حضوراً مؤثراً في المشهد العام دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة مع الدولة، وهو ما كان يحرص على تجنبه باستمرار. وتجلّى هذا النهج في تحالفات انتخابية مدروسة مع بعض الأحزاب، مثل الوفد والعمل، إضافة إلى مشاركة نشطة في الانتخابات البرلمانية والنقابية، حيث تمكنت الجماعة من تحقيق مكاسب لافتة بفضل هذه الترتيبات السياسية.
كان أول هذه التحالفات مع حزب الوفد عام 1984، حيث دخل الإخوان الانتخابات تحت مظلته لاعتبارات واقعية: فمن جهة، كانت الجماعة محظورة سياسياً، ومن جهة أخرى، كانت تملك تنظيماً قوياً وقاعدة واسعة من الأعضاء والأنصار، ما وفّر للوفد قوة انتخابية مضاعفة. بالنسبة لمشهور، مثل هذا التحالف فرصة لإظهار الإخوان كقوة وطنية معارضة لنظام مبارك، دون أن تخسر الجماعة استقلاليتها أو تُستدرج إلى صدام مباشر مع السلطة.
وتواصلت سياسة التحالفات لتأخذ أشكالاً مختلفة، فبينما كان تحالف الإخوان مع الوفد ذا طبيعة وقتية، حمل تحالفهم مع حزب العمل والأحرار عام 1987 طابعاً أيديولوجياً. فقد خاض هذا التحالف الانتخابات تحت شعار «الإسلام هو الحل»، وهو ما أدى عملياً إلى تغيير هوية حزب العمل، الذي تخلّى عن توجهه الاشتراكي لصالح خطاب إسلامي جديد تبناه أمينه العام عادل حسين. وسرعان ما تحولت جريدة «الشعب» الناطقة باسم الحزب إلى منبر للجماعة، لتكون النتيجة أن الإخوان حققوا مكاسب سياسية واضحة، فيما ظل مصطفى مشهور يروّج أن هذه التحالفات لا تتعارض مع استراتيجية "التمكين" الإخوانية بعيدة المدى.
أما في ما يتعلق بحزب الوسط، فقد اتخذ مشهور موقفاً حاسماً بالرفض. ففي أبريل 1996، اعتُقل 13 من قادة الإخوان على رأسهم محمد مهدي عاكف بتهمة العمل على تأسيس الحزب كواجهة شرعية للجماعة المحظورة. ورغم صدور أحكام بالسجن على بعضهم، نفى مشهور أي صلة للجماعة بالمبادرة، مؤكداً أن الحزب «ليس حزب الإخوان، ولا واجهة لهم، ولم تُرخص به الجماعة»، مشيراً إلى أن من شاركوا في تأسيسه تصرفوا من تلقاء أنفسهم. بهذا الموقف، حافظ مشهور على خط الجماعة الاستراتيجي القائم على البقاء موحدة تحت مظلة التنظيم الأم دون السماح بتفريخ كيانات موازية قد تضعف قبضتها التنظيمية.
موقفه من المملكة العربية السعودية
شدد مشهور على ان علاقة الاخوان بالسعودية لا تأخذ منحنى نحو الهبوط ليس من ناحيتهم، بل من ناحية المملكة.. هي التي اتخذت هذا الموقف
وقال "لكننا سعداء بالسعودية أيام 54، وعبد الناصر، وكان يأوي الإخوان إلى السعودية ويجدون الراحة والأمن.. وتدخل الملك فيصل للوساطة حول المحكوم عليهم بالإعدام، وخفف عن البعض حكم الإعدام.. ونقدر هذا الموقف، ونذكره للسعودية دائماً.. لكننا لم نقف ضد السعودية، ولم نهاجم السعودية في أي موقف لكن هي التي اتخذت موقفاً منا نحن لم نخذلها.. نحن خَطَّأنا أن تقود أمريكا المعركة، وتبدو وكأنها هي المنقذة.. فلو أن العرب اتفقوا مع بعضهم، وحشدوا قواتهم ضد العراق كانت ستنتهي المسألة، ولم يكن العراق ليواصل اعتداءه.. لكننا استعنا بالأعداء.. وهم بالفعل أعداء.. ولا نعتبر أمريكا صديقة أبداً.. هذا هو ما كنا نقوله، ولذلك حشدوا جيوش ستين دولة في السعودية لأنهم يعرفون أن البترول يهم هذه الدول كلها.
آراؤه
في حوار له مع جريدة المسلمون (15 نوفمبر 1996)، وصف مصطفى مشهور نفسه بأنه "رجل الكواليس" و"صاحب اللمسة الخفية"، معترفًا بأنه قاد لسنوات طويلة التنظيم السري داخل الجماعة، وهو الجهاز الأكثر حساسية وغموضًا في تاريخ الإخوان. بهذا التصريح، لم يكتف مشهور بتأكيد ما يقوله خصومه، بل أراد أن يثبت أن قيادة الظل كانت جزءًا من طبيعة الحركة.
هذا الاعتراف يكشف عقلية "إدارة من وراء الستار"، حيث يظل المرشد أو القائد الفعلي بعيدًا عن الأضواء لكنه يحرك القرارات. وهو ما رسخ صورة الإخوان كتنظيم مزدوج الوجه: علني يقدّم نفسه سياسيًا ودعويًا، وسري يتحكم في القرار الفعلي.
أكد مشهور أن "المحن" جزء من هوية الإخوان منذ عهد حسن البنا، مستندًا إلى القرآن والسيرة النبوية لتبرير السجون والمطاردات باعتبارها "ابتلاءً ربانيًا" يمهد للتمكين. بالنسبة له، الاعتقال والهزيمة السياسية ليسا فشلاً بل "برهان شرعي" على صحة المسار.
هذا الخطاب يوظف الدين لتأويل الهزائم كـ"امتحان"، ما يحافظ على ولاء الأعضاء ويمنع التشكيك في قيادة الجماعة. لكنه في الوقت نفسه يكرّس عقلية الضحية، ويُبقي التنظيم في حالة انتظار دائم للتمكين المؤجل.
أوضح مشهور أن الإخوان لم يبدأوا الصدام، بل الدولة هي التي منعتهم من العمل السياسي، معتبرًا أن خوف السلطة من شعبيتهم في النقابات والانتخابات هو سبب التضييق. وحاول أن يرسم صورة للجماعة كقوة ملتزمة بالديمقراطية، لا تسعى لقلب الأنظمة بالعنف، بل عبر صناديق الاقتراع.
هذا الموقف يعكس استراتيجية دفاعية، لكنه يغفل أن الدولة كانت ترى في مشروع الإخوان تهديدًا وجوديًا، لا مجرد منافسة انتخابية. وهو يوضح الفجوة بين خطاب الجماعة المعلن عن "الالتزام الديمقراطي" ومشروعها الحقيقي القائم على مرجعية فوق دستورية (الشريعة).
اعتبر مشهور أن البيعة داخل الإخوان عقد يضمن الانضباط ويمنع الانحرافات الفردية، مشددًا على أنها ليست ولاءً شكليًا، بل التزام صارم يحمي وحدة الصف. وميّز بين نهج الإخوان وبين جماعات العنف، معتبرًا أن البيعة تمنع الفوضى والعنف الفردي.
البيعة هنا أداة لضبط الأعضاء وإخضاعهم للقيادة، وهي ما يجعل الجماعة "تنظيمًا حديديًا" أكثر منها حركة دعوية. هذا يفسر كيف استطاع مكتب الإرشاد السيطرة على مئات الآلاف من الأعضاء عبر أداة دينية/تنظيمية في آن واحد.
طرح مشهور مشروعًا لإقامة "دولة إسلامية عالمية"، شبّهها بالولايات المتحدة حيث تتوحد ولايات متعددة تحت كيان واحد. وأكد أن المشروع طويل المدى، ربما يحتاج قرنًا، لكنه ضروري لتوحيد المسلمين تحت راية الشريعة.
هذه الرؤية تكشف الطابع الأممي لفكر الإخوان، حيث يتجاوزون حدود الدولة الوطنية. ورغم واقعيته في الحديث عن طول المدى، فإن المشروع يعكس عقلية "الحلم المؤجل" الذي يظل يبرر استمرار التنظيم ووجوده حتى في غياب إنجازات ملموسة.
حرص مشهور على تبرئة سيد قطب من تهمة التكفير، مشيرًا إلى أن قطب لم يكفّر عموم الناس بل ركز على "المفاصلة" مع الحكام. وأكد أن سوء الفهم من بعض الشباب هو ما أوجد تيارات التكفير.
هذا الدفاع يهدف لإعادة إدماج قطب في تراث الإخوان دون تحمل وزر العنف الذي ارتبط باسمه. لكنه في الوقت نفسه يُبقي الباب مواربًا أمام الفكر القطبي كمرجعية، مع إلقاء اللوم على "سوء الفهم" لا على النصوص نفسها.
أكد مشهور أن الدين هو الوسيلة الأنجع لإقناع الناس بالتصويت، في مقابل القومية أو الاشتراكية. ومن هنا جاء شعار "الإسلام هو الحل". ورأى أن الإصلاح يجب أن يتم تدريجيًا عبر الدستور والانتخابات، رافضًا الفصل بين الدين والسياسة.
هذا الموقف يحول الدين إلى أداة انتخابية، ويُضفي على الممارسة السياسية طابعًا مقدسًا يصعب نقده. وهو ما جعل شعار "الإسلام هو الحل" سلاحًا سياسيًا بقدر ما هو دعوي.
قال مشهور إن الإخوان ليسوا حزبًا بالمعنى التقليدي، بل "جماعة شاملة" تعلو فوق الأحزاب. ورغم رفضه لفكرة التحزب الضيق، أكد أنهم يتركون للناس حرية الاختيار والاجتهاد.
هذا الطرح يضع الإخوان في موقع "الوصي" الذي يدّعي تمثيل الإسلام العام، بينما يمارس السياسة عمليًا كأي حزب. إنه خطاب يدمج بين الشمولية الدينية والسيطرة التنظيمية.
أشار مشهور إلى أن عبد الناصر كان سببًا غير مباشر في ظهور التنظيم الدولي، بعد هجرة الإخوان في الخمسينيات والستينيات. هؤلاء شكلوا نواة لفروع عالمية نسّقتها المؤتمرات. ونفى وجود هيمنة مصرية، مؤكدًا أن كل فرع يكيف نفسه وفق بلده.
هذا التصور يعكس محاولة لتبرئة التنظيم من صفة "المركزية القاهرة"، لكنه يتجاهل أن الإخوان ظلوا يحتفظون بقدر من التنسيق العالمي. كما أن "صناعة ناصر" هنا قراءة براجماتية تحوّل القمع إلى فرصة انتشار.
قال مشهور إن الشيخ محمد الغزالي عاد في آخر حياته إلى الإخوان وأعلن التزامه بخطها، فيما بقي يوسف القرضاوي في قطر لكنه ظل على ولائه الفكري للجماعة.
إبراز رموز مثل الغزالي والقرضاوي هدفه إظهار أن الجماعة تحظى بدعم كبار العلماء، بما يمنحها غطاءً شرعيًا وفكريًا. لكنه أيضًا يوضح أن الإخوان كانوا بارعين في الحفاظ على شبكة من العلماء المتعاطفين، لتعزيز مكانتهم الدعوية والسياسية.
وفاته
أصيب مصطفى مشهور بجلطة دماغية أدخلته في غيبوبة استمرت سبعة عشر يوماً، منذ التاسع والعشرين من أغسطس وحتى وفاته في الساعة السادسة مساء الخميس الرابع عشر من سبتمبر عام 2002م وشُيعت جنازته يوم 15/9/2002) من مسجد السيدة رابعة العدوية بمدينة نصر في القاهرة ودفن في مقابر (الوفاء والأمل).
بوفاته أُسدل الستار عن واحدٍ من الشخصيات الغامضة والأكثر نفوذا داخل الجماعة، منذ أن كان نائبًا ومرشدا فعليا لها، والذي دشن مع رفاقه تيار الصقور في التأسيس الثاني فبداية من اختطاف "التنظيم الخاص" للجماعة ومشهور كان حائط ضد جميع محاولات المرشد عمر التلمساني، الذي حاول أن يستعيد منهج الدعوة والتربية، ليستولى بشكل رسمي عام 1986 وبعد وفاة التلمساني على التنظيم .
" تلاميذه النجباء في التنظيم القطبي" بداية من محمد بديع، ومحمود عزت وخيرت الشاطر، أطراف الحلقة الأضيق في صناعة قرار الجماعة حاليا، قضوا على الجماعة نهائيا بأفكار سيد قطب بعد أن قام مشهور بإحياء رسالة التعاليم، التي كتبها خصيصاً لأعضاء "التنظيم الخاص"، وعممها على جميع أعضاء التنظيم
مشهور الذى أحيا "التنظيم القطبي" هو من عزل الجماعة على الرغم من موته بتلاميذه الذين جعلهم الاستعلاء الإيماني برسائل وأفكار قطب والبنا في حالة من الانكفاء على أنفسهم وتحولوا إلى "الجيتو" في المجتمع المصرى، ليصنعوا في النهاية إرهابًا جديدًا للمجتمع بدأه مشهور منذ سنوات بارتداده للتنظيم الخاص وأفكار القتل والإرهاب.