بعد تعسفها ضد الأكراد.. إيران تواجه هجمات شرسة من "بيشمركة كردستان"

الإثنين 09/مايو/2016 - 09:15 م
طباعة بعد تعسفها ضد الأكراد..
 
تواجه إيران حاليًا حربًا شرسة من قبل "بيشمركة كردستان إيران" ربما ستكون الثمن الذي تدفعه دولة الخميني لحربها في سوريا والعراق، وقد أعلن البيشمركة عن وقوع عشرات الإصابات بين قتيل وجريح في صفوف "الحرس الثوري الإيراني" إثر هجوم قام به المقاتلون الأكراد على قواعدهم في إيران.
بعد تعسفها ضد الأكراد..
وقال موقع " ARA News"  إن الهجوم استهدف مواقع "الحرس الثوري" في قرى "همران وميوني وسرتجة" التابعة لمدينة "سردشت" في محافظة "أرومية" شمال غربي إيران وكان "حسين يزدان بنا" قائد الجناح العسكري لحزب "الحرية الكردستاني" أعلن، منذ أسبوعين، عن استئناف المعارك ضد القوات الإيرانية "بعد استراحة لمدة عشر سنوات ستبدأ خلايا في إقليم كردستان الإيراني بتنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات الإيرانية، وأن الهجوم المباغت الذي نفذته البيشمركة أدى إلى مقتل 8 جنود على الأقل بالإضافة لإصابة 60 آخرين بجراح قبل قدوم التعزيزات، وانسحاب المقاتلين الأكراد"  وتعد هذه العملية جزءًا من المعارك التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي 4  مايو 2016م  وتعتبر محافظة "أرومية" ذات الغالبية الكردية معقلاً رئيسياً للحركة الكردية في إيران. 
 وقال "بهروز كرمانشاه" الصحفي الإيرانى "إن استئناف الحرب ضد إيران بات ضرورة لأن الوضع في كردستان الإيرانية أصبح لا يطاق، خاصة مع عمليات الإعدام التعسفية ضد الأكراد"، حيث يقوم النظام الإيراني بحملات اعتقال ومضايقات ضد الأكراد بشكل مستمر،  وأن هناك مخاوف  من الأكراد الإيرانيين من تدخل ميليشيا "حزب العمال الكردستاني  PKK" المتحالفة مع إيران والتي تلقى دعماً كبيراً من طهران، وإعاقتها للعمليات العسكرية ضد قوات النظام الإيراني.
بعد تعسفها ضد الأكراد..
الاضطهاد الإيرانى  للأكراد ليس بجديد،  ففي  مايو 2015م عم الإضراب  الكردي  في مدينة مهاباد الإيرانية ذات الأغلبية الكردية بعد يومين من المظاهرات احتجاجًا على محاولة موظف حكومي إيراني الاعتداء جنسيًا على فتاة كردية انتحرت هرباً منه على الرغم من أن الحكومة الإيرانية نفت ما ورد في خبر الاحتجاجات على قيام أحد موظفيها بمحاولة اغتصاب الفتاة، وقالت إن صاحب محاولة الاغتصاب ليس موظفا في وزارة سياحتها، وأنها ألقت القبض عليه بعد أن اتضح أنه كردي وأن من احتجوا كانوا مدفوعين من الخارج.
لكن التصريح الحكومي لم يمنع حزب كومله الكردستاني الإيراني من الدعوة لتوسيع المظاهرات الكردية إلى جميع المدن ذات الأغلبية الكردية وطالب الحكومة الايرانية بإيقاف التمييز القومي و الطائفي ضدهم وقد رجحت الحصيلة الأخيرة لقتلى وجرحى ومعتقلي الاحتجاجات سقوط 70 شخصًا بين قتيل وجريح واعتقال المئات نتيجة للجوء قوات الأمن إلى العنف الشديد خلال تصديها للمتظاهرين.
بعد تعسفها ضد الأكراد..
وخاض أكراد إيران مواجهات مع السلطات الإيرانية المتعاقبة منذ مطلع القرن الماضي، ضمن عناوين وأهداف اختلفت وفق الظروف السياسية الإقليمية والدولية، وذلك على غرار "نضال" الكرد في العراق وتركيا، الذي اعتبرته أنظمة هذه الدول "تمردًا، ورغم الأهداف الكثيرة التي اختلفت بين الانفصال لإقامة الدولة الكردية المنشودة، وتحقيق الاستقلال الذاتي، ربما تمهيدا للاستقلال النهائي، واستعادة الحقوق من الأنظمة كاعتراف الدول الأربع باللغة الكردية، إلا أن الثابت الوحيد في معاناة الكرد، هو الحرمان والمعاناة.
ففي إيران، حيث تبلغ نسبة الأكراد، وفق موقع الاستخبارات الأمريكية على الإنترنت، 10 % من أصل أكثر من 75 مليون نسمة، هم مجموع الشعب الإيراني، اتسمت العلاقة بين الكرد والأنظمة المتعاقبة بالمد والجزر، ولم تخل من صدامات دامية فأكراد إيران، الذين ينتشرون على وجه الخصوص في محافظات كردستان وكرمانشاه وأذربيجان الغربية وإيلام في شمال إيران وغربها، كادوا، بعد عدة نزاعات، يحققون حلم الدولة عام 1946، حين أعلنوا "جمهورية مهاباد" في عهد الشاه الإيراني، محمد رضا بهلوي.
بعد تعسفها ضد الأكراد..
لكن السلطات الإيرانية نجحت، بعد أشهر قليلة، في القضاء على الدويلة الوليدة، لتستمر علاقة المد والجز مع نظام الشاه، وصولا إلى عام 1979 حين أطاحت ما تسمى بالثورة الإسلامية بنظام الشاه وسمحت "لولي الفقيه" الخميني بقيادة البلاد ورفضت الأحزاب الكردية في إيران الدستور الإيراني الجديد، بعد أن اعتبروا أنه يكرس العنصرية والتفرقة بين المواطنين، مما دفع الخميني إلى إصدار فتوى ضد الأكراد تعتبر أن "الكرد كفار"، وقصفت الطائرات عدة مناطق كردية.
بعد تعسفها ضد الأكراد..
وأسفر قمع السلطات الإيرانية لانتفاضة الأكراد وكفاحهم المسلح، الذي استمر من 1979 إلى 1988، تاريخ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، عن مقتل 3 آلاف كردي، حسب مسؤول العلاقات العربية في حزب الكوملة الكردستاني الإيراني، سوران بالآتي وأقدمت السلطات الإيرانية على اغتيال عدد من قادة الأكراد، من أبرزهم زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، عبد الرحمن قاسملو، الذي قتل على يد المخابرات الإيرانية في فيينا عام 1989، حيث كان يخوض مفاوضات مع النظام الإيراني نفسه، واستمرت السلطات الإيرانية في اغتيال قادة الأكراد، وفي القمع السياسي المتمثل بمنع الكرد من المشاركة في الحياة السياسية بشكل مستقل وحظر الأحزاب الكردية، وأهمها حزب الكوملة والحزب الديمقراطي الكردستاني، التي لا تهدف إلا إلى إقامة نظام فيدرالي في إيران وانتقلت هذه الأحزاب خلال عقود من المطالبة بحقوق الأكراد وباقي الأقليات العرقية في إيران، إلى التشديد على نظام فيدرالي،  وتعمل التيارات الكردية  حاليا على تشكيل "الجبهة الكردية الموحدة" للتنسيق سياسيا ودبلوماسيا . 
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن  ايران حاليا تشهد حربًا شرسة  من قبل "بيشمركة كردستان إيران"  ربما ستكون الثمن الذي تدفعه دولة الخميني لحربه فى سوريا والعراق  .

شارك