معتصم سمارة.. أسير في سجون الاحتلال

السبت 04/أكتوبر/2014 - 02:15 م
طباعة معتصم سمارة.. أسير
 
"إنه واقع الاحتلال، ونحن مضطرون للتكيف معه، لا تتوقع من عدو يحتلك أن يقدم لك شيئا طيباً.."، بهذه الكلمات تحدث تيسير كامل سمارة "أبو المعتصم" عن واقع أسرته التي فرق شملها الاحتلال، وبقلب يتحرق شوقا لأبنائه الثلاثة أخذ يكشف عن واقع الأسر الفلسطينية وهي تستقبل عامها الجديد محترقة تحت الرماد الذي خلفته جنازير الآليات التي أحرقت كل أخضر في المدن الفلسطينية المحتلة.

حكاية أسير

حكاية أسير
معتصم سمارة ولد في 13 نوفمبر 1977، وهو الابن الأكبر للعائلة
تعود حكاية عائلة تيسير سماره مع الاحتلال إلى عمق التاريخ الحديث فالأسرة ذاقت من ويلات الاحتلال منذ قدومه الكثير، "أبو المعتصم" وهو اليوم في الخمسينيات من عمره أمضى عاما كاملا في الاعتقال ويقول عن تلك التجربة: "عندما يفرض عليك الواقع ما لا تريد يجب أن تكون لك إرادة ولهذا قد تدفع الثمن، أنا دفعت ثمنا في السبعينات واليوم أبنائي يدفعون نفس الثمن".
الأرض الجريحة والوطن السليب مفردات عشقها آل سمارة، وتناقلوا حبها من الأب للأبناء الذين اعتقل أكبرهم معتصم لأول مرة في 14/12/1994 وهو في السادسة عشر من عمره، حينها أمضى 8 أشهر من الاعتقال في سجني "الفارعة" و"النقب" الصهيونيين.. تقول أمه: "كان في الصف الأول ثانوي، معتصم كان متفوقا في مدرسته، محبوباً بين رفاقه وأقرانه، البسمة الصادقة لم تفارق يوما وجهه الصبوح، اعتقل وهو طفل وشهد جميع من عايشوا فترة اعتقاله على رجولته المبكرة، والد معتصم الذي قضى سنوات عمره متنقلا من زيارة سجن لآخر وراء ابنه مازال يدرك أن للحكاية بقية، روحه المعنوية العالية تخفي خلف شموخها غصة آباء المناضلين الشرفاء، إنهم اليوم يدفعون فاتورة حب الوطن والوفاء للأرض، رغم أنهم ليسوا الوحيدين الذين يعيشون عليها، وحصتهم من خيرها أقل بكثير من الذين لم يقدموا لها إلا القليل ومع ذلك لا تهتم أم المعتصم وكأنها تأخذ من اسم ابنها عنوانا لحكايتها التي تمتد مع الأيام".
خرج معتصم من سجنه في العام 1995 ليعيد دراسة الصف الأول ثانوي الذي اعتقل قبل أن ينهي الدارسة فيه، وفي العام 1997 اعتقل في سجن "الجنيد" الصهيوني ليمضي هناك عامين ونصف العام.
أنهى معتصم دراسته الثانوية من المدرسة الفاضلية في الفرع العلمي، والتحق بكلية التربية يدرس في قسم الرياضة، فهو الشاب الرياضي المبدع في مجال كرة القدم وسبق له أن لعب مع أندية مرموقة فكان ذا موقع متميز مع فريق إسلامي طولكرم ثم مع نادي ثقافي طولكرم الذي غادره للعب في صفوف النادي الاجتماعي الرياضي.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى، اضطر معتصم لمغادرة بيته والالتحاق بسكن طلابي في مدينة نابلس كي يتابع دراسته التي تفوق فيها بشكل منقطع النظير إلى أن اعتقل في 4/5/2001 حيث يقول صهيب البدوي محامي جمعية أنصار السجين لرعاية الأسرى والمعتقلين في طولكرم أن محكمة عسكرية صهيونية قضت بسجنه 14 عاما فعليا بدعوى أنه ناشط في مقاومة الاحتلال 4/10/2002.
معتصم والمعتقل الآن في سجن "شطة" الصهيوني قليلا ما يتمكن من التواصل مع عائلته، زيارات تغيب لأشهر طويلة بسبب إجراءات العقاب ومنع التصاريح وغير ذلك من المعيقات التي يضعها الاحتلال لتحول بين الأسرى وعائلاتهم.

شارك