"منبج" حصن داعش الذي ينهار في ريف حلب الشرقي

الخميس 02/يونيو/2016 - 01:11 م
طباعة منبج حصن داعش الذي
 
 تمثل مدينة منبج أحد قلاع تنظيم داعش الدموي في ريف حلب الشرقي، وتحاول قوات سوريا الديمقراطية طرد التنظيم منها؛ بسبب موقعها الاستراتيجي، وهو الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات منها: لماذا الاهتمام بمحور منبج؟ وإصرار واشنطن على تقديم الدعم الاستخباراتي والمشورة العسكرية لمقاتلين من العرب السوريين والأكراد ضمن هذا الجيب في المعارك الدائرة مع تنظيم داعش، وهل هناك ما يدعو أنقرة لتحتج لدى واشنطن لإقحامها قوات سوريا الديمقراطية في هذا الجيب من المعارك؟
منبج حصن داعش الذي
وفي إطار الإجابة على بعض تلك الأسئلة، يشار إلى أن الأتراك يرون أن معركة منبج تقع في منطقة "الروج آفا" التي يريد أكراد إقامة حكم ذاتي فيها، وهي تسعى جاهدة لمنع الأكراد من تحقيق حلمهم على مدى السنوات الماضية وترى أن وحدات الحماية فصيل إرهابي متمرد في المقابل، أعطى الجانب الأمريكي تطمينات للجانب التركي بأن نسبة القوات الكردية المشاركة لا تزيد عن خمس أو سدس قوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بدعم التحالف الدولي، بينما أكد المرصد السوري أن الغالبية من وحدات حماية الشعب الكردية.
ويرى المسئولون الأمريكيون أن منطقة منبج تعتبر مركزاً استراتيجياً لداعش في استقدام وإجلاء مقاتلي التنظيم من وإلى أوروبا إضافة إلى كونها مدينة رئيسة من المدن التي يركز فيها التنظيم قواته، بيد أن أنقرة من جانبها، كما يرى مراقبون، وبتأييد المعارضة السورية ستدعم دخول قوات البيشمركة السورية التابعة للمجلس الوطني الكردي والمدربة في إقليم كردستان العراق وقوامها أكثر من عشرة آلاف مقاتل سوري، لخلق توازن، كما ترى.
منبج حصن داعش الذي
وأكدت مصادر كردية أن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على منبج هي مسألة أيام، وأن هناك انهيار واضح في دفاعات داعش على الضفة الغربية من نهر الفرات، وأن قوات سوريا الديمقراطية باتت على بعد 10 كيلومترات من منبج، إلا أنه لا يزال من المبكر الآن الجزم بنتائج المعارك؛ حيث لا بد من انتظار سير العمليات على الأرض.
 هذا في الوقت الذي تدور اشتباكات عنيفة على جبهة منبج بريف حلب الشرقي، ويستمر القصف المكثف من صباح الخميس 2-6-2016م على مواقع استراتيجية في المدينة حيث يمهد قصف طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أمام قوات سوريا الديمقراطية للتقدم على حساب تنظيم داعش وقالت كريمة السعيد مراسلة أورينت بأن عناصر تنظيم داعش انسحبت من قريتين في ريف حلب الشرقي، بعد أن أعلنت أمس سيطرتها على 16 قرية ليصبح تنظيم الدولة منسحب من 18 قرية حتى الآن.
وأضافت بأن طيران التحالف قصف بـ 6 صواريخ الطريق البري الوحيد الواصل بين جرابلس ومنبج والذي تسبب بدمار الجسر وقطع الطريق بشكل كامل، كما دمرت طائرات التحالف مركز قيادة وأبراج اتصالات وستة جسور يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية وثمانية مواقع قتالية؛ حيث ركزت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على تدمير جسور قرى "عرب حسن، المحسنلي، الحلونجي، التوخار"، والتي تربط تلك القرى الواقعة شمال وجنوب نهر الساجور.
منبج حصن داعش الذي
وكان مسئولون أمريكيون أكدوا في وقت سابق على أن غارات التحالف بقيادة أمريكية ترمي إلى دعم هجوم بداه "قوات سوريا الديمقراطية" للسيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية قرب الحدود التركية، من تنظيم الدولة.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن المدينة تحمل أهمية كبيرة للتنظيم باعتبارها إحدى قلاع تنظيم داعش الدموي في ريف حلب الشرقي، وهو ما دفع "قوات سوريا الديمقراطية" إلى وقف العملية العسكرية الكبيرة التي أطلقتها قبل أسبوع للسيطرة على ريف الرقة بشكل مفاجئ، لتتوجه هذه القوات وبشكل مريب نحو مدينة منبج، مما يؤكد على أهميتها الكبيرة . 

شارك